طفلان وطائرات

 

ميس قرفول

 

لا أحب الرضى الخفيف
ولا أحب لما ترتمي الأساور والأسوار وذهب ممسوس عن ظهر الكنيسة وتعلن بداية الحرب
أو نهايتها
وما الفرق
ما الفرق إذا انتهى ما انتهينا معه
وما الختام!
ولا أحبك تمشي مترددًا بين أزهار الربيع
لا أحب الماء لا يشبه المرايا
عندما جلسنا أنا وأنت
وأنت قصصت لي شعري
وزرعت النجوم في السماء
ونسيتَ في جيبك بعضًا مني
وغفوتُ...
وتعدني بأشياء أحلمها على الوسادة الضعيفة
تعدني بأن تخطف لي طائرة عدوٍّ
قلت لي صارت السماء مشقوقة بالأعداء
قلت لي ثوب السماء ممزق ولحمها لا يبين
والطير فتح فمه إبرةً وخيطًا
قلت لي كل طير مخنوق وكل طير جائع
والغربة سماء
والقمح مخزون وناقص
القمح! تبلل بلعابنا على كعب الشاي
ها هي قطع الحلوى تتلوى وتغرق وتذوي
ثم نبلعها كدواء
هل ما زلنا مرضى!
هل صرنا أنا وأنت تينًا؟
إذًا ما لي أرى حبات عسلية وحمراء تخرج من فمي وصدري وتنشق
ربما دخل فيها هواء فاسد
ربما جلس في فيئها طير أعمى
وننفخ على أزهار الصبار لما تطير
لا أدري ما اسمها
لكنها تشبه وجهه لما ابتسم لنا وفرد كل شوكه خلف أذنيه كي لا نخاف
وأسألك لم أنت حزين يا صديقي
تجيبني والهمُّ قد كبر على لحية ليست لك:
أترين خطوط الكف التي كنا نقرؤها... خطوط الحب والسن والحقل والسفر
كلها صارت شَعرًا شائبًا للطائرات التي تقع على هاويتنا وقبورنا
ها هي تقع على عينينا
حاذري ألا تكبري
وتؤلمك الأعواد المحترقة
حاذري ألا تكبري ويسألوك
ماذا حدث في تلك البلاد يا صبية؟
حينها لا تجيبي
تكبَّري ولا تكبري وأغمضي قطبة الجرح الغافي عليَّ
وغنِّي
غنِّي يا أميرة الألوان
أنا سرُّ البحر في داخلي
وما سرُّ البحر يا صغيرة؟
قولي لهم
لا أدري لقد ابتلع صندوقي الصغير البحر
وأنتم أرسلتم عظامي إلى جوفكم
ولست ببنتكم ولا بنت عائلة الردى أنا
ماذا فعلتم بسنِّي الذي كان يرقص
ماذا فعلتم بنهدي الذي كان ينمو نحو الجنة
وما الجنة
وقولي لهم أين سأجد أسناني بين أكوام الطائرات
أين سأجد قميصي الذي لونته بالتوت
ولمَّا ترين بعض اللون على ملامح دمهم الأسود
نامي
نامي في قبرك
فقد تركت لك مكانًا في جانبي
لأني أحبك
أنا سأزرع فضاءك وفراغك وخوفك قمحًا وتينًا
وستصيرين
وسنصير أمراء ربما في مملكة تحت التراب
قبري جنب قبرك
قلبي جنب قلبك
وأحبك
سيورق الرمان
سيزهر السمَّاق
ويحفر النسيان بإصبعيه صليبين
هو تاجك يا أميرة فنامي وأنا الفرس
فنامي ولنُقِم فرحًا لمن تحت التراب
اجتمع الحشد
وكل بيده وردة على حجر هو اسمه
لقد قُلب العرس
ولما تزل أقدامهم فوقنا تخبط فوق ملامح جثثهم
دعيهم وابحثي هناك عن جذر يشبه وجهي وعانقيه وقولي هو عريسي
كبر
وصار يبحث عن ماء مخضرٍّ في داخلي.

*** *** ***

 

 

الصفحة الأولى
Front Page

 افتتاحية
Editorial

منقولات روحيّة
Spiritual Traditions

أسطورة
Mythology

قيم خالدة
Perennial Ethics

 إضاءات
Spotlights

 إبستمولوجيا
Epistemology

 طبابة بديلة
Alternative Medicine

 إيكولوجيا عميقة
Deep Ecology

علم نفس الأعماق
Depth Psychology

اللاعنف والمقاومة
Nonviolence & Resistance

 أدب
Literature

 كتب وقراءات
Books & Readings

 فنّ
Art

 مرصد
On the Lookout

The Sycamore Center

للاتصال بنا 

الهاتف: 3312257 - 11 - 963

العنوان: ص. ب.: 5866 - دمشق/ سورية

maaber@scs-net.org  :البريد الإلكتروني