في مديح الحمق

 

يوسف حاتم

 

يأخذ اللعب والسخف حيزًا مهمًا في الثقافة العربية القديمة، السخف الذي نقصده ليس المعنى السائد لهذه الكلمة، بل في اعتباره نوعًا خاصًا من شعر الهزل. وقد استعملت كلمة سخف، في البداية، للدلالة على رقعة الثوب أو السحاب. وعلى العموم، فهذه الكلمة تتضمن معنى الخفة وانعدام الكثافة. واستعملها أيضًا أبو ذر الغفاري للدلالة على الوهن الذي يستشعره الجائع. وحين يقول الاصمعي عن شعر ابن العباس بن الأحنف إنه "سخيف اللفظ" فواضح أنه ينتقد اسلوبه، وبالتحديد، الطابع النثري الذي يغلب على قصائده.

جاء في لسان العرب: السخْفُ والسَّخْفُ والسَّخافةُ: رِقَّةُ العقل. سَخُفَ، بالضم، سَخافةً، فهو سَخِيفٌ، ورجل سَخِيف العَقلِ بَيِّنُ السَّخْفِ، وهذا من سُخْفةِ عَقْلِه.

والسَّخْفُ ضَعْف العقل، وقالوا: ما أَسْخَفَه. قال سيبويه: وقع التعجب فيه ما أَفْعَلَه وإن كان كالخُلُق لأَنه ليس بِلَوْنٍ ولا بِخِلْقةٍ فيه، وإنما هو من نُقْصانِ العقل، وقد ذكر ذلك في باب الحُمْق.

في العصر الأموي، نجد صاحب الأغاني أبو الفرج الأصفهاني ينعت شعر ابن عبدل بالسخيف. ويعود ذلك إلى كون ذلك الشعر ذا طابع فاحش ولاأخلاقي. ولكن ليس مستحيلاً أن يكون المقصود بذلك النعت هو الاسلوب وليس المضمون. خلال القرن الرابع للهجرة، يبدو أن دلالة الكلمة أصبحت محصورة في الجانب الأخلاقي: فهي تشير، في المجال الشعري، إما إلى اعتماد الكلام الفاحش الذي يثير الضحك أو الاستهجان، وإما إلى مضمون محدد، كما هي الحال في نقد الصاحب بن عباد لمساوىء المتنبي.

خلال السنوات الأخيرة كان لشعر المجون والسخف حضورهما في الوسط الثقافي العربي، فقد صدرت النصوص المحرمة لأبي نواس وديوان أبي حكيمة لدى "دار الجمل"، وديوان ابن الحجاج لدى "دار الجمل" أيضًا، وثمة اهتمام ملحوظ بشخصية أبي العبر الهاشمي وشعره ونكاته، وبين هذه الكتب ثمة رابط هو اللعب والسخف والمجون والبذاءة والحرية.

أتت فكرة الكتابة عن السخف وشعره بعد قراءة ديوان درة التاج من شعر ابن الحجاج، وكثرة الكتابات عن شخصية أبي العبر الهاشمي في الصحف والمجلات الثقافية. ذلك لأن قراءة مثل هؤلاء الشعراء تبعث على الضحك والفرح، وتُخرج المرء من دائرة الوجوم والقوقعة والتعقيد. وتأتي جمالية العودة إلى نصوص المزاح والبذاءة في خضم طوفان الايديولوجيات والكتابات الجدية الخالية من الدعابة.

