|
لم يعد يختلف اثنان منا على أهمية العلم ومساهمته في إنارة طريق المعرفة، فالعلم كما يحدثنا عنه ابن خلدون شأن إنساني منذ القدم. وفي هذا الصدد يقول: وأما العلوم العقلية التي هي طبيعة للإنسان، من حيث أنه ذو فكر، فهي غير مختصة بملة، بل يوجد النظر فيها لأهل الملل كلهم، ويستوون في مداركها ومباحثها. هي موجودة في النوع الإنساني، منذ كان عمران الخليقة[1]. فهي طبيعة إنسانية وظَّفها الفكر البشري لغاية تسهيل مناخ الحياة وكذلك للتعبير منها وفيها وعبرها، بمعنى أنها أصبحت هي الأداة المنفذة للأفكار، وأيضًا لما أصبحت عليه من تطور سريع وتقديمها لنماذج كانت تستحيل على الفكر في السابق، ولهذا أضحت تضطلع بمهمة الإثارة، بالنظر لما تقدمه من تصورات تقنية عالية الدقة وأكيدة الفاعلية، فقد أخذت تدفع الفنان إلى البحث من خلالها دون التفكير في العوائق التقنية التي قد تعيق طرح أفكاره وأرائه ماديًا.
|
|
|