|
نـحـن
والـيـهـود عنصرية
"القومجيين" المسيطرة على الإسلاميين ودَّع
العراقيون والعربُ المقيمون في لندن
عَلَمَين من الكبار: الأديب المثقف مير بصري،
آخر رئيس للطائفة اليهودية العراقية، وشاؤول
ساسون خضوري، ابن رئيس الطائفة في بغداد قبل
المنفى القسري أيام صدام حسين. وقد كتب رشيد
الخيون قطعةَ رثاء جميلة ومؤثرة في الراحلين
جعلتْني أفكر في الحال التي وصلنا إليها في
بلاد العرب والمسلمين: ذلك أن الكلام اللفظي
الشعاري الذي نردده جميعًا عن التفريق بين
"اليهودية" و"الصهيونية" صار أشبه
بالخشب المسندة (أو بـ"اللغة الخشبية" في
عبارة العصر) التي تجاوَزَها الحراكُ الفكري
والسياسي والتطوير النظري والمراجعات
النقدية[2]. وما نردِّده في لقلقة لسان
تكلَّسَ واحترف "الكلامولوجيا" لم يعد
يُسمِن أو يغني من جوع إلى اجتراح مقاربات
نظرية وفكرية وفقهية موائمة ومواكِبة
لواقعنا ولـ"رسالة" أمَّتنا العربية
والإسلامية وشهادتها على الناس والعالم في
عصرنا هذا. فالناظر إلى ميثاق "حماس"،
على سبيل المثال، يصدمه التناقضُ الفاضح بين
كلام سياسي عن أن العدو هو الصهيونية وكيانها
الغاصب لفلسطين وعن التفريق بينها وبين
اليهودية كدين سماوي، وبين عبارات واضحة
حاسمة تعتبر اليهود قردة وخنازير، وتحض على
قتالهم إلى يوم الدين وعلى لَعْنهم في كلِّ
زمان ومكان! – ولا تخلو المقاربتان من
استشهاد بآيات القرآن وأحاديث الرسول. أما "حزب الله"، فهو
يدعو حاخاماتٍ من اليهود الأرثوذكس إلى
مؤتمراته في بيروت، ويشارك بعضُ مسوؤليه في
مؤتمرات دولية يحضرها يهودٌ وصهاينة[3]، ويعرف أن
الإيرانيين لا حرج عندهم من حضور مؤتمرات
والمشاركة في لقاءات يحضرها إسرائيليون
وصهاينة؛ وهو، في الوقت نفسه، يتباهى
بتلفزيونه يعرض أفلامًا أو مسلسلات أقل ما
يقال فيها إن عداءها للسامية يقارب غباءها[4].
والحقيقة أن ما يحكم وعيَنا وردودَ أفعالنا
في هذا المجال ليس الإسلام، وإنما العقل
القومي العنصري بمختلف أشكاله. وأذكر هنا بعض الوقائع
المعبِّرة أبلغ تعبير: في المؤتمر الذي عقده
"حزب الله" العام الماضي لدعم حق العودة
الفلسطيني، شارك ممثلون عن الحركة الدينية
الأرثوذكسية المعروفة "ناطوري كارتا"
["حراس المدينة"] التي لا تعترف بدولة
إسرائيل وتعتبر الصهيونيةَ حركةً قوميةً
سياسية لا علاقة لها بالدين اليهودي؛ يومذاك،
أصدر "الحزب السوري القومي الاجتماعي"
بيانًا أعلن فيه انسحابَ ممثله (النائب مروان
فارس) بسبب مشاركة "يهود" في المؤتمر!
وقبل ذلك ببضع سنوات، انسحب النوابُ السوريون
القوميون، ومعهم نواب البعث العربي وغيرهم،
من مهرجان بعلبك الذي كان يعرض مسرحيةً
غنائيةً راقصةً فيها مقتطفات من نشيد
الأنشاد[5]؛
فقد اعتبر هؤلاء القومجيون النشيدَ يهوديًّا
إسرائيليًّا لأنه يذكر اسم "إسرائيل"،
المذكور طبعًا عشرات المرات في القرآن الكريم[6]. ذكرت هاتين الواقعتين لأصل
إلى واقعة ثالثة تُظهِر مقدارَ البلبلة
الفكرية والارتباك العقدي–الفقهي لدى
الإسلاميين حيال هذا الموضوع، ولأقول بأن ذلك
عائد إلى سيطرة العقل القومجي العنصري على
الإسلام السياسي الحديث. ففي مؤتمر عقدناه في
بيروت كفريق عربي للحوار الإسلامي–المسيحي (وكان
موضوعه "الأصوليات في الأديان")، كنت
أتكلم على هذه النقطة بالذات، أي على انحراف
بعض الإسلاميين إلى عقلية قومية ضيقة تتحكم
بهم، فتجعلهم يرون في صدام حسين بطلاً،
وتجعلهم لا ينظرون في مطالب الأكراد والبربر،
من ناحية، أو الأقلِّيات الدينية (كالموارنة
والدروز والعلويين والشيعة)، من ناحية أخرى،
إلا باعتبارهم غير عرب وغير مسلمين وأدوات
للسياسات الخارجية وعملاء للأجنبي[7]!
