|
الله
وفق المفهوم الديني – والشعبي – فإن ما نقصده بالله هو ذلك الكيان المقدَّس والخارق الذي يتجاوز كلَّ الكائنات. وينطبق هذا المفهوم على الآلهة المتعددة التي تخيلها الإنسان في الأزمنة القديمة (الآلهة اليونانية المتعددة)، كما ينطبق على الإله الواحد (الديانات التوحيدية الثلاث اليهودية والمسيحية والإسلام). ورغم أن علماء اللاهوت غالبًا ما كانوا يستخدمون حجج بعض الفلاسفة من أجل تحديد مفهوم الله وتقديم البراهين الدالَّة على وجوده – وأهمها تلك التي تستنتج أن نظام العلاقات القائم في الكون لا يمكن أن ينجم عن الأشياء بحدِّ ذاتها –، فإنه يبقى واقعًا أن إله الديانات يفترض إيمانًا أو تجربةً صوفية، كما أنه لا يلتقي تمامًا مع التحليل الفلسفي. من هذا المنظور نفهم قول باسكال الذي قبل بـ"... إله إبراهيم وإسحق ويعقوب، (وقال) لا لإله الفلاسفة والعلماء". ويبقى المفهوم الإيماني المتبنى من قبل الفلاسفة المحدثين مستندًا إلى منظور يتجاوز الفلسفة ويعود من حيث أصوله إلى المسيحية. كما هي حال ديكارت الذي قال: ... أني حين أقول الله أعني ذلك الجوهر اللامتناهي، والخالد، وغير المتحول، والمستقل، والعارف لكل شيء، والكلِّي القدرة، ذلك الذي خلقني وخلق كل الكائنات". كذلك أكد لايبنيز أيضًا، وبقوة، على مفهوم العناية الإلهية. أما مرشيا إلياد فقد أثبت كونية مفهوم الألوهة من خلال تبيانه التعارض الملحوظ في جميع المجتمعات بين المقدس وبين المدنس. ما يعني أن هذا المفهوم يتجاوز المفاهيم المسيحية أو الإسلامية. أما فيما يتعلق بنقد فكرة الإله، فإننا نلاحظ أنه يركِّز وينتقد، بشكل عام، مفهوم الألوهة ككيان شخصي (ونستثني بهذا الخصوص مفهوم وحدة الوجود الذي افترض إلهًا ملازمًا للعالم). وبالإضافة إلى نيتشه الذي أعلن من دون أية مواربة "موت الله"، فإننا نؤكد على أعمال أولئك الذين، بدءًا من فويرباخ، حاولوا تفسير اللاهوت كمسألة أنتروبولجية (تتعلق بعلم الإنسان). لأن الله هو نتاج اجتماعي (وفق كونت وماركس ودوركهايم)، أو هو شكل من أشكال السلطة الأبوية (وفق فرويد). *** *** ***
ملاحظة:
تم تعريب هذا النص عن قاموس ناثان الفلسفي،
تأليف جيرار دوروزوي وأندريه روسيل. تعريب:
أكرم أنطاكي
|
|
|