|
وداع أناي
خوناف أيوب
ليلُ هولير طاعنٌ في الحزن
يجركَ لتقفَ على أطلالكَ
بعد أن دهستكَ حربٌ هوجاء
والغدُ قناصٌ يغني العتابا فوق بيتك
كلما هممتَ للحياةِ قنصكَ
منتشيًا بدهشتكَ على تخوم الأسئلة
أطلسُ رحيلٍ هو قلبي
نستيقظُ أنا والمنفى على جراحاتٍ طازجة
نلقي التَّحية على دموعنا
وأهمسُ لوسادتي
"أعتذر قد أغرقك بكائي"
كذئبةٍ مطعونةٍ افتحُ باب النهار
يوصلني ظلي للبيت
ويمضي للحجارة
يتعاركُ مع الفراغ
يمتلئُ دمًا ويعود إليَّ بعويلهِ القديم
فلمْ تبقَ هنا.
أحضنُ ظلالكَ المجيدات عليَّ
وأقرعُ يدي بالهواء
نخبَ الوداع
نخبَ الوداع يا بلادَ المجازرِ والأنفال
يا بلادًا لا تشفى من الترحال
حتى وداعًا لم تمنحينا.
لم أعانقكَ للمرَّة الأخيرة
لم أقبلكَ للمرَّة الأخيرة
لم أمسحْ جبينكَ للمرَّة الأخيرة
ولم أقُلْ للتعب فيك
"هاكَ روحي، فدعْ حبيبي يستريح"
مدينة كلما تنفستها
ختمتْ جوازًا وضربتهُ بوجهكَ
لتهبَ عيناكَ للعتمةِ
وقدماكَ لوحلِ المعابر الحدودية
حينَ تقفُ أمام جندي الحدود
تترجاهُ بعينيكَ ألَّا يعرف أنكَ ابن الحرب
وخمرةُ الأوجاع العتيقة
ليلُ الجنوب طاعنٌ في الحزن
لا يمطرُ إلَّا في الوداع
لتموتَ كلَّما قلتَ للدنيا: "مرحبا"
لتُربَطَ كنمرٍ لا يروَّض
فقطْ لأنكَ حلمتَ بحبيبٍ وبيت
وأنتَ
أنتَ حسرةُ قطارٍ غارقٍ
حتى وطنكَ وطنُ الغرقى القليلي الحظ
الذين لا يعيرهم أحدٌ فاتحةً أو صلاةً
فلما حملتَ وزر الحلم
وأنتَ
أنتَ لست إلَّا رقمًا يتيمًا
مرميًّا على عتبات الـ
UN
سيدًا للتشرد والخيمة
تشحذُ وطنًا من الغرباء والمهربين
وتجار الجغرافيات،
مذْ تعلمنا المشي ونحن نركض
نركض لنستريح في خريطة
ربما لنستحق اسمنا القديم
قاجاغ...
قاجاغ اسمُ الكُرديِّ المسافرِ للضفةِ الثانيةِ من انتمائهِ
وعلاماتهُ التَّامةِ في قيدِ النفوس
قاجاغ عنوانُ الكُرديّ في مكاتبِ الهجرةِ
ودخانهُ الشَّهي في انتظارِ المضي الأبد.
*** *** ***
|
| |
Front Page
|
|
Spiritual
Traditions
|
Mythology
|
Perennial Ethics
|
Spotlights
|
Epistemology
|
Alternative
Medicine
|
Deep Ecology
|
Depth Psychology
|
Nonviolence &
Resistance
|
Literature
|
Books & Readings
|
Art
|
On the Lookout
|
|
|
