تكنوأنبياء وبيوكارثيون

 

دومينيك لوكور

 

هل يمثِّل الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيات الحيوية مستقبل الإنسان أم مقبرته؟ ينتقد فيلسوف العلوم الفرنسي دومينيك لوكور، الذي اشتُهِرَ سابقًا بدراساته عن باشلار وليسنكو وداروِن، هذه الطريقة في طرح النقاش بصدد المسألة التقنية، لاسيما في أمريكا. وهو يوجِّه سهام نقده، سواء بسواء، إلى النزعة اليوتوبية عند من يسمِّيهم الـ"تكنوأنبياء" والنزعة الإنذارية السوداوية عند من يصفهم بالـ"بيوكارثيين".

دومينيك لوكور

ما يجدر ذكرُه أن هذا المقال وَرَدَ ضمن محور مثير للاهتمام حول "القلق" في مجلة le Magazine littéraire (تموز–آب 2003). ولأجل التعمُّق في ما يقوله لوكور في هذا الصدد يجدر الاطلاع على كتابه: إنساني ما بعد إنساني (المنشورات الجامعية الفرنسية PUF، 2003)، الذي يذكِّرنا عنوانُه بكتاب نيتشه إنساني، إنساني جدًّا.

***

 

القلق من الخصال المرتبطة بوضع الكائن البشري نفسه. مع ذلك، فللقلق سمةٌ خاصة تُترجَم بالقدرة على الاستئثار بكلِّ موضوع. وليس هناك من قلق إلا على قاعدة تنمية الشعور بالذنب الذي تحفزه فينا بعض الرغبات الأساسية التي يبقى التحكم فيها عرضة للهشاشة على الدوام. وهذه الرغبات تضعنا أمام مغبة التوازن غير المستقر، الذي لا تتوقف أنانا عن واجب تأمينه بغية المثابرة في الوجود. من هنا توجد بنية لازمنية للقلق، بما يُظهِر الحياة والموت كمبتغيين علويين لكلِّ كائن بشري. إلا أن هناك أيضًا أشكالاً تاريخية للقلق. ومن هذه الأشكال التاريخية ما يبرز حاليًّا بصدد الفاعلية التقنية والعلمية التي بات يُنظَر إليها بما هي موجَّهة ضد الإنسانية نفسها، أو بما هي الوعد والضمانة للتحكم بالعالم بسُبُل تتزايد يقينيَّتها تزايدًا مطردًا.

يتطور حول مسألة التقنية اليوم نقاشٌ حيوي يتخذ من حياة الكائنات البشرية وموتها موضوعًا له؛ ويتواجه في هذا النقاش نمطان من المفكرين: يجمع النمط الأول بين كلِّ الذين يعتبرون أن الذكاء الاصطناعي سيسمح للإنسانية، عما قريب، بأن تتحرر من الموت، وأن تعرف بذلك حياة جديدة. هؤلاء يعلنون، بكلِّ حماسة وغنائية، عصر "ما بعد الإنسانية". لذا أقترح تسميهم "التكنوأنبياء". أما النمط الثاني فهو يجمع بين كلِّ الذين يتخوفون من نُذُر التطورات الأخيرة في عالم التكنولوجيات الحيوية، ويرون في هذه التطورات إمكانية غير مسبوقة، تُنذِر بأن يبدِّل الإنسان الطبيعة الخاصة به. يجمع هذا النمط بين لاهوتيين وفلاسفة وأخلاقيين يستعيدون مصطلح "ما بعد الإنسانية"، إنما ليسبغوا عليه معنى مختلفًا جذريًّا. لذا أرى تسميتهم بـ"البيوكارثيين".