وفيما رحت أتحدث عن ضرورة قبول الاختلاف
والتعدد، وخصوصًا الثقافي منه، وقبول حق
الثقافات المختلفة في التعبير عن نفسها في
حرية ضمن إطار وحدة المجتمع السياسي،
مستخدِمًا عبارات الإمام الصدر والإمام شمس
الدين في هذا المجال، ثم مستعينًا بسياسة حسن
البنا و"الإخوان المسلمين" في
الثلاثينيات من القرن العشرين، ثم مورِدًا
أمثلةً على محاولة البنا و"الإخوان" في
البداية العمل على تمثيل الجماعة الوطنية
المصرية بمكوناتها كلِّها، من مسلمين وأقباط
وحتى يهود، وكيف أن لوائح "الإخوان"
الانتخابية كان عليها مرشحون أقباط في العديد
من المحافظات[8]،
وأن اليهود المصريين كانوا يتبرعون لحملات
"الإخوان" لدعم عرب فلسطين – حين وصلت
إلى هذا الكلام، انبرى لي "أقطاب" كبار
من الإسلاميين المصريين، معتبرين أن كلامي
إهانة للبنا وللإخوان وللإسلام! ولم ينفع
بالطبع قولي لهم إن جريدة الفتح (لصاحبها
محب الدين الخطيب، السلفي المشهور) كانت تنشر
في تلك الأيام قوائم التبرعات اليهودية
المصرية (وعندي نسخ مصورة منها)، وأن هذا، على
العكس، يثبت عراقة "الإخوان" ومصريتهم
وعروبتهم وإسلامهم – لم ينفع ذلك كله، وصار
الصراخُ سيد المناقشة، وطالبني بعضُهم
بالاعتذار وكأنني ارتكبت جرمًا! وكانت "حركة الجهاد
الإسلامي" الفلسطينية قد طرحت هذا الموضوع
مبكرًا في مجلة الطليعة الإسلامية (لندن،
1983-1986)، ثم في مجلة الإسلام وفلسطين (قبرص،
1986-1988)، وفتحت حوارًا إسلاميًّا رائدًا
يومذاك حول قضية تمثيل الحركة الإسلامية
للجماعة الوطنية؛ إلا أنها لم تعد إلى هذا
النقاش بعد التسعينيات. وفي مناسبات أخرى،
ثار جدال حول الجلوس على طاولة الحوار مع يهود[9]؛
وقد رفض الشيخ يوسف القرضاوي المشاركة في
حوارات كهذه، على الرغم من علاقته الوثيقة
بالأمراء والحكام في الدوحة. والمعروف أن قادة ومشايخ
وعلماء من الدول التي اعترفت بإسرائيل وأقامت
معه علاقات لا يجدون حرجًا في حضور مؤتمرات
كهذه، لا بل في الدعوة إليها وتنظيمها[10]، وآخرها مؤتمر
حوار الأديان في إسبانيا. وكان الفريق العربي
للحوار الإسلامي–المسيحي قد رفض المشاركة في
حوارات دولية كهذه، محددًا أن موقفه لا ينبع
من رفض حضور اليهود ومشاركتهم، بل من أسباب
مبدئية، أولها: رفض أي حوار يقوم بين أطراف
غير متكافئة أو متساوية. وقد دعا الفريق إلى
حوار إنساني حقيقي يفترض الوقوف على أرض
واحدة من حيث الالتزام بقيم الأديان السماوية
وبمبادئ الأخلاق الإنسانية وبضوابط الشرعية
الدولية، من حيث إعلان البراءة من أشكال
العنصرية والاستعمار والاحتلال والاستيطان
والقوة الغاشمة والظلم والعدوان كافة؛ ورفض
الفريق، تاليًا، أشكال الحوارات "الفولكلورية"
أو حوارات تسجيل الصورة واللقطة[11]،
الهادفة إلى إبراز "صورة" عن لقاء مزعوم
بين الأديان على حساب الواقع والحقيقة. ويقوم
هذا الموقف على أساس ديني وفلسفي وإنساني،
يقول بأن أي حوار يفترض الحقيقة والعدالة
والحرية – وهذه لا وجود لها في علاقتنا
بالصهيونية (بشقيها اليهودي والمسيحي) أو
إسرائيل. وعلى الرغم من دعوات كثيرة من هذا
القبيل، خاصة في الفاتيكان أو في المؤتمرات
السنوية لجمعية سانت إجيديو الإيطالية، أو
مجلس الكنائس العالمي، فإن المسألة لا تزال
مفتوحة للنقاش، خاصة أن الطرف الإسلامي لا
يقدم أصلاً أية مراجعة نقدية فيما يتعلق
بالقيم والمبادئ نفسها التي يدعو الغير إلى
الاحتذاء بها والتي جعلناها قاعدة لأيِّ حوار
ممكن. في مناسبة كريمة جمعتْ
ناشطين من التيارات الإسلامية اللبنانية –
وكانت جلسة حوار ومكاشفة رائعة انعقدت في
بيروت – سألت الإخوةَ الحاضرين – وجلهم من
العلماء أو من طلبة العلوم الشرعية – عن
المبرِّر الشرعي (الفقهي والكلامي) لاستخدام
الإسلاميين عبارة "يهود" (دون "الـ"
التعريف) أو لتردادهم القول "أحفاد القردة
والخنازير"، نازعين أية صفة إنسانية عن
اليهودي الفرد واليهودية كجماعة وكدين؛
وسألتهم عن المبرِّر الشرعي والأخلاقي
والسياسي لهذا الجهل بالآخر ولرفض حتى
الاعتراف بوجوده وبدينه وثقافته ومحاولة
دراسة ما هو عليه[12].
