لا دين يحتكر الحقيقة

موقف إسلامي من التعددية الدينية

 

نجف علي ميرزائي*

 

تمثل التعددية الدينية مفصلاً أساسيًّا من مفاصل الدراسات الكلامية الحديثة، حيث نَجَمَتْ عنها سجالاتٌ وإشكاليات متنوعة ومتشعبة، وأدَّى الأمر، في كثير من الحالات، إلى محاكمتها وإدانتها بقوة، وفي حالات أخرى إلى تبنِّيها الكامل، واعتبارها الوسيلة الفضلى للخروج بالمجتمع الإنساني من مآزق ومآسٍ جلبتْها عليه الصراعاتُ الدينية والنزاعات المذهبية. وقد راوَحَ الموقفُ حيالها بين مَن رفضها رفضًا قاطعًا، معتبرًا إياها بمثابة إنهاء لوجود الدين، وبين من احتضنها بحرارة لمعالجة التوترات الاجتماعية الناجمة عن الشعور بالأحقِّية المطلقة واللاغية للآخر من كلِّ أنظومة دينية.

ومهما يكن من أمر فلا شك أن الدين، والاعتبارات المنتمية إليه، والإيديولوجيات المستنبَطة منه، والأحكام القائمة عليه، أسفرتْ، في حقب تاريخية عديدة، عن نشوب حروب ونزاعات كبيرة أراقت دماءً كثيرة، وأحدثت خرابًا واسعًا. إن صفحات التاريخ زاخرة بأحداث دامية، مناشئُها ومنطلقاتُها دينية الطبع وقدسية الصبغة، راحتْ ضحيتُها شخصياتٌ من جميع الأديان والمذاهب. وبصرف النظر عما جرى في القرون الماضية بين الطوائف والأديان والمذاهب من منازعات دموية ومفتِّتة فإن الراهن المعيوش أمامنا خيرُ دليل على أن النزاعات الناشئة عن التمايز الديني والتفاوت الإيديولوجي لا تزال مصدرًا للعنف والصراع، سواء بين الأديان، مثلما نلاحظ في بعض الدول الآسيوية الجنوبية وبعض الأقاليم الأفريقية الغربية والشرقية التي تقطنها مجموعات كبيرة من النصارى والمسلمين، أو بين أبناء مذاهب تنتمي إلى مذاهب دين واحد، كما هي الحال في مناطق واسعة من القارة الهندية وبعض دول الشرق الأوسط.

من الواضح جدًّا أن مواقف دينية بحتة وقراءات واستنباطات مذهبية هي خلفية لكثير من هذه النزاعات، دون الرغبات السياسية أو غير السياسية الأخرى. بل أكثر من ذلك، إن نظرة فاحصة في مناشئ النزاعات المذهبية والدينية تبرهن على أن أحكامًا شرعية وفتاوى اجتهادية، مرتكزة على فهم ديني أو مذهبي خاص لبعض المرجعيات الدينية أو المذهبية، كانت تصدر بحقِّ المخالف والمختلف، من هدر دم ورخصة قتل وتكفير وتفسيق وتنجيس، أسَّستْ لاشتباكات ونزاعات كبيرة في التاريخ الإنساني. ويجيء تأكيدُنا على ذلك هنا منعًا لأيِّ تصور يلقي اللوم كلَّه على العوام ويبرئ ذمة المرجعيات الإيديولوجية.

من يجهل أن عقلية الاعتزال تمثل إشراقًا جيدًا وسط جمود وتعصب كبيرين داما طويلاً؟ لكن الانفتاح العقلي والنزعة العقلية الاعتزالية لم تمنعا هذه الجماعة من إنزال عقاب أليم ضدَّ المعارضين، في ما عُرِفَ في التاريخ الإسلامي بمحنة خلق القرآن الكريم – الحدث الذي أزهق كثيرًا من الأرواح وأحدث جرحًا داميًا في جسد الأمة آنذاك. هذه هي حال توجُّه ريادي في العقلانية والحرية؛ فكيف هي الحال بالنسبة إلى اتجاهات متعصبة هي مصدر ممارسات تعسفية شنيعة ارتُكِبَتْ بحقِّ بعض المذاهب الدينية أو المذهبية في ظل ما سمي بالاجتهادات؟!

