همَسـاتٌ في أُذُن القَـمَـر
محمَّد
علي عبد الجليل
الآن... منـذ زمـان
منذ زمانٍ بعيدٍ
غيرِ بعيــدْ
مازالتْ – أَذْكرُ – تسكنُني أنثى مجدليةٌ
تَظهرُ فيها كلُّ الأســماءْ
ما تزالُ تعرجُ بي إلى سـابع ســمـاءْ
وما أزال على الأرض
أقطعُ ليلاً المسافاتِ بحثًا عن قمري
وأنتِ قمري المضيءُ الغائبُ الذي لا يغيبْ.
أين
أنتِ الآن، يا قمري الحبيبْ؟
بانتظاركِ مازِلتُ قمرًا مظلمًا، كلَّما
تذَكَّـرَ شـمسَـه أضـاءْ
وأنتِ شمسي التي بي تتمرأى
تهفو إليكِ سـمـاواتـي
فتهبطينَ إليَّ
وأرتفعُ بكِ
نصعدُ معًا
نلامسُ الإلـه
السـاكنَ فينا
فنولدَ شمسًا وقمرًا من جديدْ
كما كنَّا منذ زمانٍ بعيدٍ غيرِ بعيــدْ.
* * *
بكِ يتحقَّقُ
فِصْحي: عبورُ الصليبِ إلى القيامةْ
ناوِليني جسدَكِ الشهيَّ، غريقٌ "أنا"
أتعـلَّـقُ بثُمامةْ
مَن
"أنا" من دونكِ، قمري؟
جسدُكِ الشاطئُ والبحرُ المحيـطْ
جسدُكِ، أيَّتها الطريَّةُ، أرضٌ صُلبةٌ
أُلقي فيها بذوري
فيكِ تشكَّلْتُ، انغرسَتْ فيكِ جذوري
منذ زمـانٍ غيرِ بعيدٍ
بعيــدْ.
* * *
ألِـجُ الكعبةَ:
أنتِ
أَصِلُ
إلى الحجر الأسودِ المتَّصلِ برَحِم سمائِكْ
أخلعُ لغتي
نُصَلِّي صامتَينِ
فتسري فينا لذَّةُ الخَلْقِ
ونعرج
نغيبُ في الأبديَّـة
يباركُنا الإلـهُ
ونعودْ
من مكانٍ بعيدٍ غيرِ بعيــدْ.
الثلاثاء
03/04/2007
كـلُّ الأقمـار تغيـب
كلُّ
الأقمار تغيب –
إلا قمري
ساطعٌ دائمًا في سماء قلبي.
كلُّ
الأقمار تنقص
إلا قمري
يزيد حبُّه في قلبي يومًا عن يوم.
كلُّ
الأقمار تدور في أفلاكها –
إلا قمري
أدور في فلك حبِّـه.
كلُّ
الأقمار ترابٌ وصخور –
إلا قمري
ضيـاءٌ ونـور.
كلُّ
الأقمار لها على كواكبها بعضُ التأثير –
إلا قمري
يغيِّر حياتي.
كنَّا،
وسنبقى، مرتبطَين ما بقيَ قمرٌ وأرضٌ وشمسٌ
وأكوان...
الاثنين 27/08/2007
على اسـمِكِ
على اسمِكِ أنتِ
رَبِيْتُ كَوَرْدٍ أحمرْ
وعلى حُـبِّـكِ أَكْـبُـرُ... أَكْـبُـرُ...
أُصبِـحُ أَكبَـرْ
أنتِ تُرابي، ناري وهوائي، مائي أنتِ وأكثرُ
أكثرْ...
أنتِ الكعبةُ لي والقِـبلةُ والخَـمْـرةُ،
وعلى جِسْـمِكِ أسْـكَرْ
حُـبُّـكِ نُسَـغٌ يسري بعروقي سرَيانَ
الماءِ بغصنٍ أخضرْ
مِن نفسي سرقَـتْـني عيناكِ، فلستُ أمام
بهائكِ شيئًا يُـذْكَـرْ
صرتُ بحبِّـكِ نفحةَ عطرٍ، ذُبْـتُ بسحرِكِ
قطعةَ سُـكَّـرْ
أنتِ
صليبي وهلالي
إنجيلي، قرآني
شمسي، قمري
نومي، سهري
وطني والمَـهْـجَـرْ.
