آفاق التجديد الإسلامي[*]

دعوة لإصلاح علوم الدين

 

محمود حيدر

 

يأخذ الباحث العراقي في الفكر الديني د. إبراهيم العاتي المنحى الأكثر مدعاةً للنقاش المعاصر. إذ إنه في كتابه هذا يبسط أطروحة التجديد في الفكر الإسلامي في زمن يغلب السجالُ فيه على أزمة غلبة الانغلاق والسلفية وقدرتهما على السيطرة على حركة الشارع في بلادنا. ومع أن الكتاب الذي بين أيدينا لا يدخل في مساجلة مباشرة مع تيارات التشدد والسلفية فإنه، في المقابل، يُظهِر الجانبَ المهم والحاسم لآفاق التجديد الإسلامي من خلال عرض سِيَر أهم أعلام هذا التجديد وأبرزهم. ومع أن المجدِّدين الذين تناولهم الباحث لا ينتمون إلى بيئة ثقافية وعقائدية وجغرافية واحدة، إلا أن المنطق الداخلي لأسلوب العرض يمنح القارئ صورةً مكتملة عن المشهد التجديدي الذي عاشَه هؤلاء في النصف الأول من القرن العشرين المنصرم.

ما خلا الفصل الأول الذي يكرِّسه المؤلِّف للبحث في الخصائص العلمية والمعرفية التي وَسَمَت مرحلة روَّاد التجديد الديني، فإن الفصول السبعة التالية ستنفرد بأسماء هؤلاء وتعرض لسِيَرِهم، بدءًا من جمال الدين الأفغاني، كثائر وإصلاحي ومجدِّد، فالشيخ محمد حسني، فالسيد هبة الدين الشهرستاني، الفقيه والمجدِّد والمصلح الديني، فالسيد محسن الأمين العاملي اللبناني، رجل العلم والعمل والتجديد، فالسيد عبد الحسين شرف الدين العاملي اللبناني، فالشيخ محمد رضا المظفر العراقي البغدادي، وهو من كبار المناطقة والفقهاء وواضع المناهج العلمية في الحوزات الدينية، فالسيد محمد تقي الحكيم والدور البارز الذي لعبه في التقريب بين الشيعة والسنة عِبْر علاقته الوثيقة بالأزهر الشريف.

في مقدمته للكتاب يذكر المؤلِّف أن أحد المفكرين العرب في القاهرة ممَّن اهتموا بالبحث في نشأة حركة التجديد الإسلامي في العصر الحديث وتطورها سأله عما إذا كان لدى المسلمين الشيعة المعاصرين حركة إصلاحية تجديدية مماثلة لنظيرتها عند أهل السنة. وكان الجواب بالإيجاب وأنها حركة عميقة الجذور وكبيرة التأثير في الواقع الديني والسياسي والاجتماعي، وخصوصًا في مجتمعات كالعراق ولبنان وسوريا وإيران وپاكستان. كان رد فعل المفكر المصري أنه استغرب إهمال هذه الصفحات في تاريخ الحركة الإسلامية، ثم ألقى باللوم على الكتَّاب والباحثين الشيعة لأنهم لم يبذلوا الجهد الكافي لتعريف بقية إخوانهم المسلمين بالدور الريادي لأعلام هذه الحركة.

هذه القصة كانت بنظر المؤلِّف حافزًا على البدء بمثل هذا المشروع – مع أنه يشير إلى جملة من المصاعب والاعتراضات التي حالت دون إنجازه ضمن الحيز الزمني المطلوب، منها: عدم توفر المادة العلمية، خصوصًا لكاتب يقيم في دولة أوروبية لا يتوفر فيها إلا النزر اليسير من المصادر المطلوبة – تلك المصادر التي يرجع أكثرها إلى أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، وتتوزع على مؤلَّفات مطبوعة ومخطوطة ومجلات وجرائد قديمة أصدَرَها هؤلاء الرواد أو نُشِرَتْ فيها آراء مهمة لهم، فضلاً عن كتب السِّيَر والتراجم التي دوَّنها كتَّاب كبار عرفوا أولئك الأعلام عن قرب، وآخرون عاصروهم ولكن بقيت ذكرياتهم عنهم في الصدور. وبالإضافة إلى تلك الصعوبات، هناك امتداد المسافة الجغرافية، حيث ينبغي البحث عن آثار هؤلاء المجددين في عدة بلدان، مثل سوريا ولبنان والعراق وإيران والهند وپاكستان؛ وهذا ما يضيف صعوبات أخرى قد تجعل السير في هذا المشروع أمرًا شبه متعذر.

