لوحظ
في العقدين الأخيرين اتساع سريع في برنامج العمل المشترك في ميدان
الصحَّة والرعاية الصحيَّة. وبدلاً من التحرُّك باتجاه نظامٍ للرعاية الصحيَّة
يقترب من العالميَّة في الولايات المتحدة، أخذ الوصول إلى خدمات صحيَّة نوعيَّة
يتحول نحو الصناعة التأمينية بشكل متزايد. يمثِّل المرضى الآن «الزبائن»، وتمثل
الخدمات الطبيَّة «خطوط الإنتاج»، وتموِّل الصناعةُ الصيدلانية البحثَ العلمي
السريري في هذه الأيام أكثر مما تموله المعاهد الصحية الوطنيَّة؛ فالرأسمال
الصيدلاني يدفع رواتب أساتذة الجامعات المتميزين ويحدِّد برنامج البحث الوطني.
والأطباء والمرضى، على حد سواء، تُقنعهم شركات الإعلان المضلِّلة (وغالبًا ما تتنكر
بقناع تثقيفي) بالترويج لعقاقير غالية الثمن ومشكوك بفاعليتها.
إن إقحام "عقلانية السوق" في مجال الرعاية الصحيَّة لا يمنح الأمل
بكبح نفقات الرعاية الصحيَّة. فعلى الرغم من أن الولايات المتحدة تنفق أكثر من أيِّ
بلد في العالم على الرعاية الصحيَّة، فإنها لم تنجز إلا القليل وفقًا للمعايير
الصحيَّة العديدة، وبخصوص توقع الحياة عند الولادة تصنَّف السابعة والعشرين في
العالم.