لنقدِّم أولاً فريق "التكنوأنبياء"، الذين يعلنون، منتشين، نهاية العذابات المتوارثة للإنسانية. نحن مدينون بالصيغة الأكثر إثارة ليس إلى الأب المؤسِّس ألان تورينغ، وإنما إلى مارفين مينسكي الذي أدار برنامج MIT (معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا) في الذكاء الاصطناعي. من هذه الصيغ: ما هو الدماغ البشري؟ إنه ليس بآلة لَحْمية للجسم البشري. ما هو الجسم البشري؟ ما هو إلا خليط عجيب من المادة العضوية. ما يهم في الإنسان هو عقله. فهل يمكن لنا أن نصل يومًا إلى بناء آلات ذكية؟ والجواب هو نعم، من حيث المبدأ، لأن "أدمغتنا هي آلات في حدِّ ذاتها".

يقدم مينسكي الصيغة الرائدة لـ"اندماج الإنسان والآلة"، بما كان مدعاة نجاح باهر. إلا أنه لا يعتبر الاندماج غير مرحلة أولى؛ ذلك أن الآلات الذكية المستقلة تمامًا سوف تولد بلا شك، وإلى الحدِّ الذي يمكن التساؤل معه حول ما إن كانت تسجِّل "انعطافًا في تاريخ الإنسانية".

وجدتْ وجهةُ النظر التطورية حول التقدم التقني رسولَها الكبير في شخصية هانس مورافيتش؛ وهو من قدامى جامعة ستانفورد، ويعمل في معهد الروبوتيك بجامعة كانيجي ميلون (بيتسبورغ). يفسِّر مورافيتش موقفه من خلال العودة إلى أسلافنا الذين كان عليهم تطوير قدرات التعرُّف والتوجُّه بأكبر قدر ممكن من الدقة. كان ينبغي العثور على القوت، والنجاة من الحيوانات المفترسة، وحماية الذرية. وهذا ما حدا بالدماغ البشري أن يصير متخصصًا دقيقًا في المهمات الحيوية. إلا أن تنمية القدرات الحسابية للدماغ لم تكن أمرًا بديهيًّا أو ذا منفعة مباشرة لبقاء النوع. من هنا، يجري تفسير التطور البطيء جدًّا واستخدام مليارات العصبونات neurons، في حين كانت مئات الآلاف كافية. ومع الكومبيوترات، فإن عتبة كاملة قد تمَّ تجاوزها. وفي العام 2010 سوف تكتسب الكومبيوترات قدرات دماغ السحلية، فيما ستلحق [بالمهارات الحيوية] للدماغ البشري بحلول العام 2020.

مهما تكن صوابية هذا التفكير أو عدمها، فإن ما يُطرَح في هذه المؤلَّفات هو بوضوح مسألة طور جديد تخطو إليه الإنسانية، حيث الروبوتات تكون قد ورثت ذكاءنا، بما يمكِّنها من مضاعفة القدرات بطريقة هائلة. إنها تبشر بمجيء عقول بلا عوائق، متحرِّرة من الأجسام، تتجاوز الأهواء وتصل إلى حالة من اللاموت.

تتشكل موضوعة "ما بعد الإنسانية" هنا بروح الحماسة، ويسيطر التوجه نفسه على فرع الأبحاث الذي تأسَّس في موازاة "الذكاء الاصطناعي" ليبحث في "الحياة الاصطناعية"، حيث لا تعود الدراسة مقتصرة على تحقيق آلة ينتقل إليها محتوى الذكاء الإنساني، وإنما تتسع لمزيد من الجرأة، نحو خَلْق الشروط الاصطناعية للـ"أشكال الحية" الافتراضية (المعرَّفة بأسلوب رياضي) التي يمكن أن يبزغ "الذكاء الاصطناعي في إطارها". يقدم ستيفن ليفي هذا التعريف: "نعني بالحياة الاصطناعية دراسة الأنظمة الاصطناعية التي تمثل سلوكًا خاصًّا بالأنظمة الحيوية". وهو يستطرد معتبرًا أن التكنولوجيا الجزيئية الإلكترونية والهندسة الوراثية سوف تمنحاننا عما قريب القدرةَ على خلق أشكال حياة جديدة، سواء بأسلوب التوليد الطبيعي أو الاصطناعي؛ ذلك أن هذا الذكاء الاصطناعي قد وجد رافعة له من خلال اختراع "الأتمتات الخليوية".

