ملخص:
تعتبر هذه الدراسة في منزلة تطبيق عملي لدراسة سابقة للطبيب والمعالج النفسي
ذاته، الأمريكي هنري م. سيدين (Sieden
2004a, 2004b)،
وقد قدم فيها دراسة مقارنة بين كلٍّ من الشعر وطرق التحليل النفسي، من ناحية
استخدام اللغة في خلق ودعم عملية التواصل مع الأطفال المرضى، مما يساعدهم في
التعبير عما يدور في دواخلهم، ويفتح لهم المجال لإيصال آرائهم إلى من حولهم.
في الدراسة التالية تطبيق عملي للدراسة السابقة عن طريق معالجة طفل مريض،
باستخدام الشعر التفاعلي كوسيلة من وسائل التحليل النفسي. طرحت هذه الدراسة
نتائج عدة يوصى بأخذها في عين الاعتبار في مجال العلاج النفسي، من بينها أن
التفسير أو التأويل يمكن أن يكون أقل أهمية مما كان يُعتقد سابقًا بأنه أساسي
في عملية تثبيت المتغيرات في الحالة المدروسة. نتيجة أخرى مهمة وشهيرة أشار
إليها وينيكوت
(Winnicott1971a)
مفادها أن الاستمتاع والمرح في عملية المعالجة جزءٌ مهم في تجربة الطفل
المعالَج.
تحدَّثنا،
في القسمِ الأوَّلِ من هذا البحثِ، عن نوعَيْ التعالُقِ الباطنيِّ ما بين تلك
البنى النفسانيةِ التي تعمل بمثابة «أواليَّاتٍ» مباشرةٍ في تَسْيارِ المسلكِ
السَّويِّ لحالةِ الحُبِّ الجنسانيِّ-المُغاير
heterosexual
love،
أو الحياةِ العاطفية، بوجه العموم. وقلنا إنَّ التعاضُدَ التقابليَّ ما بين
بنيتَيْ الأنانيةِ
egoism
والغَيْريةِ
altruism،
حيث إنَّ البنيةَ الأولى تُكْمِلها بنيةُ النرجسيةِ
narcissismإكْمالاً
لَبيديًّا، كما رأيت، إنَّما يلقى ذاتَه مُتَحَيِّدًا كلَّ التَّحَيُّدِ في ذلك
التعاضدِ الترادُفيِّ ما بين بنيتَيْ الأنانيةِ الغَيْرية
altruistic
egoism
والمُغالاةِ الجنسية
sexual overvaluation،
مهما كانت إرهاصَاتُ هذا المسلكِ السَّويِّ في البداية. ومن المنظورِ الحيويِّ
(أو البيولوجي)، علاوةً على ذلك، فإنَّ المُغالاةَ الجنسيةَ المُتَكَلَّمَ
عنها، هنا، لا تعدو أن تكونَ، في الأساسِ، امتدادًا جسمانيًّا، أو تعدِّيًا
تشريحيًّا، بالأحرى، لما يمكن أن نسمِّيهِ قياسًا بـ«المُغالاة النفسية»
psychical overvaluation.
إذ يلجأ المسندُ إليه إلى مَرْكَزَةِ، أو إلى توظيفِ، هذه المُغالاةِ النفسيةِ
في كائنِ الرَّغبةِ، في المقام الأوَّل، فيميلُ بذاك إلى تأفيلِ نجمِ
تَوَجْدُنِهِ الحِسَّانِيِّ في وُدَافِ الذَّكَرِ (أو في وَدَفَةِ الأنثى، بقدر
ما يخصُّها الأمرُ كذلك)، وينزعُ من ثمَّ إلى تجاوزِ مدى حِسَّانِيَّتَيْهِمَا
تجاوزًا أسمى وجدانيةً، إن صحَّ القول – وهو التجاوزُ الذي تتجرَّدُ
«ذَهْنَنَتُهُ»
mentalization
كوَصيدٍ لاشَهْوانيٍّ للمُغالاةِ النفسيةِ هذه، والذي تتمدَّى «جَنْسَنَتُهُ»
sexualization
كوَصيدٍ شَهْوانيٍّ للمُغالاةِ الجنسيةِ تلك، بصفتها امتدادًا جسمانيًّا، أو
تعدِّيًا تشريحيًّا، للأولى.