أسطورة
أيلول
2016
September
|
الجنرال الإلهي
إن كل الدماء التي سُفكت في الطريق إلى كنعان، والتي ختمها يهوه بدم
موسى نفسه، لم تكن إلا مقدمة للمذبحة الشاملة لأهل كنعان في فلسطين.
فما الذي فعله أهل كنعان الآمنون حتى يستحقوا هذا المصير القاتم؟ لقد
أمر فرعون بقتل الصبيان من مواليد العبرانيين في مطلع قصة الخروج (1:
15 – 16)، فرد عليه يهوه بعد ذلك بقتل كل طفلٍ بكرٍ في أرض مصر (11: 4
– 6). ولكن الكنعانيين لم يفعلوا شيئًا ليهوه أو لبني إسرائيل سوى أنهم
يمتلكون أرضًا وعد بها يهوه شعبه المختار، ولا بد من إفنائهم وتحويل من
بقي منهم عبيدًا في خدمة بني إسرائيل. ولكن بما أن كل حرب عدوانية لا
بد لها من ذريعة مباشرة، على ما نعرفه من دروس التاريخ، فقد تذرع يهوه
أمام موسى بإثم سكان تلك الأرض، أي بعبادتهم للآلهة الأخرى، عندما خاطب
إسرائيل قائلاً: "ليس لأجل بِرِّك واستقامة قلبك تدخل لتمتلك أرضهم بل
لأجل إثم أولئك الشعوب." (التثنية 9: 4). ولكنَّ يهوه لم يعلن عن نفسه
إلا لبني إسرائيل من دون بقية البشر، وأهل كنعان لم يسمعوا به قبل أن
تقتحم عليهم طلائع جيش يشوع حياتهم الآمنة.
|
| |
|