مقدِّمة في الحس الفطري العام*

 

روليت سميث

ترجمة: حمزة رستناوي

 

أولاً: مقدِّمة المترجم

أهمية هذه الدراسة المُعَنْونة باسم "الحس الفطري العام – تطوره واضطراباته"، والتي سوف ننشرها مُترجمة على أجزاء، أنها تلفتُ الانتباه إلى مجال واسع الظواهر والقضايا والمشاكل، للوهلة الأولى يُنظر لها على أنَّها مُتباعدة وغير مُتشابهة، مثل اقتصاديات الغباء "الانصهار المالي" واضطراب الشدة عقب الرض ومرض التوحُّد، بالإضافة إلى المُشابهة بين الجسيمات الدقيقة في الفيزياء والبيولوجيا كالأنتي توكسين والأوتوفيرون.. الخ، هذه العلوم التي عادة ما تُدرَس بشكل منفصل ومستقل، ولكن هذه الدراسة تحيلنا إلى قاسم مشترك هو "الحس الفطري العام" الذي يتجاوز كونه موضوعًا اجتماعيًا أو فلسفيًا أو حتى نظريًا غامضًا، إنَّه وبدقة موضوع يدخل في صلب العلم، وأساسي في البحوث الرصينة متعددة الاختصاصات كذلك.

في مهنتي كطبيب ممارس غالبًا ما نجد مشاكل مع الذين يستغرقون في التخصص والتخصصات الدقيقة، بما يحجب عنهم تشخيصات وخيارات قد تكون بديهية للممارسين العامين وأطباء الباطنية العامة مثلاً، وأحيانًا نسهب في نقاشات تخصصية، متناسين القاعدة الذهبية - والتي تكون أحد أشهر قواعد الحس الفطري العام - [يتعامل الطبيب مع المريض وليس مع مجرَّد مرض].

تقدِّم هذه الدراسة – وربَّما للمرة الأولى – بحثًا عن الأسس البيولوجية الجزيئية للحس الفطري العام وكيفية انتقاله وراثيًا (نظرية الدنا كذاكرة طويلة الأمد). وانطلاقًا من خبرتي كطبيب متخصِّص في الأمراض العصبية كان معظم تركيز واهتمام الأطباء منصبًّا على الذاكرة قصيرة الأمد، كونها الأكثر والأبكر تأثرًا من الذاكرة طويلة الأمد في طيف واسع من الأمراض العصبية كالزهايمر واضطراب الشدة عقب الرض وغيره. إنَّ نظرية الدنا كذاكرة طويلة الأمد قد تكون مقبولة ومنطقية إلى حدٍّ بعيد، من حيث أن الصفات الفيزيائية وقابليات التطور النفسي الحركي تنتقل هي نفسها من جيل إلى آخر عبر الدنا، مثلاً البرمجة العصبية للطفل كي يرضع أو يمشي في سن معين. إنَّ الانتقال عبر الدنا قد يكون الخيار الوحيد عمليًا لانتقال هذه البرمجة العصبية بناء على معرفتنا بعلم الوراثة والبيولوجيا الجزيئية.

من المعروف أن الحس المشترك يتألف من مُكوِّن بيولوجي (طبيعة) ومكون ثقافي (تربية، تطور، تكيف)، والبرهان الجديد الذي تقدِّمه هذه الدراسة وعلى صلة بمشروع الجينوم البشري، أن الطبيعة تشكِّل تقريبًا ما يعادل 25% من الجينوم البشري، بينما القسم الأكبر من الجينوم يتكوَّن بواسطة التربية والعوامل ثقافية أي ما يعادل 75%، وقد اعتمدت الدراسة في ذلك على تقدير نسبة مناطق البروتوميك إلى مناطق الغير- بروتوميك من الجينوم، وكذلك استنادًا إلى معطيات مستمدة من علم التخلُّق الوراثي وعلم تخلُّق الجينوم.

