قافلةٌ إنسانيَّة مدنيَّة تتوجَّه إلى الجنوب لمشاركة الأهالي في مقاومتهم الحربَ الإسرائيليَّة

"ننطلق من "ساحة الشُّهداء" لنتحدَّى العدوان ونكسر حاجز الخوف"

 

رونيت فاضل

 

[...] إننا نعلن لبنان بلدًا مفتوحًا للمقاومة المدنية بدءًا من 12 آب 2006 [...]. في 12 آب، الساعة السابعة صباحًا، سنجتمع في ساحة الشهداء من أجل تشكيل قافلة تتوجَّه إلى جنوب لبنان [...]. نحن، شعب لبنان، ندعو المجتمع المدني اللبناني والدولي إلى المشاركة في مقاومة مدنية ضد حرب إسرائيل على شعبنا ووطننا [...]. إننا نحثُّكم على أن تشاركونا في تحدِّي عدوان إسرائيل على وطننا، وفي الدفاع عن حقِّ اللبنانيين في مختلف أرجاء لبنان، ولاسيما الجنوب، بالعيش على أرضهم.

هذا بعض ما جاء في بيان صحافيٍّ وزَّعتْه أكثر من 200 منظمة تربوية وثقافية تتبنَّى قضايا حقوق الإنسان والعمل الاجتماعي في لبنان. وقد تبنَّت معًا حملةَ المقاومة المدنية التي تنطلق في 12 آب وتستمر فصولاً عدة من خلال سلسلة من الأنشطة المدنية تتحدى فيها "التواطؤ والعجز والاستكانة التي يُبديها المجتمع الدولي". كما يشدِّد البيان أن هذه المبادرات تطمح لأن تحرم

[...] إسرائيل من فرصة اقتلاع اللبنانيين من أرضهم وتمزيق نسيج المجتمع. الدعوة مفتوحة للجميع، لأن أهلنا في الجنوب ينتظروننا غدًا السبت.

كلُّنا جنوب...

رشا سلطي (ت: وسام موسى)

أما الهدف العام من حملة المقاومة المدنية، فقد حدَّدتْه الكاتبة رشا سلطي في حديثها إلى النهار بأنه

[...] مواجهة إسرائيل كأفراد مجتمع مدنيٍّ من خلال توجُّهنا إلى الجنوب، رافضين سياسةَ التهجير القسري، من جهة، ومؤكدين على قدرتنا على كسر حاجز الخوف. انطلقنا من مبدأ حبِّ الجنوب والتضامن معه لأننا كلنا جنوب.

وعن انطلاقة المشروع، قالت سلطي:

انطلقتْ فكرةُ تعزيز حملة المقاومة المدنية عند هيئات المجتمع المدني منذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي على لبنان. إن هيئات المجتمع المدني اكتشفت، خلال لقاءاتها، أنها تجتمع تحت لواء فكرة واحدة هي: رفض المبدأ الاستفزازي الذي يحاول إمرار مقولة إن ما يحصل اليوم في لبنان هو حرب يشنها إسرائيل على "حزب الله". فالحقيقة الملموسة تؤكد أن إسرائيل يستهدف لبنان كله وشعبه والبُنى التحتية فيه.

وتابعت:

تكررتْ اجتماعاتُنا، ووضعنا برنامجًا أساسيًّا يرتكز على أهمية التحرك في وجهة محددة، هي كسر حصار الجنوب. نعمل جاهدين على تنظيم قوافل مدنية "تحتضن" مئاتٍ من المدنيين اللبنانيين والعالميين الذين يحملون السبت مواد إغاثة تعبيرًا عن تضامنهم مع سكان الجنوب المنكوب الذين صمدوا ويصمدون – وبشجاعة فائقة.

وأضافت:

ندعم في مبادراتنا النازحين من بيوتهم المهدَّم معظمها، فضلاً عن أننا نسهر أيضًا على دعم اللبنانيين الذين يقاومون في بيوتهم في الجنوب، على الرغم من الظروف المعيشية والحياتية الصعبة التي يمرون بها.

