كما
يبدو جليًا من عنوان مبحثي هذا فإنَّ موضوع حديثي سيكون: كيف يتلقَّى الإنسان
المعنويُّ الذي يلتزم بالمعنوية التزامًا نظريًا وعمليًا كاملاً، الحرِّيات
الاجتماعية؛ بِغَضِّ النظر عن الحرية الاجتماعية السياسية، والحرية الاجتماعية
الاقتصادية، والحرية الاجتماعية الثقافية، وجميع الحريات الاجتماعية؟ وإلى أيِّ
حدٍّ یراعي الإنسان المعنويُّ هذه الحرِّيات؟ وأهمُّ من هذا كلِّه، حراستُه
لهذه الحريات الاجتماعية على أيَّة أسس ميتافيزيقية، وأنتربولوجية، وأخلاقية
تقوم؟ (ذلك أن حراسة الحريات الاجتماعية ورعايتها شيء، وحراستها ورعايتها على
أسس بعينها شيء آخر).
في الحقيقة، نريد في هذا المبحث أن نرى أنَّنا إذا ولجنا داخل جلد إنسان
معنويٍّ، ونظرنا إلى الوجود والإنسان والقيمة والوظيفة من نظرته هو، وإذا
أدركنا رؤيته ما بعد الطبيعية، والأنتربولوجية، والأخلاقية، في هذه الحالة، كيف
سيكون تلقينا للحريات الاجتماعية؟