مقدمة
إن سير الأشخاص، مرتبط بجملة من العوامل، اجتماعية ونفسية، وهي تساهم
بشكل أو بآخر في توجيه ميولهم واهتماماتهم. لكننا نجد عند المفكرين
الكبار بالإضافة لذلك، عنصر خفي في تكوينهم الجبلِّي، إنه الرغبة
العميقة بالمعرفة، والتسليم بقيمة الأفكار، ودورها في صنع تصوراتنا عن
الماضي، وتوجهاتنا نحو المستقبل.
ولم يكن فرويد وأينشتاين إلا أبناء مجتمعاتهم، لكنهما وهما المتأثرين
بمحيطهم الاجتماعي، وتركيبتهم النفسية، نجد هذا العنصر الخفي يسيطر
عليهم، ويهيئهم ليكونوا أكثر جرأة وتمردًا على كل مسلمات عصرهم
الفكرية، مما مهد لأن يكونوا الاسمين الأكثر شهرة في التاريخ البشري.
الأول اعتبر أيقونة للجرأة على الغوص في الأعماق الدفينة للإنسان،
والثاني أيقونة جرأة الخيال المبدع في اختراق مجاهيل الكون اللامتناهي.
وما يجمع، أو يفرق، بين الشخصيتين، يؤكد أن الإبداع هو نتاج أصيل
للدهشة والرغبة والإصرار.