خرائب ملحميَّة

 

فيصل زواوي

 

توق

أريد أن أقطف لك باقة من أخبل الحروف
لكنني لا أملك ساقًا معقوفة حتَّى
للذَّهاب مجرورًا إلى هنا
هناك قطفتني يد مبتورة
وسقتني
بأنامل ناعمة بهدوء
داعبتني
أجل خنقتني
فما معنى أن يكون لك أنف
ليس كأيِّ مقصٍّ
وأنا الليلة حرف ذابل
على أيَّة ورقة يابسة
أشتمُّ حفيفه النَّئوم عليَّ
ما معنى أن
لا يكون
لك حرف بالمرَّة
ليفوح بأيِّ معنى
حين حرَّفته من اليسار
إلى اليسار
(رمق الليل القمر)
واكتئب من صدفة الفرح
فأنا أريد أن أقطف لك الشَّمس
لا أحْرفها
أن أستمع لك انحرافها
فوق عينك تلك المبحوحة
بأذنيَّ التي ألبستهما لمنبِّه قد شخص البصر
أريد أن أصحو منك
لكنني الليلة أيضًا
سأخلد للأرق باكرًا.

17/05/2007

*

معزوفة إيمائيَّة

قطَّة أليفة على الشُّرفة شاردة
نملٌ متسكِّع في حقول الدَّمار
والصقور تُطفئ ما بقي من حريق
بوابل من السَّنابل.

الحياة جدّ قاسية
والموت الرَّحيم أشدُّ قسوة
وأنا عازف السِّلم والحرب ها هنا
على الآلة الحدباء
هامد بين عينيهما.

لكن لا أزال أتذكَّرني
وأعجز عن سماعي
عن الصُّراخ بوجهي:
"إنساني!، إنساني!"

"إلهي!، إلهي!"
"معزوفة ما
تعذِّبني!".

*

السَّقطة

جمجمة تصرخ بوجه المرآة: "يا أوحش النَّاس!"
ووجهها المذعور كما أبدو شاحبًا له
متَّئدًا انسلاخه
من أيَّة رؤية مسبقة
يصطكُّ بين مخالبها
تَمزُّقه
أودُّ لو تتفجَّر والفراغ ينهشني
من حولي ريح صرصرٌ
فأتمسَّكني
أحاول إلصاق قلبي المحطَّم
بيديَّ المكسورتين لِكم ذرة فضِّيَّة دقيقة؟
- لأراني بدون مرآة
كل شيء ولا شيء
لأهوي
وأمدُّني حيث أجذبني
عاريًا من جسدي
فالهاوية قد اندثرت
بذهنه الآن
والسَّقطة الهائلة
طليقة

مديدة
من نظير سمته
أو لسمت نظيرها -
لا يهم!

*

صدَفة

أن ترى النجوم كما هي
علِّقها بيدك
والقمر
خربشه هلالاً بذقن طويل
مقهقهًا على ليل باريس مثلاً
عوض بغداد
أو كابول
خمِّن
تدبَّر أمرك
فيما تحضِّر غذاءك الشَّاعري
على عالم مربَّع
وتتلقَّف الدِّيدان المشويَّة
أنت وأنتك فقط
أربعة أعواد
ورقصة مفترضة
وبيكين الدؤوبة بعيدة كلَّ البُعد
عن لُعبة لاس فيغس
تلك اللَّعوب بماذا
لماذا لا تتخلَّص من إدمان بوغوتا
بالتَّمدُّد في مُومباي
بالتوحُّد في القدس
حاول أن تستقلَّ حتفك هكذا
نعم هكذا
وبهذه الطريقة
إذا لم تعد قافلة الأرض أدراجها
دع روحك تحلِّق عنك وعنها
على ظهر سرب مهاجر لأيِّ مكان
وراء الشَّمس
وحدها الطيور المفقودة
من تعرف معنى الطريق
من دون الطريقة
ثمَّة عثر الكل في أثر الجنَّة الضَّائعة
فليس لحربهم جلَد
على سلامهم
أو بالأحرى
ليس لبقائهم جلد
على انقراضهم
أُهجر حفرياتهم
بسرعة
فقد تعود على متن دينصور
في أيَّة لحظة
مرفوع الصَّدفة
لكن أسيرًا
لغابة الأمم.

*** *** ***

 

 

 

الصفحة الأولى
Front Page

 افتتاحية
Editorial

منقولات روحيّة
Spiritual Traditions

أسطورة
Mythology

قيم خالدة
Perennial Ethics

 إضاءات
Spotlights

 إبستمولوجيا
Epistemology

 طبابة بديلة
Alternative Medicine

 إيكولوجيا عميقة
Deep Ecology

علم نفس الأعماق
Depth Psychology

اللاعنف والمقاومة
Nonviolence & Resistance

 أدب
Literature

 كتب وقراءات
Books & Readings

 فنّ
Art

 مرصد
On the Lookout

The Sycamore Center

للاتصال بنا 

الهاتف: 3312257 - 11 - 963

العنوان: ص. ب.: 5866 - دمشق/ سورية

maaber@scs-net.org  :البريد الإلكتروني