تتبدى هنا النبوءة في إحدى تجلِّياتها: "سوف يشكِّل مجيء الحياة الاصطناعية الحدث التاريخي الأهم منذ ظهور الإنسان، وسوف تكون اللحظة الأبرز في تاريخ الأرض، إن لم يكن الكون أجمع."

يمكن لنا بالتأكيد أن نسخر من سذاجة تأملات المهندسين هذه، وأن نندهش لرؤية النقاشات وهي تتواصل منذ عقود وتحوِّم حول منظار وعد "ما بعد الإنسانية" أو وعيدها. ليس من الصعب أن نقيم علاقة بين السيناريوهات التي يبنيها هؤلاء ويعتقدون بإمكان تأكيدها من خلال الحسابات، وبين روايات وأفلام الخيال العلمي. فالمشهدية البدائية التي اخترعها هانس مورافيتش في كتابه عقول الأطفال: مستقبل الروبوت والذكاء الاصطناعي إنما تُظهِر كائنًا بشريًّا يشحن عقله على كومبيوتر. ويبدو أن ديفيد كروننبرغ قد استوحى ذلك، على ما يبدو، لإخراج فيلمه Existence (1999).

منذ زهاء عشرين سنة، لم تتراجع الروايات الممجِّدة لما بعد الإنسانية عن رفوف المكتبات. لقد جاءت لتشكِّل ظاهرة أدبية. وهي تتمحور جميعًا على فصل العقول عن الأجسام، مع الانتقال الكامل للفكر، وبالنسبة لبعضها، حول ثنائية الإنسان–الآلة وإعادة التشكل الآلتي لأجسامنا، بما يحررها من الجسد الآدمي ودوافعه.

نعني بالتصور الثاني لـ"ما بعد الإنسانية" ما قدَّمه فرانسيس فوكوياما مؤخرًا في مستقبلنا الما بعد إنساني، الذي يؤكد فيه أن الإنسانية قد زودتْ نفسها بوسائل تبديل الطبيعة الخاصة بها، مع بروز التكنولوجيات الحيوية، وخصوصًا تلك التي تطبَّق على الإنسان بفضل تقنيات تعديل الشفرة الوراثية. ويشير فوكوياما إلى أن الناس قد بدلوا من ثقافاتهم خلال التاريخ، وغيروا أنماط إنتاجهم، كما أعادوا تنظيم مجتمعاتهم؛ إلا أنهم لم يتعرضوا مطلقًا للطبيعة الخاصة بها. أما اليوم، فهم بصدد القيام بذلك، لأن "التكنولوجيات الحيوية يمكن لها أن تنقلنا إلى الحقبة الما بعد إنسانية من تاريخنا".

ولسوف يجري التحكم بعملية الإنجاب، ولن يكون جنس الطفل الآتي إلى العالم في مهبِّ المصادفة، كما لن تشكِّل الأمراض الوراثية قَدَرًا محتومًا، وسوف تؤخَّر الشيخوخة ويؤجَّل الموت أكثر فأكثر. لا مصادفة ولا قَدَر: سوف يغيِّر الإنسان شروط حياته بممارسة ذكائه على العنصر الحيِّ، الذي هو من بين عناصر حية أخرى، وسوف يتجاوز الإنسان الحدود التي شكَّلتْ سابقًا أساس محدوديته. إننا نشهد، إذًا، عملية ذات أهمية ميتافيزيقية بامتياز. وهذا ما يفسِّر حماسة المناقشات بصدد الاستنساخ البشري: فهل سنفتح الباب أمام الاستنساخ التوليدي الذي ستكون له بالتأكيد أهداف مختلفة تمامًا عن نمط الإنجاب المعهود، كونه يرادف أسلوبًا آخر للإنجاب؟ إن ممارسة كهذه كفيلة بأن تسمح بتحديد النمط الوراثي للكائن قبل أن يجري الحبل به، فيصار بالتالي إلى اصطفاء قسماته، بما سوف يمثل إذًا "رمزًا، أو عتبة لا رجوع بعدها إلى التجربة البشرية".

