هل العلم بحاجة إلى الفلسفة
معاذ قنبر
إن
مسألة العلاقة بين العلم والفلسفة، هي بحد ذاتها مسألة تاريخية معقدة،
فعلى عكس الفكرة السائدة، الكثير من الاختصاصات كانت تعتبر علمًا، ولم
تكن تعد فلسفة، ومنذ أيام أفلاطون، فُرزت مجالات متعددة من المعرفة على
نحو متباين، ونُظر إلى كل مجال على أساس أنه علم له موضوعه الخاص في
البحث، مثل الحساب باعتباره علم الأعداد، والهندسة باعتبارها علم
الأشكال الفراغية، والفلك باعتباره علم دراسة حركة النجوم والكواكب،
وباستثناء المجالات التي فُرزت تاريخيًا باعتبارها اختصاصات منفصلة بما
لها من أغراض دراسية خاصة، يوجد أيضًا اختصاصات اعتبرت علمًا ذات يوم،
ولم تعد كذلك بعد فترة من الوقت، كاللاهوت الذي اعتبره الأكويني أعلى
العلوم.
وعلى الرغم من الحديث عن التباعد التاريخي الذي فصل العلم عن أصله
الفلسفي، فإنه لا يمكن إلا أن نتفق على أن متعة الاكتشاف، المتعالي عن
المنافع المادية المباشرة، ستبقى أزلاً وأبدًا تجمع صنفين من أهم
مميزات النوع الإنساني: العلم والفلسفة. لذلك نجد أن هناك على الدوام
صلة وثيقة بين العلم والفلسفة، وفي الفكر القديم حينما كانت العلوم
أجزاء من الفلسفة، لم تكن الصلة صلة جزء بكل وحسب، وإنما كانت فوق كل
ذلك صلة اهتمام من الفلسفة الأولى، بتحليل وتبرير المبادئ والمسلمات
التي تقوم عليها العلوم. وفي الفكر الحديث بعد أن استقلت العلوم شيئًا
فشيئًا عن الفلسفة، ظلت تلك الصلة قائمة ولكن بطريقة مختلفة، إذ عُنيت
الفلسفة في نطاق اهتمامها المنطقي بالتعرف على مناهج العلوم، أو طرائق
التفكير التي كفلت للعلوم تقدمًا مطردًا بعيدًا عن الفلسفة وطرقها،
فنشأ في ذلك في أحضان الفلسفة فرع من الدراسات المنطقية هو
الميتودولوجيا، أو مناهج العلوم. وفي الفكر المعاصر، تجاوزت الصلة بين
العلم والفلسفة تلك الحدود، فنشأت في العلوم نفسها، حركات نقد ذاتي
لبنائها العلمي من داخله، لاختبار الأفكار والمبادئ أو الأسس التي يقوم
عليها البناء، وبيان الارتباط بينها، وبين قضايا العلم ونظرياته
المشتقة منها.
وتنشأ الفلسفة من محاولات عنيدة يمارسها الإنسان للوصول إلى المعرفة
الصحيحة، ذلك أن المعرفة التي يتقبلها الناس بالتسليم معيبة من ثلاث
مآخذ: فهي أولاً تتعجل اليقين قبل أن تتوافر أسبابه، وهي ثانيًا غامضة،
وهي ثالثًا متناقضة مع بعضها البعض. وإنك لتخطو الخطوة الأولى في سبيل
الفلسفة، إذا أدركت تلك النقائص، لتقيم معرفة تتميز بميلها إلى التجريب
والدقة والاطراد والشمول، فإذا كان العلم يدرج الحقائق المتفرقة في
قوانين تجمعها، فإن الفلسفة تأخذ منه قوانينه تلك، لتجعل منها مادتها
الخامة التي منها تبدأ، وعليها تقيم بناءها. لذلك، لم تكن الفلسفة
يومًا منفصلة عن العلم، بل إن الثورة العلمية أتاحت المجال لدخول
الفلسفة في قلب الحقل العلمي من خلال مناقشة أبعاد الإنجازات العلمية،
فالانفجار العلمي في القرن التاسع عشر، بقي مدة طويلة وصفيًا تأمليًا،
إذ كان الفيزيائي يصف الذرة لكنه لم يكن يستخدمها قط، وكان الكيميائي
يحلل الجزيئات، لكنه قلما كان يصنع جزيئات عضوية جديدة، لقد كان
التأثير الإنساني محدودًا جدًا، بحيث لم يكوِّن أبدًا خطرًا محتملاً قد
يقلب النظام الطبيعي. أما اليوم، فلم نعد تستطيع الاستمرار في القيام
بدور البشر الآلهة، من غير أن نحدد بدقة، أكثر بكثير من السابق، مقاصد
مشاريعنا، وأي عالم نريد أن نُوجد، والتغيرات التي نود تحقيقها. فإذا
كان خير أمارة للروح الفلسفية، أن يهوى المرء شتى العلوم، فإنه
بالمقابل، خير أمارة للروح العلمية هي أن يعرف المرء الفلسفة، ونظرة
واحدة يلقيها المرء على تاريخ العلم والفلسفة منذ أيام ديكارت حتى أيام
بوانكاريه، هي كفيلة بإظهار أواصر الصداقة والتلاقي القائمة بينهما.
