|
إنسان الشمس قراءة في مقال ك. غ.
يونغ "أطوار الحياة" أعتقد أن أيَّ قارئ للعالم
النفساني الكبير كارل غوستاف يونغ قادر على
تلمُّس المرونة الكبيرة التي تتحلَّى بها
المواضيع المتناوَلة في كتاباته بشكل عام.
وهذه المرونة، التي تمنح مواضيعَه تميُّزَ
اعتمادها – أي المرونة – منطلقًا للبحث في
أمور عدة قد تبدو، من حيث الشكل، منفصلة عن
الفكرة أو الموضوع الأساسي، هي ما سمح لي
بتقديم هذه القراءة التي تُعَدُّ بحثًا في
عدة مواضيع منبثقة عن فكرة "إنسان الشمس"
– محور مقال "أطوار الحياة".[1] بدايةً،
أشير إلى أسبقية يونغ في تحرير علم النفس من
الإطار الذي حَصَرَه فيه فرويد و"أتباعه"،
بتعميمهم نتائج الدراسات النفسية التي قام
بها فرويد على مرضى ثقافة معينة على جميع
البشر، وفي الثقافات كافة؛ الأمر الذي حوَّل
النظريات الفرويدية إلى ما يشبه العقائد
الجامدة غير القابلة للتعديل والمتَّجهة صوب
خدمة النظرية، بدلاً من خدمة الإنسان – مصبِّ
النظرية. التعامل
مع علم النفس التحليلي – وهو الاسم الذي
أطلقه يونغ على منهجه – أمر مختلف؛ إذ نجد
أنفسنا أمام علم نفس مرن، يتناول أسُس حياتنا
ككل، أفرادًا ومجتمعات، بشمولية مدهشة،
وبدون حصر أو تحديد، بحيث يكون المنهج منهجًا
مفتوحًا على كلِّ حالة جديدة، يعطيها ويأخذ
منها، في علاقة تفاعلية تفتح آفاق تطوير
المنهج والإنسان معًا. ضمن
هذا السياق، قادني تعاملي مع مقال "أطوار
الحياة" إلى اعتماده أساسًا لمجموعة من
المواضيع البعيدة ظاهريًّا عن موضوع المقال،
المتَّحدة جوهريًّا به، وهي: الوعي وعلاقتنا مع القيمة يمكن
لنا أن نُقارب القيمة، أو المفهوم المثالي،
من صيغة جاهزة محاطة بقدسية ما، تُبنى من
الماضي وتبني في المستقبل، إشكالُها الأساسي
يتجسَّد في علاقتها مع الحاضر وفي علاقة
الحاضر بها ضمن دائرة، تشمل الماضي
والمستقبل، محورُها الفرد نفسه ومحيطها
المفهوم المثالي أو القيمة. ويتبدى الإشكال
السابق على الصعيد الفردي في صورتين أساسيتين:
أولاهما تنصيب المحيط محورًا؛ وثانيتهما
استبعاد القيمة أو تبخيسها. ففي
الصورة الأولى، يقود تنصيب المحيط محورًا إلى
الاختلال بالتوازن، وإلى سقوط الفرد في متاهة
البحث عن نفسه تحت غطاء القيمة، بما يؤدي إلى
الانتقال من انبثاق القيمة من الفرد
وانتشارها انتشارًا طبيعيًّا ضمن الدائرة
كلِّها حتى المحيط – مكانها المُفترَض – إلى
انبثاق الفرد من القيمة – وهي حالة غير
ممكنة، أي تقع في مجال استحالة، يظهر أثرُها
واضحًا في عدم القدرة على الإجابة على أسئلة
من نمط: كيف؟ ولماذا؟ وأين؟ ومتى؟، بما يقود
إلى الوقوع في شرك العلاقة مع الحاضر،
متمثِّلة في شرك العلاقة مع "الآخر". أما
الصورة الثانية – وهي ما نلحظ انتشاره الواضح
في الوقت الحالي، فكريًّا وواقعيًّا – فهي
غالبًا ما تكون ردة فعل على الصورة الأولى
ونتاجها الواقعي؛ وهي، في كلِّ الأحوال،
تشكِّل مأزقًا آخر قد يكون أشد خطرًا من
المأزق الأول. المأزق
– بنوعيه –، الذي قد يظهر عند تعاملنا مع
قيمة ما، هو مأزق داخلي في النهاية، لا شأن
للقيمة به (من حيث كونها قيمة جوهرية)، إنما هو
مأزق ناتج عن تعاملي أنا مع القيمة وعن
المكانة التي وضعتُها فيها. وفي كلِّ
الأحوال، ينشأ المأزق حين يعترضني عائق خارجي
يحول بيني وبين تحقيق هذه القيمة – كما
أفهمها؛ ويتحول هذا العائق إلى "عقبة
داخلية" شديدة الأثر، تنقلني فجأة إلى
ممارِس لعكس القيمة التي أحملها، تحت اسم
القيمة ذاتها! هنا
يجب العودة إلى مقال "أطوار الحياة" الذي
نحن بصدده، لنقرأ فيه أن الانتقال خطوة أخرى
نحو الوعي من الطور الثاني، الذي هو طور
الأحادية (تشكُّل الأنية)، إلى الوعي من الطور
الثالث الذي هو طور الثنائية (استيعاء المرء
حالته المنقسمة)، يترافق مع تغيُّر العلاقة
مع القيد الخارجي الذي يقف حائلاً في سبيل
نوازعنا الذاتية. القيد