ولكن على الرغم من ذلك كلِّه، فقد حرص المؤلِّف، على ما يبدو، على إتمام هذه المهمة البحثية التاريخية، حيث اتخذت طابعًا أكاديميًّا في كثير من الأحيان؛ وهو ما أضفى عليها أهمية مضاعفة، خصوصًا لجهة المعلومات التوثيقية والمرجعيات العلمية التي عاد إليها وهو يواصل عمله البحثي. وها هو ذا يصرح في ختام مقدمته أنه أراد من سعيه العلمي هذا إلى أن يكون عرضًا نقديًّا للأفكار والموضوعات، وليس مجرد تراجم للأعلام والشخصيات. فحياة المصلحين ليست قصصًا تُقرأ، ولا حكايات تُسمَع، على الرغم مما فيها أحيانًا من عناصر التشويق والإثارة، بل هي أفكار تُبَث، ووقائع تُرسَم، ومصاعب تُذلَّل.

في الفصل الأول، الذي جاء على شكل مقدمة تحليلية تاريخية فكرية لإرهاصات عصر النهضة، عمد المؤلِّف إلى جعل الصلة بين الرواد الذين تناولهم كتابُه هذا وبين عصر النهضة صلةً لا انفصام فيها؛ بل أكثر من ذلك، أراد بذلك أن يقول إن الشخصيات الريادية التي نشأت في بيئة عقائد مذهب أهل البيت إنما هي جزء لا ينفصم من حركة التجديد الإسلامي الشاملة. لذا فإن المقدمة التأسيسية التي تناول فيها حركة الفكر الفلسفي منذ اليونان، مرورًا بعصر التنوير الغربي في القرنين السابع عشر والثامن عشر، سيكون لها أثر مهمٌّ في صياغة حركة التجديد والاجتهاد في العالم الإسلامي.

لو استعرضنا، على طريقة المؤلِّف، تجارب التاريخ، لوجدنا أنه ما من حضارة عاشت في معزل عن الحضارات الأخرى؛ إذ لا بدَّ أن يحصل بينها مع الأيام احتكاك أو صِدام أو حوار أو تفاعل، تترتب عليه نتائج تتراوح بين الانهيار الناجم عن هيمنة عسكرية وقوة اقتصادية وسياسية، أو الذوبان التام أو الجزئي لحضارة ضعيفة هرمة في حضارة فتية قوية التأثير في الجانب المادي والمعنوي، أو الحوار والتفاعل وتبادل المنافع والثقافات.

ويقرر الكاتب أنه ليس صحيحًا ما ذهب إليه الفيلسوف الألماني أوزفالد شپنغلر من أن الحضارات تشكل دوائر منعزلة على نفسها، تحمل مصيرها الفردي وقَدَرَها المحتوم الذي لا بدَّ أن يحلَّ عليها في يوم من الأيام، حين تمر بدورة تشبه تناوب الفصول الأربعة في عالم الطبيعة: تولد في الربيع، وتنمو وتزدهر في الصيف، وتهرم في الخريف، ثم يحل بها الفناء في الشتاء. وعلى الرغم من أن نظريته في نشأة الحضارات وتطورها ليست جديدة كلَّ الجدة، إذ سبقه إليها ابن خلدون، فإننا نجد لها تأييدات عديدة في الماضي والحاضر. غير أن قوله بـ"عزلة" الحضارات بعضها عن بعض هو الذي يبقى محلَّ نظر.

مرَّت العلاقة بين الشرق والغرب في العصر الحديث – ومازالت تمر – بألوان من الصِّدام والتفاعل، كان الجانب الثقافي أحد مسارحها الرئيسية. فمنذ أن وطأ جيش نابليون أرض مصر، صحا المصريون على منجزات وتقنيات وعلوم لم يألفوها من قبل. وبعد انسحاب الفرنسيين واستلام محمد علي باشا (1769-1849) للسلطة، ابتدأ مشروعًا طَموحًا لبناء دولة قوية مستقلة عن سيطرة العثمانيين، لا بل منافِسة ومهددة لها، كما اتضح فيما بعد من خلال الهزائم التي ألحقها الجيش المصري بقيادة إبراهيم باشا بن محمد علي بالأتراك، وسيطر بموجبها على بلاد الشام، وواصل زحفه على الأناضول، لولا أن تحالفت ضده الدول الأوروبية وساندت العثمانيين وفرضت عليه المعاهدات التي حصرت نفوذه داخل حدود مصر.

وحينما بدأ الاحتكاك الحضاري مع الغرب بالتزامن مع الحملات الاستعمارية، لاحظ العلماء المصلحون والقادة المتنورون أن لا سبيل إلى اللحاق بركب الأمم المتقدمة والوقوف أمامها على قدم المساواة ما لم نمتلك مصادر القوة العسكرية والاقتصادية والسياسية التي تُبنى عليها الدول وتكون سياجًا منيعًا يحميها من العدوان. لكن هذه المصادر لا تتأتى من مجرد امتلاك السلاح والمال والصناعات والتقنيات وما شابه، بل تنبع من امتلاك منظومة العلوم التي أبدعت تلك الإنجازات المادية المختلفة وطورتْها، لأن النهضة تبدأ بالعلم وبه تدوم.

