صلاة وشعر ومجرات
أو
رحلة الأجزاء إلى الإيقاع الأول
ادوار
موسى
صلاتيْ على لُثُم الليلِ.
بسمِ المهيمنِ
كَلّلتُ ترتيلتي عَرشَ ميْمنةِ الشمسِ
غمغَمَتِ الروحُ، رفَّ رفيفُ معارجها
سَكَبتْ سُدُمًا كانهمارِ حمائمها،
كزفافِ فلولِ مَجرّاتها.
أمامَ وراءٍ وراءَ أمامْ.
* * *
شَمَمْتُ خزامى خبايايْ
تصفّحتُ نهرَ هيولايَ
رفرفتُ شَطرَ سديمِ الضفافْ.
ثملتُ بأفيونِ زنبقتيْ
بساعةِ صفرِ اصفرارِ الجزيئاتِ
بالطّلقِ مسَّ سماءَ النفيرينْ.
ثمِلتُ وصَنْجينِ إهليلجين،
ونجمينِ مُزدلفينِ -
بمأوى المجرّاتِ
يومَ ارتجاجِ ضفافِ المبيضينِ
لاذَ اللّظى بفضاء الألوهة
لاذَ اللهيب بقَيّومه
امتشطَ النجمُ، فارتْ ضفائرُ
بثّ اللهيبُ المُشَـفَّـرُ:
في البدءِ صفّقَ نجمٌ،
ترنمَ بينَ يَبابينِ.
قال الودودُ لأفلاذهِ،
لـ "لا دَوَران" بـلابـله:
كان في البدءِ نجمٌ ...
يفورُ إلى عرشِ طلسمهِ.
تَقَـبَّـبْ كَـكـونِـك
تجلَّ انهمرْ
تـثـنَّ انتثرْ
تـَخطَّـطْ، أفِـقْ، دُرْ
تأبْجَدْ بحرفٍ
دعِ الأبجديةَ
شيّدْ هديل الألوهةِ من "صَـهْ"، وَصمتٍ،
يـُطَـوفِـنـُهُ الشــِّركُ
إن حلال الدّهور حرامْ.
صلاتيَ
في البدءِ كان هطولُ اللظى
غرّدَ القدُّ، مضمضَ أمشاجَه
يا اخضلال أمومتِـهِ،
يا عبيرَ خلودِ الألوهةِ
قـَهْـقِـهْ لـكركرةِ الكونِ في رحم الكون
أمَّ الخليُّ الخليةَ:
هيا ازدَرِدْ قمرينْ
وهيا إلى ....
ازدَرَدَتْ كَرَزًا يتصبّـبُ
سَـمَّـتْ عبور الخليِّ إلى العرشِ
عرسَ التهامْ.
صلاتي
وهل كان في "قبلَ في البدء" نجمٌ؟!
يبثُّ نميرَ نفيرينْ.
أقالَ الودودُ لأفلاذه؟
أمرحى للغز مباخِـرهِ؟
لزمرّد أمشاجهِ؟
تَـنمْـنَـمَ جينومهُ في انبساطٍ
تَـشَـيَّـدَ "اورغازمه" في انضمامْ.
أقالَ الودودُ:
يراعُ الألوهة بثَّ تماتمَ
مِن سُـدُمي والنـّفيرينِ،
من رحمي والعَـبيرينْ.
باسِـطْ نسيجيَ،
زعفِـرْ نشيدَ المخاضِ المغرّدِ في رَحمي.
تطايرْ إليكَ
انتـثـرْ منكَ
فـُه لأبابيلَ أزبَـدَ بَنْدرُها.
أغيضَ الفراغُ إلى قفصٍ؟!
أفراغي بريءٌ رجيمْ؟!
أم المُتجَبِّـر دَوَّمَ عملاقـَهُ
ففارَ، وبارَ، وعامْ.
أم النجمُ آل إلى ....
كيف بثَّ قلائدَ قلـّدها اللغزُ
يا للترنحِ ... "بيغ بانغُ"،
أحْـببْ بـِسَيـْركِ أفلاذِهِ.
أشيّد آهينِ.
أنـَخـْتُ دويَّ انهيارينِ
لا زال من كان أضرمَ نارينِ
يزجي أبابيلَ، قالت على لـُجَجي،
يـُوشوشُ واوينِ غِـبَّ دَفـيفـَينِ،
غِـبَّ مُسلسلتين ومليارِ بدرٍ تمامْ.
* * *
صلاتي
أداوي رضوضًا على وجنة النجمِ:
هل هدهدَ النجمُ أفلاذه؟.
أداوي نسيجًا - تمزّقَ
في نـَجْـرِ ترتيلةِ الوجدِ،
فرَّ على صهوة النصِّ
- كان ارتتاقًا.
