الخيط

 

أميمة الخش

 

تهتف أمي وهي تحتضنني بلهفة:

-       أخيراً، خطرنا ببالك يا ربيع!

أطوِّقها بذراعيَّ. أدفن رأسي في صدرها. أشم رائحة الحليب. ترتخي ذراعاي، وتحتبس الدموع في مقلتيَّ. يأتيني صوتها قادماً من كهف:

-       الله... كم أنت متعب!

تقودني من يدي، كما كانت تفعل في زمان قديم ولَّى، إلى فناء الدار الواسعة. تقف بي تحت ظل العريشة، وأنا مستسلم كطفل! أجول بنظري، كمن يرى الدار أول مرة، يقع على الأشياء التي يلامسها من غير ما تركيز.

أتهالك على أول كرسي أتعثر به.

تتمتم أمي وهي تتجه صوب المطبخ، متعثرة بخطاها:

-       لابد أنك مريض. هذا النحول... هذا الشحوب... سأهيئ لك كأساً من عصير الليمون.

يعود نظري يسبح خلف المواقع. فناء الدار الواسع. الحديقة الصغيرة، بأشجارها القليلة المتفرقة. الدالية الممتدة على السقالة الخشبية تظلِّل مكان جلوسي. أشعر باللهب ينطلق من جوفي، فيكوي حلقي وشفتيَّ.

يرتخي رأسي على مسند الكرسي. تتركز نظراتي على عناقيد العنب المحمَّلة بحباتها الكبيرة، تعبُّ من دفء الشمس ما يُشبِع فيها نهم الحياة إلى العطاء الفطري الذي تنتظره بفرح يعكسه تلألؤ حباتها البيضاء كالنور. "الفرح بالعطاء سرٌّ استمدَّته من الطبيعة!" تغوص نفسي وراء السر. أتيه عنه، فلا أرى إلا خيالات متباعدة تفرِّق بعضها عن بعض مسافاتٌ بعمر الزمن الذي لا ينتهي. أتابع السر، وأنا أعزل، إلا من شعاع نور منطلق من أعماقي. تستغرقني اللحظة. يتحوَّل الشعاع فجأة إلى شعلة تحمل إلى جسمي الناحل دفئاً لا علاقة له بما حوله. تتلامع حبات العنب أمام قلبي المفتوح على النور. أحس بالفرح يهدهد جسمي المهدود. تنفتح شفتاي الجافتان عن غير وعي مني على تسرُّب قطرات ماء عسلية يمتلئ بها فمي. أتلقى العطاء بغبطة. ينبض قلبي، وتتحرك في داخلي أحاسيس مدفونة!

أنتفض على وقع نظرات أمي. أحس بها تنغرس في ملامح وجهي بقوة. أخفي وجهي براحة كفِّي. تخرج من صدري تنهيدة.

-       لاشيء يا أماه. العمل... السفر... الكتابة! اطمئني. لاشيء يُقلِق. أحتاج إلى الراحة... الراحة فقط.

تمتد يدها تمسِّد شعري المشعث. ترتسم على شفتيها ابتسامة خفيفة. تناولني الكأس، وعيناها تنديان حناناً. تبتعد مرة أخرى صوب المطبخ. أدرك أنها منهمكة في إعداد طعام أحبُّه. أشعر بقسوة حبها. أحياناً، يكون الحب أقسى من الكره نفسه! يجتاحني شعور بالرفض. "أمي! ماذا تعني هذه الكلمة؟ لقد شاركتْ في تكويني في هنيهة نشوة، وأنا لا علاقة لي بذلك." أتوقَّف عند الكلمة. "النشوة!" أتساءل: "ماذا تعني؟" يُعجِزني الجواب. أحس بجفاف حروف الكلمة. يركض ذهني سريعاً خلف مسافات الزمن. ينتصب أمام ناظريَّ من وراء غمامة رمادية أبونا الأول وأمَّنا الأولى، وورقة التوت تغطي عريهما. ألمح من وراء قسماتهما شعوراً طاغياً بالقلق والإثم. تمتد يدي، فتنزع عنهما الورقة. ترتاح الملامح القلقة. يقترب الغريبان، يمتزجان، يتوحَّدان، تنطلق الآهة. يحضرني الجواب في ومضة برق خاطفة، وتمتلئ حروف الكلمة بنسغ الحياة.

تردِّد أعماقي على نغم مزمار قديم:" الحب يوحِّد، يحرِّر، يقهر الشعور بالانفصال... وأنا!"

أستيقظ. تعود أسراب القطيع تمر أمامي. كلٌّ يحمل رقمه. وأمي التي ترقبني دَهِشة، وأنا أمضغ اللقمة شارداً. "أليست رقماً من الأرقام؟!" تلفُّني بسمتها الطيبة، فأحس بالدفء، ثم يعاودني الصقيع. أرتجف. أترك مكاني وأنا أحسُّ بلسع نظراتها كسياط تنهال على جسمي العاري.

