غَبَش
عبير سليمان
يا لكَ من تاجرٍ
شاطرٍ أيها الصبر
بِعتَ أبناءك بأسعار لا تُضاهى
بعد أن قدَّمْتني للحزن عيِّنةً مجانية.
*
أنا التي لا تملكُ
من متاع الدنيا
إلا دراجة شِعرٍ هوائية
يدسُّ سوء طالعي العصي في دولابيها.
*
لم أعد أنظر إلى
مرآتي
منذ آخر غَبشٍ ألمَّ بي.
*
ما من بؤسٍ يفوق
إصغائك
لذاك العجز
حين يعوي بحرقةٍ
في عروقك.
*
كلَّ يومٍ أسدُّ
منافذ الريح بإحكام
كي لا تهرب فتهيج خارج بيتي!
*
في شوارع عزلتي
الخالية
أراعي التقيد بإشارة المرور
كي لا يصدمني فراغٌ أرعن.
*
بين كفَّتين مثقلتين
بالخيبة والأشجان
تتأرجح ذراعاي
كم شاقٌ أن تكون ميزانًا!
*
مرةً واحدة
تسللت من الباب الخلفي لبيت البهجة
تفرَّجت على سكانه
وخرجت قبل أن ينتبهوا.
مذ ذاك وأنا أراهم يوميًا في منامي.
*
أحلى رجل في العالم
أحبَّني هكذا:
ببساطة.
أحلى رجل في العالم فقدتُه هكذا:
ببساطة.
*
أوافقُ يا صديقتي
على رغبتكِ
بجمع تفاصيل حياتي الغريبة في روايتكِ
شرط إخباري منذ الآن:
هل سألاقي الفرح في النهاية؟
*
الذين نذرتُ لهم
غنائي
بنوا برجًا هائلاً من الصمم فوق جثتهِ.
*
لست أنا القاتلة
بل، فقط تفرَّجت عليهم يغرزون سكاكينهم
في جسدي
تتبعت أثر النزيف الهائل
وتذوقت دمي معهم
لم أنبس بدمعة
أعجبني الأمر!
*
الآن...
يترتَّب عليَّ أن أرقد في وعاء الغياب
كلبنٍ باردٍ رائب؛
يستحق الآخرون أن يستعيدوا سلامهم.
*** *** ***