|
منقولات روحيّة
مقدمة مساررة يسوع ليهوذا الإسخريوطي خلال أسبوع (و) قبل ثلاثة أيام من عيد الفصح. الرسالة الأرضية ليسوع حقق يسوع، وهو على هذه الأرض، العديد من المعجزات من أجل خلاص البشرية. وبينما كان بعضهم (يسير) على الصراط المستقيم، كان آخرون (يسيرون) في طريق الضلال. فنادى إليه اثني عشر تلميذًا، وحدّثهم عن أسرار العالم الآخر، وعما سيكون في نهاية الأزمنة. وهو غالبًا لم يكن يظهر لهم مباشرة بشخصه، وإنما كنا نجده كطفل بينهم. المشهد الأول: يسوع يناقش تلاميذه حول صلاة الشكر والأفخارستيا في أحد الأيام، و(بينما) كان يسوع مع تلاميذه في اليهودية، وجدهم جالسين معًا بخشوع. وعندما اقترب من تلاميذه المجتمعين الجالسين، (الذين) كانوا يقدمون صلاة الشكر للخبز قبل تناوله، ضحك، قال له تلاميذه: لماذا تضحك من صلاة الشكر التي نقدمها أيها المعلم؟ فنحن لم نفعل إلاّ الصواب. فأجابهم قائلاً: أنا لا أضحك منكم، فأنتم لا تفعلون هذا بمحض إرادتكم وإنما لاعتقادكم بأن هكذا يتم تمجيد ربكم.
في مجال الألم، البلاء le malheur شيء مختلف، خاص، لا يُختزَل. إنه مختلف تمامًا عن مجرَّد الألم. فهو يستولي على النفس ويدمغها في العمق بدمغته الخاصة به وحدَه، ألا وهي دمغةُ العبودية. إنَّ العبودية التي كانت تمارَس في روما القديمة هي مجرَّد شكلٍ ظاهر للبلاء. كان الأقدمون الذين يعرفون جيدًا هذه المسألة يقولون: "يفقد الإنسانُ نصفَ روحه عندما يصبح عبدًا." لا ينفصل البلاء عن الألم الجسدي، ومع ذلك فهو متمايز كليًا عنه. في الألم، كل ما لا يرتبط بالألم الجسدي أو ما شابهَ هو سطحي، وهمي، ويمكن القضاء عليه بإجراء مناسب يقوم به الفكر. وحتى في حالة غيابِ كائنٍ عزيز أو موتِه، فإن الجزءَ البسيطَ الذي لا يُختزَل من الحزن هو شيء أشْبهُ بألم جسدي، بصعوبة في التنفس، بمِلْزَمة تحيط بالقلب، أو بحاجة لا تُروَى، أو بجوع، أو بالفوضى شِبْهِ البيولوجية التي يسببها تحريرٌ عنيف لطاقة كانت إلى حينه يوجِّهُها تعلُّقٌ وفقدَتْ من يوجهها. الحزنُ الذي لا يتركَّز حول نواة أصلية كهذه هو مجرَّد رومانسية وأدب. الإذلالُ هو أيضًا حالة عنيفة لجسد الكائن الذي يريد أن ينتفضَ تحت تأثير الإهانة، ولكنه يجب عليه أن يتمالك نفسَه تحت إكراه العجز أو الخوف.
سؤال: ذكرت في مقدمة بحثك عن الحكيم محي الدين بن عربي ما يلي: أحدث الحكيم محي
الدين بن عربي تكاملاً حقيقيًا ولقاء جوهريًا بين تنوعات أهل العرفان وتعدادات
المذاهب والمبادئ والعقائد العالمية التي دعت إلى تحقيق "الواحدية التأليفية"
أو "الواحدية الوجودية" المعروفة بوحدة الوجود. جواب: البحث في حكمة ابن عربي والتعمق إلى معرفة ينابيع أو مصادر أو قرابات حكمته قضية تتطلب جهدًا كبيرًا وفهمًا شاملاً لجميع التيارات الفكرية. لذا، أعتبر حديثي هذا مجرد إضاءات عابرة تجذب انتباه الباحث أو الدارس إلى إدراك أوسع يتجاوز الشروح والتفاسير والتعليقات الخاصة أو العائدة إلى منهج معين.
|
|
|