الخارجي لم يكن ليحرِّض نزاع المرء مع نفسه في
الطور السابق لطور الثنائية. وبشكل ما، فإن
هذا يعني أن لا مشكلة إلى الآن: "المشكلة
تتولد عندما تنشأ حالة توتر داخلي ناتجة عن
تحول القيد الخارجي إلى عقبة داخلية." وأيضًا،
مع يونغ نتعلم أن حالة التوتر هي حالة ملازمة
لطور طويل وهام من أطوار الوعي، هو طور
الثنائية الذي يتوَّج باستيعاء المرء حالته
المنقسمة. لذا فإن أيَّ اقتراح للتخلص من
تخبُّط المرء في مأزقه – كتدنيس القيمة مثلاً
– لا يهدف إلى حلِّ التوتر الداخلي حلاً
نهائيًّا بقدر ما يهدف إلى الحدِّ من زيادة
هذا التوتر زيادةً قد تكون معرقِلة لمتابعة
رحلتنا الأسمى على طريق الوعي. فما نلحظه في
الغالب من استمرارٍ للنزاع الفردي، ناتجٍ عن
عدم استيعاء ما سمَّاه يونغ "أنية ثانية"،
يُحيلنا إلى بحث هذه المرحلة أو الطور الهام.
وهو ما دفعني إلى التأكيد على جانب تغيُّر
العلاقة مع القيد الخارجي الذي يشكِّل نقطة
انطلاق المرء في طوره الثالث. يقودنا
ما سَبَقَ إلى ملاحظتين أساسيتين: أولاً:
تحرير القيمة من كونها إشكالاً في حدِّ
ذاتها؛ أي أن إشكالها الحقيقي يقع في نطاق
الوعي الفردي الذي يتعامل مع هذه القيمة. وهو
ما عبَّر عنه الفيلسوف هنريك سكوليموفسكي
بقوله: "القيم لا تكمن في الموضوعات، بل في
واعيتنا. لهذا السبب فإنها لا تقبل التبرير
بالرجوع إلى الموضوعات، بل بالرجوع إلى
الواعية الإنسانية."[2] وهذا
يقودنا إلى الملاحظة الثانية، وهي أفضلية
البقاء للإنسان في نطاق علاقته مع القيمة،
ضمن سيرورة وعي يستمر في التفتح نحو "حالة
أوسع وأرقى". اللاوعي اليونغي واللافعل التاوي المشكلة
التي تطالعُنا عند التعامل مع موضوعة اللافعل
wou-wei
التاوي هي في التعريف الأنسب لهذا الفعل
الكامل، المتناغم مع الطبيعة، حيث نجد أنه لا
يمكننا إلا أن نبقى على اعتماد تناغمه الكامل
مع الطبيعة أساسًا لعدد لانهائي من الصيغ
المختلفة تعاريفيًّا. وبمقارنة موضوعة اللافعل
التاوي مع قول يونغ: "مادمنا غارقين في
الطبيعة فنحن غير واعين ونعيش في أمان الفطرة
التي لا تعرف المشاكل"، نجد أنفسنا، للوهلة
الأولى، أمام لاارتباط؛ بل قد يبدو لنا
التناقضُ بين "اللاوعي الآمن"، على حدِّ
قول يونغ، وبين "اللافعل الواعي الآمن"
في التاو بارزًا بشكل يجعل المقارنة أو
التشبيه أمرًا غريبًا. لكن،
فلنفكر قليلاً: أليس اللافعل فعلاً
متناغمًا مع الطبيعة، بحيث لا وجود للمشاكل
في نطاق القائم بالفعل التاوي الواعي؟
واللاوعي، أليس انسجامًا مع "الطبيعة
الغير معنية بمستوى أعلى من الوعي" –
وأيضًا بحيث لا وجود للمشاكل في نطاق القائم
بالفعل اللاواعي؟ فما
دور الطبيعة في كلتا الحالتين؟ أين موقعها؟
وما لون حضورها؟ من
هذه الزاوية نستطيع أن نميِّز بين الحالتين
السابقتين، من جهة كون المشاكل غائبة على
الصعيدين الداخلي والخارجي بالنسبة للقائم
بالفعل التاوي الواعي؛ في حين أن الحالة
الثانية تمتاز بغياب المشاكل على الصعيد
الداخلي للقائم بالفعل اللاواعي، وبحضورها
على الصعيد الخارجي له. أي أن الفعل اللاواعي
بؤرة مشاكل موجودة، لكنها غير موعية للقائم
بالفعل، وموعية للمحيطين به وحسب. هاهنا
نقطة اختلاف أساسية، تنقلنا إلى مستوى أعمق
من التشبيه الشكلي. فإذا كانت الحالتان
تتشابهان شكلاً من حيث غياب المشاكل،
فإنهما تتناقضان جوهرًا في هذه النقطة
بالذات. لكن هذا لا يلغي الارتباط الأساسي
بينهما، الذي هو، برأيي، ارتباط البداية
بالنهاية على المستوى الفردي. يقول
يونغ: "الواعية مدعوة إلى القيام بما كانت
تقوم به الطبيعة دائمًا حيال أبنائها – أي
إعطائنا القرار اليقين الذي لا يتطرق إليه
شكٌّ أو التباس. وهنا ينتابنا خوف، هو من سمات
بشريَّتنا نفسها، أن الواعية – وهي غنيمتنا
البروميثية – لن تستطيع أن تحلَّ محلَّ
الطبيعة في القيام بخدمتنا في نهاية الأمر."