يشدُّ سمعي صوتها قوياً كصوت مطارق:

-       ستجتمع العائلة مساءً لترحِّب بك يا ربيع.

أنسى الكلمات وأنا في طريقي إلى الباب الخارجي. أتلمَّس الباب وأنا أفتحه، كأني أراه أول مرة. أنطلق كسهم ضلَّ مرماه.

الظلام يعزِّز شعوري بالوحدة والتيه، فينقبض قلبي على جرح قديم. تحار بي خطواتي كهارب تاه عن الطريق، فراحت قدماه تتعثران بالحصى، والرمل، والعشب، والعتمة. يتلفَّت وراءه مذعوراً، حائراً في اختيار طريق السلامة. تنطلق من قلب الظلمة أصوات خافتة. تصل أذنيَّ وشوشات مبهمة. ينتفض قلبي كعصفور مقرور. أرفع نظري الذي انحصر بين قدميَّ المتعثرتين. ألمح من بعيد أنواراً خافتة تنبعث من قلب غابة صغيرة. تبدو لنظري الغائم سراً محوَّطاً بألف علامة استفهام. تتسمر قدماي برهة، ثم ترتجفان، فأعجز عن الوقوف. أتربع وسط الطريق الترابي، ويمتد نظري يكشف المنظر أمامي.

يمر زمن لا أقدِّر طوله. ينبِّهني تصلب ساقيَّ. أتأوَّه. أتمدَّد على العشب بجانب الطريق، فتسترخي أعصابي، وتبدأ ذاكرتي نشاطها. يحضر الماضي أمامي لاهثاً: "ربيع!" أسمع صوتاً في داخلي: "هذا ركنك المحبَّب، قهوة أبي شفيق الصغيرة. ألا تذكر؟" أقف بقوة كَمَنْ سرى في جسمه تيار. أركض باتجاه المقهى.

أختار طاولة صغيرة بين الأشجار المتعانقة. أرتمي على كرسي من كراسيها، ألقي برأسي على مسنده، وأترك بصري يتابع جولته بين الخضرة.

يشتمُّ رائحتي أبو شفيق. يزغرد، كعادته. يحمل الصينية بنفسه، ويضعها أمامي.

-       مرَّ زمن، والله، يا أستاذ ربيع! هل شغلتك الدنيا عن ضيعتك إلى هذا الحد؟ متى زرتنا آخر مرة؟ هل تذكر؟

أبتسم بودٍّ ظاهر:

-       منذ أيام الطوفان يا أبا شفيق...

أقوم. نتعانق، نضحك من القلب. يملأ لي كأس البيرة.

-       ألم تحنَّ إلى الدوخة؟

يترنَّح في مشيته وهو يقلِّدني عندما أغرق في بحر لا ساحل له بعد الكأس الرابعة.

يقترب مني أكثر. يقف ملاصقاً. أبو شفيق! أتفرَّس في وجهه. أحدِّق طويلاً. أجهد فكري كي أتعرف إليه. أتساءل: "هل هو فعلاً أبو شفيق الذي أعرفه؟" أحس ببعد المسافة بيننا. أتهالك على الكرسي من جديد.

يصلني صوته كنقيق ضفدع:

-       بعد الكأس الرابعة يا ربيع... هه... سوف نرى... والله اشتقنا يا رجل!

يبتعد راجعاً إلى مقهاه، وهو يتمايل مقلِّداً إياي. أراه رقماً ضمن قطيع، رقماً يميل ويتلوَّى. أضحك. "أبو شفيق رقم حلزوني." أفكر قليلاً: "الرقم 4 رقم حلزوني أيضاً!" يرتفع صوت ضحكي. يصل مقهاه. يبادلني الضحك عن بعد دون أن يدرك سبب ضحكي.

أعبُّ نصف الكأس الباردة دفعة واحدة. ينطفئ في داخلي توقُّد اللحظات الماضية. أشعر بالاسترخاء وبالبرودة. تداعب وجنتيَّ نسمات الليل بلطافة ساحرة. أبتسم. تنتصب أمامي الحبيبة الغائبة. تضع أناملها على وجنتيَّ وتحرك شعر لحيتي الكث. تهمس: "أتعرف يا ربيع، لم أكن أحب اللحية قبل أن أحببتك. الآن أحب كل شيء فيك... حتى جنونك!"

أحسُّ بحضوري في عينيها، في شفتيها، في حرارة جسدها المجنون. أزداد التصاقاً بها. أفنى وأحيا ألف مرة، وفي كل مرة يتعاظم إحساسي بحضوري، وبتوحُّدي، حتى في غيبوبة النشوة.

