الرصد  الثاني

نداء البابا إلى المسيحيين

لا للتعصب وللعنف!

يوحنا بولس الثاني

نص طلبات الاستغفار الستة الذي تلاه البابا يوحنا بولس الثاني، بالنيابة عن الكنيسة الكاثوليكية، عن كل الجرائم والأخطاء المرتكَبة في تاريخها إبان القداس "التكفيري" المهيب الذي جرى في كثدرائية القديس بطرس في روما في 12 آذار 2000.

"1) فلنصلِّ إلى الله، معترفين بأن رجالاً من الكنيسة، باسم الإيمان والأخلاق، لجأوا في بعض الأحيان إلى طرق غير إنجيلية في قيامهم بواجبهم في الدفاع عن الحقيقة، لكي يستطيع كل منا الاقتداء بالمسيح […]. ففي فترات معينة من التاريخ، استعمل المسيحيون طرقاً غير متسامحة ولم يعملوا بوصية المحبة، مدنِّسين بذلك وجه الكنيسة. تقبَّل، يا ألله، نيَّتنا الراسخة في البحث عن الحقيقة وإعلائها باللطف وبالحسنى.

"2) فلنصلِّ لكي يمهِّد الاعتراف بالخطايا التي فصمت عرى وحدة جسد المسيح وجرحت الإحسان الأخوي السبيلَ إلى مصالحة المسيحيين أجمعين ووصالهم […]. لقد تناوئ مسيحيون وانقسموا  بعضهم على بعض. ولقد تبادلوا الإدانات وقاتلوا بعضهم ضد بعض. نسألك، يا ألله، أن تهبنا قلباً تائباً، لكي يستطيع المسيحيون أجمعين، وقد تصالحوا، أن يحيوا خبرة فرح الوصال الكامل.

"3) فلنصلِّ، متذكِّرين الآلام التي عاناها على كرّ التاريخ شعب إسرائيل، لكي يستطيع المسيحيون الاعتراف بالخطايا التي ارتكبها بعض منهم بحق شعب العهد والبركات […]. لقد اصطفيت، يا ألله، إبراهيم وذرِّيته لكي يبلَّغ اسمك إلى الشعوب. وإننا لمحزونون بعمق من جراء مسلك الذين تسببوا في عذابهم، ونحن، إذ نسألك المغفرة، نريد أن نلتزم بالتآخي الصادق مع شعب العهد.

"4) فلنصلِّ لكي يستطيع المسيحيون أن يتوبوا عن الأقوال والأفعال التي سوّلها لهم أحياناً الغرور، والكراهية، وإرادة السيطرة على الآخرين، والعداء نحو أتباع أديان أخرى ونحو فرق اجتماعية أضعف، كالمهاجرين والمسافرين […]. إذ كثيراً ما اغتصب المسيحيون، راضخين لمنطق القوة، حقوق أقوام وشعوب، محتقرين ثقافاتهم ومنقولاتهم الدينية.

"5) فلنصلِّ من أجل كل الذين اعتُدِي عليهم في كرامتهم وانتُهِكت حقوقهم؛ فلنصلِّ من أجل النساء اللواتي كثيراً جداً ما أذلِلن وهُمِّشن، ولنعترف بأن المسيحيين، بأشكال متنوعة من الموافقة، قد أذنبوا هم أيضاً بحقِّهن […]. لقد وافقوا على مواقف تهميش واستبعاد، وعلى تمييزات باعثُها الاختلاف العرقي أو القومي.

"6) فلنصلِّ من أجل كل البشر، ولاسيما من أجل القُصَّر ضحايا الأذية، من أجل الفقراء، والمهمَّشين، والمخلَّفين؛ من أجل العُزَّل، من أجل الأطفال الذين لم يولدوا بعد، المقتولين وهم في أرحام أمهاتهن أو المستعمَلين لأهداف تجريبية من قبل الذين أسرفوا في استعمال الإمكانات التي تتيحها البيوتكنولوجيا […]. المسيحيون أنفسهم، يا ألله، لم يتعرفوا إليك في الجياع، والعطاش، والعراة، والمضطهَدين، والمسجونين، والعُزَّل. من أجل كل الذين جاروا على غيرهم، غير معوِّلين إلا على الثروة والنفوذ، نسألك العفو."

عن الـلوموند، 14 آذار 2000