فلسـطين

الأقرب إلى السَّماء... الأعمق في الأرض

 

عدنان الصباح

 

قارئان استوقفاني في تعليقاتهما على ما أكتب: الأول فلسطيني، كتب لي حرفيًّا يقول: "يا دكتور... لا أمل! وفِّر جهدك في البحث عن خبز لعائلتك، ولا تجهد نفسك! فأنت ستجد نفسك غدًا إما وحيدًا على هذه الأرض، أو ستلحق بنا هناك، حيث برد المنافي!" وتابع يقول: "يبدو أن قيادتنا غير مقتنعة بأن هذه الأرض لنا، لذا تقيم مشاريعها بعيدًا عن الأرض والكفاح في سبيلها وتتركها نهبًا للأعداء. وإذا لم تكن تعرف، فاذهب إلى القدس، وسترى بعينيك أين عروبتها!" والثاني يبدو من عنوانه أنه يعيش في بريطانيا؛ وقد كتب يتهمني بأنني وأمثالي من الكتَّاب نثير نعراتِ الحقد والكراهية والعنصرية بين العرب واليهود، لأن فلسطين ليست لأحد، ولأنها من حقِّ أبنائها جميعًا، ولأننا نحن مَن رفضنا ذلك ورفضنا قرارات الأمم المتحدة التي تمكِّن الطرفين من العيش على أرض فلسطين.

القارئ الفاضل الثاني نسي كليًّا أننا لم نكن نملك آنذاك أن نقول نعم أو لا، ونسي أننا الضحية منذ أن بدأ تهجيرُ اليهود إلى فلسطين – قسرًا أحيانًا! –، ونسي أن اليهود أنفسهم يخضعون لاستغلال الرأسمالية الاحتكارية الغربية، وتناسى أن مقالاتي كلَّها، وتحديدًا مقالي "فلسطين تحت الاحتلال" الذي احتجَّ عليه، يتحدث في جلاء عن كون اليهود أيضًا ضحيةً للمصالح الاستعمارية في المنطقة، وعن أن الاستعمار الغربي هو المسئول عن كلِّ قطرة دم يهودية أو مسيحية أو مسلمة تُراق على هذه الأرض المقدسة بكلِّ المعايير الدينية والإنسانية – وهذا ينسحب على الأعراق كلِّها وعلى بقاع الأرض جميعًا.

الأخ الفاضل كتب في نهاية رسالته يتساءل عما ما يلي – بالحرف الواحد (وأنا أحتفظ برسالته): "المشكلة هي أننا نحن الأبرياء. العالم الحر، المسيحيون والكنائس المسيحية هي التي تدفع ثمن هذا الصراع، هي التي تدفع ثمن شرور الطرفين. هناك الكثير من الأمور في هذه القضية، ولكن هذا يكفي لتبيان جوهر المشكلة. فإذا ساعدتَ الفلسطيني وحررتَ أرضه، في اليوم الثاني سيركلك على قفاك ويقول لك: أنت من أهل الذمة. فهل نفرح لعذاب الفلسطيني، أم ندعمه ليعتدي علينا بعد ذلك؟! والآن، ما هو الحل؟"

هكذا – بكلِّ بساطة – يتحدث الأخ الفاضل عن "شرور" اليهود والمسلمين وعن "براءة" ما أسماه بـ"العالم الحر"! وأنا أرفض محاولته جعل المسيحية وما أسماه بـ"العالم الحر" شيئًا واحدًا. هناك فرق شاسع: بوش وتوني بلير ليسا من "الأبرياء" الذين يتحدث عنهم، ليسا من الحواريين، وليسا من حَمَلَة الصليب؛ ولا يوجد أبدًا ما يوحِّد مسيحيًّا يحتل العراق ومسيحيًّا احتُلَّتْ أرضُه من مواطني العراق – إلا إذا أراد الأخ الفاضل شطبَ مسيحيي الشرق من الدين المسيحي! وهو يعرف أيضًا أن مسيحيي الغرب اقتتلوا يومًا شر اقتتال، لا لنصرة المسيح، وأن هتلر تجرأ على الصليب وغيِّر من شكله[1]، واحتل فرنسا وروسيا، فلم ينجُ أحدٌ من شرِّه، لا يهود ولا مسيحيون ولا مسلمون!