تفتتَ شطرَ يبابٍ ظلامْ.
* * *
صلاتي على كبد الليل
باسمِ هبوبِ الجزيئاتِ
ولـّهَـني اللغـزُ فجْـرَ نبيذينْ.
دونك لؤلؤتي بين "كن"، و"نشوءٍ"،
ترشَّـفَ من لاوجودٍ يهـَدْهِـدُ مهدًا:
أنا لاوجودك
- وا "لاوجوداه" -
سمِّ السليلَ وجودًا.
تسلـّقتَ حُـقبـيـنِ
غمْـغَـمْـتَ دهرًا على فـِلذتي
نِـمْـتَ جرمينِ
أهطَـلْتَ نهديْ.
دبَـبْـتَ تحِـنُّ:
حنانـَيْـكَ يا كونُ
عُـد بي إلى رَحِـمي
أين عرشيَ؟!
بئسَ اليبابُ، يبابيَ
بئسَ الفـَطامْ.
* * *
صلاتي إلى صيدلي يحاور عِـشتارهُ
يُـنَـمْـنِـمُ برشامَ أقمارِهِ
يتصفـّحُ شِفرَةَ سومرَ
مَن مِن منارات "أوروكَ"
زَمَّـلَ إنجيلَ تمّوزها؟.
مَن يُـؤَدْنِــسُ أسطورةَ النهرِ؟
أين أدوني؟!
وأين الإلهُ، ويَـمُّ الشقائق
مَنْ مرّ بالكدم بالثـَّلم بالزمهريرْ؟.
أُأَدْنِــسُ أسطورةَ النهرِ.
دارتْ دوائرُ
أين أدوني؟!.
ضفرتُ لجرحِ شقائقهِ:
رذاذًا ورفرفتينْ
ملاذًا وكربلتين
تلوتُ لـِ "لازمكانات" أسطورتي،
مَـيامِـرَ أضْـمِدتي،
ضموري وإقلاعَ لغزي
عبوري ونسرينَ نـَسليَ
رفـْرفتُ خلفَ بزوغِ الخليةِ
يا لازورد أخاديدها
يا مَـيامرَ أضمِدتي.
كـ "لا دورانيْ"
كنثر بلابلِ "لا لغتي".
* * *
صلاتي لِمَن مرّ بالكدم بالثلم.
قامتْ صلاتيَ
يا قرعَ بوّابة الفجرِ
أَذِّنْ ....
يُهَـيْـلِلْ نبـيّـانِ،
شَـفـّرْ فضاءَ ذهولـكَ
بَوصِـلْ
ترَ القطبَ نبرًا نبيّـًا
وومضًا منارًا لنجمٍ إمامْ.
* * *
رشقتُ ضجيجَ دمي
كـَمَـمتُ يَـباب فمي،
بوميضِ مرايايَ:
صه.
قيلَ باخَ اللهيبُ المشفـّرُ
فـَوِّرْ فـُلوليَ،
بَـدِّدْ سدودَ نديفي
تهافتْ على لغزِ إهليلجاتيَ
هِـلْ "دُررًا"
كُـن كَـكـونـك.
لو قيلَ ألـِّهْ إلهكَ،
لو قيل شاعرْ مدادَ مهاويكَ
هل قلتَ: منتقمًا؟
قلتَ صه، قـَعْ، تذلّـلْ.
تدثـّرْ بهفهاف طلسمهِ؟!
أمْ تسلقتَ لغزَ المخططِ:
منْ أغمدَ النصلَ؟!
مَنْ نسفَ النجم؟!
حدّقْ:
كأن المَهـيل غمامْ.
كأن الرذاذ هيامْ.
* * *
صلاتي على ضفتين
كجَـزرٍ على كوكبين
كـ "أطلسَ" أرسلَ إهليلجينْ
على قمرينِ، إلى نيزكينْ.
صلاتي سجودٌ على "اوميغا" بين كونينِ
إبّـان نهرينِ
بين مَـهيلينِ مـُرتـَتِـقين.
أكونٌ يشيع كونًا؟!
* * *
صلاتي إلى الكلِّ
لو صفـّق الكونُ
ساهَـرَني "سَهَـرُ الوردِ"
"أبجدُ هوّزه" مِن هيولى الألوهةِ،
حطـَّتْ على أنهُـرِ الكونِ:
سَـرْبِـلْ دبيبكَ
بَـلْبِـلْ مدادكَ
إن مدادَ انهماراتها،
إن سُـكْـرَ مُهـوَّسـِها،
قـُدَّ مِن لغزِ أفيونِ أكوانها.
