صباحُ الورد

ميس قرفول

أقولُ لك صباح الخير
أقول لوجهك نارٌ ونورٌ لا يتوقفان لا يتوقفان عن اللهاث بي
أموت بين خشبات السباق وأتبع خطى الأحصنة
ماء ونار يسترضياني
أحطُّ بين النجوم كالثكلى كليل أسودَّ على عجلات الهواء
أحمل وجهك كالورد بين الزنابق
كأقاحي العيد لما يقدمها الجدُّ للقصائد
أحطُّ وأطير بين غيومك أنا المطر الذي توقف عن العدِّ
التصقتُ بسماء سابعة
التصقتُ بهواي حتى لمستُ القاعدة السامية
تلك التي تزرقُّ مشاربها وتنحلُّ غصونها لأنها رقيقة
تلك التي ترتفع كمحطات غناء
تلك التي ترسلني نرجسًا متأخرًا معتذرًا إليك
للحوضِ الصغير في مرمى بيتك
وعينيك
أدوسُ على قدمِ التراب شهقاتٍ متتالية تخرج من زفيري
ودمٌ طريٌّ يخرج من فمه
أنسحب كالرملِ من هذه الأرض
وأضع وجهك في بركة أقرؤه كلما عرفتُ أنَّ مصيري بين يديَّ
يكفيني منكَ أن تمتدَّ خلفَ التلال
خلف قصاصاتِ شَعرك
والرسائل
أن تومي للطيور بألَّا تموت
ألا تصير هيكلاً ممحيًّا من ريش
ألا تسيِّجَ الأرض بصمت الموت وحيرة المشتاق للسفر
والدوران
هل آذتك المنية!
وهل شارفتَ على عشقي تخرج من نجمةٍ تدخل في قبَّةٍ صمَّاء
خضراءُ هي الحقول
واسعان هما جفناك
قدماي مربطا الأحصنة
وحديد الدفَّة يحرقني
نيازك وشهب وألوان خرافية تصغي الليلة لأسرارنا
بيوتٌ تستطيل في العتمة
سواقي من الأماني تصطفُّ على النوافذ وتزين الليالي بعطرِ الليالي
أحراجٌ تلج المواليدَ الجدد
تحملهم بين كفِّيها وتضعهم على ضفاف التيار
لا يغرق البحر إلا حين تحين ساعته ويذوب الملح
لا تحين ساعته ولا يطرى الملح إلا بشواهد النجومِ الغرقى
لا أكبر على الغياب حين أناديك ولا حين أخرجُ كالعصفور من بين أكمامك
لا أقيس بياضي بتماهي اللوز فيك
ولا أجرح عناقيدَ الربيع حين أزهرُ في فمك
اسألْ طرحة الأرض كيف سبقتْني
وصارت منديلاً لا يطير
واسأل قلبها كيف انعقد كوزُ النار تحت الشتاء
وحيدًا وحيدًا
سأبقى أنا الحبلى بالغيم أضغطُ على كاهلي وأعصرُ معصمي حتى تخرجَ من مسامي
وحتى يصيرَ جلدي بلونِ الورد
مجارٍ وشقائق وسواقٍ وأنهار
هو وجهك يتحركُ في الزيت الملون
أو يصير بخارًا في القماش
على الغبار
وأنا أقف على طرف الجسر
لا ماء َلاحتضاري
ولا شيء يواسي مروري سوى مرور عربةٍ بأربعة دواليب
وطيرٍ رضيعٍ أنعشته الذاكرة
وكبرَ في مروري.

*** *** ***