وكان سؤالي مناسبةً لحوار شائق، تبيَّن لي
فيه مقدارُ تجاهُل هذا الموضوع في الفكر
الإسلامي المعاصر والخوف من فتحه خشية
الاتهام القومجي بأنك لست حازمًا في الصمود
والتصدي أو بأنك تتراجع تحت وطأة ضغط الغرب
وتشديده على المسألة اليهودية. والحال صحيح أن الغرب جعل
مسألة "معاداة السامية" كبرى أولوياته،
وأنه جعلنا نحن العرب ندفع ثمنها في إنشائه
دولة إسرائيل، ويجعلنا نستمر في دفع الثمن من
خلال استمرار دعمه للكيان الصهيوني. إلا أن
الصحيح أيضًا أننا قمنا نحن ببتر هذه القضية
من عقلنا ووعينا وتناسيناها، حتى تسلَّل إلى
فكرنا موقفٌ قومي عنصري لا علاقة له بالإسلام
ولا بالمسيحية ولا بالعروبة الحق الحضارية[13]. ويحضرني هنا كلام لمفكر
يهودي إسباني–فرنسي في فيلم عن الأندلس
أنتجتْه اليونسكو في العام 2001، وقام بإعداده
وتنفيذه الثنائي المصري الشهير باسم "محمود
حسين" (هما اليهوديان المصريان بهجت النادي
وعادل رأفت). يقول هذا المفكر في آخر لقطة من
الفيلم متحسرًا على الأندلس الإسلامية
العربية: ماذا
فعلنا بأنفسنا؟ كيف نعيش بذاكرة مثقوبة؟ كيف
نبتر من وعينا ووجداننا ذكرى الحضارة التي
كانت في إسبانيا المسيحية والتي صنعها
المسلمون وشارك فيها اليهود؟ كيف نبتر ذلك
البعد اليهودي–الإسلامي لحضارتنا الغربية؟! وكنت أسأل نفسي على الدوام
كيف أن الإسلام الحركي المعاصر كان على
الدوام حريصًا على تمثيله لمكوِّنات الأمَّة
كافة[14].
وهل ننسى أن "إخوان" مصر كانوا،
ومازالوا، مصريين أولاً؛ وأن القومية
العربية بمعناها العنصري ومضمونها الجاهلي
لم تخطر في بالهم، لا أيام البنا ولا حتى سيد
قطب؛ وأن "إخوان" الأردن "ملكيون أكثر
من الملك"، وكذا "إخوان" المغرب؟ –
هذا ناهيك عن الإسلام السوداني أو الإيراني
أو الپاكستاني، وهو مشبع بالوطنية التي لا
يخجل من تسميتها "قومية" ومن تسمية شعبه
"أمة"! إلا أن الأمر المحزن هنا
يتمثل في ضياع تراث اليهود العرب (واليهود
المعادين لإسرائيل والصهيونية) وتاريخهم في
غمرة السعار والفحيح العنصري الذي يجتاح
العالم العربي اليوم وخوفنا من مجرد ذكر اسم
يهودي عربي أو يهودي معارض للحرب وللصهيونية
ومدافع عن فلسطين وشعبها. وكان رشيد الخيون قد
ذكر في مرثيته لبصري وخضوري جانبًا من تاريخ
اليهود البغداديين، أبرز ما فيه فتوى المرجع
الشيعي السيد محسن الحكيم والمفتي السني نجم
الدين الواعظ بتحريم الإساءة إلى اليهود
العراقيين يوم انطلقتْ حملاتُ النهب والقتل
"على الهوية" ضدهم في بغداد
الأربعينيات، ومبادرة يهود الحزب الشيوعي
العراقي (أحد أعظم الأحزاب الشيوعية في
العالم يومذاك وأكبرها) إلى تشكيل "عصبة
مكافحة الصهيونية". وقد ظل مير بصري وشاؤول
خضوري يعيشان في بغداد حتى كان اعتقال صدام
حسين لهما (الأول في مديرية الأمن العام
والثاني في "قصر النهاية"). يومذاك كتب
المحامي اليهودي أنور شاؤول قصيدةً جاء فيها: إن
كنتُ من موسى قبست عقيدتي
فأنـا المقيم بظـلِّ ديـن محمد وسماحة
الإسلام كـانت موئلـي
وبلاغة القـرآن كـانت موردي ما
نـال من حبِّـي لأمَّـة أحمد
كوني على دين الكـليـم تعبُّـدي سأظل
ذيَّـاك السموأل في الوفـا
أسَـعِـدْتُ في بغداد أم لم أسـعد وحين توفي الحاخام خضوري (والد
شاؤول) كان تشييعه يومًا مشهودًا في تاريخ
بغداد؛ وكان اليهود العراقيون يردِّدون أنهم
أحفاد ذلك المبعوث الذي أرسله الإمام علي إلى
الخوارج[15].
