|
أسطورة
حسب ما يذكر كامبل في كتاب قوة الأسطورة، يقول: "الزواج هو التعرف الرمزي لهويتنا، وجهان لوجود واحد". ثم يروي حكاية العراف الأعمى تيريسياس، فيقول: ذات يوم كان تيريسياس يمشي في الغابة، فرأى زوجًا من الأفاعي في حالَةِ جماع. وقد وضع عكّازه بينهما فتحوَّلَ من فوره إلى امرأة، وعاش كامرأة عددًا من السنين، وكانت تيريسياس المرأة تمشي ذات يوم في الغابة فرأت زوجًا من الأفاعي في حالَة جماع ، فما كان منها إلا أن وضعت عكازها بينهما فتحوَّلَت إلى رجل. وفي يوم جميل على جبل الكابيتول، جبل زيوس، جبل الأولمب. كان زيوس وزوجته يتجادلان حول من يستمتِع بالجماع أكثر، الرجل أم المرأة. بطبيعة الحال لم يستطع أحدهما أن يقرِّر لأنهما كانا على جانب واحد من الشبكة، كما يمكن أن تقول، عند ذلك قال أحدهما: "دعنا نسأل تيريسياس". فيذهبان إلى تيريسياس ويطرحان عليه السؤال، فيقول: "المرأة تستمتع تسع مرات أكثر من الرجل". ولسبب ما لا يمكنني أن أفهمه تغضب هيرا فتسلب منه نظره. [هذا ما يقوله كامبل لكن من خلال السياق نستطيع أن نفهم أن استلاب النظر هو انفتاح البصيرة] ما كان من زيوس إلا أن شعر بالمسؤولية على ما حل به، فمنحه قدرة التنبؤ بالرغم من عماه. وهنا توجد نقطة جيدة، فعندما تكون عيناك مغلقتين عن الظواهر المذهلة فإنك تتصرف بحدسك، وتستطيع أن تكون على اتصال مع الموروفولوجيا التي هي الشكل الأساسي لكل الأشياء.
أنجبت جُلُّ المجتمعات الإنسانية آلهة تتمتع بقدرات خارقة، تتحكم في عناصر الطبيعة وتعطي الأوامر للناس إلى حدِّ التضحية بأنفسهم. وقد ذهب الأمر بقوم "الأزتاك" حتى إلى التضحية بفتيان من أجل انبعاث إله الشمس من جديد!...
جون دوليمو، مؤرخ شغل في الكوليج دو فرانس كرسي تاريخ الذهنيات الدينية في الغرب الحديث، اختصاصي في تبلور الوعي الديني الأوروبي في عصر النهضة أساسًا، عضو الأكاديمية الفرنسية. من مؤلَّفاته الغزيرة تاريخ الجنَّة في ثلاث أجزاء، والكاثوليكية من لوثر إلى فولتير، وآخرها في البحث عن الفردوس سنة 2010. *** |
|
|