خَفَايَا العِشْقِ الأَرْبَعُون 4
«خَفِيَّةُ الكَآبَة»
غياث المرزوق
سُئِلتْ عَنْ حَيَاتِهِ، مَرَّةً،
فَأَجَابَتْ:
«تَزَوَّجَ، ثُمَّ ﭐسْتَأْسَدَ، ثُمَّ هَافَتْ.
كُلُّ مَا تَبَقَّى مَحْضُ قَصَصٍ،
وَأَسَاطِيرَ بَادَتْ».
تَنَاصًّا مَعَ مَارْتِنْ هَايْدِغَرْ
[مِنْ يَوْمِيَّاتِ زَوْجٍ فُـرَاتِيٍّ
مُتَحَرِّرٍ]
(4)
كَانَ يَوْمًا غَائِمًا بِلا عَمَلٍ
كُلُّ شَيْءٍ تَرَاءَى لِعَيْنَيْهِ كَئِيبًا، مُرِيبًا
قَبْلَ أَنْ يَتَرَاءَى لَهُما في
المَكَانِ غَرِيبًا
حَتَّى الرَّصِيفُ كَانَ أَصَمَّ، أَبْكَمَ
حَتَّى الرَّصِيفْ
فَلَمْ يَسْمَعْ أَيَّ وَقْعٍ لِكَعْبَيْ عَشِيقَتِهِ
حِينَ يَمْرُقُ وَاعِدًا
وَلا ذَاكَ، ذَاكَ المُدَجَّجَ بِالإِبَاءِ الأَلِيفْ
كَانَ ثَمَّةَ احْتِرَاقٌ دَاخِليٌّ، إِذَنْ،
يُوَاكِبُهُ صَمْتٌ صَلُودٌ،
صَدِيٌّ
تَحْنِي لَهُ الأَصْوَاتُ صَاغِرَةً رِقَابَهَا
وَيُكَاتِبُهُ تَوْقٌ جَلُودٌ، جَدِيٌّ إِلى البَوْءِ
المُرْتَقَبْ
وَحْدَهُ التَّنُّورُ كَانَ يَصْهَلُ بِاللَّهَبْ
وَﭐمْرَأَتُهُ الحَامِلُ، حَمَّالَةُ الحَطَبْ
في جِيدِهَا حَبْلٌ مِنَ حَبَائِلَ أَوْ فِطْنةٍ
أَوْ جَأْشٍ
حتَّى تُسَاجِلَ جِيدَهُ المُعَثْكَلَ بِالجِذَاءِ
وَبِالوَصَبْ
وَبِكُلِّ مَا أُوتِيَتْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ بَأْسٍ
وَمِنْ بَطْشٍ
وَبِكُلِّ مَا أُوتِيَتْ، كَذَاكَ، مِنْ عَصْفٍ
عَفِيفْ
كَانَتْ تُصَارِعُ جَوْفَهُ مُصَارَعَةَ «السُّومُو»
لِكَيْ
تُخْرِجَ، مِنْ فِيهِ، الرَّغِيفَ بَعْدَ الرَّغِيفْ
***
كَانَ يَوْمًا سَبِيًّا بِلا أَمَلٍ
يَتَصَفَّحُ، في اليَأْسِ، مُلْتَمِسًا جَامَ غُلَّتِهَا
وَهْيَ تَرْنُو إِلَيْهِ بِشَزْرَتِهَا، أَوْ بِنَظْرَتِهَا
الهَائِمَهْ
بَعْدَ أَنْ مَسَحَتْ قَدَمَيْهِ المُلَوَّثَتَيْنِ بِحُلَّتِهَا
كَانَ يَكْتُبُ شِعْرًا عَنِ الشَّمْسِ وَالثَّوْرَةِ الدَّائِمَهْ
*** *** ***
دبلن،
16 سبتمبر (أيلول) 2014