يلتقي فوكوياما بهانس يوناس للتحذير من عدم قابلية العودة عن هذه الخطوة لو تمَّتْ: "في المستقبل، ستتجاوز قدراتُ البحث ما عهدناه من طبٍّ تقليدي، وذلك من خلال فعلها على النمط الوراثي للإنسان، بما يحدِّد ليس الفرد فحسب وإنما ذريته كلها". كيف نتحاشى أن يقود الاستنساخ إلى تسعير التناقضات الاجتماعية، الصارخة أصلاً؟ "يُخشى أن تسعى مختلف أطياف المجموعات الاجتماعية إلى تحسين ذريتها – الأغنياء بالتأكيد، لكن أيضًا الملل الدينية وبعض الجماعات العرقية". من هنا، هذا الإنذار: "تكمن المخاطرة في إتاحة السبُل لتمايزات لاعكوسة للهويات الوراثية، بما يعنيه ذلك من بروز أشكال جديدة للتمييز بين البشر."

تغذي الطبعة الثانية من الما بعد إنسانية النزعةَ إلى الكارثية السوداء التي تتعارض تعارضًا ضارًّا مع يوتوبيا التكنوأنبياء؛ غير أنها تترك أصداء لها في المعسكر الخصم، مثلما رأينا في قضية "أونابومبر"، وهو الاسم المستعار للخبير المعلوماتي ثيودور كاسزينسكي الذي أراد تحرير البشرية من النظام التكنولوجي الذي اعتبره غير إنساني، فبعث بقنابل إلى زملائه بقصد قتلهم. زَرَعَت هذه القنابل الرعب في الولايات المتحدة خلال سنوات (من 1978 إلى 1995) وأدت إلى الرفض التام لموضوعات كاسزينسكي في البداية؛ إلا أن الحجج التي ساقها في بيانه الشهير[1] قد خلصت إلى إقناع بيل جوي – وكان من بين المستهدَفين المحتملين، وهو مخترع لغة البرمجة الشهيرة Java. كتب جوي مقالاً بهذا الصدد، كان له أكبر صدى: "لماذا لا حاجة للمستقبل إلينا؟"

ولهذه النزعة الكارثية رواجٌ إعلامي، كونها تنسجم مع "صحافة الفزَّاعة"، على حدِّ تعبير بيتر سلوتيردجتش؛ وهي صحافة تقوم بممارسة أنواع من السحر على القرَّاء الذين يستلذون مناخات التدمير والفظاعة. إنه يعود ويسلط الضوء على مصطلح "تحسين العِرْق" eugénisme، مغفِلاً ماضيه التقدمي الأنغلوسكسوني، ولكن متوجسًا من الأشباح النازية. إنه يعلن "موت الإنسانية" كي يدعونا دعوة أفضل إلى التقاط الأنفاس.

يمكن لنا أن نرى في وضوح ما يعتمل في هذه المواجهة. فهؤلاء المفكرون يريدون الحفاظ على تصور معين لما هو "إنساني"، استنادًا إلى نظرية عن الطبيعة البشرية سَبَقَ أن صاغتْها الفلسفة السياسية الكلاسيكية في الغرب في إطار نظريات العقد الاجتماعي، التي تستبعد كـ"غير إنساني" كلَّ ما من شأنه مناقضة القيم الأخلاقية والسياسية التي بُنِيَتْ لصالحها. هذا موقف عديم الاستقرار، لأن التصور عن الطبيعة الإنسانية التي أسنده الفكر الفلسفي بلاهوت مفتوح أو صامت إنما لقي نفسه على الدوام مُصاغًا في تعبيرات بيولوجية منذ القرن التاسع عشر. من هنا – وبنتيجة انفعالية – يبرز الاتجاه إلى الانطواء داخل مواقف لاهوتية. ومثالنا على ذلك ليون كاس، رئيس لجنة الأخلاق في البيت الأبيض.