والأشد مرارة مما حدث في الساحة الإسلامية هو ما شهده التاريخ القروسطي المسيحي من ممارسة قتل وتعذيب وقهر ضد المُعارِض، تحت غطاء ديني متقدِّس، وإصدار أحكام قاسية في محاكم تفتيش العقائد، ونزاعات دموية بين طوائف مسيحية أو معارك ونزاعات اندلعت بين أنصار الدين المسيحي واليهود، باعتبارهم قتلة النبي عيسى.

وعلى كل حال، فإن الرؤية الحصرية والاحتكارية للحقِّ لدى كلِّ دين وعقيدة مذهبية، والشعور بأن كلَّ أبواب الحقيقة والنجاة أو الفوز بالجنة والسعادة مغلقة في وجه الآخر المخالف والمختلف دينيًّا، وعدم ترك احتمالٍ لإمكان حياة ما للتعايش السلمي، عناصر فجَّرت نزاعات كان لها طابعٌ ديني في بعض الأحيان.

من جهة أخرى، بلغ الواقع العالمي، في ظلِّ تطورات علمية كبيرة وتنميات شاملة، على جميع الصُّعُد، مرحلةً من التقارب والتفاعل جعلت من الصعب أن يفكر أحدٌ بالعيش المنزوي في منأى عن الآخرين، مهما اختلفوا فكريًّا ودينيًّا.

بالإضافة إلى ما سبق فإن تحرر المجتمع الغربي من السلطة الكنسية القاهرة، ومن أجواء الإرهاب الديني الذي ساد في القرون الوسطى، مكَّن النخبة المسيحية من إلقاء نظرات فاحصة على مضامين ديانات أخرى، وعدم الانغلاق دون الفضائل الإنسانية والمعطيات الراقية والقيم الاجتماعية التي احتوتْها، والاضطرار إلى الاعتراف ببعضها، والتشكيك في اعتبار مَن هو خارج الدين المسيحي بعيدًا عن الحقيقة كليًّا ومحرومًا من فرصة نجاة، مما عزَّز الاحتمال لدى هؤلاء بأنَّ الديانات قد تلتقي على حقيقة مشتركة سمَّوْها لاحقًا بجوهر الدين.

من هنا نشأت حركة أخلاقية وفلسفية معرفية، دعت إلى ضرورة التوقف عن الرؤية الحصرية، والاحتكارية للحقيقة، وإلى لزوم الاعتراف بالآخر المختلف دينيًّا. وقد تم تعريف هذه الانطلاقة المتسامحة بين الأديان بالتعددية كمبدأ أو تبنٍّ لفكرة ضرورة تمتع الإنسان بحرية كاملة في اختيار المعتقد، وعدم فرض دين على أحد، واتباع منهج التسامح والتساهل مع الآخر في السلوك والتعايش، رغم اعتقاد هذه المجموعة أن مَن ليس على عقيدتها لا يذوق من النجاح شيئًا في الحياة الآخرة.

وقد تَبَلْوَرَ توجُّهٌ آخر مفاده أن غير المسيحي، في حال تعذر وصوله إلى العقيدة المسيحية وبقائه على فطرة إنسانية سليمة، قد يحظى بالنجاة – وإن كان، في ظاهره، ليس على هذه الديانة. ويسميه بعض اللاهوتيين منهم "المسيحي المجهول".

هكذا تطورت نظرية التعددية لتصل إلى مرحلة أكثر رقيًّا وتقدمًا – وجوهرها أن الديانات الأخرى تمتلك شيئًا من الحقيقة، بل هي شريكة في امتلاك الحقيقة. إن أول ما يترتب على هذه الرؤية هو إبطال امتلاك دينٍ الحقيقةَ كلَّها وحده. بذلك اكتملت حلقات ثلاث من التعددية:

1.    "التعددية الأخلاقية": وهي التي تفرض على أتباع دين أن يتسامحوا ويلينوا في سلوكياتهم وتعاملاتهم مع أصحاب دين آخر، من دون أن يعني ذلك الاعتراف بوجود حصة من الحقيقة والنجاة لهم. و

2.    "التعددية الخلاصية أو الاستنقاذية"، القاضية بأن غير المسيحيين يمتلكون فرص الفوز بالجنة أو بالخلاص المسيحي. إن هذا البعد من التعددية هو الذي يمكِّن المسيحي من الالتزام بالتعددية الأخلاقية، لأن وجود اعتقاد بإمكان وجود فرصة السعادة لغير المسيحي هو الذي يفسح المجال للتسامح السلوكي والتصرف البعيد عن العنف مع أتباع ديانات أخرى.