وقد حاول هوايتهيد إلقاء بعض الضوء على الصلات الوثيقة بين العلم
والفلسفة إذ يقول
من شأن العلم والفلسفة أن يتبادلا النقد، وأن يمد كل منهما الآخر
بالمواد الخصبة التي تسمح له بالتقدم، وعلى حين أن المذهب الفلسفي يقوم
بمهمة توضيح الحقيقة الملموسة التي يجردها العلم، تجيء العلوم فتتخذ
مبادئها من تلك الوقائع الملموسة التي يقدمها المذهب الفلسفي، وليس
تاريخ الفكر سوى القصة التي تروى لنا عن مدى نجاح ذلك المشروع المشترك
أو فشله.
ويفسر هايدجر عبارة أفلاطون الشهير على مدخل أكاديميته "لا يدخل أحدًا
ما لم يفهم الرياضيات" بأن لا علاقة لذلك بفهم الهندسة، ولكن بأن على
المرء أن يفهم الشرط الأساسي للإمكانية الحقيقية للمعرفة، هو معرفة
الافتراضات الأساسية لكل معرفة، والموقف الذي تأخذه كل معرفة، والمعرفة
التي لا تبني أسسها معرفيًا، ومن ثم تعرف حدودها، هي ليست معرفة، بل
مجرد رأي. لذلك فإن كل ما قيل وسيقال عن الفلسفة لن ينفي دورها يومًا
في الفكر الإنساني وهذا يجد صداه في قول كانط: إنَّ سأم العقل البشري
من استنشاق هواء غير نقي، لن يدفعه يومًا إلى الامتناع كليًا عن
التنفس. حيث تقود الفلسفة العلم إلى النظر إلى ما لا يمكن التنبؤ به،
على أنه عامل يومي من عوامل تطورنا. وتؤكد أن الوعي ليس حارس شرف مصاحب
لحقيقة قد تم ادراكها، بل هو بالدرجة الأولى، الدرب للوصول للحقيقة
بكاملها، وإن تجاهل الوعي هو السبب المباشر لعقم دور العلوم الإنسانية
الوضعية، وفلسفة العقل، والعلم الادراكي.
من تلك المعطيات، نرى أهمية الفلسفة في العلم، كونها تدخل في صميم
التصور الفكري الذي يقدم تصور شمولي منظم من وقائع متعددة بشكل هائل.
ذلك أن العثور على نظرية موجزة ومتسقة تستخلص من خضم نتائج التجارب لهو
صراع هائل. لقد انقضت عشرون عامًا بين اكتشاف جيل مان رقم الغرابة
الكمية، وصياغة نظرية الكوارك المحترمة، كانت أعوامًا من العمل الدؤوب
والشاق، لاستنتاج نظرية شاملة تنظم العالم من جديد، والخروج بتصور
منطقي لما يحدث، وحين لاحت الصورة أخيرًا، كان لسان الحال يقول " أهكذا
تبدو الطبيعة إذًا؟" كان ذلك كشفًا بكل المعايير، أكثر مما هو تنبؤ
مبني على وقائع تجريبية. فإذا كان من شأن العلم، أن يشد وثاق الإنسان
إلى الطبيعة، فإن الفلسفة لا بد أن تنضاف إلى العلم لكي تذكر الإنسان
أنه لا يحيا في الطبيعة، إلا لكي يتجاوزها ويعلو عليها، وربما كانت
رسالة الفيلسوف الأولى أن يتوجه نحو أولئك الذين لا ينشدون سوى
المنفعة، ولا يهتمون إلا بالنتائج العملية، ولا يفكرون إلا بالمستوى
المادي، لكي يعرفهم بأن هذا كله لا بد وأن يفضي حتمًا إلى الهبوط
بمستوى الإنسان، أو القضاء على صميم وجوده الشخصي. وليس أيسر من أن
نتهم الفلسفة بأنها تعقيد لما هو واضح، لا إيضاح لما هو معقد، ولكننا
عندئذ ننسى أن الوضوح لا يكون على حساب العمق، وأن التعقيد ليس في ذهن
الفيلسوف، بل في قراءة الوجود ذاته، وليس أمعن في الخطأ من أن نطالب
الفيلسوف بأن يقدم لنا عن الوجود مثل هذه الصورة البسيطة الساذجة.
الفلسفة لا تبدأ حقًا إلا حينما يلتقي المرء باللامعقول، ويشعر
بالتناقض، وحين يدرك أن الوجود يخرج عن المنطق.