ثانيًا: مقدِّمة الدراسة

عمليًا إنَّ مصطلح الحس الفطري العام Common Sense ظهر تقريبًا في كل اللغات والثقافات، وفي كل الأزمنة (الجدول الأوَّل)، اعتمادًا على معرفتنا باللغات القديمة والمخطوطات، يمكن اقتفاء أثر هذا المصطلح لثلاثة ألاف عام على الأقل. لقد وُجِدَ مفهوم الحس الفطري العام Common Sense في النكات والفكاهات (بوري 2002) والفنون والتصاميم (لاندري 2004، سميث وشادل 2008) والسياسة (بين 1776) والآداب السنسكريتية القديمة (ورد في المبدأ الخامس من كتاب الحكمة كليلة ودمنة Panchatantra بما معناه: أن المعرفة بحد ذاتها غير كافية، وأن التطبيق هو الأساسي)[1]، وكذلك "المعارف المحلية" في الأنثروبولوجيا (غيرتس 1975-1992، غيرتس 1983)، وكذلك في النقاشات الدائرة بخصوص الطب والدين في فترة القرون الوسطى، وفي اللاتينية Sensus Communis (انظر ميولولي 2003 ميولولي 2006)، في نقاشات الفلسفة الأخلاقية للمدرسة الاسكتلندية (ريد 1764 - ريد 1819)، وكذلك في مجالات الذكاء الصناعي وعلوم الكومبيوتر (ماك كارثي 1959 مينسكي 2006). في المختصر، مفهوم الحس الفطري العام Common Sense منتشر في كل مكان، وعابر للثقافات واللغات والتاريخ.

يمكن النظر إلى الجدول رقم 1 في ملحق الكتاب للاستزادة وتقصِّي وجود ودلالات الحس الفطري العام Common Sense في اللغات المختلفة.

-       ففي الانكليزية-الأمريكية مثلاً:

common sense( American English): what people in common agree، that which they ‘sense’ in common as their common natural understanding.

أي ما يوافق عليه الناس في العموم، والذي يشعرون في العموم بأنَّه الفهم الطبيعي المشترك لهم.

-       وفي الانكليزية–الامريكية غير الفصحى:

Horse sense ( informal American English and other cultures- common sense، gumption، sound particular judgment)

أي الفطرة السليمة، النباهة، الحكم العملي السليم.

-       وفي الانكليزية–البريطانية خصوصًا:

 Nous ( chiefly British-common sense، alertness ،street smart، savvy، ‘he has a great social nous’)

أي الادراك، وذكاء التعامل مع الحياة (الحديثة)، الدهاء، هو يملك ذكاء اجتماعي عظيم.

-       وفي اللغة العربية الفصحى والعامِّية هناك عدَّة كلمات تعبِّر عن الحس الفطري العام common sense من قبيل: الحس السليم (Hiss saliim)، البَدِيهَة (Al Badiha) العُرف (Al Uorf)، المَنطِق.

ثالثًا: ما هو الحس الفطري العام؟

لأغراض تخص هذا البحث، يُعَرَّف الحس الفطري العام بالتربية (الرعاية) الأساسية core nurturance: ضمن المجموعة، القطيع، الثقافة، و/أو المنظمة أو المؤسسة (سميث 2007). فيما يتعلق بالتربية nurturance في الغالب، إن لم يكنْ في كُلْ عملية اتخاذ القرار decision making في سياق المجموعة، القطيع، الثقافة و/أو المؤسسة يجب أن تكون مناسبة (أي مقيدة بشكل جيد)، ولا يوجد حالة لعمليات اتخاذ القرارات في سياق المجموعة، القطيع، الثقافة و/أو المؤسسة تكون غير مناسبة بشكل صارخ وعلى نحو فاضح (أي تتمثَّلْ كتفكير شاذ و/أو كسلوك هامشي معزول). التأكيد على المُناسَبَة وعدم المُناسَبَة في اتخاذ القرارات العملية، يعتبر أساسي في عملية التفكير وإدراك المغزى sense-making. إنَّ مفاهيم المُناسبة وعدم المُناسبة تكون مركزية وتعتبر قاسم مشترك بين السلوك الواقعي والمُتوقع، ومن الأهمية بمكان، أن يطبَّقْ مصطلح الحس الفطري العام Common Sense  على المجموعة، كَكُلْ وبما يشمل أعضائها.

