يورد
المحررون التوراتيون عناوين بعض المراجع القديمة التي كانت بين أيديهم مثل: سفر
أخبار الأيام لملوك يهوذا، وسفر أخبار الأيام لملوك إسرائيل، وسفر أخبار
سليمان، وسفر حروب الرب... الخ. ويبدو أن سفر حروب الرب قد احتوى على أخبار
حروب يهوه منذ الخروج من مصر وحتى دخول أرض كنعان. وقد استعرنا عنوانه لهذا
البحث حيث سنجد أن المجازر التي أحدثها يهوه في صفوف بني إسرائيل لا تقل هولاً
عن المجازر التي أحدثها في صفوف أعدائهم.
عندما وثَّق يهوه
عهده مع بني إسرائيل بالدم وعمَّدهم بدماء الثيران المذبوحة التي رشَّها عليهم،
كان يشير من خلال هذه الشعيرة إلى أن سفك الدماء سيكون وسيلته لتحقيق أهدافه،
لا فرق في ذلك بين دماء بني إسرائيل ودماء أعدائهم. ولم يطل به الوقت حتى عمَّد
شعبه بدمائهم بعد أن عمَّدهم بدماء القرابين، فبعد أن صعد موسى إلى الجبل مرة
ثانية ليتلقى بقية بنود الشريعة وغاب أربعين يومًا:
لعلنا
لسنا بحاجة لكي نعلم ولا لمن يقول لنا إن ماسونية اليوم هي أبعد ما تكون عن
ماسونية الأمس كما كانت في تأسيسها الأصلي. وأعمالها الحالية كلها ليست أكثر من
تذكير بالمساررة القديمة في أسرار أوزيريس، وتلك التي للدرويد (كهنة الطبيعة)
القدماء، جاعلين منها مثلها مثل الديانات كلها مؤسسة جرى تحديثها من زمن إلى
زمن وفقًا لضرورات الظروف.
يكمن هدف الديانات كلها في روحنة الإنسان وجعله "السوبرمان" مفكر وروحاني،
ويتمتع بسلطة أعظم على التحكم بذاته، نافضًا عنه الجهل والأنانية والخوف.
فالوصول لـ"السوبرمان"، أو المعلم إنما هو الوصول إلى مواجهة الرب. ومع الشعلة
الإلهية، ومع اللهب المشتعل من عليقة على جبل حوريب، والإصغاء للصوت الداخلي
الذي يصرخ إليه قائلاً:
"اخلع حذاءك من قدميك، لأن الموضع الذي أنت واقف عليه هو
أرض مقدسة".