فأية "براءة" هذه التي يمكن أن تُلصَق بعالم يدعي أنه "حر"، وأمريكا الآن تحتل العراق وأفغانستان، وتهدد إيران وكوريا، وتعيث فسادًا في الأرض كلها! الأفغان ليسوا عربًا، ولا أهل العراق كله عرب، كما أنهم ليسوا جميعًا مسلمين. فهل يستثني الاحتلالُ الإسرائيلي أو الأمريكي مَن هم من غير المسلمين ممن آذاهم ويؤذيهم؟! وهو يتساءل عن اعتبار العرب لأبينا إبراهيم الخليل عربيًّا ومسلمًا: إذا كان كذلك، فهذا يعني أن اليهود عرب. وأنا أقول له: نعم، هناك يهود عرب، ومسيحيون عرب. فالعروبة ليست دينًا، تمامًا كما أن الصهيونية ليست دينًا قطعًا.

أما صديقي العزيز ومواطني الفلسطيني، فإنني أريده أن يتلفت حوله جيدًا وهو يقرأ "مُواطَنته" على أرضه. فهذه الأرض، دون غيرها من بقاع الدنيا، وبقعة السماء التي تظلِّلها دون بقاع السماء الأخرى، اختارهما الله – سبحانه وتعالى – لتنزيل كتبه. وحتى في الحالة العظيمة التي أراد – سبحانه – فيها أن يقول إنها ليست وحدها، فقد استقدم نبيَّه محمد بن عبد الله (ص) ليعرج إليه منها، دون غيرها. ألا توجد بذلك رسالة سماوية للبشر تؤكد أن فلسطين هي أقرب نقطة إلى السماء؛ فهي، إذن، أرض الله – سبحانه – والأقرب إليه، دون غيرها، وهي بوابته إلى الأرض وإلى البشر، منها انطلقتْ رسالاتُه وتعاليمُه، وعليها ومن أبنائها اختار أنبياءه ورسله.

هذه الأرض – أيضًا، وليس بالمصادفة – هي أقرب نقطة إلى عمق الأرض. ففيها رمز السمو ورمز العقاب الشديد: البحر الميت أخفض نقطة في الأرض عن سطح البحر؛ وهي الأرض التي خسفها الله – سبحانه –، معاقبًا أولئك الذين طغوا وأفسدوا وعاثوا على أرضه المقدسة فسادًا، فكرًا وخلقًا وسلوكًا. يُروى عن سيدنا محمد (ص) أنه دعا إلى الله أن يأخذ الجراد الذي هاجم أرض الحجاز إلى الأرض المقدسة، وحين سأله أصحابه عن سبب دعائه، قال إنها الأرض التي لا يدوم فيها ظلم. تلك هي فلسطين، أرض القداسة والسلام. هي أرض أعظم البشر: أرض موسى وعيسى – عليهما السلام – وقبلة محمد (ص) ومحطته إلى لقاء ربه؛ منها ارتفع إليه، وعليها حطت قدماه فور عودته إلى الأرض. وهي، قبل كلِّ شيء، أرض الحضارات والفكر الإنساني والإبداعات الأولى لوجود البشر على الأرض؛ أرض أريحا، أولى مدائن الدنيا، أرض القدس، "أولى القبلتين"، أرض الفينيقيين الكنعانيين، وأرض صراع الحضارات والرسالات والأفكار، الأرض التي على ثراها صيغت حضاراتُ البشر، ومنها انطلق إيمانُهم بالله، إذ في كلِّ ذرة من ترابها حكايةُ نبي وتراتيل قداسة.

