نَجاوى المطران جورج خضر: اكتشاف الهويَّة

 

أديب صعب

 

قال أحد الشعراء: "لهذا أُعطيَ الانسانُ اللغةَ: لكي يؤكِّد ما هو". والحق أني لم أجد عبارةً أفصحَ من هذه تنطبق على نجاوى المطران جورج خضر (طباعة دار الكتب، بيروت، 2010). ليس كل كتاب تعبيرًا عن ماهيَّة كاتبه، وإنْ كان الكثير من كتب الشعر والسيرة والعقيدة والفلسفة يقع في هذا النطاق. وليس كل تعبير من هذا النوع تعبيرًا جيدًا أو صادقًا. وفي هذه النجاوى الصافية نقع على الشعر والسيرة والعقيدة والفلسفة جنبًا إلى جنب. لكنْ للتعبير عمّا نحن لا يكفي أن نقول ما نحن، بل نجد أنفسنا، أحيانًا كثيرة، في حاجة إلى التصريح عمّا ليس نحن لمزيدٍ من الإفصاح والوضوح. فما ليس نحن يلقي ضوءًا أشدَّ سطوعًا على ما نحن. وإذا شئنا أن نطلق تسميةً على هذين النوعين من التعبير أو الخطاب، فلعلَّ عبارتَي "الخطاب الايجابي" (لما نحن) و"الخطاب السلبي" أو "السِّجالي" (لما ليس نحن) تَفِيان بالمراد.

من ناحية الخطاب الإيجابي، يحدِّد الكاتب ذاته في ضوء يسوع المسيح وعبر مناجاته. وتغدو هذا النجاوى صلوات مرفوعة إلى المسيح وأُمه العذراء مريم والقديسين، بل صلاةً متصلة من أول الكتاب إلى آخره. المسيح، لمن اعتمَد به ولبسه وصار قياميًّا بقيامته، هو الكل في الكل: يبدأ المؤمن به، وإذا بلغَه لا ينتهي، بل يصير حبيب الله و"أعظم من الكون وأفعل من كل عناصره" (ص 20). وإذ يرى فلأنَّ الرب يراه، وإذ يتكلم فإنما يكسر قلمه ليتكلم الرب عبره. إلا أن الكلام عن المسيح يبقى غير نافع ما لم يستقر المتكلم في المسيح أو يتوحَّد وإياه ويُحاكِهِ، خصوصًا في السعي الدائم إلى ردم الهوَّة بين القول والفعل، هذه الهوَّة التي لم تُردَم خلال التاريخ إلا مع المسيح وقد رَبطَ كلامه عن المحبة كأعظم وصيَّة، الذي بلغ ذروته في موعظة الجبل كما نقرأها في إنجيلَي متّى ولوقا وفي خطبة الوداع كما نقرأها في إنجيل يوحنا، بالفداء، أي ببذل دمه من أجل الناس لأنه أحبهم بلا حدود، فكشفَ لهم أن القدرة في التواضع لا في القوة المادية، وأن الغلبة في المغفرة لا في السيطرة، وأن أغلى ما في الوجود هو الحصول على رضى الله والإقامة فيه لا في الخطايا. المسيح هو "المكان الوحيد الذي يحَبُّ فيه الناس حيث هم، كما هم" (ص 40-41). وهو لا يظهَر في حياة المرء إلا إذا وُلد من عذرية قلبه، أي إذا صار المرء مهيًَّا للظهور الإلهي. والتحدي أن يبقى القلب مسكنًا للمسيح ولا يزاحمه على سكناه "رئيس هذا العالم"، أي الشيطان، فيكون المسيح ضحية للخطيئة، ويغدو القلب صليبًا له بعدما كان رحمًا ومذوَدًا. ومتى صفا القلب للمسيح وحده، حلَّت روح المسيح هناك، وهناك كانت الكنيسة.