أما في لبنان، فقد عرفنا رفاقًا لنا شاركونا
في الحركة الطالبية والسياسية أواخر
الستينيات ومطلع السبعينيات، قبل أن تضطرهم
الحربُ الأهلية (كغيرهم) إلى الهجرة
الباريسية. وكنا نسعد بلقائهم وبالعمل وإياهم
جنبًا إلى جنب في الدفاع عن قضايا الفقراء
والمحرومين في هذه البلاد. وفي باريس، كان
يهود لبنان في طليعة مَن شكَّلوا الجمعيات
الداعمة لكفاح الشعب الفلسطيني ثم للمقاومة
اللبنانية. وقد حاولت كثيرًا أن أدرس
كيفية انتقالنا من دين السماحة والانفتاح
والتعددية واحترام الآخر، ومن تجربة الأندلس
الخالدة، لا بل من تجربة الأنظمة الليبرالية
الدستورية (الملكية منها والجمهورية) لسنوات
النصف الأول من القرن العشرين في مصر والعراق
وسوريا ولبنان، كما في الأردن والمغرب، إلى
غيتوات التعصب والجهل وضيق الأفق ورفض الحق
في الاختلاف وشهر سيوف التكفير في وجه أيِّ
حوار أو مساءلة. فلا جدال في أننا اليوم لا
نميز بين يهود وصهاينة، وفي أننا نعتبر
اليهود أعداء الله والأديان وقتلة الأنبياء،
وأنه ليس بيننا وبينهم سوى السيف، "حتى إن
اليهودي ليختبئ خلف حجر، فيقول الحجر: يا
مسلم، هذا يهودي مختبئ خلفي فاقتله"[16]! ولا جدال في أن الوضع الراهن[17]
لا يساعد على أي تفكير نقدي أو تحليل علمي أو
موقف إنساني. ولكن هل هذا مبرِّر لكي لا نقول
الحق ولا نعمل به؟ هل هكذا يعلِّمنا الإسلام؟!
هل هذا هو معنى "ولا تزر وازرة وزر أخرى"؟
هل هذا معنى "العدل ولو على ذي قربى"؟ هل
إن الصراع السياسي والعسكري الذي يخوضه
الفلسطينيون من أجل الحرية والكرامة مبرِّر
لإغماض العين عن كلِّ التعصب أو الجنون أو
اللامعقول أو الهذيان أو الرغاء الذي نسمعه
ونقرأه؟! هل إن ضجيج المعركة يجب أن يخفي عن
عقولنا وقلوبنا صحةَ الإيمان وسلامةَ
العقيدة وصدقَ الوجدان وحرارةَ معاني
الإنسانية والعدالة والحق والكرامة لكلِّ
إنسان التي أمر بها القرآن؟ كنت أسأل نفسي هذه الأسئلة
وأنا أرى كيف نتخبط في مواجهة مسألة الاعتراف
باليهود، كبشر أولاً، وكعرب وكمواطنين، لهم
ما لنا وعليهم ما علينا، ثانيًا، وكيف أصبحت
شعاراتُ اللاسامية الأوروبية للقرن التاسع
عشر وصورها هي شعاراتنا وصورنا[18]. والحق أنني لم
أكن – ولست – من أولئك الذين يرضخون للإرهاب
الفكري الغربي المتمثل في تحريم نقاش مسألة
اللاسامية أو الهولوكوست. لا بل إنني كنت أول
مَن ترجم إلى العربية أدبيات المُراجِعين
الغربيين (من روبير فوريسون إلى ديفيد آيرفنغ)
حين كنت مديرًا لمكتب مجلة العالم
الأسبوعية السياسية الإسلامية في باريس
(1983-1986)؛ وكنت من أشد المدافعين عن روجيه
غارودي في وجه الحملة الظالمة التي استهدفتْه
من قبل المثقفين العَلمانيين العرب (ليس لأنه
كتب عن الهولوكوست، بل لأنه ترك الماركسية
إلى الإسلام). وأنا لست من الذين يرفضون رؤية
واقع سيطرة الصهيونية (أو اليهود) على الفكر
والإعلام والسياسة وعلى صناعة تشكيل العقول
والرأي العام واللهو والترفيه في الغرب،
وخصوصًا أمريكا. بل إنني قد كتبت منذ أمد بعيد
حول كيف أن يهودية "الفلاسفة الجُدُد" في
فرنسا هي التي تفسِّر يمينيَّتهم الفاقعة في
عنصريتها ضد العرب والإسلام، وحول كيف أن
يهودية "المحافظين الجُدُد" في أمريكا