هذه الأرض التي يحج إلى ثراها ملايين البشر، إلى القدس وبيت لحم والناصرة ونهر الأردن، التي يعرف قيمتها وقداستها الناسُ كلهم – إلا أصحابها، الذين من المفترَض أن يكونوا حُماةً أوفياء لتراث البشرية وحضاراتها وتعاليم السماء ورسالاتها، هؤلاء الذين من المفترَض أن يكونوا الأوفياء لتاريخهم، وأن يكون حاضرُهم استمرارًا متصاعدًا وساميًا لتراث عظيم يصنع واقعًا مؤسِّسًا لمستقبل أعظم – هذه الأرض، أقول، التي من المفترَض أن تكون منارةَ البشرية – كل البشرية – لغد أفضل، يعيش أبناؤها اليوم حالةً من الاغتراب والإسفاف في كلِّ شيء ولكلِّ شيء، وهم الناس الذين من المفترَض أن يصنعوا من بلادهم منارةَ البشر، الناس الذين من المفترَض أن يكونوا ورثةَ الأنبياء وحُماةَ رسالاتهم. أجل، الأرض التي من المفترَض أن تكون قبلة بني البشر قاطبة، يحجون إليها طلبًا للقداسة والعراقة والفكر وقراءة حضارات البشر، حوَّلَها أبناؤها هذه الأيام إلى نموذج للصراع والخلاف والفوضى وعدم التوافق على حماية الأرض والتاريخ. ولذا شنَّ أخونا الفاضل هجومَه على العروبة والإسلام، متهمًا إياهما بأبشع الاتهامات، مطلقًا نعوتًا بذيئة لا يمكن لي نقلها حتى!

أقول للقارئَين المحترمَين إنني من مواليد قرية اسمها برقين، تضم على ترابها رابع كنيسة مقدسة لدى المسيحيين في العالم، هي كنيسة مار جرجس التي أقيمت فوق البئر الذي اختبأ فيه البرص، إلى أن جاء يسوع – عليه السلام – وشفاهم. بين أزقة هذه القرية، يا سيدي، وفي الطريق إلى كنيسة مار جرجس، ولدت، ولا زلت مقتنعًا بأنني ولدت على أرض تختلف عن أراضي الآخرين. تدرجتْ طفولتي فوق أرض مرَّ عليها سيدنا يسوع – عليه السلام؛ لذا اعتبرت نفسي مميزًا، لأنني لم أكتشف إلا متأخرًا الفرقَ بيني وبين أترابي المسيحيين. كنت، ومازلت، مقتنعًا أن لا فرق ثمة سوى في عقلية ذاك الذي باع الجنة للفقراء من أبناء ديانته، وهو عينه الذي كفَّر القائلَ بكروية الأرض عند الجميع؛ فأولئك الذين يكفِّرون المسلم حين يطلق لفكره الخلاق العنان، جاءوا من نفس مدرسة الذين كفَّروا المسيحي حين جعل للفكر الإنساني الحقَّ في الانطلاق والبحث.

فلسطين هي أرض الله التي اختارها، دون غيرها، لتكون مهبط رسالاته السماوية، وعلى أرضها قدَّم الإثباتَ على الفرق بين القداسة وبين الفساد والشر. ولذا يجد المرء كم تتلاصق القدس، أكثر بقاع الأرض قداسةً واقترابًا من السماء، مع البحر الميت، النموذج الحي للعقاب الإلهي للفاسدين والظالمين؛ لذا "خسفها" لتصير أبعد نقطة في عمق الأرض. هذه الفلسطين ليست للظلم ولا للظالمين؛ ولا يمكن لاحتلال عنصريٍّ أن يعيش على أرضها، ولا يجوز لمن يرغب في إلغاء شعب من على أرضه أن يتمكن من ذلك على أرض فلسطين. كان ذلك ممكنًا مرة واحدة، حين تمكن أجداد بوش من إلغاء الهنود الحمر وشطبهم من خارطة الأرض وسكانها؛ لذا لا يجوز لأمثال هؤلاء الادعاءُ بأنهم أحفاد سيدنا يسوع – عليه السلام.