راكعةٌ
كلُّ الأقمار على قدمَيكِ، وأنتِ القمرُ
الأكبـرْ
ماذا أكتبُ أكثرْ؟
أُحبُّكِ، يا قمري، أكثرَ... أكـثـرَ...
أكـثـــرْ...
الأربعاء 05/09/2007
ازرعيـني في أرضـكِ
وأنتِ ازرعيني في
أرضكِ المقدَّسة
اغرسيني في جسدِكِ الطَّـاهرِ
شجرةً تنغرسُ جذورُها في أعماقِكِ النديَّـة
وتعانقُ أغصانُها سماءَكِ العليَّـة
اقطفيني ثمارًا شهيَّـة
فأُلقي في ترابكِ الخصبِ بذوري
وتتفتَّـحُ فيكِ زهوري
ونعبقُ معًا بالعطر.
الجمعة 07/09/2007
ولادةٌ بالحـبِّ
أنا ذلك الليلُ
الذي يضيءُ فيهِ القمرُ البيروتي
أنا ذلك الحَمَـلُ الذي يرعى جسدَكِ الطَّري
أنا ذلك المرجُ الأخضرُ، فارعَيني ولا تستحي
أنا تلك الوردةُ التي تنغرسُ جذورُها في
ترابِ جسدِكِ الندي
أزرعُ حدائقَ جسدكِ بالقُبُلات
وترتفع الآهــاتْ
صلواتٍ، صـلواتْ
ونعرجُ معًا دروبَ السماواتْ
فتخضرُّ أعضاؤكِ وتزهِرُ حبًّا أحمر
وأنا على جسدِكِ أسكر
نموتُ مراتٍ ومرات
لنُبعَثَ مثلَ طائر الفينيق
من رمادٍ وحريق
نحرقُ نفوسَنا
لنولدَ من جديد
ويكبر حبُّـنا ويزيد.
السبت 08/09/2007
حــــجٌّ
وهذه، يا قمري،
سمائي إليكِ تهفو
وعلى صدركِ أغفو
وأرضي أمام قدمَيكِ انبساط
وحبُّكِ الطريقُ–الصراط
وليلي بنورِكِ يُشْرق في كلِّ فج
ونبدأ الحـج:
أطوفُ
حول كعبة صدركِ ساعيًا بين صفاكِ والمرْوة
راكعًا في محراب شفتَيكِ نعرج على بُراق
النشوة
بالغَينِ سِدرةَ المنتهى على صهْوة الهوى –
وأيَّة صهوة! –
غارقَينِ في لذة السُّـكْر سكْرةً أجملَ من
أيَّة صحوة.
أحترقُ،
طـائرَ فينيقٍ، في أتُّونِ حبِّكِ أيَّما
احتراق
لتشرقَ كلُّ ريشةٍ من جناحَيَّ شموسًا كلُّها
إشراق
وأنتِ حياتي–مرآتي
أراني فيكِ فتشرقُ من نورِكِ ذاتي
وآخُذُ من ذاتِكِ نوري
وتفوح بعطرِكِ زهوري.
وردةٌ
أنا: أنتِ لوني وعطري ومائي وجذوري
كتابٌ أنا: أنتِ أوراقي وسطوري
كلمةٌ أنا: أنتِ معنايَ–الصعود
إليكِ أعود
بَحَّارًا تائهًا إلى جزيرةٍ وراءَ البحـور
تضمُّني، أنحني، ألثم ترابَها الطَّهـور
أرضع ماءَها، أنتشي بثمارها، أُلقي في أرضها
البذور
أكبُرُ سروةً تعانق السماء...
الخميس 17/01/2008
*** *** ***
|