ومعلوم أن التعددية الخلاصية تقف في وجه الحصرية، بل في وجه الشموليين الذين يتنازلون عما يقوله الحصريون من استحالة نجاة غير المسيحي، في خطوة تقتضي فتح أبواب الجنة في وجه أبناء الأديان الأخرى قليلاًَ.

3.    ومع أن الاهتمام الأساسي لجون هيك، في مشروعه التعددي، كان انصبَّ في هذين البعدين للتعددية، إلا أن تطورًا كبيرًا أخذ يستهلك كلَّ جهوده مؤخرًا، لتركيزه على أخطر مرحلة، وأكثر المستويات حساسية في نظرية التعددية، ألا وهي "التعددية الدينية المعرفية".

إن جون هيك بطل هذه الساحة والمنظِّر الأكبر لنظرية التعددية بهذه المدلولات الخاصة. وبذلك تمكَّن من كسر جمود كبير، وإفساح المجال أمام التعايش السلمي بين الديانات المختلفة، مع قدر أقل من الاحتكاك. ومع أن نظرية هيك استطاعت تحويل الأديان المتصادمة إلى أديان متسالمة، تلتقي على حقيقة واحدة، وتشترك في إمكان توفير فرصة الخلاص لأتباعها، وبذلك مكَّنتْ من إسداء خدمة كبيرة للمجتمع البشري، بيد أن الموضوع ليس بهذه الصورة الأولية وعلى هذا التصور البسيط، لأن ما يترتب على هذه النظرية من مضاعفات على القضايا الدينية لا يستهان به أبدًا.

إن الرؤية التقليصية Reductionism أو التوجُّه الاختزالي هو ما يمثل الأساس في إنجاز جون هيك التعددي. ومعنى ذلك أنه، بفضل اختزال نطاق حقيقة الدين إلى "خبرة" شخصية تعبِّر عن حال إيمانية بالمطلق، تمكَّن من حسم الصراع وبتِّ الأمر. وهكذا ضيَّق الخناق على الفكر الديني، وحاصر حدوده، وقلَّص مساحة الدين إلى ما لا يمكن أن يكون الاختلاف عليه كبيرًا – وخصوصًا إذا تحوَّل الدين عنده إلى جوهر باطني، أو خبرة دينية باطنية، لا يكون في وسع أحد التفكير بتقييمها وإصدار الحكم، لها أو عليها.

بهذه المناسبة ينبغي القول إن بعضهم قد يتصور أن التعددية الجون هيكية هي، في الأساس، من خلق الليبرالية الدينية التي تعود إلى الليبرالية السياسية. غير أن الأمر، وان لم يكن يغيِّر شيئًا من حقيقة أن التعددية الدينية – وبالذات المعرفية والحقيقية منها – هي الأداة الكبرى والخدمة العظمى لمشاريع نظرية وأطروحات فكرية وغير فكرية، كالليبرالية السياسية والاقتصادية والعلمانية والعولمة، لكنه لا يكشف بقوة ووضوح عن وجود مخطَّط مدبَّر من جهات سياسية أو غير دينية في إطلاق هذا المشروع الأنثروبولوجي غير الفلسفي، خاصة لو أخذنا في الاعتبار خلفيات علمية هائلة تكمن وراء هذه التعددية نتيجة نظريات شلايرماخر وغيره، ممن ساهموا، نوعًا ما، في كشف النقاب عن تعقيدات كبيرة في عملية التكوُّن المعرفي لدى الإنسان، سواءً كان ذلك في "النص" وعلم التأويل فيه، أم في غير النصِّ من بحوث في النقد الأدبي. مهما يكن من أمر فإن مواطن كثيرة في هذه النظرية قابلة للنقد:

1.    إن التعددية المعرفية الدينية تغلق الباب في وجه أيِّ إمكان لتقييم ذلك البعد الديني الحقيقي، أي تلك الخبرة الدينية الإيمانية. وبذلك قد يصعب التمييز بين الانفعالات والمشاعر الناشئة من اختلالات عقلية أو نفسية وأوهام باطلة، تأتي الإنسان عادة تحت ضغط عناصر خارجية أو داخلية، وبين التجارب الصافية والمعبِّرة عن شهود حقيقي روحاني للإنسان المتديِّن والمؤمن بالحقيقة المطلقة.