ومن خصائص روح التفكير العلمي التي يشترك فيها مع الفلسفة، هي خاصية
البحث الحر، فالعالم لا يقيم دعاويه على أية سلطة، دينية كانت أم
اجتماعية، بل هو ينأى بنفسه عن كل شهادة كائنًا ما كانت، مكتفيًا
بالخضوع ليقين العقل، وصرامة المنهج التجريبي، لا شك أن الفيلسوف حين
يحرص على الاستناد إلى سلطة العقل وشهادة التجربة، فإنه إنما يتحلى
بتلك الروح العلمية القائمة على البحث الحر والاستقلال العقلي،
وبالتالي فإن طبيعة العلم أن يظل دائمًا ناقصًا غير مكتمل، ألهم إلا
إذا استحال – كبعض الفلسفات وبتأثير منها – إلى نزعة مذهبية توكيدية
تتمسك ببعض النظريات المتسقة المتكاملة، على الرغم من تكذيب الواقع
لها. ولا يجب أن ننسى أن كل اكتشاف علمي كان يكمن في القدرة على تجاوز
ما هو متوقع، وامتلاك المرونة لفهم التطور الحياة والفكر البشري،
فطبيعة العلم والأعمال الكبرى تأتي من أولئك الذين يجازفون بأنفسهم
خارج المسار التقليدي، ولا يخشون ظهور ما هو غير منتظر.
إن أية نظرية علمية أساسية، تُنكر نظام التصورات المتحقق عن العالم،
ستواجه الحاجة لأن تقوم هي نفسها بجميع المهام، ومن ضمنها تلك المهام
الرئيسية في نطاق المعرفة المعطاة مع جميع نتائجها التي تم إنجازها من
قبل النظام المعرفي السابق، وعليه سيكون على الأسس الفلسفية العامة
للنظرية الجديدة أن تجيب على عدة أسئلة: كم هو مقدار ثبات وعمق
مبادئها؟ وهل ولدت تلك المبادئ التي تشكل الفلسفة جوهرها من رحم
الثقافة السابقة؟ وهل تتمكن النظرية الجديدة من تعميق لا المعرفة
الفيزيائية فقط، بل المعرفة الفلسفية أيضًا؟ إن إدراك القيمة الحضارية
للنظريات الفيزيائية الحديثة، وتأثيرها المتنامي على الإدراك والحياة
الاجتماعية، قد أديا إلى ظهور حاجة ماسة لتوضيح المحتوى الفلسفي
للتصورات غير الكلاسيكية بصدد الواقع السببية، الزمان والمكان، إضافة
إلى الحاجة الملحة لفهم ماهية الأفكار الفلسفية التي مهدت لظهور
النسبية والنظرية الكوانتية (الكمومية).
لذلك فإنه فلسفيًا: يجب تعديل مفاهيمنا لبعض التصورات عن كيفية عمل
الطبيعة ونتاجاتها. لنأخذ الدماغ البشري مثلاً: معظم ما يقوم به الدماغ
مفيد بمعنى، أننا نستعمله كما هو، ولكن الدماغ أيضًا هو حاسوب معقد
جدًا، ومعظم أشكال عمله ليس من الضروري أن تكون نتائج مباشرة للاصطفاء
الطبيعي للوصول إليها، لم يَبنِ الاصطفاء الطبيعي دماغنا لنقرأ ونكتب،
هذا أكيد، لأننا لم نقم بهذه الأعمال لزمن طويل. إن وظائف العقل ليست
مبنية ببساطة على مجموعة صغرة من المبادئ، كقوانين نيوتن في الفيزياء،
إنها بدلاً من ذلك قائمة على مئات وربما الآلاف منها. الدماغ البشري له
مئات عدة من الأجزاء، حواسيب فرعية، تقوم بأعمال مختلفة، ولو كانت
عقولنا مبنية على مبادئ بسيطة أساسية، لما كنا بحاجة إلى كل هذا
التعقيد. وقد يكون مستقبلاً حاسب كمومي أشبه بالمعجزة، لكنه رغم ذلك،
لا يستطيع شرح الطريقة التي يعمل بها الدماغ، الدماغ – والرأي هنا
لبنروز – ليس تمامًا حاسوبًا كموميًا، إن الأفعال الكمومية هي مهمة في
طريقة عمل الدماغ، ولكن أعمال الدماغ اللاحسوبة، تحدث على الجسر بين
المستوى الكمومي والمستوى الكلاسيكي، ويقع هذا الجسر الآن وراء فهمنا
الحالي لميكانيك الكم، وفهم ذلك، يعتمد بالأساس على الطروحات الفلسفية.
وفي الإطار نفسه، ترجعنا تداعيات ارتيابية ميكانيك الكم إلى تصور فلسفي
قديم وأساسي، قائم على أساس تجريبية هيوم القائلة: إن مسألة الحقيقة هي
تأكيد أكثر مما أعرف، وهذه يجب أن تطرح على أنها مسألة الذاتية نفسها،
فمن خلال الاعتقاد نستدل على جزء من الطبيعة من جزء آخر، فبأي حق يجري
مثل هذا التأكيد؟ ويصوغ هيوم هذه المشكلة قائلاً: "عندما نعتبر أن
الصفات الحسية المتشابهة لها قوى سرية متشابهة، فإننا نتوقع نتائج
مشابهة لتلك التي جربناها، ستنجم عنها إذا كان جسم ملون ومنسجم مع لون
آخر أكلنا منه سابقًا، وقُدِّم لنا من جديد، فلن نتردد بتكرار التجربة
ونفرض بجزم غذاءً ودعمًا مماثلين، إن هذه عملية العقل أو الفكر التي
أتمنى معرفة أساسها". وبالتالي فإن كافة المشاهدات العلمية، هي نوع من
التصور، فنحن حين نبحث في العالم الطبيعي نفعل ذلك من وجهة نظر ما.