إن استخدام تعابير من قبيل: مجموعة، قطيع، ثقافة، ومنظمة، هو أمر مُتعَمَّد ومقصود، فهذه العبارات تشير وتعطي إمكانات بكون الحس الفطري العام Common Sense غير محدود ومقيَّد بالسلوك البشري فقط، ومقطع اليوتيوب المُشاهد بشكل واسع "معركة كروجر" The battle of kruger (سكلوسبرغ وبودزنسكي 2004)[2] حيث يصلح مقطع الفيديو هذا لأغراض تعليمية مفيدة في هذا الصدد. والمُستند الطبيعي والوجودي للمعركة بين جواميس الماء ومجموعة الأسود، يقدِّمْ البرهان على أنَّ كلّا من المكوِّنين: البيولوجي (أي الطبيعة nature) وثقافة القطيع (التربية nurturance، التطور، التكيُّف) تكون مهمة في الحس العام الفطري، ويحتاج المرء مليًّا ليفكر في قيادة جواميس الماء والتواصل فيما بينها، بما يستدعي وبشكل فعال القطيع للهجوم على مجموعة الأسود وانقاذ العجل. وبغياب أية لغة معروفة عند جواميس الماء، يُفترض أنَّها تستخدم لغة إشارات الجسد. ولكن كيف لمثل هذه اللغة أن تُكتسب هذا مالم نستطع استشرافه، أحدهم يمكن أن يفترض بعض دور للآليات العصبية، بما يتضمن نظام العصبونات التي تعمل وفق آلية المرآة mirror neurons (راماتشاندران 2000، راماتشاندران 2006، لاكوبوني 2008) حيث يمكنها أن تلعب دورًا أساسيًّا. إذا كان نظام العصبونات التي تعمل وفق آلية المرآة مهمًا في اكتساب اللغة أو السلوك، هذا سوف يعطى مؤشرات داعمة غير اعتيادية لنظرية التطور الداروينية Darwinian evolution ونظرية التأقلم للامارك Lamarckian  adaptation، وبشكل خاص فيما يتعلق بالنموذج الجديد الثلاثي Tripartite model للتطور (سميث 2006 أ- سميث 2006 ب- سميث 2006 ج). إنَّ مقطع فيديو كليب معركة كروجر أساسًا يطرح العديد من الأسئلة الإضافية. أولاً: هل المظاهر الأساسية للحس العام الفطري تختلف ما بين الحيوانات المُفترِسَة (كالأسود والذئاب) عن الحيوان المُفتَرَسَه (كجواميس الماء والأحصنة)؟ وهذا السؤال هو بشكل خاص، تساؤل طبي فلسفي تطوُّري ذو صلة بالجنس البشري. إذا أخذنا طيف التوحُّد Autism spectrum كإحدى النماذج على شذوذ الحس المشترك aberrant common sense، عندئذ قد نكون قادرين على تفسير وتوضيح قضايا من قبيل جنس التذكير والتأنيث gender، الجهاز العصبي الودي أو نظير الودي parasympathetic system and sympathetic، الوعي، الادراك، الاعتقاد. على سبيل المثال: مالكولم غلاول 2005، في النقاش حول مفهوم التوحد العابر والإحاطة بسلوك البوليس، يطرح وبشكل ضمني إمكانية وجود المكيدة، والتي في حالات عديدة عند مرضى التوحد تتظاهر بالشجار (وليس بالهروب أو الخوف) كسلوك نفسي. مفهوم غلادول عن التوحُّد العابر، قُدِّمَ لشرح سلوك البوليس المُتضمن قتل أماندو ديالو من قبل أربع رجال من ضباط بوليس في نيويورك يرتدون ملابس مدنية، في الرابع من فبراير 1999م[3]، ديالو في ذلكَ الوقت كان غير مُسلَّح، هل كان يوافق الحس المشترك أن يُطلق على ديالو 41 رصاصة (19 منها أصابته بالفعل)؟ هل لو كان الضباط من الإناث ستُطلق عليهِ 41 طلقة كذلك؟ بصيغة أخرى، هل نتوقع أنَّ اختلاف الجنس ينطوي يؤثر على الحس المشترك وسلوك البوليس - ربما بما يشابه الاختلاف بين جامعي الثمار والصيادين، هل أكاديميات تدريب البوليس تلغي تأثير اختلاف الجنس على سلوك البوليس؟ في حالة ديالو كان تصرف البوليس مشابهًا لتصرف المفترسين (going for the jugular) واستجابة ديالو كانت أقرب إلى سلوك الضحية. كيف يمكن لكلا النمطين من السلوك أن تكتسب في سياق الجماعة، القطيع، الثقافة؟ هل عرض البوليس وديالو للحس الفطري العام نفسه؟ كيفَ ذهبَ الحس الفطري العام للانحراف؟ وقد يُذكر هنا أن متلازمة اسبيرجر Asperger syndrome يتميز المصابين بها أحيانًا بسلوك مشابه للموهوبين، على الرغم من الاختلاف بين سلوك الموهوب Savant Behavior والحس الفطري العام، وإنَّ فهم مزايا كل حالة يمكن أن يساهم بشكل كبير في تفسير الآليات الجزيئية والنفسية للذاكرة، والوعي، والقواعد الخاصة في عملية اتخاذ القرار، وبما يتضمن وبشكل خاص الإبداع والبراعة. والاهتمام الثاني يكون حول وجود نقص الحس الفطري العام عند بعض الحيوانات، هل يوجد أي من أنماط الحيوانات لا تملك حس فطري عام، على النقيض من حيوانات أخرى تملك شذوذ في الحس الفطري العام؟ وإذا كان الأمر كذلك، ما هذه الحيوانات، ولماذا هي تطوَّرت باتجاه فقد الحس الفطري العام؟ وبدلاً من ذلك، متى وكيف يتطور الحس الفطري العام؟ هذا التحدي قد يوضِّح لنا ما هي العمليات البيولوجية الفريدة المترافقة مع الذاكرة طويلة الأمد long-term memory، وتعامل الدماغ مع المعلومات والسلوك الاجتماعي. بالنسبة للمبتدئين اقترح السلطعون (القشريات crustacean) كحيوانات تعاني من نقص الحس الفطري بشكل عام، بسبب ما أعرفهُ عن عدم وجود برهان معروض لحدوث التعاون بين أعضاء هذه الأنواع. كم يكون التعاون مهم في الحس الفطري العام، ولماذا؟ أبحاث كثيرة نحتاجها لتأكيد أو تقييم هذه الفرضية حول السلطعونات.