كما أن رُسُل ما بعد الإنسانية التي ينظرون إليها كإنسانية متفوقة، ويقفون بإزاء هؤلاء "البيوكارثيين" إنما يصلون إلى المخطَّط اللاهوتي نفسه، لكن في طبعته "الخلاصية". فليس من العسير الانتقال من فكرة شَحْنِ العقل بسند معلوماتي إلى استمرار التجربة الشخصية أو النفس الفردية في ما وراء الموت. وعلى هذا المنوال، سوف يتم امتداح قدرات هذه النفس المتخلِّصة من الجسم (الذي يصير بذلك مرادفًا للشر).

يلجأ مورافيتش، إذًا، إلى معجم التعالي transcendance، ويغتبط بأن يرانا نصل إلى الخلود الشخصي الذي وعدتْنا به النصوص المقدسة. ويزيد عليه إيرك كوكس بأن "نظام العقل الذي سوف يظهر متجاوزًا العوائق البيولوجية التي نحن لها خاضعون إنما يمثل ذروة انتصار العلم والتكنولوجيا، بما يسمح بالتعالي على المفاهيم الخجولة للإله والألوهية التي حافظنا عليها حتى الآن". نرى، إذًا، معجم التجسد الإلهي والخلود والانبعاث يُلهِم نصوصَ هؤلاء الواعدين بالحياة الاصطناعية.

أما لو أردنا الإفلات من هذه التصورات، فينبغي أن نعيد التفكير في مفهوم الكائن البشري نفسه من خلال الإحاطة بجانب اللاإنسانية[2]؛ وهو جانب لا يُرَدُّ بأية حال إلى حيوانية هذا الكائن. إن الخطو في هذا الاتجاه سوف يمكِّننا من رفض كلِّ التبريرات التي تُعقَد باسم إلهنا والآخرة، بما يجعلنا نتفكَّر في البُعد المحايث immanent للحركة[3]، التي، إن قُدِّرَ التحكم فيها، لأمكن مضاعفة قدرتنا على الفعل والتفكير.

*** *** ***

ترجمة: وسام سعادة

عن السفير، 23/8/2003


[2] يقصد الكاتب هنا دحض مقولة وجود طبيعة إنسانية ثابتة. (المترجم)

[3] تعني "المحايثة" البقاء ضمن حيِّز الواقع وإنكار إمكان تجاوزه أو التعالي عليه. (المترجم)

 

 الصفحة الأولى

Front Page

 افتتاحية

                              

منقولات روحيّة

Spiritual Traditions

 أسطورة

Mythology

 قيم خالدة

Perennial Ethics

 ٍإضاءات

Spotlights

 إبستمولوجيا

Epistemology

 طبابة بديلة

Alternative Medicine

 إيكولوجيا عميقة

Deep Ecology

علم نفس الأعماق

Depth Psychology

اللاعنف والمقاومة

Nonviolence & Resistance

 أدب

Literature

 كتب وقراءات

Books & Readings

 فنّ

Art

 مرصد

On the Lookout

The Sycamore Center

للاتصال بنا 

الهاتف: 3312257 - 11 - 963

العنوان: ص. ب.: 5866 - دمشق/ سورية

maaber@scs-net.org  :البريد الإلكتروني

  ساعد في التنضيد: لمى       الأخرس، لوسي خير بك، نبيل سلامة، هفال       يوسف وديمة عبّود