هي أيضًا وراء عداوتهم العنصرية القبيحة
للعرب والمسلمين. كذلك كنت أول مَن ترجم
مقتطفات من كتاب ديفيد باكان (وهو يهودي
وتلميذ فرويد) عن دور يهودية فرويد في صناعة
التحليل النفسي[19]،
وكتاب فيرنر شومبارت (الاقتصادي الألماني
الاشتراكي أواخر القرن التاسع عشر) حول دور
اليهود في نشوء الرأسمالية الحديثة (ردًّا
على كتاب ماكس فيبر حول دور الپروتستانتية)،
وكتاب برنار لازار (اليهودي الفرنسي الفوضوي)
حول أصل العداء للسامية، وكان يراه يهوديًّا
تعود جذوره إلى التلمود وانحدار الديانة
اليهودية إلى قومية ضيقة – وهي كلها كتابات
علمية كتبها يهود. ولم أكن يومذاك – ولا اليوم
– خائفًا من اتهامي بـ"معاداة السامية"
أو غير ذلك من التهم السريعة اللصق. لا بل إنني
لست من الذين يخافون من التلويح لهم بنظرية
المؤامرة: نعم، فأنا لا يزعجني القول بوجود
"مؤامرات" في التاريخ، هي في الحقيقة
استراتيجيات القوى العظمى الغاشمة للسيطرة
على الشعوب – إلا إذا كنَّا ننفي وجود سياسات
واستراتيجيات تضعها الدول ومراكز التخطيط
والأبحاث وتهدف إلى وضع الخطط المناسبة
لتحقيق مصالح تلك الدول وإحداث تغييرات
وانقلابات في العالم[20]. لست، إذن، من الذين يهوَّل
عليهم بنظرية المؤامرة؛ وأنا أعتبرها سياسات
واستراتيجيات سيطرة وهيمنة تخفي خلفها صراعَ
مصالح وشبكةَ علاقات، وتعمل أحيانًا من خلال
إحداث انقلابات[21].
ولست أيضًا من الذين لا يرون كيف استحوذت
الصهيونية على اليهودية وهيمنت عليها
إيديولوجيًّا (كديانة وكثقافة)، بحيث صار
تعريفُ اليهودي يخضع اليوم لهذه الهيمنة
الإيديولوجية، فيكون تاليًا مرادفًا
للصهيوني والإسرائيلي. لا بل إنني ناقشت
وناقضت الدكتور عبد الوهاب المسيري (في
موسوعته العملاقة حول اليهود واليهودية
والصهيونية) في نظريته حول كون الصهيونية "جماعة
وظيفية" (مماثلة لوضعية اللبنانيين في
أفريقيا أو الخليج)، وأنها فقط حاجة
إمبريالية غربية، نافيًا عنها خصوصيتَها
المستمَدة بالضبط من اليهودية القومية في
تبلوُرها حول المحدِّد الثقافي (وليس
الاقتصادي). كل هذا صحيح. إلا أنه لا ينفي
حقيقة أن اليهود، كبشر وكعرب وكمواطنين،
يستحقون نظرةً إسلامية وإنسانية ومُواطنية،
وليس تلك السموم العنصرية السخيفة التي تبثها
حركات وقوى، مستخدِمة القرآن والحديث النبوي.
وهنا يجدر لفتُ الانتباه إلى ذلك التراث
الكبير من الصهيونية الدينية الثقافية
الروحية، التي رفضت الصهيونيةَ القوميةَ
السياسية (التي كانت عَلمانية غالبًا)
وَدَعَتْ إلى يهودية إنسانية والى تعايُش
يهودي–عربي قائم على دولة واحدة في فلسطين لا
تكون صهيونية قومية[22]. وهل ننسى كتب كارل ماركس
وإسحق دويتشر عن "المسألة اليهودية"، أو
كبار المستشرقين اليهود الذين عشقوا الإسلام
والعرب، أو أولئك الذين رفضوا رؤية فلسطين
صهيونيةً انعزاليةً غاصبةً وسالبةً حقوقَ
أهلها؟ وأذكر هنا خصوصًا يوسف أبي لية،
الموسيقي الفلسطيني إلى حدِّ الموت عشقًا
لحيفا وللعرب، ومعه الموسيقي العالمي عازف
الكمان يهودي مينوحيم، والفيلسوف الإنساني
إيمانويل ليفي (وكانت كتبه تُطبَع في بيروت
حتى مطلع السبعينيات). كما أن يهود الولايات
المتحدة ظلوا، في غالبيتهم، معادين
للصهيونية ولإسرائيل حتى حرب 1967[23].