ومنه نعلم أن الاتِّكاء على الواعية،
واعتبارها المنطلق والغاية، لا يعني إقصاء
اللاواعي، بل يتضمن ويؤكد على الاعتراف به
كمجهول يتكشَّف على مدار الأطوار المتتابعة،
بحيث تأخذ الواعية دور مفتاح مقيَّض له أن
يفتح لنا أبواب فهم الطبيعة، لكي نصل، في
نهاية المطاف، إلى اللافعل التاوي، الذي
هو الوعي المنسجم مع الطبيعة انسجامًا كليًّا.
ففي حين أن يونغ يعبِّر عن اللاوعي بقوله "غارقين
في الطبيعة"، يكون اللافعل التاوي هو
حالة ذوبان واعي في الطبيعة؛ وهي الرحلة التي
تلعب الواعية فيها دور الطريق. الواعية والأنية هذه
الرحلة، التي تمر بأطوار أربع، هي أقسام قوس
حياة إنسان الشمس – طبعًا مع التأكيد على
إشارة يونغ بأن "كلَّ تشبيه أعرج في
النهاية" –، تمتاز بميزة المشاكل الموعية (أو
التي يجب أن توعى في الربعين الثاني والثالث).
وتحمل هذه المشاكل، بدورها، ميزة اعتمادها
طريقًا إلى التفتح. يخطر
ببالي هنا مقطع من رواية القرن الأول بعد
بياتريس لأمين معلوف، حيث يقول: "خلتُ
دائمًا أن السماء خلقتْ المعضلات، بينما
خلقتْ جهنم الحلول. تدفعنا المعضلات بقوة
وتذلُّنا وتطرحنا أرضًا وتجعلنا نخرج عن
طورنا. وهذا اختلال شافٍ. فجميع الأنواع تتطور
عبر المعضلات، فيما تتجمد وتنطفئ عبر الحلول.
أمن الصدفة أن تسمَّى أسوأ جريمة في ذاكرتنا
"حلاً" و"نهائيًّا"؟" لا،
ليس من قبيل الصدفة أن تسمَّى أسوأ جريمة في
ذاكرتنا "حلاً" و"نهائيًّا"! فنحن
بطبعنا ميالون إلى إقصاء المشاكل عن ساحة
الوعي ما أمكن ذلك – سواء وَعَيْنا هذا الأمر
أم لم نعِه – في سعينا الحثيث، اللاواعي
غالبًا، إلى استعادة أمان الفطرة المفقود.