قال لي أحد الأصدقاء إن أبلغ من كتب عن أبي العبر هو الناقد المغربي عبد الفتاح كيليطو الذي يسأل في كتابه الحكاية والتأويل (دار توبقال): من هو أبو العبر؟ يجيب إنه شاعر من القرن الثالث، عاش في زمن الخليفة العباسي المتوكل. وهو اليوم غائب عن الذاكرة الأدبية فلا يكاد يعرفه أحد، ولا يرد اسمه في تواريخ الأدب - وما أكثرها - التي تصدرها المطابع. ذلك أن غالب الباحثين لا يهتمون إلا ببعد واحد: الجد، ويهملون البعد الثاني المكون للأدب الكلاسيكي: الهزل. يضيف كيليطو سائلاً: لماذا يتركز الاهتمام على الجد؟ صحيح أن بعض الدارسين يتطرقون إلى ظاهرة الهزل، ولكنهم يكتفون باعتبارها أمرًا غريبًا أو وحشيًا لا يستحق وقفة طويلة. أما بالنسبة إلى القدماء فإن الهزل لم يكن لينفصل عن الجد ولم يكن يقل أهمية عنه، فكانوا يربطون أبا العبر بأبي العنبس الصيمري الذي ألّف "في الرقاعة نيفًا وثلاثين كتابًا". واستمرت جذوة الهزل (أي اللعب، أو الحمق) تتوهج مع أبي المطهر الأزدي في كتابه حكاية أبي القاسم، ومع بعض الشعراء كأبن سكرة وابن الحجاج وغيرهما.

يكتشف كيليطو أن ما يستهويه في القصص القديمة هو مخالفتها لما تعوّد عليه، فينظر إلى الأدب الحديث من خلال الأدب القديم ويبصر نفسه بعيون آخرين. كيليطو هو أفضل من كتب عن أبي العبر الهاشمي نصًا غاية في المتعة، يقول عندما تجاوز أبو العبر سن الخمسين، تبين أنه لن يستطيع منافسة أبي تمام والبحتري. فماذا فعل؟ "ترك الجد وعدل إلى الحمق والشهرة". لم يفرض عليه هذا التحول، وإنما اختاره وتعمده وخطط له. وقد شمل التحول شعره وشخصيته. وكمؤشر إلى حياته الجديدة، قام بتغيير كنيته: "كانت كنيته أبا العباس فصيرها أبا العبر". اختار لنفسه كنية جديدة عوض الكنية التي كان يعرف بها. ثم أنه لم يكتف بتبديل كنيته، بل "كان يزيد فيها في كل سنة حرفًا حتى مات، وهي أبو العبر طرد طيل طيري بك بك بك". فالتحول مستمر، وإن إضافة حرف كل عام إلى الكنية لدليل على شخصية لا تنفك تتغير ولا تعرف السكينة والرسوخ.

التمطيط في الكنية يجعلها تنقسم قسمين: قسم معقول أي له دلالة (أبو العبر)، وقسم سخيف لا دلالة له (طرد طيل طيري بك بك بك). انتقل أبو العبر من العقل إلى الحمق، من كنية إلى كنية، وانتقل من الفقر إلى الغنى، إذ كسب بالحمق أضعاف ما كسبه كل شاعر كان في عصره بالجد، ونفق نفاقًا عظيمًا.

الانفصال عن الجد يعني في العمق الانفصال عن الأب وما يمثله من قيم يتعين على الابن احترامها والعمل بها. أبو العبر اتبع طريقة تناقض تمامًا طريقة أبيه المبنية على الصلاح. إن نظام الأبوة يرتكز على الاستمرار والدوام، على النقيض من ذلك لم يكن أبو العبر مملاً، بل لم يكتف بالاضطلاع بدور الابن الضال وإنما تعدى ذلك إلى إيذاء أبيه وجعله أضحوكة للناس.

اسقاطات

وإذا كان كيليطو يهتم بموضوع الهزل في حياة صديق المتوكل ونديمه، فإن ثمة كتّابًا وشعراء آخرين عمدوا إلى ابتداع اسقاطات عن الشاعر لا تتعلق بالجد أو الهزل، بل بلعبة الحداثة ومعانيها وغموضها، أي لم تهمهم كثيرًا هزلية الشاعر الهزلي، فمرة يقارنون "الروح الهاشمية" بـ"الروح الرامبوية" نسبة إلى رامبو، ومرة أخرى تأتي مقارنة شعر الهزل ببعض شعر شعراء الدادائية. يقول أحد الكتاب إن الشاعر تريستان تزارا لخّص أسلوب الإبداع الشعري بالنسبة إلى الدادائية، التي قيل لنا، آنذاك، أنها احتجاج على الرأسمالية المتوحشة أو البورجوازية الفاسدة أو شيء من هذا القبيل، فقال في قصيدته الدادائية:

خذ جريدة
خذ مقصًا
اختر منها مقالاً له الطول الذي تنويه
لقصيدتك!
اقتطع المقال
قص باعتناء الكلمات التي يتألف
منها المقال، ثم ضعها في كيس
!
خضّه برفق
اخرج قصاصة تلو قصاصة حسب
ترتيب خروجها من الكيس
استنسخ بنزاهة!
ستشبهك القصيدة
وها أنت كاتب في منتهى الأصالة
وذو حسية ظريفة وإن لا تفهمها العامة!