غير أن السؤال الملح الذي برز أمامهم هو: أي علم سيكون معيارًا للنهضة والتحديث ويساعدنا على اللحاق بركب الحضارة؟ لقد بدا أن اعتراضات لا حصر لها أخذت تجد سبيلها إلى المجتمع العلمي العربي–الإسلامي للحؤول دون تحقيق ثورة ثقافية وعلمية ناجزة كتلك التي حصلت مع التنوير الغربي. وحينما اتجه محمد علي إلى تطوير أقدم مؤسَّسة تعليمية في مصر، وهي الجامع الأزهر، جوبه بمعارضة العلماء التقليديين الذين يرون ضرورة بقاء القديم على ما هو عليه، ما اضطره إلى إنشاء مدارس منفصلة تدرَّس فيها العلومُ الجديدة، مع شيء من علوم الدين. وكانت تلك بداية انشطار التعليم إلى: ديني، لا يعرف إلا القليل من علوم الدنيا، ومدني، لا يعرف إلا القليل من علوم الدين – الأمر الذي ترتب عليه فيما بعد انفصالٌ عميق في العقل المسلم تجاه المشكلات الخطيرة بدأت تعيشها المجتمعات المسلمة في ضوء التقدم الحضاري المتصاعد الذي يمسك الغربُ فيه بزمام القيادة.

فهناك مَن رأى أن الحلول لمختلف مشكلات المجتمع تكون بالرجوع إلى الموروث، أيًّا كانت طبيعتُه، مع النظر إلى العلوم الجديدة الوافدة بعين الشك والريبة؛ وهناك مَن رأى بأن الطريق الأنجع للنهوض بالأمة هو الاستفادة من المنجزات الحضارية الكبيرة التي حققتْها أوروبا في ميادين الحياة المختلفة، نظرًا لإيمانها بالعلم التجريبي والرياضي، لتحرير إرادتها السياسية من سيطرة الكهنوت حتى يقرِّر الشعب مصيره بنفسه. وتجدر الإشارة إلى أن التيار الثاني لم يكن قد انفصل بعد كليةً عن تراثه الحضاري المخزون واتجه بتفكيره كلِّه إلى الغرب، ملتمسًا فيه طوق النجاة، كما اتضح في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين.

حيال المخاطر المترتبة على انشطار التعليم إلى ديني ومدني، حاول بعض المصلحين رأب الصدع والقيام بتجارب تعيد اللحمة ما بين الطرفين. ولعل من محاسن الصدف أن قُيِّض لشيخ أزهري تولِّي هذه المهمة الصعبة – عنينا به الشيخ رفاعة رافع الطهطاوي (1801-1873)، خريج الأزهر وأحد أساتذته، الذي درس المعقول والمنقول على نخبة العلماء الذين وصل بعضهم إلى مشيخة الأزهر؛ وكان أشهرهم وأكثرهم تأثيرًا عليه الشيخ حسن العطار (1766-1835) الذي كان شيخًا منفتحًا، احتك بعلماء الحملة الفرنسية واطلع منهم على العلوم والفنون الجديدة التي لم تكن معروفة عند رجالات الأزهر، وهو الذي أشار على محمد علي بإرسال الشيخ رفاعة مع البعثة المصرية التي سافرت إلى باريس في العام 1826 ليكون مرشدًا دينيًّا للطلاب وإمامًا لهم في الصلاة.

لقد كان لرفاعة الطهطاوي الفضل في إطلاق العلوم العصرية الحديثة في البيئات العلمية الدينية، وخصوصًا في الأزهر، في حين اهتم الشيخ بالترجمة اهتمامًا كبيرًا، حيث ترجم عن الفرنسية اثني عشر كتابًا في عدد من العلوم. كما سعى حين وصوله إلى مصر إلى تأسيس معهد خاص للترجمة، فقام بعدة محاولات تبلورت أخيرًا في مدرسة الألسن، التي كانت في حقيقتها جامعة حديثة تضم مدارس أو كلِّيات متعددة للشريعة والقانون والتجارة والإدارة والسياسة والزراعة، ثم "مدرسة الألسن" التي كانت تدرِّس لطلبتها آداب العربية واللغات الأجنبية، وخاصة الفرنسية والتركية والفارسية، ثم الإيطالية والإنكليزية وعلوم التاريخ والجغرافيا.

وفي سياق الإرهاصات النهضوية، برز شخص آخر ترك بصماته على الحياة الثقافية والتعليمية في مصر هو علي مبارك باشا (1823-1893) الذي درس في فرنسا وترقَّى في وظائف الدولة حتى صار ناظرًا (وزيرًا) للمعارف. لقد خطا هذا الرجل خطوة كبيرة في ميدان التعليم المدني العصري من علوم وفنون، بما يلغي ازدواجية التعليم ذات المخاطر على عقل الأمة وشخصيتها الموحدة.