وعن العناوين العريضة لبرنامج السبت، قالت سلطي:

توفِّر كل جمعية قنواتِ اتصال مع مجموعات ترغب في أن تكون معنا في لقائنا مع أهلنا في الجنوب. ندرك تمامًا خطورة الوضع المتدهور في الجنوب؛ ولكن زيارتنا هي تعبير عن دعم أهلنا المقاومين. ننطلق السابعة صباح [السبت] من ساحة الشهداء. لقد أجرينا اتصالاتٍ مع هيئات مدنية ومؤسساتٍ اجتماعية في صور لنحدد معها حاجات أهلنا، وعرفنا أن سكان المناطق [المنكوبة] يحتاجون إلى حليب للأطفال ومواد طبية لتطهير مياه الاستعمال لتصبح صالحة للشرب. انطلاقًا من ذلك، جهَّزنا مستلزماتٍ عدة، منها تجهيز 30 سيارة بكميات من الأدوية و20 سيارة أخرى تضم 300 حصة غذائية؛ وقد خُصِّصَتْ هذه الحصص لتوفِّر القوت لأسبوع كامل لعائلة مؤلَّفة من خمسة أشخاص.

لكن هل تخاف من تحدٍّ يواجه الحملة السبت؟ أجابت سلطي:

أنا خائفة من شراسة إسرائيل التي لا حدود لها! أدرك تمامًا أن القانون الدولي واتفاقات جنيف هي دروع تحمينا، لكنني أرى أيضًا أن مَن يحمينا في الحقيقة هي الصحافة والحضور الأجنبي معنا، ولاسيما من خلال دعم فريق أمريكي من مؤسَّسة "السلام المتحد من أجل العدالة" United Peace for Justice الذين جاؤوا للعمل معنا ويرافقوننا إلى الجنوب الصامد.

مقاومة مدنيَّة للبنان كلِّه

لكن هل المقاومة المدنية تقتصر على الجنوب؟ تجيب سلطي أن

12 آب هو خطوة أولى في عمل المقاومة المدنية. حملتنا مفتوحة، وربما تشهد أنشطةً عدة في اتجاه الجنوب والبقاع أو أية منطقة منكوبة من لبنان. نعمل على تنظيم أنشطة عدة ستُعلَن في حينها، ومنها حملة في 19 آب ستشهد مشاركةً أجنبيةً موسعة.

وردًّا على سؤال عن سبب غياب أيِّ سياسيٍّ عن المشاركة في تنظيم الحملة، قالت سلطي:

لم ندعُهم للمشاركة... حملتُنا هي مبادرة من المجتمع المدني الذي هرع إلى مساعدة أهلنا في اليوم الأول من العدوان. إننا نعمل على عدم إقحام الخطابات والنزاعات في عملنا.

وختمت سلطي قائلة:

المبادرات الفردية تتكامل مع ما يقوم به المجتمع المدني. نحتاج إلى أن يواكبنا الإعلام، كما نأمل أن نلقى دعمًا معنويًّا من الدولة عبر لجوئها إلى القانون لحمايتنا.

يُذكَر أن المنظمات الراعية للمشروع نظَّمتْ أمس [الخميس 10 آب] لقاءَ تعارُف مع المشاركين في "يوم الجنوب" في مسرح المدينة، ووضعتْ معهم التدابير اللوجستية لخريطة الطريق إلى الجنوب. المهم أن لا تَراجُع عن لقاء الجنوب السبت. لكن لا توجد كلمات أصدق مما قرأناه في البيان الصحافي الصادر عن منظِّمي الحدث:

في حين تكون الأمم المتحدة مشلولة، وحين تتواطأ الحكوماتُ مع جرائم الحرب، فإن على الناس أن يُظهِروا قوَّتهم وأن ينهضوا. وحين تُزدرى العدالةُ وحقوقُ الإنسان، فإن على أصحاب الضمائر الحية أن يتَّحدوا للذود عنها.

التحدي كبير... فهل ينجح؟!

*** *** ***

عن النهار، الجمعة 11 آب 2006

 

 الصفحة الأولى

Front Page

 افتتاحية

Editorial

منقولات روحيّة

Spiritual Traditions

 أسطورة

Mythology

 قيم خالدة

Perennial Ethics

 ٍإضاءات

Spotlights

 إبستمولوجيا

Epistemology

 طبابة بديلة

Alternative Medicine

 إيكولوجيا عميقة

Deep Ecology

علم نفس الأعماق

Depth Psychology

اللاعنف والمقاومة

Nonviolence & Resistance

 أدب

Literature

 كتب وقراءات

Books & Readings

 فنّ

Art

 مرصد

On the Lookout

The Sycamore Center

للاتصال بنا 

الهاتف: 3312257 - 11 - 963

العنوان: ص. ب.: 5866 - دمشق/ سورية

maaber@scs-net.org  :البريد الإلكتروني

  ساعد في التنضيد: لمى الأخرس، لوسي خير بك، نبيل سلامة، هفال يوسف وديمة عبّود