كم ركضتَ
محمد دوار
كم ركضت
دون جدوى
كم شهدت
موت أحلامك
ها هو العمر منك
يضيع
كم مرة قتلت لحظاتك الجميلة
هذا الظلام
يسكن قلبك
ولم تدر
ما تقوله الشمس
تنفس ريح اساك
واصرخ
أيها التائه
ماذا تريد
التفت وراءك
فقد تركته هناك
يا بن السراب
لن تراه
ناداك المكان
فأبيت كعادتك
وتركت هذا الزمان
يتلهى بك.
*
يتجلى فيك
السِّرُّ
أقرأه في صمتك
أعرج
على حروفك
إلى سماء مجهولة وجميلة
حيث ألحان أبدية
أسمع خفقة الكون فيها
ينزل ناي الحقيقة في حرفك
أمشي معك
جانب نهار الإنسان
تغني في قلبي عصافير شعرك
يتجلى فيك
البحر والسؤال
تجول بين أقمارك
تجول بين نجومك
فأنت رسول الكون
منذ الأزل
لكن نسيناك
نبذناك كأنك السامري
تسير وحدك دون أتباعٍ
وحدك من يقرأ الأنوار
يسافر فيها كملاك
تطارد الموت
تقتله ببسمتك
أيتها الشمس الأبدية
ألجا إليك
لأسمع مزامير أنوارك
يا نبي الأشياء.
*
سأغني هذا المكان
الذي ينسحب
خلسة
تنبت سنبلة حلم
يحصدها الحزن
أتفرج عليه
من أين أتى
ومن جاء به
لم دائمًا ينتصر
لم تنهزم القصائد
وتنتصر الأكاذيب والمآسي
أيتها الألوان الزاهية
لم ترحلين من القلوب
أيتها الأناشيد الخالدة
لم تموتين
أيها الموت لم دومًا تحيا.
*
اكتشفت السِّرَّ الآن
قصتي ليس إلا
شرابًا أحمرَ
شربه الإله
مع شيطان
فاقتسما قصتي
دمي وخمرتي.
*
أسكن
في هاته البسمة
بسمة لا هوية لها
إلا هذا الحب السرمد
حيث لا آلهة
ولا أنبياء
أسكن في هاته البسمة
التي زينت قلبي
وأشعلت مصابيح الفرح فيه
أنام على نغمة لأحلم
حلم ملاك
استيقظ على أناشيد السلام
لكنني أمشي
في دروب التيه والضياع
تبقى فقط
تلك البسمة
التي لم تنزل من السماء.
*
أيها الكون
هل حقيقة
أنك أنثى.
*** *** ***