كان الكاتب أبو العبر الهاشمي، الذي نادم الخليفة المتوكل في القرن الثالث الهجري، أي قبل أن يظهر الدادائيون بأكثر من ألف عام، أكثر أصالة وظرفًا في مذهبه الشعري كما جاء في الخبر التالي الذي أورده الأصفهاني، حيث قال:

حدث عم عبد العزيز بن أحمد قال: سمعت رجلاً سأل أبا العبر عن هذه المحالات (أي السخافات) التي يتكلم بها، أي شيء أصلها؟ فقال أبو العبر: ابكر فاجلس على الجسر، ومعي دواة ودرج (أي ما يكتب فيه)، فاكتب كل شيء أسمعه من كلام الذاهب والجائي والملاحين والمكارين، حتى املأ الدرج من الوجهين، ثم اقطعه عرضًا، وألصقه مخالفًا فيجيء منه كلام ليس في الدنيا أحمق منه!

فكرة الاسقاطات والحديث عن أبي العبر والدادائية يتنافس أكثر من كاتب على تدوينها ونشرها، وهي أصبحت في دائرة التناص والتلاص كما يقال.

كان أبو العبر نديمًا للخليفة العباسي المتوكل ومن أهل بيته. وكان المتوكل يضعه على زلاّقة ويدفعه ليقع في بركة الماء في قصره ثم يأمر الخدم فيخرجونه منها بشبك الصيد، والخليفة مستأنس ضاحك، فيقول أبو العبر:

ويأمر بي الملكْ
فيطرحني في البرَكْ
ويصطادني بالشبَكْ
كأني من السمَكْ
ويضحك ككْ كَككْ
كككْ ككْ كَكَكْ!

ومن "شعره" هذا قوله من "قصيدة":

أنا أنا أنتَ أنا
أنا أبو العَبْرَنَّهْ
أنا الغنيّ الحمْقوقو
أنا أخو المجَنَّهْ
أنا أحرّر شعري
وقد يجيء بَرْدَنَّهْ.

بهذا وبغيره من السخافات "الشعرية" والسلوكية، استحق إعجاب المتوكل، فأجزل له العطاء، وعيّنه نقيبًا للحمقى في البلاط! وكان، كما يذكر الأصفهاني يكسب بشعره الساقط هذا أضعاف ما كسبه كل شاعر في عصره بالجِد!

وقد لامه على ذلك ذات يوم أبو العَنبس الصّيمري، وكان أحد المتحامقين المشهورين آنذاك أيضًا، فقال له أبو العِبَر:

يا كشخان، أتريد أن أكسد أنا وتَنفق أنت؟ أنت أيضا أديبٌ شاعرٌ فَهِمٌ متكلم قد تركتَ العلمَ وصنعتَ في الرقاعةِ نيِّفًا وثلاثين كتابًا!

وأبو العبر هذا هو القائل في فترة كلاسيكيته وجديته:

هوى دفين وهوى بادي
اظلم، فجازيك بمرصاد
يا واحد الأمة في حسنه
أسرفت، في هجري وأبعادي

أما في فترة "حداثته" الشعرية، أو ما بعد الحداثة، آنذاك، وتحوله من التعقل إلى الحمق، فهو القائل:

أيا أحمد الرقيع
ومن أكلك الرجيع
أتنسى متى كان
نصيرك قهرمان
فيأتيك بالسويق
من السوق والدقيق

ولا يبدو أن الدهر عاتبه، فقد استمر أبو العبر في تحامقه الذي جلب له الحظوة والعطاء الجزيل، حتى مات قتيلاً في الكوفة عام 250 للهجرة.