إن لغز خفيرِ حدائقها خـُنَّـسٌ لا تنامْ.
* * *
صلاتي رفيفٌ
صلاتي عبورْ
صلاتي نشوءٌ ....
صلاتي ضمورْ
دبيبي إلى دورانِ المعارجِ.
كـَلـّلـْتُ زائرتي -
مِن عقيقِ مناجمها،
من رذاذ مساراتها – قمرين
وترنيمتينِ مُسَـوسَـنـَتينْ.
لآيٍ لنايٍ و نهرٍ هـُزامْ.
* * *
أنا شطرَ ميمنةِ الكون
جبتُ خبايايَ
باريتُ صهوة موكبه.
عبرتُ هيولايْ،
أَمِـمتُ محطة دلتاي.
كان الخفيران فرعينْ.
أنا شطرَ ميمنةِ النجمِ
حَـطـّتْ مُطَوَّقـَتي
أنا الوَمضُ واللا خلية
في برقِ أقراطها.
أنا شَطـْرَ ميمنةٍ، فارَ عملاقها
دال شلاّلُ طوفانها.
دبيبي إلى أرخبيلٍ تـَبـَرْمَـأَ:
هِـمْ كمطوّقة العنق،
حطـّتْ على لازورد نصوصيَ
أمَّ مرافىءَ صومعتي كروانْ.
تلا لملائكة اليمِّ جَـزْرَ جزائرها
اصطفقَ اليمُّ، قال الرذاذُ المقبب:
"لا".
شهَـق القوسُ، بث نصوصًا:
كفى!!
غيضَ ماءٌ سديمٌ لثامْ.
* * *
شهدتُ على قممِ الماء ثرثرةً.
دنا الغصنُ ....
حطّ سوارُ السماء على معصم اليـمّ.
مَن رقش القوسَ؟!
مَن قال يا فجر: "كـُن" ....
طار أرْقـَطـُهُ،
نـَجـَمَ الطورُ، كـَرَّتْ سلاسله،
على لـُجَجٍ، زجرَ الفجرُ شـلالها
قال:
في البدء كانت نصوصي سربَ حمامْ.
* * *
صلاتي .... شممتُ شذًا
صلاتي .... أمِـمْتُ المدارات
في فـَلَـكي مارجٌ كنبيذ المجرات:
لو كان غرّدَ غريدُ زائرتي،
لو سـمتْ سُـدُمي،
حط لؤلؤُ منجمها
على أعصر الـ "بـِليُـسين".
مذنـّبها، فرّ من أرخبيلٍ هجينْ.
إلى خِـدر مرضعةٍ، قال باسطُها
خَـنـَسَ النجمُ في كستناءِ جدائلها،
إلى نـَبْرِ راجفةٍ، خَسَفَ الحرفَ
أغرقَ باخرةَ الأبجديةِ
إن المتاريسَ سينٌ وجيمٌ ولامْ.
* * *
صلاتي أطَـلتُ صلاتيَ
أنهيتُها بِخريرِ عطوريْ
أشيّعُها بـ "سلامٍ على" بـ "هيامٍ"
بـ " نورٍ" "غفورٍ" "صبورٍ" "سلامْ".
* * *
نَكَسْتُ يراعي
نكستُ نصوصي
وداعًا أودّع حبري
براءٌ فمي،
مِن هرير نتوءاتِ نثري
شهدتُ الجنازة، كفـَّنتُ شعري.
مَخَـضْتُ دهورَ خبايايْ:
متى كان إقلاعُ نهر هيولايْ؟.
أنا أنتَ يا كونُ بَلـّلْ فمي.
إنَّ في كبدي كمجرات أسئلتي
صمدًا لا ينامْ.
دنا الكونُ
وا عرشَ صمتاهُ، أيْ كروانَ فمي!
قال قل لهرير حروفك ....
سَـنْبلْ كأهليلج الفجر عنقَ اليمامْ.
* * *
صلاتي وفي "لا اله" أناجيلها
عقيقُ حدائق قرآنها.
أعَـنْـبِـرُ نهر كراوينها،
بألوهة بَسْمَـلتي.
أشـَـيّدُ مِن مجد صمتي هديلاً،
لـيَمِّ الأمومةِ،
لعَـرشِ الألوهةِ،
لصمتِ نداءِ النوابغ في الصور
يُرهِصُ فوق هدير العُـصور:
شمَمْتُ الضراوةَ، يا كُـربة النسلِ
يا كوكبًا تتهارَشُ آفاقه
يا هريرًا سبى مجد "جينومَ".
يا خيبتي!
قل لنجل الخليل:
أأشفقُ؟
قال رعيلٌ غلام.
***
*** ***