وتكفي هنا إعادة التذكير بالكبار من "المجلس
اليهودي الأمريكي"، أمثال إلمِر برغِر
وألفرد ليلنتال (وكانت كتبهما خبزنا اليومي
في الستينيات ومطلع السبعينيات). كما يكفي، في
أيامنا هذه، أن نذكر نعوم تشومسكي، وإريك
رولو (المصري)، والثنائي "محمود حسين" (بهجت
النادي وعادل رأفت[24])،
وهنري كورييل (الذي اغتيل في باريس على يد "الموساد")،
ومكسيم رودنسون (وكم له من أفضال على الدراسات
العربية الإسلامية)، وألان غريش (اليهودي
العربي أيضًا، مدير تحرير le Monde diplomatique
والضيف الموسمي لتلفزيون "المنار")، أو
إيلان هاليفي (اليميني الفلسطيني)، المناضل
الكبير، ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في
"الاشتراكية الدولية" ومؤسِّس أول هيئة
عالمية للدفاع عن الأسرى والمعتقلين
اللبنانيين في السجون الإسرائيلية بعد
اجتياح 1982 (ومعه ليلى، الفرنسية التي أسلمت
وتحجبت وعاشت في الضاحية الجنوبية)، أو موشيه
مينوحيم[25]،
أو مُردخاي فعنونو[26]،
أو الحاخامات المعادين للصهيونية الذين
جاؤوا إلى بيروت للتضامن مع "حزب الله"،
وسافروا أخيرًا إلى طهران للوقوف إلى جانب
إيران في وجه الحملة الأمريكية عليها، وكانوا
حضروا إلى لبنان مرارًا بعد أن وجَّه رئيسُهم
الحاخام عمرام بلاو رسالةً إلى عرفات يوم
خاطَبَ العالمَ عبر منبر الأمم المتحدة (1974). وكنت استقبلت شخصيًّا زوج
الحاخام بلاو (روث) حين حضرت إلى بيروت بدعوة
من أبو جهاد، خليل الوزير (1981)، وكانت تلبس
الحجاب وتمتنع عن المصافحة. وقد نشرنا
كتابَها يهود لا صهاينة (دار الكلمة، 1981).
وهل ننسى لِنْ برينر، الذي فضح تعاوُن
الصهيونية مع النازية (نُشِرَ كتابُه في
بيروت بترجمة محجوب عمر، 1985)؛ أو سيمور هيرش
وكتابه الخيار شمشون (ترجمه أيضًا محجوب
عمر)؛ أو موشيه شينفيلد؛ أو الحاخام هيرش
وكتابه ضحايا المحرقة يتهمون، الذي
نشرتْه مجلة فلسطين المحتلة (1982)؛ أو
ستانلي كوهين، المحامي الذي دافع عن موسى أبو
مرزوق (أحد قادة "حماس") ويدافع عن "حزب
الله" و"حماس" في أمريكا؛ أو آفي
شلاييم وإيلان پاپيه ويوجين روغان، الذين
فضحوا القصة الحقيقية لحرب 1948 (المعتبَرة حرب
"تحرير" و"استقلال" في إسرائيل)؛ أو
مجموعة اليهود الإنكليز التي عملت مع عفيف
صافية (ممثل فلسطين في لندن) باسم السلام
العادل؛ أو المجموعة الفرنسية التي عملت مع
الشهيد عز الدين قلق (ممثل فلسطين في باريس،
وقد اغتاله البطل أبو نضال وليس إسرائيل!)؛
وصولاً إلى إسرائيل شاحاك وكتابه تاريخ
إسرائيل والشعب اليهودي، وآمنون كاپليوك (الذي
كشف الدور الإسرائيلي في مجزرة صبرا وشاتيلا
وفَضَحَه)، ونورمان فنكلشتاين وكتابه صناعة
الهولوكوست، وغيرهم. وكيف ننسى أن نصف مليون
إسرائيلي خرجوا في شوارع تل أبيب لإدانة
مجزرة صبرا وشاتيلا وللمطالبة بالانسحاب من
لبنان حين كان العرب يتفرجون على "مونديال"
العام 1982؟! وأخيرًا، كيف ننسى أن يهودًا
مناضلين حملوا السلاح إلى جانب حركة "فتح"
مطلع السبعينيات، وكانوا ينتمون إلى التنظيم
الماوي "الاتحاد الشيوعي الثوري – الجبهة
الحمراء" ويعملون مع "حركة الأرض" (بقيادة
داود تركي)؛ وهم قاموا بعمليات عسكرية
واستخبارية ضد جيش الاحتلال دعمًا لشعب
فلسطين، واعتُقلوا وجرت محاكمتُهم في محاكمة
