|
اللــذة
يقول طاغور: إن قصيدة كومارا – شامبهافا، بكاملها، تروي لنا قران الحب الأزلي وتضحيته وكماله، الذي تترقبه الآلهة بلهفة. إن فكرتها الأساسية عميقة وصالحة لكل الأزمنة، فهي تجيب على السؤال الوحيد الذي تطرحه الإنسانية بكل قواها: "كيف تخلق البطل، الكائن المقدام الذي يستطيع تحدي وقهر الشيطان الذي يكتسح ملكوت السماوات؟" إن مغزى هذه الإجابة هو أن سبب الضعف يكمن في الحياة الجوانية للنفس. إن هذه الحياة على شيء من قطيعة التناغم مع الخير، وإنها في بعض التفرق مع الحق. تخبرنا القصيدة في مطلعها أن الإله شيفا، الخير، قد بقي ضائعًا لوقت طويل في عزلة تقشفه الأنانية، منفصلاً عن الحياة الواقعية. وحينذاك ضاع الفردوس. لكن قصيدة كومارا – شامبهافا هي قصيدة الفردوس المعثور عليه ثانية. أما كيف عُثِرَ عليه، فقد كان ذلك عندما ربحت ساتي، روح الحقيقة، قلب شيفا، روح الخير، بالإماتة والمعاناة والتوبة. وهكذا، من اتحاد حرية الحقيقي مع انضباط الخير، وُلِدَت البطولة التي ستحرر الفردوس من شيطان الإباحة. وفي المسيحية نعلم جيدًا أن ساتي هي مريم العذراء التي اتحدت بالإله وحلَّ في أحشائها، فكانت أم الله، فمن خلالها تمت المصالحة بين الإله وبين البشرية الساقطة وأصبح الملكوت السماوي الذي طُرِد منه الإنسان الأول مفتوحًا للبشر ثانية. يتابع طاغور حديثه حول القصيدة المذكورة فيقول: إن آغيتميترا هو "صديق النار"، الكائن الجسور، الذي يلعب بالنار، أثناء مغامراته الغرامية، دون أن ينتبه إلى أنه يحرق جناحيه. أما اومرام ايفانوف فيدلو بدلوه قائلاً: ولعل أسطورة "أوليس" تحدثنا عن هذه التجربة من خلال مواجهته العتيدة مع عرائس الماء اللاتي سيحاولن إغواءه وجذبه إليهن بغنائهن، بغية التهامه. وبالتالي فقد قام بالإجراءات اللازمة لهذه المواجهة أثناء رحلته فقام بإغلاق آذان بحارته ومعاونيه بالشمع حتى لا يسمعوا الغناء العذب لعرائس الماء، بينما ترك أذنيه مفتوحتين كي يستطيع سماعهن، لكنه، في نفس الوقت، طلب من بحارته أن يربطوه إلى عمود السارية، قائلاً لهم إنه حتى لو طلب منهم حلَّ وثاقه فعليهم ألا يذعنوا له بل أن يعملوا على إحكام الرباط بقوة أشد. وهكذا حتى اقترب القارب من جزيرة عرائس الماء، فتعالى غناءهن العذب الذي تناهى إلى مسامع "أوليس" فكاد يفقد عقله في السعي في إثرهن، فبدأ يصرخ عاليًا: "فكوا وثاقي" ويغضب ويتوعَّد بحارته، ويهددهم بالقتل إن لم ينفذوا طلبه، لكنهم بإخلاصهم لنصيحته أوثقوا الحبل شدًا على "أوليس". يعلق ايفانوف على هذه التجربة بأن: "عرائس الماء" يمثلن منتصف الطريق، ولكن يجب متابعة الإبحار إلى الأمام. فبداية الطريق هو الحس الفيزيائي الذي يقود إلى الحرارة بمعنى الشعور والإحساس باللذة، ولكن هذا يجب أن يتحول إلى ضياء. كما يذكر ايفانوف: اوبرا فاغنر "بارسيفال" حيث يصل "بارسيفال" إلى