إيكولوجيا عميقة
|
|
أيلول 2005
September 2005
|
في هذا الإصدار
|
|
لم
تعد "القضية البيئية"، كما تُطرَح في العالم اليوم، قضيةً جزئية ضمن قضايا أخرى
سياسية واقتصادية وفكرية أشمل، بل أصبحت قضية حضارية شاملة، تعبِّر عن مأزق
إنساني وحياتي خطير يتمثل في تهديد أسُس الحياة على كوكب الأرض، وفي تهديد النوع
الإنساني في بقائه، وذلك نتيجة سوء تفاعل الإنسان نفسه مع الطبيعة، عبر مدنيته
ومنظوماته الإنتاجية والاستهلاكية ومنظوماته الأخلاقية والقيمية، وليس لأسباب
"طبيعية"، كما يشاع مرارًا. فإذا كانت المدنية، عبر "تطورها" وطرائق تقييمها
وتقويمها، هي المسؤولة عن إحداث اختلالات عميقة في توازنات الطبيعة، وبالتالي عن
"القضية البيئية"، وجب أن نبحث عن أخلاقيات بديلة أو عن "عقد اجتماعي" جديد وبديل.
فما الذي تقترحه القضية أو تتطلَّبه؟ – قضية "الأخلاق البيئية البديلة" (إذا صح
التعبير)...
لقد طفح بك الكيل!
الرسائل إلى الكونغرس لن تجدي نفعًا. فعلى الرغم من
رسائلك، ومن ألف رسالة سواها، يبدو أنهم سوف يُصدِرون، مع ذلك، إجازاتٍ للمزيد من
المنصَّات البحرية على مبعدة من ساحل كاليفورنيا. لذا فقد نظَّمتَ وأصدقاءك مظاهرةً
في واشنطن أمام بناء مكتب دار ريبورن، بينما في الداخل تقوم اللجنة الداخلية للدار
باستعراض أخير للقضية. في تلك اللحظة، يجري الاستماع إلى الشهادات دعمًا لإقامة
المنصَّات، يقدِّمها مراوِضون
عن شركات النفط.
***