شهيرة عُرِفَتْ باسم "محاكمة مجموعة حيفا"
(25 شباط – 13 أيار 1973)؛ وقد خصَّص لهم محجوب عمر
من حركة "فتح" كتابًا بعنوان: حوار في
ظل البنادق (بيروت، 1973)، وهم: رامي ليفني،
دان فيريد، إيهود أديف، ميلي ليرمان، حزقيال
كوهين، ودافيد كوپر. والحق أنني لا أستطيع في
مقال كهذا أن أغطي مجمل مساهمات اليهود
الإنسانيين، العرب وغير العرب، في الدفاع عن
العدالة والكرامة والمساواة لجميع البشر. إلا
أن ما أقوله هنا واضح لا يحتاج إلى تزويق أو
تمويه؛ وهو لا ينبع من موقف سياسي ظرفي بقدر
ما يحاول استعادة السياسة إلى حقل تمثيل
مصالح الناس وجلب المنافع ودرء المفاسد وإلى
سياق العدل والحرية والعقل والكرامة – وهي
مما كرَّم الله بها الإنسانَ وجعله خليفةً له
على الأرض. أي أن الموضوع لا يتعلق
بالموقف من وجود الكيان الصهيوني على أرض
فلسطين[27]، ولا بالموقف
من حضور مؤتمرات ولقاءات يشارك فيها يهود (فهذا
أيضًا صار من الماضي)؛ إنما الأمر يتعلق
بموقفنا نحن أمام أنفسنا وأمام تاريخنا
وحاضرنا ومستقبلنا. إذ إنه قد آن الأوان لوقفة
مع الذات وأمام الله، لنبحث في عمق وجدية عن
كيفية استعادة ذلك الجزء المبتور من حضارتنا
وإنسانيتنا وثقافتنا وذاكرتنا. فنحن لا نكون
مسلمين إن لم نستعدْ اليهودية وكتبها
وتراثها، ولا نكون عربًا إن لم نستعد السموأل
وقومه، ولا نكون مواطنين أحرارًا في دول حرة
كريمة عادلة إن لم نحقق الحرية والعدالة
والكرامة والمساواة للجميع وبين الجميع. ***
*** *** عن
النهار، الأربعاء 26 نيسان 2006 [1]
أستاذ في الجامعة اللبنانية. [2]
مراجعات الفاتيكان، على سبيل المثال،
واعتذاراته التاريخية عن الحروب الصليبية
وعن معاداة السامية. [3]
مثل مؤتمر سانت إجيديو لحوار الأديان، مطلع
أيلول 2005. [4]
مسلسل محمد صبحي الشهير الذي أدى إلى منع
"المنار" في فرنسا. [5]
المأخوذ طبعًا من التوراة، التي يعتبرها
المسيحيون أيضًا كتابًا مقدسًا تحت تسمية
"العهد القديم". [6]
لعل القومجيين سيحتجون أيضًا على القرآن
لتسامُحه مع اليهود وذكره "بني إسرائيل"
في عشرات السور والآيات، أو لأن الإسلام
يفترض الإيمان بأنبياء إسرائيل كافة! [7]
لقد نسي هؤلاء القومجيون الجُدُد أن مَن
أجهز على الدولة الإسلامية العثمانية كان
بالضبط أولئك العروبيون المسلمون قبل
غيرهم. [8]
تمامًا كما أن مسيحيي فلسطين انتخبوا "حماس"
أو أن بعض مرشحيهم دعمتْهم "حماس". [9]
خصوصًا في مؤتمرات حوار الأديان التي
تنظمها دولة قطر منذ ثلاث سنوات ويُدعى
إليها حاخامات وقيادات يهودية صهيونية
وإسرائيلية. [10]
الأزهر ومصر، قطر، الأردن، في حين تشارك
إيران في المؤتمرات كلِّها دونما حاجة إلى
تبرير أو مساءلة. [11]
كمؤتمر قطر، كما ومؤتمرات أخرى
عُقِدتْ وتُعقَد في مصر والأردن وفي دول
غربية. [12]
على الرغم من وجود مئات مراكز
الأبحاث الغربية والمسيحية عن الإسلام
فإنه لا يوجد مركز واحد لدراسة المسيحية
واليهودية وغيرهما من الأديان؛ ناهيك عن
الجهل المطبق في الأوساط الإسلامية بكلِّ
ما له علاقة باليهودية المعاصرة وتياراتها
وقواها؛ وكذا في خصوص للمسيحية. [13]
حتى العروبة الجاهلية كانت متسامحة. ولنا
في الشاعر والأمير اليهودي السموأل خير
مثال هنا؛ ونحن كنَّا ندرس ونحفظ قصة نبله
ومروءته وأمانته، ونردد قصيدته اللامية
