التحليل النفسي (Psychanalyse)

 

هو اختصاص أسَّسَه فرويد انطلاقًا من ممارسته العلاجية، حيث ميَّزَ فيه بين ثلاثة مستويات:

1.    فن استقصاء مختلف الظواهر (كالكلام والحركات والأحلام...) حيث يمكن تحديد [الظاهرة] من خلال لاوعي [خافية] الشخص المعالَج. إنَّ هذا الفنَّ، الذي يستند بصورة رئيسية إلى التداعيات الحُرَّة التي يمكن أنْ يقومَ بها الشخصُ المعالَجُ نفسُه (مما يضمن صحة التفسير)، يَكشِفُ بُنى النفسانية اللاواعية؛ ويمكن أنْ يشملَ [هذا الفنُّ] مجالاتِ (الأدب والتعبيرات الفنية) التي لا تتضمَّنُ تداعياتٍ حُرَّةً.

2.    طريقة للعلاج النفسي تقوم على هذا الاستقصاء وتهدف إلى علاجٍ يتمُّ بعودة ما كان مكبوتًا في الخافية [اللاوعي] ليَظهَرَ في الواعية [الوعي] (راجع: التحويل). فـ"التحليل النفسيُّ" (أو "التحليل")، إذًا، هو مرادِفٌ للمعالجة بالتحليل النفسي.

3.    مجمل النظريات النفسانية والنفسية المرضية التي تجمع المعطياتِ النظريةَ الأساسيةَ التي تُقدِّمُها طرقُ الاستقصاء والعلاج. إنه لَمِنَ المقبول عمومًا أنْ يكونَ لهذه الإسهاماتِ النظريةِ -التي زعزعَت زعزعةً قويةً عِلْمَ النفس الكلاسيكي- علاقةٌ بوجود الخافية [اللاوعي] نفسِها، علاقةٌ بوجود الجنسانية الطفولية [الوظيفة الجنسية عند الأطفال]، وبالتمييز بين مبدأ اللذة ومبدأ الواقع، وأنْ يكون لها علاقةٌ بصورة جذرية بالمبدأ القائل بأنَّ السلوك الإنساني بمجمله يَنِمُّ عن التأويل [الهرمنيوطيقا].

إنه لمِنْ هذا الجانب الأخير يكونُ للتحليل النفسي صلةٌ بالفلسفة، وذلك بمقدار ما يُعْنَى التحليلُ، شأنُه كشأن الفلسفة، بمختلَف جوانب الوجود الإنساني ويعتزم تفسيرَها، سواء فيما تتعلق بالدِّين أم بالفن أم بالانفعالية أم بالأخلاق. لكنْ لا بدَّ من التنويه إلى أنه لا يمكن خلطُ التحليل النفسي بفلسفةٍ من الفلسفات (فرويد يحترسُ من الفلاسفة) ولا حتى بالفلسفة من بابٍ أَولى.

لقد شَهِدَ التحليلُ النفسيُّ، حتى في أيام فرويد، انشقاقاتٍ فيه (راجِعْ: إدلِر ويونغ)؛ وبعد أنْ كان التحليلُ النفسيُّ لفترةٍ طويلةٍ مدعاةً للسخرية في فرنسا (كانوا يأخذون عليه بصورةٍ خاصةٍ الأهميةَ التي يوليها للوظيفة الجنسية [الجنسانية])، وبعد أنْ كان بالمقابل معمَّمًا في الولايات المتحدة إلى درجة أنه لم يكنْ في أحسن الأحوال سوى تقنيةِ تكيُّفٍ مع المتطلَّبات الاجتماعية (مما دعا إلى "العودة إلى فرويد" والتي نادى بها لاكان)، فإنه لا يمكن الحفاظُ على أصالة التحليل النفسي، على ما يبدو، إلاَّ برفض مَأْسَسَتِه.

راجِعْ: عقدة، أوديب، كبت.

*** *** ***

ملاحظة: تم تعريب هذا النص عن قاموس ناثان الفلسفي، تأليف جيرار دوروزوي وأندريه روسيل.

تعريب عن الفرنسية: عَنان ساعاتي

مراجعة: محمد علي عبد الجليل


 

 

الصفحة الأولى
Front Page

 افتتاحية
Editorial

منقولات روحيّة
Spiritual Traditions

أسطورة
Mythology

قيم خالدة
Perennial Ethics

 إضاءات
Spotlights

 إبستمولوجيا
Epistemology

 طبابة بديلة
Alternative Medicine

 إيكولوجيا عميقة
Deep Ecology

علم نفس الأعماق
Depth Psychology

اللاعنف والمقاومة
Nonviolence & Resistance

 أدب
Literature

 كتب وقراءات
Books & Readings

 فنّ
Art

 مرصد
On the Lookout

The Sycamore Center

للاتصال بنا 

الهاتف: 3312257 - 11 - 963

العنوان: ص. ب.: 5866 - دمشق/ سورية

maaber@scs-net.org  :البريد الإلكتروني