2.    لقد انطلق جون هيك وغيره من المنظِّرين للتعددية من توسع العنف الديني الذي يقوم على رؤى دينية متصلبة ومتشددة على الصعيد المعرفي. غير أن مسألة التصادم الديني لا تتطلب، بالضرورة، ممارسة اختزال هائل وجوهري للمضمون الديني، ولا تدعو إلى اعتبار كلِّ ما هو خارج خيال الإنسان أو نفسِه من عملِ الثقافة والحياة الاجتماعية وحسب.

3.    لا يمكن أن ننكر أن هيك وغيره كرَّسوا نظرية التعددية في سياق تاريخي وزمني واجتماعي خاص، وبالذات تحت وطأة عجز تنظيري كبير وأزمة النص – لو صح التعبير – مما دفع فلاسفة الدين وفلاسفة اللغة إلى التحرك باتجاه تطوير الهرمينوطيقا [= علم التأويل] ودَفَعَهم إلى القيام بتنظير التعددية.

بيد أن الفضاءات والمناخات الإسلامية، نصًّا واجتهادًا وواقعًا اجتماعيًّا، تتميز كليًّا؛ وقد لا يكلِّف أمرٌ كهذا الدين الإسلامي، في سبيل تحقيق مجتمع فيه قمة التعددية والتسامح، كلَّ الخسارة التي تكبَّدتْها العقيدة المسيحية من جراء تبنِّيها هذه الصيغة الاختزالية لدائرة الدين. ولذلك قد يكون من المبرَّر أن أدعو الإخوة إلى قراءة التعددية الجون هيكية في سياقها الزمني والتأريخي، تفاديًا لعملية إسقاط تفصيلي على الواقع الإسلامي المعرفي.

ولعل غفلة هيك عن إدراك صعوبة انطباق العقيدة المسيحية على الإسلام هي التي دفعتْه إلى الرهان على التصوف أو العرفان الإسلامي، عندما يتوقع للإسلام أن يتأزم وضعُه في مواجهة العلوم الجديدة، مثلما حدث للفكر المسيحي، ليبادر الإسلام، إذ ذاك، إلى تحقيق صلة بين العلم والإيمان، ومن ثم يُشيد بالتوجُّه الصوفي الإسلامي، كمجموعة واعية لعمق مضامين الأديان الأخرى – مع أن الفكر الصوفي الذي يتجاهل الشريعة، بحجة الوصول إلى "الحقيقة" أو "الطريقة"، غير معترَف أساسًا لدى الأغلبية الإسلامية؛ بالإضافة إلى أنه لا يشكل نسبة ملحوظة من النزعة الصوفية ذاتها. إلا أننا لا نريد هنا أن نذكر ذاك البعد الإيجابي الرحب في بعض التوجهات الصوفية، في ظل اهتمام مركَّز على حقيقة الدين ومغزى الرسالة الإسلامية، أكثر مما فعل الفقهاء في الغالب.

مع ذلك كلِّه فإن المناخ الإسلامي ليس في منأى كامل عن القراءات المتصلبة التي كانت سائدة لدى اللاهوتيين المسيحيين في العصور الماضية. وفي الحقيقة، إن درجة من تلك الرؤى الدينية الضيقة قائمة في الوسط الإسلامي. وبقدر ما تتوسع دائرة هذه الممارسات بقدر ما يُبرَّر وجودُ عدد من الاتجاهات والإصلاحات الانفعالية الغربية في مقابل السلوك الكنسي المتجمد.

4.    إن هيك يصف الدين كردِّ فعل بشري حقيقي حيال الحقيقة المتعالية. بذلك يحاول إرجاع الاختلافات الدينية إلى اختلافات الناس في مواجهة الحقيقة – إلى هنا، قد لا يكون على خطأ. لكنه أخطأ عندما أبْعَدَ تلك الحقيقة عن متناول الإنسان، وزاد المسافة بين الحقيقة الثابتة والحقيقة المثبتة، من خلال عدم اعترافه بمعرفةٍ لدى الإنسان عن تلك الحقيقة، فتحوَّل الدينُ لديه إلى صنع بشري لا يعبِّر عن الحقيقة في مقام الثبوت؛ أو، بتعبير آخر، إنه يعتبر الدين تعبيرًا بشريًّا عن تلك الحقيقة الثابتة، فيضع الدين على مرتفَع لا يمكن الإنسان أن يمسَّه ألا عبر خبرة روحية وباطنية.