شعر السخف

أما ابن الحجاج، أشهر شعراء المجون و"السخف" في القرن الرابع الهجري، فهجا المتنبي ومدح الملوك، مثل عضد الدولة وبنيه والوزراء. كان ماجنًا، مزّاحًا، هجَّاءً، وخفيف الروح، وله معرفة بفنون من التاريخ والأخبار واللغات. ويصعب نشر ما كتبه ابن الحجاج في جريدة يومية في الزمن الراهن نظرًا إلى ما يتضمنه من فحش أو بذاءة في ما يسمّى "الأدب المكشوف" مستعملاً المضامين الصريحة عن أدق المعاني بالصورة المحسوسة، مستعملاً ألفاظًا مشبعة مجونًا، يعطّرها الشذا حينًا وتنبثق منها رائحة كريهة أحيانًا، فتميز عن غيره من شعراء المجون، حتى أصبح لا نظير له جرأة وفطنة وصناعة في هذا المجال ويميل إلى اعتماد معجم تراوح ألفاظه بين الأكثر كلاسيكية والأشد بذاءة.

يدين ابن الحجاج بشهرته إلى شعر السخف، وفحش المضمون. هذا هو ما يعنيه بالسخف نقاد مثل الثعالبي حين يتكلمون على شعراء مثل ابن سكره أو ابن الحجاج والقصار. وبحسب مقدمة ديوان ابن الحجاج، فإن شعر ابن الحجاج هو الذي يستحق هذه التسمية. والسخف كما يتبدى من شعره، يشمل التفحش والتحامق والسخرية واللاامتثالية والتواقع. على أن التيمات الأساسية، في نطاق السخف، ترتبط بوقائع ذات طابع جنسي. وواضح أن ابن الحجاج مهووس بهذا الصنف من الوقائع.

كما أنه يستلذ تصوير لقاءاته مع مومسات مع حضور عجائز شنيعات غالبًا أو مع غلمان كما يوضح مقدم الكتاب. وهو يستمرئ الفحشاء والبذاءة والدنس، في ميله إلى الدعابة التي تنتهي إلى القهقهة الصاخبة. ويتخذ ابن الحجاج موضوعًا لسخفه إحدى علامات الذكورة: اللحية. ويكتسي هذا الأمر أيضًا صبغة معقدة وغامضة. بالطبع، فهو يدخل في نطاق الهجاء، فالشاعر يهدد أعداءه بحلق لحاهم.

هناك سمة أخرى لسخف ابن الحجاج، تتجاوز مجرد التفحش والبذاءة، وتتعلق بالمجال الديني. فهو يربط، دونما حرج، بين هذا المجال وعدد من الأمور السخيفة، لا في ما يخص المسيحية واليهودية فحسب، بل في ما يتعلق بالإسلام كذلك. وهنا يطرح محقق الديوان مسألة أكثر تعقيدًا: هل كان الحجاج مؤمنًا حقًا؟ إننا نجده يفتخر بكونه قد حاول إغواء غلام في مسجد. وهذا أمر يتجاوز مجرد الجرأة. وحين يحث رفقاءه على الخلاعة، فذلك ليس من باب الدعابة فحسب.

ومن سمات سخفه أيضًا، التجرؤ الوقح على مشاهير زمانه، الأحياء منهم والأموات، سواء أكانوا من ذوي المراكز السياسية مثل ابن رائق القراريطي والمهلبي، أم من العلماء كالزجاج والكسائي والخليل والشعراء كجرير والفرزدق والحجاج.

لا يبدو أنّ ابن الحجاج كان يهتم بالقيمة الشعرية للكلمات بقدر ما كان يعتبر أنّ كل كلمة يمكن أن توظَّف في القصيدة. كانت تربط ابن الحجاج بالأشخاص المرموقين في عصره علاقات مختلفة عما كانت عليه لسائر الشعراء، فقد يتعامل معهم بشكل حميم، ويعايشهم في حياتهم الخاصة، ويقاسمهم ملذاتهم، ويشرب ويمزح معهم، بل يحدث أحيانًا أن يسخر منهم. وقد أوضح الثعالبي طبيعة تلك العلاقات حين قال إن ابن الحجاج كان يتصرف إزاء وزراء زمانه وأعيانهم مثلما يفعل طفل مع أبويه بحسب ما جاء في مقدمة ديوانه. كان تحت حمايتهم، ويعيش حياة هانئة، متلقيًا منهم الهبات والعطايا، وكان يستغل علاقاته لتحقيق مختلف أهدافه. وهناك مظهر آخر من مظاهر ازدواجية شخصية الشاعر، يتجلى على صعيد حياته العائلية: فهو شديد الارتباط بأهله، ولكن شديد الميل إلى الخلاعة.