البراري، حيث يلتقي هناك بفتيات يانعات نضرات. إنهن "فتيات الزهور" اللاتي يحاولن غواية "بارسيفال". لكن خلف تلك الفتيات وخلف تلك الزهور تختبئ ثعابين. يقول ايفانوف: إن البحث عن حل المشكلات الجنسية لا يكون بالتمرغ في اللذات، لأن اللذة ما هي إلا منتصف الطريق، وإذا تسمَّر الإنسان فيها فإنه سيشعر، شيئًا فشيئًا، أنه متعلق ومقيد بها، وسيفقد الاثنان حريتهما، وخفة ظلهما. كما يقول ايفانوف: حول الضرر الذي يلحقه الوقوف عند اللذة وعدم المتابعة إلى القمة، إنه مُطَلْسَم وغير مقروء ومبهم ومتعذر حله، ولا يمكن حل مشكلة الضرر بالمنطق، أو الاستدلال، أو بالدراسة، أو القراءة. إن مشكلة الأذية هي فوق الذهن البشري. ولكن في أعماق الجسد حاجة للَّذَّة تدفعه، من خلال الغريزة الجنسية، لكي ينهل منها. ولكن غالبًا ما يحصل للإنسان ما ذكر طاغور عن آغيتميترا الذي يحرق جناحيه أثناء ارتوائه من هذه اللذة. والجسد، في وقتنا الحاضر، ما زال بحاجة إلى هذه اللذة. ولكن، هل في وسعه فهمها بطريقة لا تسبِّب له الألم والشقاء، ولا يحرق معها جناحيه مثل آغيتميترا، وبالتالي هل بوسع الجسد أن يجعل ارتواءه من هذه اللذة صلاة وتأملاً، وأن تكون دافعًا له لكي يبحث عن لذة لا تنقضي ولا تزول، ولا تسبِّب له عطشًا مبرِّحًا كلما ارتوى منها. عن لذة هي نشوة، سعادة، صفاء، تأمل... عن لذة أوسع جمالاً، وأنقى، وأطهر... عن لذة هي معرفة، هي حرية، هي نور، هي فرح... هل بوسع الإنسان أن يفهم تلك القوة التي تدفع بالإنسان إلى بؤسه، وشقائه، وموته، ودماره، وتعاسته، وفشله، ومع ذلك ينصاع إليها طائعًا كمن يمشي في نومه، أو كمن تعرض لتنويم مغناطيسي، إرادته تتعطل، وقواه تُشَلُّ، ويسير إلى حتفه بتصميم لا يلويه شيء، لكنه يمضي إلى حتفه مسيَّرًا لا مخيرًا. يسعى إلى حتفه مسرورًا ضاحكًا، فينقلب سروره حزنًا وضحكه نواحًا، ومع هذا يأبى أن يتخلى عن هذا السرور وعن هذا الضحك ويتمسك بهما، فهما من طبيعة دبقة لا يستطيع التخلي عنهما، ولا هما يستطيعان التخلي عنه. على هذا النحو تتولَّد في داخله طبيعة أخرى، إرادة أخرى، قلب آخر ينبض في هذه الطبيعة الآلية، وهذه الإرادة لا تسعى إلا لهذا السرور ولهذا الضحك. هل اعتماد هذه القوة للسرور والضحك، اللذين تمنحهما، هون فخ للإنسان يقع من خلاله في شُرْكِها؟! إنه ثقب أسود له قدرة على الجاذبية هائلة، ويختطف اللذة إلى عالمه لتكون ذلك الجاذب إليه، فتمتص بقدرة مسحورة من يدخل في فلك الثقب الأسود. وهذه اللذة إذذاك تصبح مسمومة، تحمل الموت في لدغاتها العنيفة. ولعل من التعابير الجميلة عنها ما ورد في موسوعة فاغنر عندما ذكر الدكتور ثروت عكاشة ملخصًا عن اوبرا بارتسيفال، فبوسعنا أن نستشف أمرًا ما من خلال شخصية كوندري التي كانت تتمتع بطابع مزدوج، فهي المرأة الفاتنة، ونحن نعلم أن الجمال في مفهوم الثقب الأسود يصبح فتنة، وللفتنة أيضًا طابع مزدوج ومن هنا أتت الفِتَن وما ينجم عنها من مخاصمات وحروب... الخ. إذن من هي كوندري؟ يذكر الدكتور ثروت عكاشة: هي التي سخِرَت من المسيح المخلِّص وهو فوق صليبه، فحدجها بنظرة صبَّت عليها لعنة أبدية، أشعلت في جوانحها الشعور بالإثم الجسيم، فصارت ممزقة بين الرغبة الجنسية التي تتملكها دون أن تنطفئ أبدًا وبين رغبتها في الخلاص من لعنة المسيح لها ومن الندم الذي يطاردها على ما ارتكبت من آثام. كانت تتصدَّى للرجال وتتمنى في نفس الوقت أن يصدُّوها. إذن، هي اكتسبت طبيعة مزودجة فكانت خادمة الساحر الشرير كلينجسور، ورسول الكأس المقدسة في وقت واحد. وفي نفس السياق، اللذة تحت هيمنة ثقب أسود يستخدمها كجاذب إليه، وهي في نفس الوقت تتوق للخلاص والعودة إلى مكانها الطبيعي من خلال تأدية رسالتها الموكلة إليها في سبيل الخير الذي يتمثل في مثالنا السابق؛ إنها رسولة الكأس المقدسة. لاشك أن خبرة اللذة تحمل في طياتها، كما يشير العارفون، ذهولاً ما لفترة قصيرة جدًا، لكنه ذهول، كما يشير حكيم التانترا اوشو، يشعر معه المرء بالانعتاق من العقل، فهي فترة قصيرة جدًا يغيب فيها العقل عن الوجود، ويختفي الإحساس بالزمن. ويجد حكيم التانترا اوشو أن هذه اللذة تحمل معها قَبَسَات من الماوراء، وهي نافذة مطلة على السماء الفسيحة، وبالتالي فهي صورة باهتة عن السعادة السماوية، عن الملكوت السماوي؛ هي صورة باهتة للانخطاف والنشوة الروحية التي تفوقها ملايين المرات. ولكن حين تحيد عن مسارها، وتصبح غاية في ذاتها كما رأينا في مفهوم الثقب الأسود، تغيب السماء من طياتها، وتصير عبودية، وتحل محل السماء الجحيم بقواتها. لعل من يوضح لنا هذه المسألة هو أهم عالم نفس في الاورجازم: فلهلم رايش الذي طوَّر مفهوم الليبيدو عند فرويد إلى مادة عيانية أسماها "طاقة الاورجون الكونية". يرى رايش: أن العصابيين يمرضون بسبب اضطراب في ممارسة الفعل التناسلي، أو على نحو أدق بسبب عدم قدرتهم على إتمام اورجازم مشبع. وفيما بعد أعلن رايش أن: طاقة الاورجون هي المادة الأصلية التي انبعث منها الواقع برمته. فالمادة نفسها تم خلقها في أثناء العناق الجنسي أو تراكب تياري طاقة اورجون. كما أن أنظمة المجرات والشفق القطبي الشمالي والأعاصير والجاذبية كانت بدورها مظاهر لطاقة الاورجون. ويقول أحد دارسي رايش ما يلي: يرى رايش أن مملكة السماء كانت تمثل رعشات الحياة القوية في المسيح كما في جميع البشر على وجه البسيطة، والمسيح نفسه كان النموذج الأصلي في اتصال مباشر مع قوى الاورجون الكونية. وكان رايش على استعداد حتى للتسليم بأن إنجيل القديس بولس، المعادي للجنس على نحو صارم، كان مبرَّرًا تاريخيًا نظرًا "للمزاج الإباحي الفاحش والعليل للإنسان في الأمور الجنسية." ولا ننسى أن رايش في أواخر حياته قد نقَّح الكثير من مصطلحاته خوفًا من