<LINK href="favicon.ico" rel="SHORTCUT ICON">

 ميثاق العبرمناهجية - Charter of Transdisciplinarity

هذا الشعار مستوحى من شعار المركز الدولي للأبحاث و الدراسات العبرمناهجية، عن رسم أصلي للفنان البرتغالي الراحل ليماده فريتاس

 إصدارات خاصّة

Special Issues

  المكتبة - The Book Shop

The Golden Register - السجل الذهبي

 مواقع هامّة

Useful Sites

أسئلة مكررة

F.A.Q.

الدليل

Index

 معابرنا

 Maaberuna

قاتلوا العنف بالسلام
نشطاء السلام العزل ينقذون أرواح الناس اليوم

 

مايكل ناغلر ورولف كارير

 

روي عن البوذا أنه أوقف يومًا حربًا بين ملكين تنازعا على حق الاستفادة من مياه نهرٍ من خلال سؤال طرحه عليهما: أيهما أغلى، الدم أم الماء؟".

هل من سبيل لكي يستفيد الناس العاديون من حكمة كهذه – ومن شجاعة كهذه – لوضع الحروب التي نخوضها اليوم حول النفط أو الماء أو الهوية موضع المساءلة؟ المهاتما غاندي آمن بهذه الحكمة، وأنشأ فرقًا من المدنيين باسم (شانتي سينا) أو "جيش السلام" فأرسل عناصره إلى جميع مناطق الهند لدرء أعمال الشغب وتقديم بدائل سلمية للناس.

على مدى السنوات الـ 25 الماضية دأب نشطاء السلام على زيارة المناطق التي تشهد أعمال عنف أملاً منهم في إحلال قدر من السلام بين المتنازعين، والمساهمة في حماية الناس، ونشر ثقافة قدسية الحياة في مناطق الخطر. وعوضًا عن استخدام التهديد والقوة، يوظف هؤلاء استراتيجيات عديدة مثل المرافقة المعنوية للناس، التواجد معهم للحماية، المساهمة في مراقبة الحملات الانتخابية، وإنشاء مناطق أمان محايدة، وفي الحالات القصوى قد يلجؤون إلى التدخل جسديًا بين الأطراف المتنازعة، تمامًا كما فعل البوذا مع الملكين الغاضبين في الهند القديمة.

لقد حقق نشطاء السلام المدنيون والعزل نجاحات هامة ولكن صغيرة وهادئة وغير معروفة للكثيرين: إنقاذ الأطفال المجندين، حماية حياة العاملين في مجال حقوق الإنسان، المساهمة في إعادة الهدوء لقرى بأكملها، تجنب انفجار العنف، ورفع مستوى الأمان الذي يشعر به المواطنون في كثير من مناطق التوتر والنزاع.

كانت إحدى قرى جزيرة مينداناو في الفلبين تتعرض مؤخرًا لخطر العنف نتيجة اقتراب مجموعتين مسلحتين مسافة 200 متر فقط من بعضهما البعض، فما كان من أعيان القرية إلا أن طلبوا المساعدة من مجموعة تسمى (قوة السلام اللاعنفية) التي كانت أصلاً متواجدة في هذه المنطقة. تدخلت المجموعة بين الطرفين ونجحت في التواصل مع المسلحين وأقنعتهم بالتراجع، فخرجت القرية من الأزمة نتيجة لذلك دون وقوع ضحايا.

لماذا لم تسمع من قبل عن هذا العمل الرائع؟ ببساطة لأن تمويل هذه الحملات ودعمها ضعيف جدًا، وهناك أيضًا الانطباع السائد بأن مسؤولية احتواء النزاعات المسلحة تقع فقط على كاهل الحكومات أو القوات المسلحة، وفي حالات معينة قد تقع أيضًا على عاتق الأمم المتحدة. ومع أن مجلس الأمن الدولي أقر في كثير من الأحيان ضرورة استخدام "جميع الوسائل المتاحة" للحفاظ على السلام ووأد الصراعات المسلحة، إلا أنه في الواقع، لم تأخذ منظمة الأمم المتحدة بعين الاعتبار مسألة استخدام قوة لاعنفية مدنية واسعة النطاق كوسيلة لحل النزاعات.