هذا من ناحية التعبير الإيجابي. أما التعبير السِّجالي، فالكاتب يلجأ إليه لا لأي هدف سلبي من نوع المفاضلة والمفاخرة والتعالي والتهديد والوعيد وتصنيف العالم دارَ سلْم ودارَ حرب، بل لإكمال الصورة الإيجابية التي يرسمها، بحيث تبدو أكثر وضوحًا. فهو يقول إنَّ إلهه ليس "الشرطي الكبير" الذي "يحصي كل شاردة ويحسب على الناس خطاياهم" والذي "تحكمه شهوة سلطته" (ص 44-45) و"تَفتح السيوف له مدنًا" (ص 110). وليس هو السيد والناس العبيد، فيما هو فوق في الأعالي، يغلق سماءه عليهم. وحده المسيح كشفَ الوجه الآخر للأُلوهة، إذ سَمّى الله أبًا والناس أبناء لله عبر الاقتداء بالمسيح الابن. وحده كشفَ قرابتنا مع الله، وبطلَ أن يكون ديَّانًا ليصير مخلِّصًا، وعلَّمَنا أن أُمهاتنا وَلَدتنا "لنزامل الرب" (ص 118) و"لنلامس العرش الذي عليه استوى" (ص 119). وفي خَط هذه السِّجالية الإيضاحية، يقول المطران إن اللّه لا يُختصَر بكلام و"لا ينام في الحروف" ليغدو "انزواء معانٍ في طيات معجم" (ص 109). ويلمح إلى أن أي تفسير للكلام الإلهي يقسم الناس معسكراتٍ يقف بعضها تجاه بعض كأنما على "فوهة بركان" هو تفسير يخون الأُلوهة التي يجب أن تنبجس فينا "تفجُّرات نبوَّة" (ص 109). الناس لا يقاسون بنصوص إلهيَّة أُمليَت عليهم. من هنا يقول الكاتب:

خذني إلى الناس لا إلى ما يقولون، لا إلى ما قُرِئ عليهم. فقد تنفع الكتب إذا صار الانسان بها كتابًا... أنا لا أُعامِل نصوصًا. أتعاطى بشَرًا قيل إن لهم كتبًا. أُقابلهم هم أيًّا كان رأيي في آيات يتلون. البشر ليست أسطرًا تتراصّ. الانسان وجه. (ص 29).

هذا يعني أنه يرفض مفهوم "أهل الكتاب"، أو بالأحرى يعدِّله بحيث لا يبقى أهل الكتاب جماعةً يتحجَّرون أصنامًا أمام نصوص ميتة، بل تصبح هذه النصوص حيَّة بهم إذ يتحوَّلون هم كتابًا. هكذا يصحَّح مفهوم جماعة الكتاب بمفهوم كتاب الجماعة. ويعترف الكاتب بالخلفية التاريخية الغنية للمسيحية إزاء إنكار بعضهم كل خلفية من هذا النوع: فما سَبَقَ المسيحية ليس "جاهليّة" (ص 100)، بل هو تمهيد لها وإعداد.

وإذا كان هدف الخطابين الإيجابي والسِّجالي لدى الكاتب تحديد هويَّته، فإن هذا التحديد يبلغ ذروته في المقطع الآتي:

هَبْني، رَبِّ، أن أُريدك وأن أُريد كلمتك، لأن كلمتك هي حق. كلما قرأتُها تُقرِئُني جانبًا منها جديدًا. أذوقها جديدة. تحْييني كلما نزلتْ على قلبي فتمسي هي فكري. دعها لا تنقطع خشْيةَ أن أجيء من كلماتي أنا. طَوِّعْ قلبي لك لينطق لساني بما أنزلتَه على النفس. بهذا يزول خوفي من نفسي وتستدرجني إلى الكشف الذي هو عيناك. (ص 165).

وإذ يحقق هذه الهوية في ذاته، يدعو الآخرين إلى مشاركته فيها مشاركةً حقيقية، مقتدين هم أيضًا بالمسيح:

أنا جسر. مهمَّة الجسر أن يَعبر عليه الناس ليَصِلوا إلى الضفة التي يَقصدون. وإذا أدركوا محجَّتهم ينسون الطريق. ويلٌ للجسر إذا احتَفر أن يوقِع المارَّة بحفَره. (ص 115).