لذلك لا يمكن أبدًا فصل الخيال الفلسفي كمنهج تأملي، عن التفكير العلمي
الإبداعي، فأينشتاين قد استخدم بشكل واسع طريقة التجارب الخيالية في
صياغة النسبية العامة، حيث أسره غموض الكون، وقد كتب أنه كاف بالنسبة
لي أن أضع حدسًا مذهلاً لهذا الغموض، وأن أحاول جاهدًا صياغة تعبير
محدد في عقلي للبناء الرائع لكل ما هو موجود. والواقع أن أينشتاين لم
يكن لديه ولع كبير بالتجارب المعملية، ويذكر أنه تعرض في سنواته
الدراسية الأولى إلى انفجار بمعمل برنيه بسبب إصراره على القيام
بتجاربه بطريقته الخاصة، ما أدى إلى إلحاق إصابات بالغة بيده اليمنى،
ويبدو أن هذه الحادثة جعلته أقرب إلى المنظِّر منه إلى عالم التجارب.
إن غاية ما يصبو إليه الفيزيائي عند أينشتاين، هو أن يصل إلى تلك
القوانين الأولية العامة التي يمكن أن يبني على أساسها صورة للكون عن
طريق الاستدلال البحث. وليس هناك طريق منطقي إلى هذه القوانين. إن
الحدس وحده الذي يرتكز على الفهم المتعاطف مع التجربة، هو الذي يستطيع
أن يصل إليها، إذ يقول:
يبدو أن العقل البشري يجب أولاً أن يبتدع الأشكال مستقلاً، قبل أن
يتعرف عليها في الموجودات. والأعمال الرائعة التي حققها كبلر على سبيل
المثال، شاهد ناطق على صدق الرأي القائل إن المعرفة لا يمكن أن تنبع من
التجربة وحدها، بل من مقارنة مبتكرات الفكر بالحقيقة الواقعة.
وحتى القانون الأول في الميكانيك وهو قانون العطالة، أو القصور الذاتي،
لم يكن من الممكن إنشاؤه دون التجارب الخيالية، وفي الوقت الحاضر، لا
تستخدم التجارب الخيالية في الفيزياء والنسبية وحسب، بل أيضًا وبشكل
خاص في ميكانيك الكم وفيزياء الجسيمات الأولية، ومن الصعب تصور إمكانية
تطور الإدراك الفيزيائي دونها. وإذا تخيلنا كامل التجربة كما هي موجودة
في أي مرحلة من الإدراك المعرفي، فهي ليست أبدًا تجميعًا لمعطيات
إدراكية، ولكنها مصنفة داخليًا وفقًا لوجهات نظر نظرية، وتتشكل في
وحدة، ومن دون وجهة النظر هذه، لا يمكن أي تأكيد للحقائق، ولا أي تحديد
للمقادير، إن الإدراك المعرفي لا يسمى قبليًا بسبب وقوعه بأي معنى قبل
التجربة، ولكن لأنه يوجد كونه مقدمة ضرورية في كل علم صحيح يتعلق
بالوقائع، وعندما نريد تحليل مثل هذا الحكم، سنجد مع ذلك ما يحتويه
فورًا من معطيات الرصد، وما يتغير أو يتحول من حال لأخرى. إنه مخزن
مقيم مستديم، كما لو أنه نسق من الحجج يمثل التأكيد الحالي من أجله
قيمة من الدوال مقابلة. إن البحث عن نصوص دقيقة لما ندعوه بالأحوال
العادية، ثوابت الطبيعة، قد يكون عبثًا مضللاً، كالبحث الذي قام به
كبلر عن علم معاني أعداد المدارات الكوكبية، وقد تصبح أكوانًا أخرى
جزءًا من حديث علمي، كما هو الحال التي آلت إليها "عوالم أخرى" طوال
قرون كثيرة، هنا يجب إفساح المجال للفلسفة، بل لميدان فلسفة
ميتافيزيقية ستبقى محاطة بالشك. والأمر الأكثر إزعاجًا في الواقع، هو
اللحظات الثورية التي تحدث بين الحين والآخر، ونتعرض فيها لمراجعات
جذرية للبديهيات التي نعتمد عليها في فهم العالم الفيزيائي، فحين تتغير
طبيعة المادة من الخمود (نيوتن)، إلى التغير (أينشتاين)، وطبيعة
السببية من القطعية الحتمية (نيوتن)، إلى الارتيابية والإحصائية
(هايزنبرغ)، يواجه العلم تحديًا أكبر مما يواجهه حين يقتصر الأمر على
تغيير في التصور، في الحالة الأخيرة يمكن القول بأن ما تغير هو مقياس
الرسم، أما في الأولى فقد تغيرت الخريطة بأكملها، لقد انتقلنا من أرض
نيوتن الراسخة إلى أرض الكمومية المقلقلة، أليس لمُّ البعثرة هنا هو
مهمة فلسفية بامتياز؟
