خَفَايَا العِشْقِ الأَرْبَعُون 3
«خَفِيَّةُ التَّعَثُّر»
غياث المرزوق
وَبَيْنَ مَا كَانَ يُلْقِيهِ وَمَا كَانَتْ لا تَلْتَقِيهِ،
وَبَيْنَ مَا كَانَتْ تَلْتَقِيهِ وَمَا كَانَ لا يُلْقِيهِ،
حَقًّا،
كَثُرَ التَّبَاعُدُ، وقَلَّ التَّقَارُبُ!
تَنَاصًّا مَعَ جُبْرَان خَلِيل جُبْرَان
[مِنْ يَوْمِيَّاتِ زَوْجٍ فُـرَاتِيٍّ
مُتَحَرِّرٍ]
(3)
عَلى حَافَّةِ النَّهْرِ بَانَتْ
فَبَانَتْ ضَفِيرَتَانِ ذَوَاتَا أَفْنَان
وَاسْتَبَانَتْ
عَيْنَانِ، عَيْنَانِ مُدْهَامَّتَان
شَرَعَتْ قَدَمَاهُ في التَّعَثُّر
وَانْحَلَّتْ رُكْبَتَاهُ في التَّبَعْثُر
فَتَحَوَّى كَحَيَّةٍ
مَا بَيْنَهُمَا في الهَذَيَان
وَعَلانِيَةً
لَمْ تَعُودَا عَلى الحَرَاكِ تَقْوَيَان
وَلا عَلى النُّطْقِ الرَّشِيقِ بِالخُطَى
الحَكِيمَهْ
وَلا عَلى المَطْقِ الحَقِيقِ بِالأَحْرُفِ
الرَّنِيمَهْ
فَمُذَّاكَ، مُذَّاكَ سَارتْ إلَيْهِ سَيْرًا
كَمَا سَارَ مِنْ سَرَاةِ السِّرِّ سَرِيٌّ
وَسَرِيٌّ
فِيهِ لُؤْلُؤٌ وَيَاقُوتٌ وَمَرْجَان
***
حِينَمَا سَارَعَتْ زَوْجَتُهُ الحَلِيمَهْ
كَانَتْ تَعُضُّ بِالكَلامِ عَلى الشَّفَتَيْنِ عَضًّا
وَتَنْفُضُ الغُبَارَ وَالبَعْرَ عَنْ سِرْوَالِهِ نَفْضًا
وَتَشْطُفُ قَاذُورَةَ الدَّكَّةِ المُسْتَقِيمَهْ
*** *** ***
دبلن،
1 سبتمير (أيلول) 2014