فيما يخص التعاون بالذات وقواعده في الحس الفطري العام Common Sense، يجب ألا نكون مندهشين كثيرًا أن مصطلح "العام/المشترك Common" في الحس الفطري يُحيلنا مباشرة إلى وجود درجة معينة من التفاعل الاجتماعي، وهذا ما قد يكون له أهمية خاصة في التنقيب عن اقتصاديات الحس الفطري العام واضطراباته، وربما الأكثر أهمية، لتوضيح آليات اكتساب وتطور السلوك الاجتماعي والاقتصادي، وما يترتَّبْ عليهِ منْ عواقب وآثار فيما يَخُصّْ التربية والتعليم، بالإضافة إلى نتائج النقاش الدائر بين الطبيعي أو التربوي nature versus nurture debate.

أخيرًا، حيث أنَّ نظرية اللعب game theory تترافق مع نماذج رياضية في العلوم الاقتصادية والعسكرية (فون نورمان وموغانستريم 1944 – ناش 1950- لويس ورايفا 1957/1989) وخصوصًا نظرية اللعب التَّعاونية (ناش 1950). ويمكن لأحدهم أن يتساءل فيما إذا كان الاهتمام بالحس الفطري العام قد يرفع من شأن المقاربات والنماذج الجديدة الغير مألوفة في العلوم الاقتصادية والعسكرية وكذلكَ دراسات السلام.