لقد كان ذلك كله يندرج في سياق البحث عن منطقة وسطى بين علوم الدين وتطورات العلوم التجريبية الحديثة، في وقت سعى فيه التيار الجديد الإصلاحي الشيعي إلى المواءمة والمصالحة بين الحوزات والجامعات، حيث وجدوا جملة من الإيجابيات جرى تشخيصها على النحو التالي:

-       المناهج وطرق التعليم والتدرج العلمي وضبط مراحله بالاختبارات المنظمة.

-       إطلاع الطالب فيها على الكثير من العلوم العصرية.

-       تشجيع البحث العلمي الذي يخضع لمعايير منهجية وأكاديمية دقيقة، وخاصة في ميدان الدراسات العليا.

ومع أن الجامعات الحديثة قد أخذت مساحة واسعة من الانتشار في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، فإن الحوزات الدينية، وخصوصًا تلك التي تتبع في علومها مدرسة أهل البيت، قد حافظت على الدراسات النقلية، خصوصًا أنها تنطوي على مناهج حديثة من الناحية الأكاديمية. ذلك أن الفلاسفة المسلمين الذين وضعوا مناهج علمية لا تزال تدرَّس إلى الآن في بلادنا هم أنفسهم الذين لا ينفك يأخذ الغرب عنهم روح ما قدَّموه في هذا الإطار. وحسبنا أن نشير إلى جابر بن حيان ونهجه التجريبي، والكندي ومنهجه الرياضي، والفارسي الذي كتب إحصاء العلوم، مبيِّنًا الخصائص الذاتية لكلِّ علم، مما يُعَد مقدمة ضرورية لفلسفة العلم ومناهج البحث العلمي.

مع ذلك، فإن تيار الدراسات الدينية التقليدية شهد، على مدى بضعة أجيال، ثورات إصلاحية متعاقبة تدعو إلى تجديد المناهج وآليات التفكير وفقًا لروح التحولات التي يعيشها العالم في كلِّ حقبة من أحقابه. وعلى الرغم من الجهود الجبارة التي بذلها فلاسفةٌ كبار، منذ جمال الدين الأفغاني الحسيني ومحمد عبده ومحمد إقبال وحتى العلامة الطبي طباطبائي والشهيد باقر الصدر والشهيد مطهَّري، لإعادة الحياة للدرس الفلسفي الإسلامي وتجديده، فإنه مازال يحتاج إلى كثير من العمل وإلى تجاوُز المقولات والمشكلات الفلسفية التي لم تعد لها قيمة نظرية أو علمية، ولا تعدو أن تكون مماحكات لفظية بحتة.

هذه المحاولة التأصيلية لتيارات التجديد الديني التي قام بها المؤلِّف تندرج ضمن محاولات سابقة سعى إليها من خلال تدريسه للفلسفة والكلام الإسلامي في الجزائر وفي الجامعة العالمية للعلوم الإسلامية في لندن. يضاف إلى هذا تأليفُه لعدد من الكتب، مثل: الزمان في الفكر الإسلامي وإشكالية المنهج في دراسة الفلسفة الإسلامية[†] وتصورات العالم في الفكر الإسلامي، وهي كتب صدرت على امتداد السنوات العشر المنصرمة بين بيروت ولندن والقاهرة.

*** *** ***


 

[*] إبراهيم العاتي، آفاق التجديد الإسلامي: أعلام وتيارات، دار الهادي، بيروت، 2003؛ 210 صفحات من القطع المتوسط.

[†] عرَّف به نضير الخزرجي في إصدار معابر لشهر آب 2005، باب "كتب وقراءات". (المحرِّر)

 

 الصفحة الأولى

Front Page

 افتتاحية

                              

منقولات روحيّة

Spiritual Traditions

 أسطورة

Mythology

 قيم خالدة

Perennial Ethics

 ٍإضاءات

Spotlights

 إبستمولوجيا

Epistemology

 طبابة بديلة

Alternative Medicine

 إيكولوجيا عميقة

Deep Ecology

علم نفس الأعماق

Depth Psychology

اللاعنف والمقاومة

Nonviolence & Resistance

 أدب

Literature

 كتب وقراءات

Books & Readings

 فنّ

Art

 مرصد

On the Lookout

The Sycamore Center

للاتصال بنا 

الهاتف: 3312257 - 11 - 963

العنوان: ص. ب.: 5866 - دمشق/ سورية

maaber@scs-net.org  :البريد الإلكتروني

  ساعد في التنضيد: لمى       الأخرس، لوسي خير بك، نبيل سلامة، هفال       يوسف وديمة عبّود