تشكِّل الحرب حدثًا تأسيسيًا في حياة الشعوب، لأنها تدفع إلى إعادة
النظر في تكوين الذات وحضورها التاريخي، سواء تعلق الأمر بالنصر أو
بالهزيمة. ورغم أن الحرب كانت دومًا تمثل الخطر الأقصى الذي ينبغي دفعه
واستبعاده عن الأمة، إلا أنها مع ذلك وفي حالة قيامها فهي تنبني على
أخلاقيات صارمة، تتعلق مثلاً في حالة الإسلام باحترام العدو وعدم
التنكيل بأطفاله ونسائه، كما تفرض أيضًا قيودًا صارمة بضرورة احترام
الطبيعة وعدم تسميمها، فالحرب ينبغي أن تتمَّ في نوع من الممارسة
الفروسية النبيلة، والانتصار غير المستحق ليس انتصارًا شريفًا وإنما هو
هزيمة مقنَّعة. إن المبدأ العام الذي كانت تقوم عليه معارك الماضي هو
أن الهزيمة بشرف خير من الانتصار الغادر. كانت الحرب حتى في أبشع صورها
أخلاقية لأنها لم تكن هدفًا في حد ذاتها، بل هي وسيلة من أجل وضع
القانون وخلق نظام اجتماعي ما. غير أن المنعطف الذي تعرفه الألفية
الثالثة بعيد كليًا عن هذا الأفق، فنحن لأول مرة في تاريخ البشرية نتجه
نحو تأبيد الحرب وجعلها علامة مميزة للحضارة المعاصرة.
لا
قوةَ على هذه الأرض إلاَّ القوة، وهي التي تنقل القوةَ إلى المشاعر،
بما فيها الرحمة. يمكن ذِكْر مئة مثال عن ذلك. فلماذا كان السِّلْميون
بعد عام 1918 أرقَّ بكثير على ألمانيا منهم على النمسا؟ ولماذا ظهرَتْ
ضرورةُ الإجازات المأجورة لكثير من الناس كمُسَلَّمة ذات بديهية رياضية
عام 1936 وليس عام 1935؟ ولماذا هناك أناس كثيرون جدًا للاهتمام بعمال
المصنع أكثر من اهتمامهم بالعمال المزارعين؟ وهلُمَّ جرًّا.
كذلك الأمر في التاريخ. نُعجَب بالمقاومة البطولية للمهزومين عندما
يجلب تعاقُبُ الزمن نوعًا من الانتقام؛ وليس غيرَ هذا. فليس لدينا رحمة
للأشياء المدمَّرة كليًا. ومَن الذي يمنح رحمةً لأريحا
Jéricho،
لغزة، لصُوْر، لصيدا، لقرطاج، لِـ"نُومَـنْسِيا"
Numance،
لصِقِلِّية Sicile
اليونانية، للـﭙـيرو Pérou
قبل كولومبوس؟
استهلال
بدأ الأدب الأمريكي
Amerrican literature
بداية متواضعة، ثم ما لبث أن أخذ مركزه بين الآداب
الأولى في العالم. ومن إيجابياته أنه يمجد: المثل العليا، وصفات
الاعتماد على النفس، والاستقلالية، واحترام الإنسان، والتأكيد على
الديمقراطية، وحب الطبيعة والخروج على التقاليد الأدبية من أجل كل
إبداع جديد.
وتعد الفكاهة عامة، والساخرة بخاصة، من الخصائص المميزة لهذا الأدب.
وقد شهد تطور الأدب الأمريكي عدة مراحل هي: أدب المستعمرات (1765 –
1608م)، وعصر الازدهار الأول (1765 – 1850م)، ثم ظهرت أشكال أدبية
جديدة بعد الثورة الأمريكية
American Revolution.
فقد أشعل الاستقلال السياسي رغبة قوية للاستقلال في فن الأدب، ولأول
مرة انفصل أدباء أمريكا عن ماضيهم الأوروبي. ويبدو ذلك بوضوح في
كتاباتهم عن السياسية وتحرير العبيد، وما لبث الأدب الأمريكي أن بلغ
مرحلة النضوج عام (1850 - 1900م).