لذلك لا نجد في تاريخ الفلسفة والعلم، ما يؤكد الفصل الابستمولوجي بين
التصورين، بل بالعكس نرى أن أهم التصورات الفلسفية التي نشأت مع فيزياء
القرن العشرين، هي أن الأشياء ليس لها خواص أصيلة على المستوى الأساسي،
كل الصفات هي حول علاقات بين الأشياء. هذه الفكرة هي الفكرة الأساسية
خلف نظرية النسبية العامة، وهي ترجع في الواقع إلى الفيلسوف لايبنتز
الذي عارض أفكار نيوتن في الزمان والمكان المطلقين، مؤكدًا على أنه
يفهمهما على أنهما ينشآن فقط كمظاهر للعلاقات بين الأشياء. وأساس قيام
النسبية كان على أساس تعميم أينشتاين قوانين نيوتن إلى سرعة قريبة من
سرعة الضوء، أي التساؤل عما يبدو عليه الأمر إذا ركبنا موجة ضوئية؟ هذا
كان تساؤل أينشتاين الفلسفي، واليوم يسأل الفيزيائيون بالمثل، ماذا كان
يبدو عليه الكون فترة 10 أس -35 من الثانية عند ولادته، إنه تساؤل يبدو
جنونيًا، وهو لهذا السبب بالذات سيكون منتجًا. يقول أينشتاين:
إن النظام الكامل للفيزياء النظرية يقوم على المفاهيم والخلاصات
التي يتم التوصل إليها من خلال الاستنباط المنطقي، وهذه الخلاصات التي
يتم التوصل إليها يجب أن ترتبط بتجاربنا المنفصلة. إن بنية النظام هي
عمل العقل. وعلى المحتوى التجريبي لهذا النظام وعلاقاته المتبادلة أن
تجد تعبيرًا لها في خلاصات النظرية، وتكمن القيمة العظمى وشرعية كل
نظام، من إمكانية وجود مثل هذا التعبير، وخصوصًا بالنسبة للمفاهيم
والقوانين الأساسية التي يحتويها، إن المنهج الفرضي–الاستنباطي، ومبدأ
الحرية في إنشاء المبادئ النظرية الأساسية لم يكونا خاصية الفيزياء
النسبية فقط، بل إن الفيزياء إجمالاً تتبع هذا المنهج منذ نشأتها، وهو
أيضًا ميزة التطور في التفكير الفلسفي المعاصر.
لذلك شدد في العديد من المناسبات على أن الفيزياء الحديثة، لا يمكنها
السيطرة على مسائلها الحالية دون المعرفة الفلسفية قائلاً:
إن الصعوبات الحالية للعلم تجبر الفيزيائي على الالتصاق بالفلسفة
بدرجة أكبر من الجيل السابق.
والعلوم التخصصية ذاتها، تثير تساؤلاتها الفلسفية التي قد تدخل في صميم
استنتاجاتها التجريبية والنظرية، في الفيزياء مثلاً: ماذا تعني
الريبية، هل الالكترون موجة أم جسيم، أم كلاهما، أم لا هذا ولا ذلك، بل
هي اسقاط لتصوراتنا التي نراها من خلال آلاتنا التي اخترعناها لهذه
الغاية؟ كيف نتعامل مع الاحتمالات؟ وفي علم الكونيات: هل الكون محدود؟
هل هو لامتناه؟ ماذا بعد الثقب الأسود؟ ماذا يعني الزمن والتزامن؟ ما
هو الانفجار الكبير؟ وما حدث قبله؟ ما الذي يشكل الطاقة السالبة
والمادة العاتمة في الكون؟ ما هي جسيمات الجاذبية كموميًا؟ وفي
البيولوجيا أيضًا: هل التطور اختزالي قائم على متواليات جينية، أم
طفرات شمولية؟ هل نظرية غايا تفسر آلية تفاؤلية للعلاقة بين الأرض
والحياة، أم أن التطور قائم على أساس الصراع بين الأنواع؟ هل هناك ذكاء
اصطناعي؟ في علم النفس كذلك: كيف نفهم اللاوعي؟ الذات؟ العقل والتفكير؟
هل الإرادة حرة أم ضرورة؟ ما هو الادراك – الحدس – الجنون؟ إن المسائل
التي أثارها النقد الداخلي للعلوم الطبيعية، هي مسائل ذات طبيعة فلسفية
عريقة، ما طبيعة الزمان والمكان، وما الحركة؟ كيف يمكن تطبيق التصورات
الهندسية؟ كيف يمكن أن يكون الزمان بعدًا رابعًا؟ إن عالم الطبيعة الذي
يتخذ موقفًا نقديًا من علمه القائم، ويحلل الأسس والمبادئ تحليلاً
نقديًا ليجيب على مثل تلك المسائل الفلسفية، لا يغدو عالمًا طبيعيًا
وحسب، بل إنه يصبح عندها فيلسوفًا يفلسف أو يقوِّم علمه، كما يسهم معه
الفيلسوف في مناقشة وتحليل تلك المسائل الفلسفية العريقة في قدمها عند
الفلاسفة.