تسعى الإدارة الأمريكية اليوم، بعد خمسمائة عام تقريبًا، إلى تكرار تجربة المبشَّرين بالخلاص من الإعدام إن هم نَجَوا باكتشاف شاطئ آخر يصنعون عليه حياتهم. وقد فعلوا، وتمكنوا من السيطرة على أرض أخرى ومن إلغاء شعب بأسره بالقتل العمد وبصيد شعب الهنود الحمر عن بكرة أبيه. ولن ينسى التاريخ أبدًا أن هذه الأمة الأمريكية الآن هم أحفاد أولئك الذين كانوا يدفعون المكافآت لمن يُحضِر رأسًا لهندي أحمر! وهم اليوم – بكلِّ بساطة – يتحدثون عن حقوق الإنسان! مَن يذكر هذا الآن؟! ولمن على شعب الولايات المتحدة أن يقدم الاعتذار بعد أن أباد عرقًا بأسره نهائيًّا؟! أليس من الضروري لهذه الأمة، رافعةِ لواء حقوق الإنسان، أن تكفِّر عن جريمتها بعدم تكرارها، وبمنع الآخرين من فعل ذلك، كما تحاول الحركة الصهيونية أن تفعل على أرض فلسطين؟ – أرض السلام وأرض الله وأرض الأنبياء وأرض التعايش.

لمصلحة الغرب وُجِدَ إسرائيل، ولا زال يُستخدَم لذلك، لتحقيق أهدافهم الاستعمارية ولإعادة تكرار تجربة أجداد بوش في الشرق. وهم بذلك يقدمون الجميع – عربًا ويهودًا – قرابين على مذبح الاستعمار والمصالح الرأسمالية الغربية. وما قاله بوش في الآونة الأخيرة كان واضحًا، ومُفاده: ما يهمني في منطقة الشرق الأوسط فقط هو إسرائيل والنفط، ولا شيء عدا ذلك! والحق أن ما يهمه هو النفط وحسب، وإسرائيل يكمن دوره في أنه أداة التنفيذ لإرادته في المنطقة وذريعة لبقائه واستمرار سيطرته على مقدَّرات الأرض العربية، وفي مقدمتها النفط.

استمرار الحال على ما هي عليه يدعونا لأن ندق ناقوس الخطر. الغرب يقدم الإسناد بلا حدود للحركة الصهيونية في فلسطين، التي تعتقد خطأً أن ذلك يمثل مصلحة يهودية عليا، وهو في حقيقة الأمر مصلحة غربية عليا ليسوا فيها سوى منفِّذين: فاليهودي لا يساوي، عند بوش وإدارته، أكثر من جندي غريب مرتزق لتنفيذ مصالحه؛ وما التباكي على اليهود واليهودية إلا من باب الإمعان في دفعهم إلى المزيد من التمسك بتنفيذ المصالح الغربية والإخلاص للغرب في دورهم كعبيد أغبياء لهم.

الحركة الصهيونية منشغلة كليًّا بتنفيذ مخططها، اقتناعًا منها بأن الغرب يطلق لها العنان في ذلك حرصًا على مصالحه؛ وهم يدركون أن مصلحتهم هي في القضاء التام على الشعب الفلسطيني. في هذه الأثناء، ينشغل الفلسطينيون بمأساة خلافاتهم، دون أن يعير بعضهم للمخططات الصهيونية أدنى اعتبار، ودون أن يرى هذا البعض أن الخلافات الداخلية تلك أخطر على الشعب الفلسطيني وأرضه وقضيته من المخططات الصهيونية نفسها!

