|
طبابة بديلة
مقدمة: فقط إناء من الزجاج أو الكريستال الشفاف، مليء بماء نبعٍ نقي، ومغطى بزهور رطبة ومعرضة لأشعة الشمس لبضعة ساعات. أي شفاء تستطيع هذه الزهور أن تقدِّمه لنا بشكل فعلي، وهي أدوية محضَّرة بطريقة جد بسيطة في مختبَر الطبيعة؟ الماء، النار، التراب، والهواء: أية إكسيرات رائعة هذه التي تجلب في تركيبها المادي الزائد القوى غير الملموسة لهذه المكونات الأربعة المشكِّلة والمحوِّلة لكل ما نعرفه على مستوى الأرض؟ إكسيرات محضَّرة بزهور من نباتات برية في فضاءٍ من الزمن خاص جدًا كأوج إزهارها في صباحات سحرية وكيميائية حينما يُعثَر عليها ملآنَةٌ بالندى.
دعوة إلى حقيقة أكبر في كل شخص منا هناك مكان خال من المرض، خال من الألم، لا يشيخ ولا يحتضر. عندما نذهب إلى ذلك المكان، تختفي كل القيود والحدود، وهذا المكان يدعى الصحة المثلى Perfect Health. قد تكون زياراتنا لذلك المكان قصيرة جدًا وقد تستمر لسنوات. حتى الزيارة القصيرة جدًا، تحمل معها تغيرات كبيرة، فكل الافتراضات والتوقعات الموجودة عادة في الوجود العادي تتغير، وتصبح إمكانية تواجد آخر أعلى وأكثر حقيقة من التواجد العادي، أكثر ازدهارًا. من الطبيعي أن أسباب المرض معقدة، ولكن هناك شيئًا مؤكدًا: لم يثبت أحد حتى الآن أن المرض ضروري، بل العكس. نحن في كل يوم معرضون لملايين الفيروسات والجراثيم والفطور وغيرها، وفقط جزء ضئيل منها تسبب المرض. إن أهم سبب للوفاة في البلدان الغربية هي أمراض القلب، ومع هذا فإن تطور المرض شخصي بشكل كبير. فقد يصاب شخص بنوبة خناق مستمرة من جراء لويحات صغيرة عصيدية في الشرايين الإكليلية، بينما يعيش آخر حياة شبه طبيعية وهو مصاب بلويحات كبيرة قد تمنع 85% من الأوكسجين الواصل. من الملاحظ أن الأشخاص الذين يعتبرون أنفسهم كثيري الانشغال لدرجة ليس عندهم وقت للمرض، عادة عندهم صحة أفضل من الذين يقلقون باستمرار من المرض، ويجدون أنفسهم دائمًا مصابين بشيء أو آخر.
من ليست قدماه على الأرض معلَّقٌ لا يتطوَّر. وأنْ يكون المرء معلَّقًا لهو إشراط نفسي. وبما أنه ليس متجذِّرًا فهذه حالة جسمانية. وكلاهما يتكاملان بقدر ما هما مظهران لحالة عدم الاتصال بحقيقة الكينونة الخاصة. وبخصوص هذه المشكلة يستخدم علم الطاقة الحيوية مقاربة مزدوجة: الجسمانية كما أشرت قبل قليل، والنفسانية المتأسِّسَة على فهم طبيعة شلل نشاطات الشخص. من يطبق مقاربات مزدوجة يشبه شخصًا لديه ساقين يمشي عليهما. فالشخص الذي يستخدم ساقًا واحدة فقط لكي يتنقل يمكنه أن يتقدم، ولكن على نحو محدود جدًا. لا بدَّ من العمل على المشكلة، فالأمر على قدر ما هو جسماني هو نفساني كذلك. واستخدام واحدة فقط من هاتين المقاربتين هو كما لو أننا نعالج الأمر بطريقة أكثر فاعلية ولكن مع افتقاد الوحدة بين الأنا والآخرين. |
|
|