ونحن لا نجد في العصور القديمة شيئًا يشبه الثورات التجديدية التي
جلبتها اكتشافات القرن العشرين، ولا الهزات التي يمكن أن تنشأ عنها في
أخلاقنا ومصيرنا، ذلك أن العلم يعطي للإنسان منذ الآن قدرات لم يسبق
لها مثيل، وذلك يعبر عن جوهر ما توقعه بيكون عندما قال أن كل معرفة هي
قدرة. لكن العلم بحاجة إلى وعي الهدف، لكي لا يفوت على البشرية إنجازات
عظيمة قد يحققها. فقد تمكن العلم مثلاً تعديل الصفات الوراثية، فتكلم
الناس بحكم المعايير الأخلاقية السائدة عن تداعيات وراثية، وعلت صيحات
الاستنكار، وقد نحرم أنفسنا بسبب هذا الشغب، من أمل وحيد في شفاء
الأمراض الوراثية. كما أن ذكرى هيروشيما وناغازاكي وتشرنوبل تثير رفضًا
عنيفًا قد يحول – بسبب معلومات ناقصة وغالبًا إعلامية – بين حسنات
مختلف مصادر الطاقة. كذلك يمكن التحدث عن مشكلات الإنسال الصنعي، فهذه
أول مرة يغير فيها الإنسان ضوابط الولادة، حيث فصل العلم بين الجماع
والتناسل، وعالج مسائل الخلق كإله، وبديهي كم يستدعي هذا الأمر من
مشكلات وجدالات حول غاية البحث العلمي، جدالات لن تنتهي أبدًا،
وتصحيحات يجب أن يبني عليها فلسفة القرن العشرين رؤية جديدة للعالم
والإنسان، فما حدود تلك المقاصد أخلاقيًا وسيكولوجيًا واجتماعيًا؟ يفكر
علماء الكونيات أن قوانين الفيزياء يمكن أن تشرح أصل الكون، ولكن أصل
القوانين ذاتها هو مسألة عويصة نادرًا ما أثيرت، هل من الممكن أن تكون
مبادئ التعقيد التكيفي تعمل؟ هل هناك من طريقة من الممكن أن يكون
العالم قد نظم نفسه حسبها؟
إن العلم كمنتج إنساني، هو استجابة عن حالة اغتراب كائن يرى نفسه
وحيدًا في اتساع لامتناه من اللامعرفة. أما التصور الفلسفي، فإنه يعيد
قراءتنا لكثير من موضوعات العلم ويلغي الرغبة الاختزالية التي انطلقت
من قوانين الفيزياء وتم تعميمها على بقية العلوم. إن الفلسفة – في أحد
معانيها – ليست معرفة، بل فهم، ولما كان الفهم إنما يعني أن العالم
يقبل التعقل، فإن مبدأ السبب الكافي هو الفرض الضروري الذي تقوم عليه
كل فلسفة، وعبثًا يحاول البعض أن يرفع عن الفلسفة صبغتها العقلية، إذ
لا يمكن أن تقوم فلسفة ضد العقل، كما لا يوجد فن ضد الجمال. والأنسقة
العلمية تستهدف من الناحية الفلسفية، دعم الانتظام التفسيري والتنبؤي
ضمن معطيات الخبرة الغاية في التعقيد، أي الظواهر التي يمكن ملاحظتها
مباشرة من قِبلنا، لذا فإنه من الملفت للنظر أن التقدم الهائل الذي تم
إحرازه في الأنسقة العلمية، لم ينجز عبر قوانين تشير صراحة إلى ما يمكن
ملاحظته، أي إلى أشياء يمكن التحقق منها عبر الملاحظة المباشرة، بل عبر
قوانين تتحدث عن مختلف الكينونات الفرضية أو النظرية، أي أشياء وحوادث
وخصائص مفترضة لا يمكن لنا إدراكها أو ملاحظتها بطريقة مباشرة، أو بأي
طريقة أخرى.
