|
انطباعات عن ورشة "اللاعنف، الثقافة، التربية"
رشا عروس
من القلب – وعميقًا – أشكر أصدقائي القيمين على معابر جميعًا على عملهم الجاد والمضني لخدمة رسالة الحقيقة. كما أشكر كل مَن قدم يد العون للمساعدة في عقد ورشة العمل وإنجاحها. لقد كانت تجربة حضور الورشة تجربة ملونة وغنية، وقد عنت لي الكثير على المستوى الشخصي؛ ناهيك عن التنوع الإنساني والفكري الكبير بين الحاضرين، على اختلاف مشاربهم، وهو، في حدِّ ذاته، غنى. لقد كانت الأفكار المطروحة شرارات كامنة لإيقاد الكثير من حطب أدمغتنا – هذا من جانب. ومن جانب آخر، كانت المجموعة المشاركة، سحائب أفكارها ومحاولاتها، في منزل ريفي وادع، على إطلالة جبلية ولا أجمل، وفي حضرة أهل كرم. فماذا نتوقع أكثر من ذلك؟! لقد بدت المحاضرات التمهيدية الأولى حول نشوء العنف والأفكار المختلفة حول الرغبة، العلاقة مع الآخر، الخوف، العدوانية، الهروب، عنف الطبيعة، القتل، القطيعة مع الإرث الديني، الحقيقة العقائدية والوجودية، إلخ، حافلة بقصص كثيرة عن دروس حياتية لطالما آنَ إدراكُها، ولعلها تهيِّئ لبحث واستقصاء وتأملات كثيرة. كذلك كان لمجموعات العمل دور مهم جدًّا في صقل الأفكار وبلورتها، في التعرف أكثر إلى ما يفكر به الآخر؛ لكنها كانت، في الوقت نفسه، اختبارًا أوليًّا ومباشرًا لتطبيق مبدأ اللاعنف! فهل نجحت؟ وهل استُفيد من دروس كثيرة طُرحت نظريًّا في الإصغاء، واحترام رأي الآخر، واللاعنف التواصلي؟ أترك هذا السؤال لي ولكم. فيما يتعلق بالتنظيم وإدارة الجلسات، ومع التقدير الكبير للجهود العظيمة التي بذلها فريق التحضير الذي لا يتجاوز عددُه أصابع اليد الواحدة، كانت هناك حاجة للمزيد من التنظيم، وخاصة على مستوى إدارة الجلسات، وكذلك على مستوى التوجيه وتقويم المسار بين مجموعات العمل. لعل الكثير مما طُرِحَ في مفهوم اللاعنف، وخاصة في جزء إستراتيجية العمل اللاعنفي، كان ثقيلاً على مداركي، ومازلت في حاجة للتزود منه لاستيعابه. مرة أخرى، وفي وجود محاولات جادة كهذه لنشر ثقافة غائبة عن يومياتنا وسلوكنا وأنساق تفكيرنا – غائبة غيابًا مروعًا! – فإن بارق الأمل باللاعنف يومًا عظيم جدًّا. فإلى حين يتعزز عملنا اللاعنفي، وإلى حين يأتي ذلك اليوم، أتمنى مزيدًا من المحاولات. أترككم في حفظ الله ورعايته وأشكركم ملايين المرات! *** *** ***
|
|
|