5.    من تبعات التعددية المعرفية الدينية – حسب التنظير الجون هيكي – أن الدين والمعرفة الدينية سيظلان في دائرة "النسبية المعرفية"، دون تلك "الحقيقة" الخارجة عن قدرة الإنسان على الوصول إليها (كي لا يُظلَم هيك ويُنسَب إليه القول بالنسبية المطلقة). فحسب رأيه، لا يختلف النبي في ما يقوله أو يدَّعيه من نبوة أو وحي عن غيره؛ و"التجربة النبوية" هي تجربة دينية "متميزة"، يعود السرُّ فيها إلى تميُّز النبي في شخصيته الراقية. فباستثناء التجربة الدينية التي يمارسها النبي فإن الوحي وما يتلفَّظه أو ما يأتي به كوحي، أو يعبِّر عنه بواسطة إمكانات التعبير الإنساني، يُعتبَر دينًا؛ بمعنى أنه ردُّ فعل إنساني في مواجهة الحقيقة السامية. بهذا المعنى تبطل النبوة كشريعة ودين إلهي.

أخيرًا، إن نظرة سريعة على ركائز أطروحة هيك تُظهِر لنا عدة إيجابيات:

1.    لقد بات من الممكن أن نتصور حالة من التسامح والتعايش السلمي المستقر بين الأديان والطوائف الدينية; إذ إن هذه التعددية لا تحصر الحقيقة في دين دون آخر. وهذا ما يعمِّق التسامح إلى أبعد حد. ومثل هذا الرأي من شأنه أن يمهد الطريق أمام ضرورة الاعتراف الكامل من جانب المسيحية بالدين الإسلامي كدين سماوي، ولزوم توفير المجال الفسيح من جانب السلطات المسيحية العالمية للتحرك الإسلامي، بسبب استحالة القول بأفضلية المسيحية.

2.    إن إبراز "الإيمان" في نظرية هيك يمثل اقترابًا من جوهر الدين في وقت أمسى الإيمان الحقيقي متأخرًا لحساب الفقه والشريعة (حسب مصطلح الكلمات وليس واقعها). ولا يخفى التركيز الإسلامي الكبير في الخطاب القرآني وفي السنة على نية الإنسان النابعة من الإيمان، أو الآيات القرآنية الصريحة في تقديم الإيمان والنية على العمل الصالح.

3.    إن فكرة التعددية لدى هيك تقلِّص من فوارق الأديان عندما ينصُّ على صعوبة إثبات أرجحية دين خاص على غيره، أو تعذر هذا على الإثبات.

4.    إن التركيز على التقاء الأديان على جوهر موحَّد وحقيقة متماثلة ينطوي على مقاربة إسلامية دينية صريحة في القرآن – وسط تأكيدات قرآنية كبيرة لا تعترف بتعدد الأديان كما هو مألوف في الساحة الإسلامية. إن درسًا سريعًا قرآنيًّا لحالات استخدام لفظ "الإسلام" ومشتقاته سيبرهن على أن المسافة بين ما يسمى بالأديان ليست كما يُتصوَّر أحيانًا.

*** *** ***

عن النهار، الأحد 17 آذار 2002


* رئيس تحرير مجلة الحياة الطيبة.

 

 الصفحة الأولى

Front Page

 افتتاحية

Editorial

منقولات روحيّة

Spiritual Traditions

 أسطورة

Mythology

 قيم خالدة

Perennial Ethics

 ٍإضاءات

Spotlights

 إبستمولوجيا

Epistemology

 طبابة بديلة

Alternative Medicine

 إيكولوجيا عميقة

Deep Ecology

علم نفس الأعماق

Depth Psychology

اللاعنف والمقاومة

Nonviolence & Resistance

 أدب

Literature

 كتب وقراءات

Books & Readings

 فنّ

Art

 مرصد

On the Lookout

The Sycamore Center

للاتصال بنا 

الهاتف: 3312257 - 11 - 963

العنوان: ص. ب.: 5866 - دمشق/ سورية

maaber@scs-net.org  :البريد الإلكتروني

  ساعد في التنضيد: لمى الأخرس، لوسي خير بك، نبيل سلامة، هفال يوسف وديمة عبّود