ملاحظات عامة على ورشة مرمريتا 2008

غياث جازي

أبدأ بما لم نستفد منه في ورشة مرمريتا 2007 التي، وإنْ كانت "تجريبية"، فقد تفوقت، من نواحٍ عدة، على نظيرتها الثانية:

1. قد تكون مكلِفةً ومرهقةً طباعةُ موجز عن المحاضرات المقرَّرة، لكنها ضرورية حتى يستطيع الحاضرون، خصوصًا المشاركون الجُدُد، متابعة ما يجري. لا أتفق مع ديمتري على فكرته عن "عذرية" الموضوع الذي يتلقاه المستمع من دون إعداد مسبق. فثمة تنوع للحضور، علينا مراعاته. لا يفيد القول هنا إن هناك مرجعًا لمحاضرات السيد مولِّر هو قاموس اللاعنف، هذا إنْ كان هناك مَن اطلع عليه (ماعدا القلة).

2. حاولتُ أن أقتنع، بعد الورشة الأولى، أننا ناضجون بما يكفي للاستغناء عن إدارة للجلسات. أما ما ثبت فهو أننا كنا، في الورشة الثانية، في حاجة إلى الكثير من الانضباط. أستغرب أن بعضهم غير قادر على "ضبط نفسه"، على الرغم من أن الورشة الأولى كانت بعنوان "ضبط النفس"! ألا تكفي سنة ليراجع كل منا نفسه، فينفض عنها شوائب أزمان من الإكراه وما تخلَّلها من عدوانية؟

3. في التنظيم: لا يتحمل مسؤوليةَ الخلل في التنظيم إلا الثلاثي أكرم، ديمتري، دارين. أقول لأكرم: "كان مصابك [بوفاة والدتك] كبيرًا، في لحظة غير مناسبة، لكنك تحاملتَ على نفسك وواصلت حضور الجلسات." أما دارين فلم تكن مخولة. يبقى ديمتري الذي حصر حضوره في الترجمة للسيد مولِّر (وهو مشكور على الجهد الكبير الذي بذله)، فلم يُتح له الالتفاتُ إلى الأمور التنظيمية. أقصد أن أقول: تراكمتْ عدةُ أسباب لتُظهِر الورشةَ الثانيةَ على ما ظهرت عليه.

4. حول المحاضرات: لستُ في وارد مناقشة أفكار السيد مولِّر، حيث إن لهذا مجالاً آخر؛ لكني أقول سريعًا إن فكرته عن اللاعنف لا تتناسب ومحيطنا. قد يكون معذورًا بسبب نقص اطِّلاعه على واقعنا، لكن الأفكار التي طرحها (15 بندًا) فيها خلل يمكن لنا ملاحظته بالوعي السياسي والاجتماعي. وقد أحسن الصديقان أكرم وكاجو في الرد عليه فيما يتعلق بالإستراتيجية (لقد أسماها السيد مولِّر "إستراتيجية العمل اللاعنفي"، في حين أنها مجرد "تكتيك"). ومن منَّا كان يتوقع أن الأمور ستصل مع البند الخامس عشر إلى "استلام السلطة"؟! فكرة تنطوي على مخاطر ولا تناسب واقعنا قطعًا.

*** *** ***