|
مدرسة فرانكفورت
تطلق هذه التسمية على مجموعة من الباحثين الألمان في مجال الفلسفة وعلم الاجتماع. وقد بدأوا بالتجمُّع عام 1923 في معهد الأبحاث الاجتماعية الذي أُسِّس في فرانكفورت على يد ماكس هوركهايمر. وكانت غايتهم وضع نظرية نقدية تستند إلى الفكر الماركسي؛ فقد كانوا يعتقدون في ذلك الحين أن واقع تجاوز المجتمع الرأسمالي بات وشيكًا. لكن هذا الأمل سرعان ما أثبت عدم صحته مع انتصار النازية أولاً (ما دفع معظم باحثي هذا المنحى، وكانوا من أصول بورجوازية يهودية، لأن يهاجروا بدءًا من عام 1933)، ولأن الرأسمالية ترسُّخت في الولايات المتحدة ثانيًا (هناك وجد المعهد ملجأً له في نيويورك ولم يعد إلى فرانكفورت حتى العام 1950)، وأيضًا بسبب نفس تلك الاشتراكية كما "طبِّقت" على أرض الواقع – وقد اعترف هوركهايمر عام 1968 أنها لا تتفق مع تلك التي كانوا يحلمون بها.
ماكس هوركهايمر (يسار المقدمة)، تيودور أدورنو (يمين المقدمة)، ويورغن هابرماس في الخلفية، يمين. عام 1965 في هايدلبرغلذلك، وانطلاقًا من واقع أن مفهوم الثورة كان قد ترسَّخ في مجتمع ما زال يشوهه، أصبح أدورنو يؤكد على الفرد المنعزل كحلٍّ فلسفي نهائي. من هذا المنطلق، نلاحظ أن النظرية النقدية كانت تؤكد على كلِّ التعارضات بين الخاصية الفردية والغريزة الجمعية والتحاليل المجردة التي تضع الموضوع في مرتبة أدنى من الشيء، وتضع الخاص في مرتبة أدنى من العام. وأيضًا، كانوا ينتقدون فلسفات هوسرل وهايدغر – لأنها تبدِّي الجوهر أو الكائن على الشخصية الحقيقية. وكذلك، كانوا ينتقدون فلسفة هيغل (فبالنسبة لأدورنو الكلّ لا يمكن أن يتشكَّل إلا انطلاقًا من الجزء، لأنه ليس الأول كما أنه ليس الأخير). كما كانوا ينتقدون فلسفة ماركس الذي اتهموه بالتضحية بالسعادة الفردية من أجل واقع مستقبلي غير مضمون. من نفس المنطلق أيضًا، كانت النظرية النقدية تعارض الفلسفة الوضعية التي كانت تنطلق مما تفترضه استقلالية العلوم عن الأيديولوجيا؛ ما يعني أنها افترضت تدخلاً في البحوث التجريبية من أجل أن تتجاوز جدليًا الفصل التقليدي بين النظرية الفلسفية وبين التخصص العملي. وأيضًا، بالإضافة إلى ما سبق، قامت مدرسة فرانكفورت بأبحاث تتعلق بالعلاقات بين السلطة العائلية (الأبوية) وبين القيم القمعية، وهذه الدراسات بيَّنت كيف أنه حين تنتفي الصلة بين الأب والابن فإن البحث عن السلطة يمكن أن يتخذ شكلاً مازوشيًا من خلال البحث عن قائد – ومثل هذا الانزلاق قد أوصلنا إلى الفاشية. وهذه حجة إضافية للحفاظ على ما يستحق أن يحافظ عليه من الفردية. وأيضًا، بمقدار ما تظهر إشكالية مشابهة في الأدب، كما هي الحال عند بروست وكافكا، أو بشكل أعم كما في السوريالية، فإننا نلاحظ أن العديد من ممثلي مدرسة فرانكفورت (كأدورنو وبنيامين وماكوز) قد تنبهوا بشكل خاص إلى المعاني الممكنة للأعمال الفنية، ما أعطاهم الفرصة كي يبتعدوا من دون رجعة عن الهموم الاجتماعية. الأعمال الجماعية الأساسية لهذه المجموعة: - ما بين 1932 و1941 صدرت 9 مجلدات حول دراسات في العلوم الاجتماعية. - عام 1936 دراسات حول السلطة والعائلة لأدورنو وليفيننسون وغيرهم. - الشخصية التسلطية عام 1950. - جدلية المنطق لأدورنو وهوركهايمر عام 1947. - اجتماعيات، جزئين أول وثاني، أيضًا لأدورنو وهوركهايمر عام 1950. أبرز ممثلي هذه المجموعة: - ماكس هوركهايمر (1895 – 1973). - تيودور أدورنو (1903 – 1969). - والتر بنيامين (1892 – 1940). - يورغن هابرماس (1929 - ... ) *** *** *** ملاحظة: تم تعريب هذا النص عن قاموس ناثان الفلسفي، تأليف جيرار دوروزوي وأندريه روسيل تعريب: أكرم أنطاكي
|
|
|