وعلى الفلسفة تقع مسؤولية تغيير الوعي الشعبي، وفق التطورات المذهلة
التي أنجزتها الثورات العلمية الحديثة، وكيفية إدراكه للعالم، كتهيئته
للانتقال من التصور الحتمي إلى الاحتمالي، فمثلاً نجد أن النظرية
الرياضية للمنظومات الديناميكية العشوائية، لا تسمح بالحصول على جواب
كامل لبعض المسائل المطروحة – كتحديد لحظة وقوع كارثة بيئية بدقة – ولا
تعطي سوى توزيع احتمالها، إن هذا التقريب ملازم لطابع الظاهرة المتوقعة
التصادفي، فمن أكبر مصالح مجتمعاتنا إذًا تعميم فكرة الاحتمال لكي يسهم
الجمهور في جمع المعطيات التي ستكون بكمياتها وصفاتها الكيفية، تكملة
تنفع المعالجة الرياضية للمسألة المدروسة. ويتوقف مستقبل العلم،
مستقبلنا، على كيفية استعمالنا للتقدم الذي نحققه، وعلى الحلول التي
نقدمها للمصاعب التي يسببها هذا التقدم، يقول باشلار:
يجب في الواقع أن نغير اهتمامنا لنقل العلم من جيل لآخر، ولتكوين
الفكر العلمي، لطبع الفكرة العلمية بعمق في النفس الإنسانية.
فمن مهام الفلسفة المستقبلية، إيضاح الوجه التفسيري لمغزى مكتشفات
علمية أو تكنولوجية. فعلى سبيل المثال: طلب من طلاب أن يقوموا بتجربة
فكرية تالية، لو تسنت لك الفرصة لإجراء عملية زرع دماغ (وهو أمر وارد
جدًا مستقبلاً) من خلال القبول لجزء محدد من حيوان معطٍ فأي جزء تأخذ،
ومن أي صنف حيواني؟ كانت أغلب الإجابات تركز على البصلة الشمية للكلب،
والقشرة الدماغية السمعية للخفاش، والدارات البصرية للنسر، في هذه
التجربة الفكرية مطب ذكي، رغم أن التكنولوجيا تتمكن من إدخال هذه
الأجزاء القشرية، إلا أنه لا بد من شيء آخر حتى يصبح بالإمكان الشم مثل
الكلب والسمع كالخفاش والبصر كالنسر، هذا الشيء هو جهاز تفسيري يترافق
مع هذه الأعضاء المحيطية، فالإنسان يتمكن بمساعدة جهاز شمي كلبي
يُركِّب بشكل ظاهر، من تتبع نقيطات بول على ممر مائي على بعد مئات
الياردات، ولكنه سيفسر الرائحة كما يفسرها الإنسان، وربما كانت هذه
الرائحة كريهة لأنها شديدة لدرجة لم يعرفها بشر قط.
وبالمقابل، يجب على مؤرخ العلم أثناء سيره على امتداد ماض مظلم، أن
يساعد الأذهان على إدراك القيمة الإنسانية العميقة لعلوم اليوم، إن
مستقبل العلم هو مستقبل الإنسان، لذلك يجب أن يكون جزءًا من الثقافة،
وأن يبقى كذلك لكي يقبله الإنسان، فمن غير مستقبل للثقافة العلمية،
يمكن لمستقبل العلم أن يتوقف، ذلك أن الربط الخاطئ للعلم بالتصنيع أدى
لابتعاد العلم عن جوهره الفلسفي، النظري، والعقلاني المنطقي، مما أفسح
المجال لدخول معتقدات زائفة لامعقولة لفكر الجمهور بدعوى العلمية، وهذا
يوسع الفجوة بين الإنجاز والفهم، بإخضاع المكتشفات لهاجس الربح أولاً،
ثم ربطها بشعوذات العلم الطفيلية، كربط الفلك اعلاميًا بالطالع،
والكيمياء بالصناعات الدوائية الربحية، والفيزياء بإنتاج الطاقة، فيولد
الاغتراب مع زيادة الإنتاج العلمي التطبيقي، وتتوسع الهوة بين العلم
النظري وتطبيقاته التكنولوجية، ويتشوه الفهم بين متعة الاكتشاف
والانجاز، وبذخ الاستهلاك. لذلك فإن تغير التكنولوجيا يجب أن يترافق مع
تغير في منظومة الفكر، وإلا تحول الأمر إلى أثر سلبي قد يكون خطيرًا،
وقد رأينا أن مجرد تحديد جنس الجنين قد شوهت نسب الجنس في الصين والهند
بشكل سيء.
ورغم أن العلم يهتم بالبحث في أمور غير شخصية، إلا أن القائمين به هم
أشخاص، فالمعرفة العلمية معرفة شخصية، لكونها مؤسسة بالضرورة على
التقدير الشخصي، ويتطلب إنماؤها التزامًا شخصيًا بوجهة نظر معينة.
والعالم الذي يخرج منتصرًا من معمله، لا يجد في ضميره العلمي ما يسمح
له بالتحكم في تلك القوى الجبارة التي وضعها العلم بين يديه، وهكذا
أصيب بعض العلماء بالذهول الفكري، على أثر توصلهم إلى اكتشاف أسرار
القنبلة الذرية، فوقفوا حيارى أمام الإمكانات الضخمة التي ستترتب على
اكتشافاتهم بالنسبة لمستقبل النوع البشري، لم تكن تلك الحيرة سوى مجرد
صدمة ميتافيزيقية شعر بها هؤلاء العلماء لأول مرة عندما وجدوا أنفسهم
إزاء مشكلة بشرية هائلة لا يمكن للعلم وحده التكفل بحلها.
