|
علم نفس الأعماق
يقول اسحق السرياني في نسكيَّاته: "صلِّ بلا ملل وتضرَّع بحرارة واطلب باجتهاد حتى تنال الحماية، واحذر أن تتراخى فيما بعد، واعلم أنك ستستحقها إذا أرغمتَ ذاتك على وضع همك لدى الله بايمان واستبدلتَ عنياتك الذاتية بعنايته." "وعندما يرى أنك قد آمنت به بفكر طاهر أكثر من إيمانك بنفسك، وأنك أرغمت ذاتك على الرجاء به أكثر من رجائك بنفسك فسيظللك بتلك القوة، وتدرك عندئذ ادراكًا حسيًا أكيدًا ما قد حلَّ بك، أي بتلك القوة، وتدرِك عندئذ ادراكًا حسيًا أكيدًا ما حلَّ فيك، أي تلك القوة التي يحس بها كثيرون فيعبرون وسط النار دون وجل ويمشون على المياه دون خوف لأن الايمان يقوي حواس النفس ويجعلها تحس بوجود كائن غير منظور يحثها على عدم الاكتراث للمشاهد المخيفة والمشاهد التي لا تستطيع الحواس أن تتحملها."
1. الاغتراب عند فرويد يبحث منهج التحليل النفسي في الاغتراب من جانبه الداخلي، إلا أن ما ينبغي التأكيد عليه هو أن التحليل النفسي ليس مجرد علم أكاديمي يختص بحالة فردية معينة كالطب مثلاً، الذي يختلف بطريقة جذرية عنه في تقويمه لمفهوم العارض. فالعارض بالنسبة للطب بمثابة جسم غريب يجب اقتلاعه واستئصاله، أما في التحليل النفسي فهو الدال على الذات بمفهومها اللاشعوري، ولهذا الدال أو العارض ارتباط بسلسلة من الدلائل التي ارتسمت في تاريخ حياته بما تخلل ذلك من أحداث كان من نتيجتها تكوين هوامات وامتثالات لاشعورية أصبحت الموطن الأول المعبر عن رغباته. ومن هذا المنطلق بالذات بدأ فرويد. وإذا كان ماركس قد أكد على أن وجود الإنسان هو الذي يحدد وعيه وليس وعيه هو الذي يحدد وجوده، فإن فرويد جاء ليؤكد على أن الوجود الاجتماعي هو الذي يحدد الشعور وليس العكس، فالأنا الأعلى هي معطى خارجي يفرض نفسه على الغرائز. |
|
|