|
حَيَّتْهُ القَمَرُ...
متى؟ في ذاكَ الطَّريقِ الغائمِ مشى؟
كانَ يَهذِرُ يمسحُ وجهَهُ بالصَّوتِ
كانَ وجهًا يمدُّ عينيْهِ–يديْهِ طريقًا آخرَ
– ليسَ الطَّريقُ لكْ بل الطَّريقُ–الطَّريقُ الطَّريقُ–الطَّريدُ
هَذَيتُهُ،
وصِرْتُ هُدْبَهُ صِرْتُ شِعرًا
پول إيلوار كانَ يَحمِلُ كتابًا بِلا نهايهْ ويَحمِلُهُ آخرٌ بِلا نهايهْ
– لنْ تُعانقَها يومًا،
قُلتُ
لَمَّ بعضًا مِنْ غيومِهِ، وامتطى عينَ الكلامِ وغابَ فيهِ عَينًا:
– لنْ تغيبَ مَحبَّتِي ما دُمْتُ
– وسَتَبقى وإنْ زِلْتُ
– ارسُموني صوتًا فما سِرُّ القَصيدِ إلاَّيَ
صَوَّبْتُ المسافةَ بينَهُ وبَيني رَسمتُ، "... الأرضُ كبُرتقالةٍ زرقاءَ" وغِبْتُ في الغَبَشِ؛
– ما أحْلى أنْ تُغادرَ خوفًا مِنَ الغيابِ
تَقَـوَّسَ
غَيَّبتْهُ العَتْمةُ صَوتًا:
– ما بلغناها هُزِمنا أبَينا هَرِمنا
وانْتَحَبَتِ الفصولْ حُبًّا بَكينا
............
يومَ ظَلَّلْتُ لَيلَ صَحْبِكَ باحَتْ عَينُ أحَدِهمْ:
– كي تُجبِرَ البَرْدَ سَلِ الشجرَ لِمْ يَتَعرَّى
غائِبٌ في لُجَّةِ ذاكِرَتِه:
– الأحمرُ الأحمرُ الأحمرُ الرِّقِهْ الأحمرُ الصَّواب
غَمغمَ،
فَصِرتُ أستَطيلُ وأستطيلُ وأنينُهُ للرَّأسِ يُصِمُّ أنينٌ مِنْ هَبَاءْ
نظرتُ وَجهَهُ يَمشي وحيدًا "الشعراءُ دومًا ينتمونَ لعالمٍ آخرَ"
تخطَّاني فَصِرْتُهُ وسَّطُّهُ ما بينَ عينيَّ
– الأحمرُ هَرِمْنا
يَرقُصُ،
لا يهرَمُ الشِّعرُ بَلْ يَتَقَمَّصُ
– هو هذيانُ التُّرابِ
أشْعَلتُ عودَ ثِقَابٍ حَذِرًا بدأتُ المَشْيَ
أعُدُّ خُطاهُ وأنْظُمُها دَربًا:
– آهٍ منَ الغيبةِ الغيبهْ آهٍ منْ زُرقةِ السماءْ
دَمعُهُ صَوتٌ:
– الوحشةُ ألاَّ تعرِفَني فإنْ عَرَفتَني ما عَرَفتَني
أسْلَمَ عينيهِ للشَّكِّ قَبَّلَ يُمناي
وراحَ يَرْسُمُ–يَرقُصُ:
– هي السيدةُ–السيدةُ ونحنُ فيها نَهيْمُ
– ما هي بِضلالهْ
– هي السيدةُ–السيدةُ ونحنُ منها شقوقُ النُّورِ
– ما هي بِضلالهْ
– هي الحبُّ–السَّيدةُ ونَنْتَشي بالوَجْدِ
– أنا جرحُ غُصْنٍ غَضّْ
– أنا الجُرحُ
تكَّاهَا غيمةً يُمنايَ فاستحالتْ ريشةً غَسَقًا
..................
وجهُهُ صارَ أكثرَ أنُوثةً
مدَّ شِمالي خُيوطًا، وراحَ ينسُجُ ينشُجُ:
– كهلاً أتى قبلَ أوانِه الفجرُ
– هَرِمَتْ قبلَ الولادةِ صوتًا كانتْ يَرثيه البحرُ ريحانُهُ الرِّيحُ والمدينةُ لحدُهُ
أعافُ ما بَقِيَ من كَاسِ نَبيذي أنظرُ شُبَّاكي أنظُرُني شُبَّاكًا:
– مدينتي وَجْهٌ بلا عينين مدينتي غبارُ تاريخٍ مضى
حَيَّتْهُ القَمَرُ ولبِسَتْهُ أُنوثَةٌ
أسرَّ لي:
– فليكنِ الشَّمسُ كلِّي يُسراكَ دمعي وأنا صيَّرتُها الشروق
............
– أغيِّبُ المدينةَ لأختلي بالصَّوتِ امْرأةٌ ¬ موجٌ يتجلَّى طينًا ¯ رؤيا بابٌ للشِّعرِ
تقولُ:
– لنْ تُدرِكَ الصَّمتَ حتى تَبْسِمَهُ دَعِ الخُطَى وابْكِ الطَّريقَ طيِّرِ الأرضَ عصفورَ حلا وابْكِ الطَّريقَ
..................
كلُّ الطُّرقِ تلتقي، تنتقي أرضًا لتحتفي بالهَشَاشةِ
أتَمَرْأى وأدخلُ لأكونَ الحفلَ:
– إلاَّك لستُ أنا، صرخةُ الألمِ
عينُهُ تومِئُ:
– المدينةُ وَحْلُ النُّورِ والغبارُ يَئِنُّ غيابي
– إلاَّك لستُ أنا، سِرُّ رَفَّةِ الهُدْبِ
يَغيبُ وخُطاهُ كلامُهُ:
– أهتفُ للشَّكِّ وأسألُني عنِ اسْمِها
أتَّقِدُ، أسكُبهُ خيالاً:
– هو الطِّفلُ أو صُورةُ الطِّفلِ يبسم الأفق شِعرًا خفيفًا يمتَدُّ ويمتَدُّ
..........
دَعِ الخُطى وابْكِ الطَّريقَ طيِّرِ الأرضَ
طوبى لَهُ
يُوَسِّدُها كتفًا ويَسنُدُها بِوجنَهْ، ويَدٍ تُصلِّي جَلالَ الأديمْ
يبقى هوَ، رَسمتُ لأبَدِ الآبدينْ
وَلكنَّ الكُلَّ رِقَّه باحَ بريقُ قَطْرِه
لام جَفنًا يَستُرُهُ الغيمُ
يبقى رسمتُ
خصلاتُ شَيْبِهِ أجَلُّ تكونُ في يومٍ ماطِرٍ
وكُنتُني أُرَدِّدُني:
- هُوَ سُكْرٌ هُوَ سُكْرٌ
أهتفُ لشمسٍ أنْ يكتُبَهُ ظِلاًّ
أناجي يَمًّا أنْ يُحيلَهُ كُنْهًا
بينَهُ وبَيني بعضُ ضبابٍ يُصَحِّحُ الرُّؤيا 2004 |
|
|