لكنْ بما أن الشعر مبثوث في الكتاب كله، فهل يعني اختيارنا أعلاه اختصارًا للشعر في الكتاب؟ هل يُختصَر الشعر؟ في الإمكان اختصار كتاب تاريخ أو فلسفة أو لاهوت أو علوم اجتماعية، إلا أنه لا يمكن اختصار مجموعة شعرية أو قصيدة. وإنْ أمكن اختصار قصيدة سيئة، فمن غير الممكن اختصار قصيدة جيدة. ونجاوى المطران جورج مجموعة قصائد تتجاوز الجودة العادية إلى الروعة، في سبْك لغوي فريد يستطيع القارئ معرفة صاحبه وإنْ نُشر غفلاً من اسمه. وهنا مقتطفات تَشهد على شعرية هذه النجاوى:

يا مَن بعد بوْحِه يَبْطل كل حديث./ يا نديمًا لمن لم يؤاكلهم أحد./ يا مَن جعلَ المستضعَفين أولياء عنده./ يا مَن نطقَ بهم وقد سلبوهم اللغة./ يا واهب الفهم لمن صار به طفلاً (ص 36).

نَطْفر بين النضارات لنصعد إلى الجبل، حتى إذا اكتمل المسار في حلبات الخَلق وأطل اللامنتهى نوجَد معك في سحابة الضياء (ص 50).

في البدء كانت اللغة ترابًا. جعلتْها البشائر ضوءًا.../ حيٌّ هو الربُّ، لا إملاء./ ليس الاله ينام في الحروف./ نحن لسنا انزواءَ معانٍ في طيات معجم./ ما التفاسير فوهة بركان./ سكَنّا في تفجرات النبوءة.../ إله العبيد يدوم ما دام العبيد./ مقهورةٌ الأُمم التي إلهها قهَّار./ كذلك تبقى إنْ لم تَعرف نَسابة الرب إليها (ص 108-109).

إنّا من ذرِّية الله نصبح/ إنْ رأَينا طراوة الرب./ إنَّ الرب طفل، فالأطفال ملوك والقلوب بكارة، والرب يتبرعم كالطفولة./ فلا نحن عبيد في سوق الأُلوهة، ولا سجلاَّت حساب./ لا بالخيول، لا بالمركبات./ الرب لا يمتطي أجنحةَ النار،/ ولا يَمنح الجيوشَ شهاداتٍ مزوَّرة،/ ولا تَفتح السيوف له مدنًا (ص 110).

تنزل الشمس إلى رحم الأرض./ يصير للسماء أولاد./ نجيء من تحت ونجيء من فوق./ النور لغة جديدة،/ كلمات مغتسَلة حتى بطلان الألسنة،/ حتى اعتلان كون جديد./ عند دفق المياه الكثيرة تتذرَّى حبَّات الأرض،/ تصير كل واحدة من لغة المياه./ تنهار عمارات الأرض، تنتهي الشروش./ تنزل شروش لنا من الشمس،/ من فوق الشمس،/ تتكوَّن من ذرَّات جديدة./ تفنى آنذاك كل هياكل الأرض،/ وتُغلَق الكتب (ص 129).

يُضاف إلى هذه النماذج قطَع مثل: "وطن الروح" (ص 131-135)، "بين الصحراء والوجه" (ص 140-143)، "ذاك الوجه" (ص 148-151)، "أطفال" (ص 169-171). لا بل نحن أمام الشعر في كل صفحة من صفحات الكتاب.

هذه المقاطع، وإنْ كانت غير موزونة، هي أقرب ما تكون إلى الشعر بفضل صوَرها الغنيَّة وبلاغيَّتها. لكن تجدر الاشارة إلى أن ثمة جملاً أو أشباه جمل موزونة بين هذه النجاوى، منها على الرمَل (فاعلاتن): "يا عريس الروح في وحدتها" (ص 36)، "كان آبائي بُداةً بين بُصرى والرصافه" (ص 100)، "فوق أحلام الطيور" (ص 148). ومنها على الرجَز (مستفعلن): "يَعْبرُنا الذهول" (ص 131)، "يا أيها الآتون من مساكن الأبد" (ص 171). ومنها على الكامل (متفاعلن): "والسرد والألوان ملء طفولتي" (ص 112)، "يَخشى عليك الحق في غضبٍ" (ص 113). ومنها على بعض البسيط (مستفعلن فاعلن مستفعلن فعِلن): "يا خَيمة الله أضحت وحدها الكون" (ص 57)، "كيف العروسُ بتولٌ" (ص 96). ومنها على مجزوء الخفيف (فاعلاتن مفاعلن): "شاهقاتٌ هي النفوس" (ص 102)، "وحَكى الحبَّ والحبيب" (ص 151). ومنها على المتقارِب(فعولن): "سأرقد في القبر حرًّا من الموت" (ص 143). ومنها على المتدارَك (فعِلن): "تَعَبي أني أعرف وجهك" (ص 165).