أخيرًا، فإن وسائل الإعلام المختلفة تتناقل هذه الأيام خبرًا مُفاده أن خمسين ألف فلسطيني تقدموا بطلبات للهجرة إلى السفارات الغربية، وأن عشرة آلاف من أصحاب الكفاءات والمستثمرين قد هاجروا أصلاً. ونحن نعلم جيدًا أن هناك مائتي ألف فلسطيني يحملون الجنسية الأردنية، ومثلهم تقريبًا يحملون جنسيات مختلفة، عربية وغيرها. وهؤلاء جميعًا باتوا يعتبرون أنفسهم "ضيوفًا" على الأراضي الفلسطينية، ناهيك عن الهجرة المتواصلة في أوساط اللاجئين عبر التوطين والتجنيس والانتقال للإقامة الدائمة في بلدان الاغتراب.

مرة أخرى، يجري ذلك كله في غياب المؤسسة الفلسطينية التي تعلم ذلك جيدًا، وتعلم أنْ ليس الاحتلال هو الذي يقف وراء الإقبال على الهجرة وتفريغ الأرض، بل سياساتُهم العقيمة الموغلة في الصراعات الداخلية، تاركةً الشعب والقضية بعيدًا. ليس لدى المؤسسة الفلسطينية أدنى اهتمام لقضايا الشعب وهمومه، ليس على قاعدة الانشغال بمقاومة المحتل، بل التلهي بصراع مع الذات لا معنى له، على سلطة لا معنى لها، فيما الشعب يصارع وحده "الأعداء" من كلِّ جانب: المحتلين والفقر والمرض والجهل وانعدام الأمن وغياب الأمل بمستقبل أفضل.

إن على الشبان الفلسطينيين الذين ينتعلون أحذيتهم كلَّ صباح انتظارًا للرحيل أن يعلموا بأن أرض الغربة باردة جدًّا، وأن لا دفء على الإطلاق إلا هنا، على هذه الأرض العظيمة التي يميِّزها ما لا تملكه بقاعُ الدنيا جميعًا عداها. فمَن يتنازل عن العيش على أرض تملك القدرة، في آن معًا، على الاقتراب من السماء قداسةً وعلى الانغراس في عمق الأرض عقابًا للظلم، لا أفق لمستقبله.

فاخلعوا نعالكم، واغرسوا أقدامكم هنا، في أرض يسرقها الأعداء يوميًّا وينغرسون مكانكم. اغرسوا أقدامكم هنا، يا شباب فلسطين! فأرض القداسة تحمل دفئًا لا مثيل له حيث تبحثون، وبوابات الأرض كلها دون القدس تملؤها الثلوج!

*** *** ***


[1] الواقع أن هتلر ليس هو مَن اتخذ الصليبَ المعقوفَ الأطراف (سفاستيكا) رمزًا للحزب النازي، وليس هو المنظِّر الأول لإيديولوجيا الحزب القومي–الاشتراكي (النازي) أصلاً، بل هو مفكر يدعى ألفرد روزنبرغ، تأثر، عن طريق "جمعية تولِه" ذات النوازع الآرية، بالحكمة الهندية "الآرية" (والـسفاستيكا رمز هندي شمسي أساسًا)، قالبًا مفاهيمها رأسًا على عقب، مغيرًا اتجاه دوران الصليب الآري القديم من اليمين إلى اليسار. (المحرِّر)

 

 الصفحة الأولى

Front Page

 افتتاحية

Editorial

منقولات روحيّة

Spiritual Traditions

 أسطورة

Mythology

 قيم خالدة

Perennial Ethics

 ٍإضاءات

Spotlights

 إبستمولوجيا

Epistemology

 طبابة بديلة

Alternative Medicine

 إيكولوجيا عميقة

Deep Ecology

علم نفس الأعماق

Depth Psychology

اللاعنف والمقاومة

Nonviolence & Resistance

 أدب

Literature

 كتب وقراءات

Books & Readings

 فنّ

Art

 مرصد

On the Lookout

The Sycamore Center

للاتصال بنا 

الهاتف: 3312257 - 11 - 963

العنوان: ص. ب.: 5866 - دمشق/ سورية

maaber@scs-net.org  :البريد الإلكتروني

  ساعد في التنضيد: لمى       الأخرس، لوسي خير بك، نبيل سلامة، هفال       يوسف وديمة عبّود