إن العائق الوحيد أمام تحقق هذه الغاية هو إيمان الأغلبية – الذي نادرًا ما طرح للتفكير- بأن القوة السياسية تتأتى فحسب من برميل البارود، الإيمان بأن ثمة نوعًا واحدًا فقط من القوة، وهي قوة التهديد، يتوجب الاعتماد عليها حصريًا لإجبار الآخر على تغيير مواقفه، أو عند فشل ذلك، إيقاف ممارساته وأفعاله.

لكن ذلك قد يتغير، لأن فشل مبدأ الحرب لتحقيق السلام، والذي يشهد عليه حال العراق اليوم، بات مبدأً تتزايد كلفته يومًا بعد اليوم: كلفته البشرية والمادية فضلاً عن ضرره على الحريات المدنية.

وهنا فإن العرف الدولي المستحدث المسمى بـ "مسؤولية الحماية" يجب أن يلهمنا طريق استخدام قوة المجتمع المدني والأساليب اللاعنفية في حل النزاعات. ومع أن هذا المبدأ ينص على إمكانية التدخل العسكري، إلا أنه تأسس في الأصل على أساس الاحترام الدولي لحقوق وأمن الإنسان، أملاً في الحؤول دون وقوع أحداث إبادة جماعية جديدة، أو جرائم حرب، أو أعمال تطهير عرقي، أو جرائم ضد الإنسانية.

فقد يتفاجأ العالم لمعرفة أن صناع السلام اللاعنفيين هؤلاء ليسوا "عزلاً" بالمرة. إن هؤلاء يملكون ما وصفه غاندي بجرأة بأنه "أعظم قوة وهبت للبشرية على الإطلاق" – قوة اللاعنف.

تسعى قوة السلام اللاعنفية لتوسيع نطاق نشاطها ليشمل عددًا أكبر من المناطق في العالم، كما تضع أمامها هدف زيادة عدد أعضائها الميدانيين من 70 إلى 2000 عضوًا بحلول العام 2012. وقد شهدت المنظمة مؤخرًا توافد طلبات الانضمام إليها من 55 بلدًا لشغل أي منصب متوفر لديها.

يملك المدنيون العزل المتدربون بشكل جيد القدرة على إنقاذ الأرواح وحماية المجتمعات المعرضة للخطر في بعض من أكثر مناطق العالم خطورة. هذه القوة آخذة في النمو، وقد صدر مؤخرًا عن مركز الحوار الإنساني في جنيف دراسة توثق كيفية عمل هذا النوع من نشاطات "التدخل الفعال" وأسباب نجاحه.

إن استعداد الناس للتغيير السلمي أصبح واقعًا والكثيرون مستعدون لتكريس حياتهم لتحقيق هذه الغاية. وقد يكون ناشطو حفظ السلام العزل هؤلاء هم الطريق للتعريف بأهمية دور المجتمع المدني العالمي وقدرته على المساهمة في تحقيق السلام من خلال شرعيته مصداقيته وفاعليته في تحقيق أمن الإنسان في سائر دول العالم.

إن تحققت هذه الغاية فستكون في صالح الأطفال والنساء المعرضين لخطر النزاعات المسلحة، في صالح اللاجئين والصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان، وفي صالح الرهبان السلميين، وعمال الإغاثة الدولية، ودعاة الانتخابات الحرة – أي في صالحنا جميعًا. لأنه في نهاية المطاف، لا أحد منا آمن حتى نعيش الأمن جميعًا معًا.

27 مارس 2008

ترجمة: نورس مجيد

*** *** ***

 

 الصفحة الأولى

Front Page

 افتتاحية

                              

منقولات روحيّة

Spiritual Traditions

 أسطورة

Mythology

 قيم خالدة

Perennial Ethics

 إضاءات

Spotlights

 إبستمولوجيا

Epistemology

 طبابة بديلة

Alternative Medicine

 إيكولوجيا عميقة

Deep Ecology

علم نفس الأعماق

Depth Psychology

اللاعنف والمقاومة

Nonviolence & Resistance

 أدب

Literature

 كتب وقراءات

Books & Readings

 فنّ

Art

 مرصد

On the Lookout

The Sycamore Center

للاتصال بنا 

الهاتف: 3312257 - 11 - 963

العنوان: ص. ب.: 5866 - دمشق/ سورية

maaber@scs-net.org  :البريد الإلكتروني

  ساعد في التنضيد: لمى       الأخرس، لوسي خير بك، نبيل سلامة، هفال       يوسف وديمة عبّود