الشهيرة، ومطلعها: إذا
المرء لم يدنِّس من اللؤم عِرضَه
فـكـل رداء يـرتديـه جـميـل [14]
والأمَّة في مصر أو السودان أو المغرب هي
الوطن نفسه، بعكس ما هو شائع في بلاد الشام
من اقتصار تسمية "الأمة" على الأمة
العربية أو الإسلامية ومن استخدام
للعبارات البعثية والقومجية (مثل "القطر"
و"الإقليم") استخفافًا بكلِّ انتماء
آخر واحتقارًا له. [15]
جاء في مروج الذهب للمسعودي أن عليًّا
أرسل لمفاوضة الخوارج رجلاً من يهود السواد. [16]
لن أجادل في مدى صحة هذا الحديث؛ إذ ليس هذا
موضوع النقاش، بقدر كونه يتعلق بالخلاصات
السياسية والإنسانية والسلوكية التي
نستخلصها من دراسة مطلق حديث. [17]
من سيطرة وعلوٍّ إسرائيليين وعنجهية
وعنصرية واستعمار ووحشية، يدعمها الغربُ
الأمريكي ويسكت عنها وينافق الغربُ
الأوروبي وروسيا والصين والهند واليابان،
لا بل غير المسلمين عمومًا. [18]
بتأثير من القومجيات الجاهلية التي كرَّرت
واستنسخت الدعاية الأوروبية، ثم الحزبين
الفاشي الإيطالي والنازي الألماني،
مدَّعية أنها أحزاب ومبادئ قومية، عربية أو
سورية. [19]
وهو دراسة رائعة في مفردات التحليل النفسي
ومعانيه وعلاقتها بالقبالة الصوفية
اليهودية. وقد ترجم الصديق الدكتور طلال
عتريسي الكتابَ لاحقًا ونشرتْه دار مجد. [20]
للمناسبة، فإن "نظرية المؤامرة"، التي
يهاجمها جميع المثقفين العرب اليوم
ويتبرأون منها ويرجمون بها خصومهم
ويتهكمون من خلالها على واقعنا العربي وعلى
"شعبنا الجاهل" و"جماهيرنا البلهاء"
التي تريد أن تصدِّق المؤامرات لتنسى
الأسباب الحقيقية لتخلُّفها وهزيمتها –
الحقيقة أن هؤلاء المثقفين أنفسهم (من
قوميين ويساريين وشيوعيين وبعثيين
وناصريين إلخ) هم الذين اخترعوا نظرية
المؤامرة وجعلوها قميص عثمان لتبرير
أنظمتهم وقمعهم. أليست بيانات وبلاغات
البعث السوري والعراقي، والسوري القومي،
وناصر العرب، والماركسية العدنية
والقذافية، هي أول وآخر مَن استخدم "نظرية
المؤامرة"، وليس هذا الشعب المسكين الذي
كان على الدوام يدفع ثمنها؟! [21]
وإلا فماذا نقول عن الاعتراف الأمريكي بدور
مخابراتهم في الانقلاب على مصدِّق، مثلاً،
أو مقتل لومومبا أو اغتيال كنيدي أو
مالكولم إكس أو مارتن لوثر كنغ إلخ؟ [22]
وكان أبرز دعاتها أحد هاعام، ومعه لاحقًا
آينشتاين نفسه (راجع كتاب المرحوم عفيف
فراج عن آينشتاين) ومارتن بوبر (الفيلسوف
الحصيدي الشهير) وغيرهم من كبار الفلاسفة
والموسيقيين والعلماء والمفكرين اليهود في
أواخر القرن التاسع عشر والنصف الأول من
القرن العشرين. [23]
في حين أن جان پول سارتر (العَلماني الوجودي)
قاد تظاهرة باريس احتفاءً بالنصر في حزيران
و"تحرير" القدس! [24]
وهما قد كتبا أجمل وأروع رثاء في جمال عبد
الناصر، جعلاه مقدمة لكتابهما الأروع: الصراع
الطبقي في مصر (صدر في العام 1970 عن دار
الطليعة). [25]
صاحب كتاب انحطاط اليهودية في عصرنا
الراهن؛ وقد نشره "مركز الدراسات
الفلسطينية" (بيروت، 1969). [26]
الفنِّي الذي فضح المشروع النووي
الإسرائيلي، فاختطفه "الموساد" من
أوروبا، وسُجِنَ أكثر من 18 عامًا، وهو لا
يزال رهن الاعتقال. [27]
وقد اعترف به العرب والمسلمون جميعًا، ولو
أنهم مازالوا يرفضون مواجهة هذه الحقيقة،
في وعيهم ولاوعيهم. |
|
|