مع
الارتفاع الحاصل في استعمال وسائل التواصل الاجتماعية عند المراهقين،
فإن قضية هل يفضي هذا الاستعمال إلى محصِّلات إيجابية أو سلبية هي قضية
تسوِّغ فهمًا أكبر قدرًا. تُراجع هذه المقالة نقديًا الأدبيات المتعلقة
بهذا الموضوع المهم. نفحص على وجه الخصوص كيف يؤثر استعمال وسائل
التواصل الاجتماعية في الترابطية الاجتماعية من جهة عناصر ثلاثة من
عناصر تطور المراهق: حس الانتماء، والرفاهية النفسية-الاجتماعية، وتطور
الهوية وسيروراتها.
نُشرت تقارير عن مكتشفات مختلطة فيما يتعلق بالدور الذي تلعبه وسائل
التواصل الاجتماعية في تعزيز الترابطية الاجتماعية، مما يوحي بأن
الناشئة قد يختبرون محصلات نفسية-اجتماعية إيجابية وسلبية معًا. نتيجة
لذلك، تحاجج هذه المقالة بأن الأدوات الشابِكية
تُحدث مفارقة في ما يتعلق بالترابطية الاجتماعية. إنها، من جهة تزيد من
سهولة تشكيل الأفراد للزمر والجماعات الشابِكية وإحداثهم لها، لكنها قد
تُحدث من الجهة الأخرى مصدرًا للاغتراب والنبْذ.
حاملوا
مشاريع مستقبليَّة، غارسوا أمل، منجزوا تغييراتٍ حدَّ الانقلابات،
مبدعون ثقافيُّون... لهم جميعًا، على اختلاف بلدانهم،
قاسم مشترك في تبنِّي نظرة شاملة ومتكاملة للعالم (...) في إعادة وضع
الإنسانيِّ في قلب المجتمع، (...) في التَّفكير في حلول جديدة للمسائل
الشخصيَّة أو الاجتماعيَّة (...)
إنَّهم يدعون في معظمهم إلى العودة إلى فلسفة للحياة تدور حول
السَّعادة، إضافة إلى قيم أساسيَّة، مثل الهناء الفرديِّ والجمعيِّ،
التَّكافل الإنسانيُّ، السَّلام...
يبتكرون، وهم المبدعون، محرِّكين الرَّكائز التي تدعم جميع مجالات
المعرفة الإنسانية، والتَّعليم أوَّلها.
لا يُفهَمنَّ هذا التَّحريك، على صعيد المدرسة الابتدائية بشكل خاصٍّ،
على أنَّه مجرَّد إدخالٍ لتقنيَّات جديدة إلى قاعة الصَّفِّ، بل على
اعتباره سيرورة تحديث للرؤيا التَّعليمية وللمناهج التربوية المختارة
كي تُدرَّس.
يعبر
خلق المفاهيم من طرف الفلاسفة عن مدى تمكنهم وقدرتهم على التَّفلسف.
والمفاهيم التي يبدعها الفلاسفة ترسم طريقهم الرئيسي في الفكر الفلسفي.
فمن خلالها يتم التعبير عن الأفكار وبالتالي إنتاج المعرفة. ثم إن
تحديد المفاهيم من بين أهم مبادئ الفلسفة. ولذلك كانت المفاهيم تختلف
من فيلسوف لآخر. ونحن، على سبيل المثال، إذا بحثنا عن تعريف لمفهوم
الفلسفة لوجدنا أن هناك اختلافًا كبيرًا بين الفلاسفة في تحديد تعريف
لها. إذ إن الفلسفة مع الحكماء السبعة اتخذت معنَّى البحث في الوجود،
والبحث في ما هو طبيعي وفي العنصر الذي ينبثق منه العالم. ثم بعد ذلك
مع سقراط أصبحت الفلسفة تهتم بوجود الإنسان. فضلاً عن ذلك، نجد الفلسفة
مع أفلاطون اتخذت معنى القيم، فدرست الخير، الفضيلة، الجمال... إلخ.
وأمَّا عند فلاسفة الإسلام، فنجد أن ابن رشد يعرف فعل الفلسفة بأنه
النَّظر في الموجودات واعتبارها من جهة دلالتها على الصانع.
وهي عند إخوان الصفاء: "التَّشبه بالإله بحسب الطاقة الإنسيَّة".