الاستثمار الإباحي لاكتشافاته. مثل "كلمة "الجنس" التي أسيء استعمالها ولُطِّخَت، وتحولت إلى كابوس مرعب. لذلك فقد تم التخلي عن الكثير من المصطلحات لعل أهمها "عناق النمو الجنسي النفسي" محل "المضاجعة الجنسية". ولعل المسيحي، إذا أراد فهم ما يريده رايش، يستطيع أن يرى عودة الابن الشاطر إلى أبيه في ضوء الاورجازم كما عبر عنه رايش؛ فالابن الشاطر حين كان يشتهي أن يملأ بطنه من الخرنوب الذي كانت الخنازير تأكله ولم يعطه أحد، فهو رمز لتلك اللذة الخالية من المحتوى النفسي أي الحب، وبالتالي يطرأ تشوه على طاقته العيانية أي الاورغون، وهكذا تصير فقيرة إلى حد الاستعباد الذي يقود إلى الموت، في الحين عند عودته قال الأب لغلمانه: هلموا سريعًا بأفخر حلة، وألبسوه، وضعوا في يده خاتمًا، وفي رجليه حذاء. وأتوا بالعجل المسمَّن، واذبحوه، ولنأكل ونفرح، لأن ابني هذا كان ميتًا فعاش، وكان ضالاً فوُجِد! وطفقوا يفرحون. إذن، هنا عثر على اللذة الحقيقية التي تتمثل بالرب يسوع. بالتالي، كما تكون لذة المرء هكذا هو يكون، فبقدر ما تكون اللذة سامية وعظيمة بقدر ما يكون ساميًا وعظيمًا، وبقدر ما تكون اللذة وضيعة منحطَّة يصبح وضيعًا منحطًّا، وبقدر ما تكون مَرَضيَّة يكون مريضًا تعيسًا شقيًا، وبقدر ما تكون عصابية، بلغة علم النفس، يكون عصابيًا، وبقدر ما تكون فصامية يكون فصاميًا؛ فللذة قدرة تكوينية هائلة على الإنسان، فهي خلاَّقة ولذلك فإنها تواكب فعل الخلق وتضفي عليه المعنى، وهكذا فبوسعها أن ترتقي بالإنسان إلى أعلى السماوات، وبوسعها أن تهبط به إلى أسفل دَرَكَات الجحيم. وعلى هذا النحو فبوسع اللذة أن تحدد مصير الإنسان. وبالتالي كم يتوجب عليه أن يكون حريصًا على أن تكون لذته نقية صافية، وألا يسمَحَ لأحد أن يساومه عليها، أو يستغلَّه ويتحكَّم به ويستعبده من خلالها، خاصة وأنها قد أُعْطِيَت سلطانًا، أيضًا حسب نوعيتها، أن تطيح بعقله وكيانه وترمي به في أعماق الجحيم. فكم من إنسان خسر ثروته وأمواله على أقدامها الوحشية، وكم من إنسان فقد عقله وطاش صوابه في سبيلها فانهار عقليًا وأخلاقيًا، وكم من إنسان أصبح مصيره السجن، وكم من إنسان خسر حياته، سواء في المرض أو في الخيانة أو ارتكاب الجريمة ومحاكمته بالإعدام..!! يعبِّر جوزيف كامبل عن التجربة المَرَضية للذة على النحو التالي: إن تجربة الايروس إنما هي حالة مَرَضيَّة. إله الحب في الهند يتمثل بشاب ضخم نشيط وقوي ويحمل قوسًا وجُعْبَةً من سهام. أسماء السهام هي: السقم، مسبب الموت،.. وحالما يقذفك بواحد منها يحصل انفجار سيكولوجي وفيزيولوجي. أما أسطورة ايروس الذي تزوج بسيكه، أي النفس، فتفسِّر لنا ما يحصل: الإيروس هو ذلك الإحساس الذي ينشأ في الجسد، وتتصاعد أبخرته للنفس بسيكه... وهنا تكمن إحدى أسرار تلك القوة التي يقف الإنسان عاجزًا أمامها، فينام الوعي. ومفتاح