ويبرز ابن الحجاج باعتباره الممثل الفعلي للتوجه الإباحي حيث للهزل المكانة العليا. ولشعره قيمته الأدبية، وهو مفيد أيضًا لمن يروم التأريخ للأخلاقيات. فقصائده تلقي بعض الضوء على جوانب من الحياة في بغداد، في زمانه. على أن أبي حكيمة ليس ببعيد عن ابن الحجاج، وهذا الشاعر العباسي المغمور من أغرب الشعراء القدماء، فلقد ألف ديوانًا كاملاً في رثاء "عضوه". لا نعرف كثيرًا عن أبي حكيمة هذا سوى أنه ولد في الكوفة في أواخر القرن الثاني للهجرة، ثم انتقل إلى بغداد حيث عايش الحرب التي وقعت بين الأمين والمأمون، ثم اتصل بوزير المأمون عبدالله بن طاهر في مصر كي ينتقل معه في أوائل القرن الثالث الهجري إلى خراسان.

شغل أبو حكيمة هذا منصبًا رفيعًا في الدولة العباسية في ذلك الوقت. ومع هذا، فالتاريخ لا يذكره إلا من خلال رثائه لعضوه بإمعان وإلحاح حتى بلغ ما صنّف في هذا الفن من قصائد ما يربو على سبعين ورقة. ولقد تساءل القدماء عن سبب هذا الكلف بنوع من الشعر فذهبوا مذاهب شتى، منها أن الشاعر أراد أن ينفي بهذا الرثاء تهمة لصقت به من أنه زنى بإحدى خادمات عبدالله بن طاهر.

ما نستخلصه من شعر أهل السخف والهزل والبذاءة يعبّر عنه الباحث يوسف سدان في كتاب نوادر الثقلاء وهو أن الشعور بالضجر والسأم الذي خيم على الطبقة العليا في قصور خلفاء بني العباس وبيوت أثرياء دولتهم من العوامل التي دفعت هذه الطبقة إلى البحث عن وسائل التسلية واللهو، وهذا ينطبق على الشعراء الذين ذكرناهم (ابن الحجاج وابو حكيمة وابو العبر الهاشمي). وقد ظهرت القيود الشديدة التي فرضتها آداب السلوك على حياة هذه الطبقة إبان الدولة الأموية، ثم استحكمت سيطرتها منذ بداية الدولة العباسية لكثرة انتشار العادات الفارسية الأصل. ونقل عن ابن الجنيد أن وظيفة النديم في بلاط الخليفة معقدة ومحفوفة بالمتاعب، ومدلول وظيفة النديم يضاهي بعض المضاهاة معنى كلمة "أديب" قديمًا، أي بمعنى: المثقف الخبير بالمعارف وآداب السلوك جميعًا، اي الأديب الظريف.

*** *** ***

النهار - الملحق الثقافي

 الصفحة الأولى

Front Page

 افتتاحية

                              

منقولات روحيّة

Spiritual Traditions

 أسطورة

Mythology

 قيم خالدة

Perennial Ethics

 إضاءات

Spotlights

 إبستمولوجيا

Epistemology

 طبابة بديلة

Alternative Medicine

 إيكولوجيا عميقة

Deep Ecology

علم نفس الأعماق

Depth Psychology

اللاعنف والمقاومة

Nonviolence & Resistance

 أدب

Literature

 كتب وقراءات

Books & Readings

 فنّ

Art

 مرصد

On the Lookout

The Sycamore Center

للاتصال بنا 

الهاتف: 3312257 - 11 - 963

العنوان: ص. ب.: 5866 - دمشق/ سورية

maaber@scs-net.org  :البريد الإلكتروني

  ساعد في التنضيد: لمى       الأخرس، لوسي خير بك، نبيل سلامة، هفال       يوسف وديمة عبّود