فحتى حين نستحضر مشكلة ما ونعطيها موقع
الأساس لمباشرة حلِّها، قد نكون في متاهة
لعبة لاواعية تستهدف دفن مشكلة أهم وأصعب
حلاً، بحيث نتوهم، بتأثير من حلِّ المشكلة
المزيفة، أننا وطئنا برَّ الأمان، الذي لن
يطول ثباتُه تحت أقدامنا! وهل من داعٍ لذكر
عدد المرات التي يخيِّب فيها برُّ الأمان
الوهمي آمالنا خلال مسيرة الحياة القصيرة
لكلِّ فرد منا؟! لا
أعتقد. ولكني سألفت النظر إلى نقطة مهمة في
مقال يونغ بخصوص تجاهل مسيرة الشمس الخاصة
بكلِّ إنسان؛ ذلك أن رافض الاعتراف بتحولاته
يدخل بوابة الموت كبرِّ أمان حقيقي أول، بسبب
من عيش حياة تراكمت الحلولُ عليها حتى
أوْدَتْ بها! الفكرة
الأساسية – برأيي –، في نطاق الربعين الثاني
والثالث، وضمن موضوعة ميزة المشاكل كطريق إلى
وعي أوسع وأرحب، هي حول التمييز بين الأنية
والواعية، وطبعًا على هديٍ من قول يونغ: "والأنيَّة
– شأنها كشأن سلسلة المحتويات الأولية
تمامًا – إنما هي موضوع في الواعية." الأنية
هي التي تأنف المشاكل التي قد تعرِّض موقعها
للخطر – وهي الساعية إلى البحث عن مشاكل
مؤقتة وحلول مؤقتة بشكل يستبعد أيَّ خلل قد
تتعرَّض له، وذلك طبعًا في حال جمودها وعجزها
عن الاعتراف بأنها، على أهميتها الشديدة،
موضوع في الواعية التي تحتوي موضوعات أخرى
تطالِب الأنية بالاعتراف بها وبأهميتها.
بعبارة أخرى، فإن الأنية مُطالَبة بالتوسع،
كشكل من أشكال الضمِّ، وليس "التضخم"؛
ومُطالَبة كذلك بالاعتراف بالموضوعات الأخرى
التي تستجد في ساحة الوعي المتوسعة باستمرار. ففي
حين أن الواعية مفتوحة على كلِّ جديد، سواء من
المحيط الخارجي للفرد، أي من جديد الزمان
والمكان، أو من المحيط الداخلي له، أي من
اللاواعي الذي يقوم على مدار حياته، وخاصة في
الربعين الثاني والثالث، بتأكيد ذاته (بطرق
كثيرة قد تغيب تمامًا عن أذهان الكثيرين)، تقف
الأنية عائقًا أمام وعي الجديد بنوعيه
المتداخلين. ذلك أن الأنية تحمل ثوابتنا التي
نمَّقناها بكثير من التروِّي حينًا، وبكثير
من السرعة، حينًا آخر. فبمقدار ما نزيد في
تزيين ثوابتنا نضخِّم أنيتنا على حساب الكثير
من الحالات والأفكار والأشياء التي كان من
المؤكد أنها ستصنع برَّ الأمان: الخاص بكلٍّ
منَّا على حدة، من جهة الجهد الشخصي المبذول
في صنعه، والمشترَك بيننا جميعًا، من جهة وعي
إنسانيتنا. والتمييز السابق لا يعني الفصل
بين الأنية والواعية – إذ إن مثل هذا الفصل
ينسف الموضوع من أساسه – بقدر ما يعني أن جمود
الأنية هو ما يعيق تفتح الوعي، وليس العكس. يمكنني
أن أقترب – بكثير من التساؤل – من القول إن
حصر الواعية في الأنية، مع تجميد هذه الأنية
في قالب ثابت غير قابل للتغيُّر، هو ما يعني
الفصل بين الأنية والواعية، بسبب استبعاد
كافة الحالات التي كان من الممكن أن تكون
موعية، لولا تصلب الأنية ورفضها. وأيضًا،
ما سبق لا ينقض مقولة أن الأنية هي محور
الوعي، لكنه يلفت النظر إلى أن هذه الأنية، في
المقابل، بوصفها موضوعًا في الواعية،
مُطالَبة بتقبُّل ما يطرأ من مستجدَّات على
ساحة الوعي، مع كلِّ ما يرافق ذلك من زعزعة
لها بتأثير حركة ثوابتها، لتأخذ شكلاً جديدًا.
إذ إننا، في كلِّ الأحوال، لا نلغي الثوابت
وحضورها. وهنا أورد قول يونغ: "ما من أحد
يخطو خطوة في هذه الحياة إلا وعنده مسلَّمات
معينة – وقد تكون هذه المسلَّمات خاطئة
أحيانًا." فأنيتنا
يجب أن تأخذ بعين الاعتبار خطأ مسلَّماتها
كما تأخذ صحتها؛ ويجب أن تتابع باستمرار، من
خلال رصد محبٍّ، أثَرَ تقادُم الزمن على صحة
تلك المسلَّمات، بحيث يكون للإنسان، في مغرب
حياته، جدولٌ آخر يشرب منه اكتمال فهمه لذاته. *** *** *** [1] يمكن
الإطلاع عليه في معابر،
الإصدار المستمر، نيسان، 2004، أو
في كتاب علم النفس التحليلي [العنوان
الأصلي هو: "الإنسان المعاصر في بحثه عن
نفس"]،
بترجمة
الأستاذ نهاد خياطة، دار الحوار،
اللاذقية. [2] راجع نصوصه "حول
أصل الفلسفة الإيكولوجية"، معابر،
الإصدار الخامس، باب "إيكولوجيا عميقة".
|
|
|