هذه القوة هو اللاوعي، حيث تبدأ بإثارة إحساس ما بالتلذُّذ، ومع تعاظم "الإحساس" يزداد عجز الوعي عن مجابهته، فهذا "الإحساس" هو الطُّعْم الذي يجذب الوعي إليه، فهو قطرة عسل على قطعة سمٍّ، ومع تعاظم "الإحساس" تزداد "الرغبة" عند الوعي أو النفس، وهكذا يزداد "الإحساس" طردًا مع ازدياد "الرغبة"، و"الرغبة" بدورها تزداد طردًا مع تعاظم "الإحساس"... وهنا ينشأ ضلال، أيهما يؤثر في الآخر: الرغبة بالإحساس، أم الإحساس بالرغبة؟! فالرغبة تشتبك بالإحساس، والإحساس بالرغبة، كاشتباك الرجل بالمرأة. يصعب القول من يؤثر في الآخر، ويصعب فكهما. وحالما يصل الوعي أخيرًا إلى قطرة العسل يكون قد بلع معها قطرة السم، وهذه فتَّاكة في داخله، إذ تحمل الحرارة القاتلة وتؤدي إلى عطش محتدم. يذكر لنا حكيم التانترا اوشو شيئًا ما شبيهًا بما نحن في صدده في الميثولوجيا الهندية، ولكن على نحو معكوس إذ أن قطرة العسل هي التي تختفي تحت قطرة السم، تقول الأسطورة إن هناك صراع دائم بين قوى الشر والخير، فقد وجدت كلا القوتين أنهما إن قامتا ببحث معين في المحيط يمكن أن تحصلا على النيكتار، الرحيق الإلهي. وكل من يشرب منه، أيًا يكن، يصبح خالدًا. فحاولتا أن تحصلا عليه. لكن قبل أن تجدا النكتار وجدتا السم الذي كان يخفي النيكتار تحته، ولم تكونا مستعدتين لتذوقه، حتى أن مجرد رؤيته كانت تسبب لهما المرض. فكرت إحداهما أن أول خنفس في العالم قد يكون راغبًا في تذوقه كان الإله شيفا. فطلبتا من شيفا: "هل تتذوقه؟" قال: "حسنًا". ولم يكتف بتذوقه فقط بل شربه كله، كان سمًا زعافًا. لم يبلعه، حبسه في رقبته فأصبح شيفا إله الدمار... يعد المركز الخامس في الميثولوجيا الهندية مركزَ الإبداع والخلق لأنه يتوضع عند الحنجرة مركز الصوت الذي من خلاله تم فعل الخلق، ولا ننسى أن مركز الإبداع هو النظير للمركز الجنسي الذي هو أيضًا مركز خلق. وبالتالي، ما ذكره أوشو حول هذه الأسطورة يصح أيضًا على المركز الجنسي، فالدمار هو النتيجة إذا لم يترافق الحصول على النكتار بالانتباه للسم الذي تحته أو فوقه. ولعل سبب الانحرافات كلها هو أن القوة، التي وضعت الطُّعْم أي العسل أو النكتار على قطرة من السم، تناور الوعيَ، واستعداداته لهذه المناورة التي تقوده من خلالها إلى دهاليز اللاوعي المظلِمَة حيث يتعرف على مذاقات مختلفة وإحساسات متفاوتة الشدة من التلذُّذ – أي قطرة العسل أو النكتار التي يختبئ تحتها السم. على هذا النحو، في مناورة الوعي تبدأ معظم الانحرافات، لأن سلوك الوعي كان ملتويًا في الحصول على النكتار، ومن هنا أتت كلمة انحراف، أي انحرف الوعي في مساره للحصول على النكتار، وكان ذلك من خلال مناورة...!! أما الطامَة الكبرى فهي حين يصبح السم مرغوبًا وشهيًا بسبب النكتار أو قطرة العسل المختبئة فوقه أو تحته... ويا للدمار والموت حينئذ!! *** *** *** |
|
|