|
إيكولوجيا عميقة
أجريتُ مؤخرًا تدقيقًا اجتماعيًا لصالح شركة بِنْ وجيري هوم ميد الحصرية، وهي الشركة الأمريكية السباقة في المسؤولية الاجتماعية. وبعد الحث والبحث، وطرح الأسئلة المشاكسة، ومحاولة حفز الجدال، وتحولي عمومًا إلى شخص مزعج، أستطيع الإدلاء بشهادة فحواها أن مكانتهم كرواد اجتماعيين بارزين في التجارة محفوظة لمدة عام آخر على الأقل. إنهم شركة رائعة. ولكن هل ثمة نواقص؟ بالطبع. فنحن على كوكب الأرض. لكن العاملين في الشركة مرتاحون ومواظبون في استعدادهم للنظر في المشكلات ومناقشتها ومعالجتها. في هذه الأثناء، تواصل الشركة إقامة متاجر الآيس كريم في حي هارلم، ودفع إعانات كبيرة، وتحافظ على نسبة تعويضات تصل إلى 7 مقابل 1 اعتبارًا من القمة إلى القاعدة، وتبحث عن بائعين من الجماعات العاطلة عن العمل، وتتبرع للآخرين بسخاء من الأرباح. والشركة على مقربة من تجاوز منافسها التاريخي هاغين داز المنتج الاسكندنيافي البديل للآيس كريم المخفض السعر، والسلعة الرائجة في السوق لهذا الصنف من البضائع. ووفق معدلات النمو الحالية سوف تكون شركة بن وجيري من مرتبة المليار دولار في نهاية القرن العشرين. إنها شركة معتبرة لدى الجمهور، ومتميزة على الصعيد القومي، ونامية بسرعة، وكل ذلك يعود جزئيًا إلى أنها أرادت إظهار كيف أن الشركة المسؤولة اجتماعيًا يمكنها النجاح في عالم الأعمال المعتاد.
قصاصات ورق صغيرة، شبه منتظمة المقاس، مجموعة في لاقط معدني تستخدم لكتابة ملاحظات أو رسائل صغيرة. هذه واحدة من أدوات عديدة كنت تراها في مكاتب شركات أواسط القرن الماضي، حتى أكبرها حجمًا وأغزرها ربحًا. القصاصات هي في الأصل أوراق مكتبية عادية كاملة المقاس من تقارير أو نسخ من مستندات مكررة على آلة النسخ (الفوتوكوبي) أو غيرها. وبدلاً من أن تُجعَّد وترمى في سلال المهملات كانت تقص ويستفاد من الجهة الأخرى منها لتسجيل ملاحظات سريعة أو رقم هاتف أو لائحة للتسوق أو غيرها. الهدف من هذا كان، بالدرجة الأولى، التوفير والحد من مصاريف استهلاك الورق في المكاتب. ولكن من حيث كانت تدري هذه الشركات أو لا تدري، فهي في تصرفها هذا كانت تقوم بما هو متناغم مع البيئة، وذلك بالحدِّ، أولاً وقبل كل شيء، من الحاجة لقطع المزيد من الأشجار من أجل استخدامها في صناعة الورق. |
|
|