وإذ أسوق هذه النماذج، فلا لأقول إنَّ المطران الشاعر سعى إليها، بل الأحرى أنها هي سعت إليه بعدما أَبطلَ كلامه ليتلقى كلام الرب. والروح تهبُّ حيث تشاء وكيف تشاء. لست هنا في مجال فصل المقال بين الشعر الموزون والشعر غير الموزون، وإنْ كنت أنزع إلى حصر الشعر، من حيث هو فنٌّ أو صناعة، بالموزون منه. لكن هذا لا يمنع أن كثيرًا من الكلام الموزون بعيدٌ عن الشعر، في حين أن كثيرًا من الكلام غير الموزون هو من قبيل الشعر الخالص. فالشعر، قبل أن يكون صناعة، هو شعور يفيض من نفس صاحبه. والمطران جورج كتب في تحفته لو حكيت مسرى الطفولة: "يزعجه في النفس انعدامُ الشعر، شعر النفس" (ص 70). ونسبة هذه النجاوى إلى الشعر مزدوجة: فهي نابعة من أعماق صاحبها، وهي مسكوبة في صناعة لغوية متينة وفريدة.

وفوق غبطتي الآتية من أن هذه النجاوى تعبِّر عن إيماني وتدعمني وتضيء لي جوانب كثيرة، فإني مغتبط لأن كلمة الغلاف، التي تذهب إلى اعتبار كتاب "لو حكيت مسرى الطفولة" كتاب المطران جورج خضر الرئيسي، هي تكرار أو إقرار لما كتبتُه في قراءة تحليلية للكتاب لدى صدوره عام 1979. وهي المرة الأُولى التي يطلَق فيها هذا الرأي. وقد بَنَيتُ رأيي على كون الكتاب كتابًا مؤلَّفًا مسبوكًا، لا مجموعة خواطر ومقالات، على أهمية فن المقالة وبراعة المطران جورج فيه بل كونه أميرًا من أُمراء المقالة في النثر العربي المعاصر، وعلى كون هذا الكتاب تعبيرًا عن كل أفكار المؤلف أو جلّها. كذلك أنا مغتبط لأن إحدى أجمل القطَع في هذا النجاوى، وهي تلك التي تحمل عنوان "وطن الروح" (ص 131-135)، نَشَرْتُها في مجلة الأزمنة (العدد الرابع، أيار/حزيران 1987، ص 95-97) التي رأستُ تحريرها طوال فترة صدورها في النصف الثاني من الثمانينات. وقد نُشِرَت في هذا الكتاب تمامًا كما ظهرت في الأزمنة، أي بتوزيع السطور نفسه، وبوَضْع الحركات الضرورية على بعض الحروف، وبعلامات الوقف من فواصل ونقاط، وهي تلك التي وَضَعتُها لها. ومَن قال إن الكتابة التأملية أو الشعرية لا تحتاج إلى هذا كله؟ فهو يساعد القارئ، خصوصًا حيال نصوص غير بسيطة كهذه النجاوى، على مزيد من الفهم. وكان مألوفًا لدى تي إس إليوت، أحد أكبر الشعراء في القرن العشرين، أن يسدي الشكر في مقدمات دواوينه إلى مَن ساعده في ضبط أُمورٍ كهذه. وكنت أوَدُّ ألا يقتصر اعتماد علامات الوقف وبعض حركات الإعراب على القطعة المذكورة. ولئن بدت هذه الملاحظة شكلية، فهي في الوقت نفسه جوهرية لأنَّ هذا الأمر يؤثِّر على المعنى، والمعنى لا يستقيم جمالاً وجلالاً من غير قراءة صحيحة.