في الكتاب المدرسي الياباني شوكودو توكو (الأخلاقية / الطريق إلى الفضيلة) للصفوف الأول والثاني والثالث (يونيشي وآخرين، سيركا 1967: والذي يمكن ترجته بتصرُّف التثقيف الأخلاقي الأولي) يُظهر مُعْرُوضِيْنْ ممتازين لقواعد التثقيف والتربية والتعاون ودورها في اكتساب الحس الفطري العام في اليابان، ففي معروض يظهر دب وخنزير وأرنب، يشاركون في سباق على الأقدام، يتعوَّدون توضيح كيف أن إزالة العقبات قد تُعزى لوجود تعاوني (n-sum) حيث أنَّ كل حيوان منهم يعبر خط النهاية في الوقت نفسه، على النقيض من الوجود التنافسي (0-sum) حيث يوجد هناك رابح وخاسرين. فواقعيًا كل الطلاب المعاصرين في اليابان وآبائهم قد درسوا الكتاب المدرسي نفسه، وبالتالي يمكننا أن نتوقَّع وجود بعض التَوَحُّد في خصائص الحس الفطري العام لديهم. وهذا المثال نادرًا – في أي وقت مضى - ما نجده في الولايات المتحدة الامريكية، بسبب هيمنة اقتصاد السوق الحر على الكتاب المدرسي، وبالتالي سوف ينقص الحس الفطري العام لديهم سواء على مستوى الأسر أو المدارس.

بينما في معروض آخر أكثر تجريدًا من الكتاب المدرسي شوكودو توكو، نجد الشخصيات المشاركة في السيناريو التعليمي: الثعلب الأرنب والغرير والقرد والدب ونجد توضيحًا أكثر أهمية فيما يتعلق بالحس الفطري العام، حيث أنَّ الثعلب يعلِّم الأرنب والغرير والقرد ما تعلَّمهُ من الدب. ومرَّة ثانية يمكن القول بأنَّهُ نادرًا ما نجد مثالاً مشابهًا للخطوة التعليمية الأخيرة في المراحل الأولى لتعليم الأطفال في الولايات المتحدة الأمريكية. ربما الأكثر أهمية، أنَّ هذين المثالين يدعمان الاختلاف الثقافي واللساني في الحس الفطري العام. إنَّ التغيير الزمني والتَّزامني في الحس الفطري العام نجده في المثال الثاني الأكثر تجريدًا مقارنة بالمثال الأول.

*** *** ***


 

horizontal rule

*  لتحميل النسخة الأصلية باللغة الانكليزية من هذه الدراسة على الرابط التالي:

https://teslatech.info/ttmagazine/v6n2/v6n2smith.pdf

[3]  (انظر موسوعة ويكيبيديا من أجل خلاصة مقتضبة عن الحوادث):

http://en.wikipedia.org/wiki/Shooting_of_Amadou_Diallo

 

 

 

الصفحة الأولى
Front Page

 افتتاحية
Editorial

منقولات روحيّة
Spiritual Traditions

أسطورة
Mythology

قيم خالدة
Perennial Ethics

 إضاءات
Spotlights

 إبستمولوجيا
Epistemology

 طبابة بديلة
Alternative Medicine

 إيكولوجيا عميقة
Deep Ecology

علم نفس الأعماق
Depth Psychology

اللاعنف والمقاومة
Nonviolence & Resistance

 أدب
Literature

 كتب وقراءات
Books & Readings

 فنّ
Art

 مرصد
On the Lookout

The Sycamore Center

للاتصال بنا 

الهاتف: 3312257 - 11 - 963

العنوان: ص. ب.: 5866 - دمشق/ سورية

maaber@scs-net.org  :البريد الإلكتروني