وفي دنيا العلم أيضًا، الجمال هو الخير، لأنه الأكثر عطاء، إن بحث
ديراك الدائم عن أجمل معادلات لهو دليل على ذلك، ومن قبله بحث أينشتاين
على هذا الوجه لاكتشاف النسبية العامة، إن تلك المعادلات الجميلة تصف
بالفعل أحد خصائص الحقيقة، إن وجودها ينتمي إلى مظهر آخر للواقع
العلمي، يحمل في طياته قيمة هامة، تتمثل بالشعور العميق بالرضا عما
يكشف عنه البحث العلمي في هياكل العالم المادي، هنا تبدو الجائزة
الحقيقية لما يبذل من جهد وعناء وإحباط لازمين لكل بحث علمي، شأنه في
ذلك شأن أي نشاط جاد مثمر، لم يعد الكون، من خلال بشريتنا، واعيًا
بذاته، بل إنه يتهلل فرحًا بهذا الوعي.
ولو اقتصرنا في تعريفنا للعلم بأنه تلك النزعة الوضعية التي تهدف إلى
ملاحظة الوقائع، لكان في هذا التعريف خلط سيء بين المعرفة العلمية
الدقيقة، والمعارف الحسية المشوشة، ذلك أن مفاهيم العلم تختلف اختلافًا
جوهريًا عن مفاهيم النزعة التجريبية التي تتوقف عند ما يقدمه لنا
الإدراك الحسي العادي من موضوعات منفصلة مشتتة، فالعلم يسعى لاكتشاف
القوانين الخفية وراء الوقائع البيِّنة، وهذا ما أكده باشلار عندما
قال:
لا علم إلا بما هو خفي.
يقول أحد الفلاسفة: أن مثل الفلسفة كمثل الموسيقا، فإن كلاً منهما لا
تكاد تتمتع إلا بقسط ضئيل من الوجود، فضلاً على أنه ليس أيسر من
الاستغناء عنها في المنافع العملية، ولكن من يستغني عن الموسيقى أو
الفلسفة إنما يفتقد شيئًا، وإن لم يكن في وسعه أن يعرف على وجه التحديد
ماذا عسى أن يكون ذلك الشيء الذي يفتقده. ومهما يكن من شيء، فإن في وسع
الإنسان أن يحيى دون فلسفة، ودون موسيقى، ودون غبطة، ودون محبة، لكن
حياته عندئذ، لن تكون كما ينبغي. إننا بحاجة إلى النظر إلى الحقيقة بكل
ما فيها من ثراء وألوان، لتذوق متعة الاكتشافات العلمية. فالموسيقى
التي يتمتع بها العلماء كما غيرهم، ليست ذبذبات صوتية تنقل عبر الهواء
فقط، ولوحات رمبرانت ليست عبارة عن لطع كيميائية ليس إلا، نتاج المعرفة
ليس كم تعرف من الحقائق، بل كيف تشعر أمامها.
*** *** ***
المراجع:
-
محمد ثابت الفندي، فلسفة الرياضة، دار النهضة الجديدة، بيروت،
ط1، 1969.
-
مجموعة من الباحثين، مستقبل العلم، ترجمة: مكي الحسيني
الجزائري، دار طلاس، دمشق، ط1، 1995.
-
زكريا ابراهيم، مشكلة الفلسفة، مكتبة مصر، 1971.
-
باتريك هيلي، صور المعرفة، مقدمة لفلسفة العلم المعاصرة، ترجمة:
د. نور الدين شيخ عبيد، المنظمة العربية للترجمة، بيروت، ط1، 2008.
-
مجموعة من الباحثين، أينشتاين والقضايا الفلسفية للقرن العشرين،
ترجمة: ثامر الصغار، دار الأهالي، دمشق، ط1.
-
جون بروكمان وآخرون، الثقافة الثالثة - ما بعد الثورة العلمية،
ترجمة: طاهر وديمة شاهين، وزارة الثقافة، دمشق، 2009.
-
جون بولكنجهوم، ما وراء العلم، ترجمة: علي يوسف علي، المجلس
الأعلى للثقافة، 1998.
-
والتر ايزاكسون، أينشتاين: حياته وأعماله، ترجمة: هاشم أحمد،
كلمة وكلمات عربية للترجمة والنشر، أبو ظبي، القاهرة، ط1، 2010.
-
ألبرت أينشتاين، أفكار وآراء، ترجمة: رمسيس شحاتة، الهيئة
المصرية العامة للكتاب، 1986.
-
جون بروكمان وآخرون، السنوات الخمسون القادمة في حال العلم،
ترجمة: مروان أبو حبيب، مكتبة عبيكان، الرياض، 2004.
-
برتراند رسل، الفلسفة بنظرة علمية، تلخيص وتقديم: زكي نجيب
محمود، مكتبة الأنجلو مصرية، 1960.