أتساءل أخيرًا: هل تصنيف هذه النجاوى، أي وضع كل نجوى في مكانها الحالي وضمن ثماني مجموعات، سواءٌ أكان المؤلف نفسه صاحب التصنيف أم سواه، هو الأفضل؟ لا شكَّ أنه تصنيف منطقي، وإنْ كان مفتوحًا، كما في كل كتاب من هذا النوع، على إعادة نظر. لكني أرى أن إحدى قطع المجموعة الأخيرة من النجاوى، وهي تحمل عنوان "شقاء ورحمة" ويتزامن تاريخ كتابتها مع السنة الثالثة والثمانين من عمر المطران، كان يجب أن تكون الأخيرة في مجموعتها وبالتالي في الكتاب، لأنها تختصر كل ما قبلها، في حين أن القطعة التي وُضِعَت أخيرًا، وهي "أطفال"، ليست النهاية الأمثل إذ تنطلق مباشرةً من الحرب الأهلية في لبنان، التي لم يكرِّس لها الكاتب صفحات كثيرة.

هذه القطعة التي أشرتُ إليها، "شقاء ورحمة"، هي، في نظري، ذروة الكتاب. ولعل الكاتب شاءها آنذاك "حجَّة وداع":

أنا تَعِبٌ يا رب. تَعِبٌ كثيرًا. أُريد أن أُغمض عينيّ حتى تَرَياك، حتى لا تستسلما إلى نومة الموت، إذ أرجو دائمًا أن تَسكب عليهما نورًا يَكشف وجهك. فقط إذا أصبح عليّ وجهُكَ أستطيع أن أُبصِر. متى يَظهر لي شقائي لأتمكن من أن أستغفِر؟... لا تهملني يا رب. لا تهملني في الجحيم وليس عندي قدرة على النهوض... لا تتركني على جوعي إليك يا أيها الخبز النازل من السماء لئلا ألبث في الفقر طويلاً فلا أتوق إليك. تعبي أني أعرف وجهك وأُحاول وجوهًا لا تستطيع أن ترسم عليّ البهاء. من أين لي أن أتبتَّل لك فتَنظر إليك وحدك عيناي؟ (ص 164-165).

هذا الكتاب كله بَوحٌ واعترافٌ وصلاة. وهو يأتي في السابعة والثمانين من سنيّ صاحبه (إلى سنين عديدة يا سيد) كأنه كتابُ شباب متجدد بالنور النازل عليه من فوق:

إنِ استقبلتَ الضوء كأنه للمرة الأُولى يَخترق عتمتك، فلا تتحسَّر على شباب كان مثقَلاً بالغباء. لا قيمة للسنين تتقادم. النضارة بين يديك. تنسكب فيهما من قلب الطفولة التي تبقى مسراك إذا كان اليوم الذي أنت فيه فرحةَ الله. (ص 116).

هكذا يعود المطران جورج حيث بدأ، مكتشفًا المكان، حسب قول تي إس إليوت، كما "للمرَّة الأُولى"، ومدرِكًا "حالاً من البساطة التامّة، ثَمَنُها لا أقل من كل شيء". ها هو ذا يعود بعدما تكلَّمَ بلسانٍ فبنى نفسه، وتنبَّأَ فبنى الكنيسة (1 كورنثوس 14: 4).

*** *** ***

النهار

 الصفحة الأولى

Front Page

 افتتاحية

                              

منقولات روحيّة

Spiritual Traditions

 أسطورة

Mythology

 قيم خالدة

Perennial Ethics

 إضاءات

Spotlights

 إبستمولوجيا

Epistemology

 طبابة بديلة

Alternative Medicine

 إيكولوجيا عميقة

Deep Ecology

علم نفس الأعماق

Depth Psychology

اللاعنف والمقاومة

Nonviolence & Resistance

 أدب

Literature

 كتب وقراءات

Books & Readings

 فنّ

Art

 مرصد

On the Lookout

The Sycamore Center

للاتصال بنا 

الهاتف: 3312257 - 11 - 963

العنوان: ص. ب.: 5866 - دمشق/ سورية

maaber@scs-net.org  :البريد الإلكتروني

  ساعد في التنضيد: لمى       الأخرس، لوسي خير بك، نبيل سلامة، هفال       يوسف وديمة عبّود