وداعًا نيوتن

 

محمد حسن (تموز)

 

"نحنُ طريق الكون ليكتشف نفسه"
لا أتعيَّن.
هل تدرك أني أخلقُ فيما أخلق
وجودي.
من المخيَّلة تنفلت الأيَّام
جالسٌ، في شمس الظهيرة
اشتكي الحرَّ، أتساءل عن الغد،
وآخر هو أنا ذاتي
أعزفُ الميتال
أطير بجناحين من شمع
على خشبة المسرح أؤدي دورًا لهنري ميلر...
أتكلم الـ "فولابوك"
في عوالم متوازية.
من العمق يولد الخارج
تدخل من الباب المُشرَّع على الأفق
رياحٌ تحمِل الشيء ونقيضه،
أيُّ تجاوز
أيُّ انقطاع في خطٍّ مستقيم
يجعلُ الوجود عجائبي والواقع غير متوقع!
لا ننفك نحن الحدسيون
نُكوِّن عالمًا جماليًا يطير على جناح فراشة
يرسم تخاييله ويحترق بلهيبه
إنسانٌ هو الكون.

*

اعتادَ البشر
أن يعدُّوا 1 2 3
واحد اثنان ثلاثة،
اليقين من أمامهم
يتصرفون كجسيم يسبح في المادة،
ما يخُيف ما يُنفر
تفاعلٌ موجي مع أنا الآخر،
في طرح السؤال اشتبك مع ذاتي
يتعايش النقيضان يتراكبان
يتسارعان يتضايفان
لا يقين!
ما مدى سعادتك أيها الطيف؟
تحررٌ دائم.
ثقبٌ في الزمن
رجةٌ افتتان
أنها الكوانتا!

*

من الكَّمِّ يولد النوع
ديالكتيك مقلوب يمشي على قدميه،
الماء يتبخر يقفز في الطبيعة
سيرورة جدلية
قوى الجذب وقوى التنافر
تغلب إحداها الأخرى،
تتضايفان- تتصارعان
حركةٌ داخلية هي "روح المادة"
نفيٌ مستمر نفي مضاعف
الموجود يعلو دون انقطاع.
لا عودة إلى البداية
لا نسبح في النهر ذاته مرتين.

*

لا أعبر!
بين الفضاء السيبراني والواقع والمخيلة
عوالم متوازية
لا أعبر ليس لأني لا أستطيع
في عُمقٍ صاعد
عالمٌ واحد-متعدد لانهائي.

*

بين منهجٍ ومنهج
أتنقلُّ مثل نحلة،
بعيدًا عن التخصص المُدقع
أجمع تلك الورود
في باقةٍ زهية.
"عبرمناهجية"

*

هل لديكم القدرة على تحمُّل حياتكم؟
يتمازج الواقعي بالمتخيَّل بالرمزي،
دينامية نفسية
في سلسلة لا تنتهي حلقاتها.

"لاكان" فرويد مُضخَّم
أعتقد أنك تعتقد أنَّ هناك أنا، لذلك أكون.
الحُب هو أن نعطي ما ليس لدينا، لشخص لا يريده!
الواقع هو المستحيل.

على شاهدة موته، كتب:
أنا عنيد، أنا اختفي.

كيف لهُ أن يوغلَ هكذا
في رسم المأساة،
سمِّهِ إن شئت ولعًا بالحقيقة،
جرحٌ سرِّيٌّ اسمهُ "الحقيقة".

*

لا أولدُ إلاَّ في الفراغ،
فراغٌ ممتلئ-
في الخروج نحو الداخل
أبوابٌ كثيرة من أمامي
كُلما عبرتُ واحدًا تصدَّى لي آخر،
إلى فضاءٍ حُرٍّ كيف السبيل؟

*

الكائن البشري
مكان بلا مكان لما يتجاوز ذاته.
الحضور الدائم للوجدان في هذا العالم
قوةٌ إيروسية تستحضرها كتابة قصيدة
يُعبِّر عنها بنيان غودلي مفتوح
لكونٍ لامتناهٍ.

*

انظرُ بدهشة
شيءٌ ما يتماهى بين ما أراه وبيني،
للنظر حديَّن
حدُّ الناظر وحدُّ المنظور إليه،
التجلي اختراقٌ للشكل.

*

تلدُ الطبيعة مرآتها السحرية
حيث لا يستطيع الإنسان،
بعد سفرٍ طويل،
أن يرى فيها، سوى، كل شيء!

*

عندما بدأت الحياة
كُنَّا نمسك بيدِّي بعضنا البعض،
اليوم افترقنا
ويدُ وحدها تلوح في هواء الذكورة.

جدارٌ عريض شيدوه
بين الذات والموضوع
بين ما سمَّوه غرب العلم وشرق الحكمة
بين العلم والثقافة،
ليس للعلم منفذ إلى نُبل الثقافة

وليس للثقافة منفذ إلى مكانة العلم.
وكأنَّ العلم فوق أنسي
هوَّة قيم لا سبيل لرأبها إلا بالتأنيث
بتحقيق كمون داخلي للكائن البشري،
في انبثاق لحظةٍ معيَّنة من التاريخ
هي لازمن بوصفها حضور أبدي

هي جهلنا النوراني
هي غور معرفتنا،
إنها "صُوفية علمية".

*** *** ***

 

 

 

 

الصفحة الأولى
Front Page

 افتتاحية
Editorial

منقولات روحيّة
Spiritual Traditions

أسطورة
Mythology

قيم خالدة
Perennial Ethics

 إضاءات
Spotlights

 إبستمولوجيا
Epistemology

 طبابة بديلة
Alternative Medicine

 إيكولوجيا عميقة
Deep Ecology

علم نفس الأعماق
Depth Psychology

اللاعنف والمقاومة
Nonviolence & Resistance

 أدب
Literature

 كتب وقراءات
Books & Readings

 فنّ
Art

 مرصد
On the Lookout

The Sycamore Center

للاتصال بنا 

الهاتف: 3312257 - 11 - 963

العنوان: ص. ب.: 5866 - دمشق/ سورية

maaber@scs-net.org  :البريد الإلكتروني