أعبُّ النصف الثاني من كأسي. "السكر يوحِّد بينك وبين الأشياء والأرقام – هكذا يقولون –، يعيدك ثانية إلى زمرة القطيع. يقتل فيك حالة الغربة والانفصال." أفكر: "لكني لم أعشْ هذه الحالة حتى الآن!" أعزِّي نفسي: "ربما لم يحن الوقت. فالكأس الرابعة، كما يقول أبو شفيق، لم يأتِ دورها بعد." مازلتُ حتى هذه اللحظة أستطيع تذكر كل اللحظات القاتلة قبل أيام من هروبي إلى فناء بيتنا الفسيح، وإلى صدر أمي الذي يعذِّبني حنانه أكثر من القسوة بما لا يقاس، ومازلت أرى نفسي داخل العلبة الإسمنتية التي أسميها غرفتي. أحدِّق إلى جدرانها، إلى أشيائي الصغيرة المبعثرة على بعض محتوياتها المتواضعة. أحس أني لا أعرفها. أتساءل: "هل هذه غرفتي فعلاً، أم أنني أخطأت المكان في حالة شرود شدَّتني إلى بقعة أخرى بعيدة قد لا تكون على سطح هذا الكوكب أصلاً!"

تجول عيناي على غير هدى. أحس بخفة جسمي، وبارتفاعه عن مستوى الأرض الإسمنتية القاسية. أعلو... أعلو... يتابع نظري جولاته السريعة على الأشياء. يتملَّكني، وأنا في طريقي إلى الأعالي، إحساسٌ بأن في السقف كوَّة مفتوحة، وبأن ذراعيَّ جناحان سوف ينطلقان منها إلى القبة الزرقاء.

يقع بصري، قبل أن أصل السقف، على صورة حبيبة مسمَّرة على الجدار. يثبت نظري عليها. أحدِّق طويلاً. تندهني العينان الحانيتان، وتنفرج الشفتان المكتنزتان عن همس ساحر باسمي. يرتطم رأسي بالسقف، وينطوي جناحاي، فأسقط فوق السرير. أحس بدفئه، وبحرارة جسد قريب. أمد ذراعيَّ لأحضنه، لأدخل إلى أعماقه. يطالعني السراب. فأهوي على أرض الغرفة، وأنشج... أنشج حتى آخر دمعة.

أفتح عينيَّ على ضوء النهار يلسع بوهجه جفنيَّ المتورمين. أحمل حقيبتي الصغيرة على كتفي، وأنطلق دون أن أغلق الباب ورائي.

أعبُّ من الكأس الثانية. أرفع رأسي عن الكأس، فيمتد بصري، يسبر عمق الغابة. تتلامع أوراق الشجر مع انعكاس أنوار المقهى عليها. ألمح، وأنا على كرسيِّي، ابتسامتها الساحرة. أسمع نداءها. صوتها دافئ كصوت الحبيبة. أترك مكاني، وأندفع صوب الغابة. أفترش العشب الأخضر. أسند جسمي إلى جذع صفصافة كبيرة. ألتصق بالجذع. أميل برأسي على حرفه، وأضع أذني على قشرته، وأغفو... أغيب على همسات تصلني من أعماقي السحيقة، فينتشي دمي، وتطفو الصور على صفحة مخيِّلتي. أرنو إلى الحبيبة معاتباً: "طالت غيبتك، فبَعُدَتْ عني الأزمنة، والأمكنة، والناس. صيَّرني بعدك غريباً يبحث عن وليف يتوحَّد معه، فلا يرى أمامه إلا أرقاماً ضمن قطيع يمشي صوب وجهة مجهولة!" تقترب مني. تبتسم. تسترضيني بضمة بنفسج تلقيها على صدري، وهي تمرغ رأسها فوق مساحته. أشمُّ عبير رائحتها مختلطة برائحة البنفسج. أحضنهما معاً. أهصرهما. يغمرني إحساس بالفرحة الممزوجة بالأسى، ومع الشعور باللذة التي تترافق مع خروج الحياة من جسد حي، أتساءل: "أليس الفراق موتاً؟ انفصال الروح عن الجسد؟"

تخرج من صدري آهة: "أنا غريب، وقلبي مخلوع من مكانه، وكل من حولي قطيع لا يعرف وجهته."

تنبِّهني من غفوتي الواعية حركة أوراق غصن تدلَّى فوق رأسي، فشكَّل تاجاً أخضر راحت الريح تناغيه، فتتحرك معه خصلات شعري الأشعث.

أمدُّ يدي. أمسك بالأوراق النضرة. أقرِّبها من خدي، من فمي. أقبِّلها بشغف المحب. أحس بالنداوة. فم الحبيبة نديٌّ أيضاً. نديٌّ ورطب. آه... ودموع أمي نديَّة!

يشد سمعي من بعيد صوت أبي شفيق:

-       أين أنت أيها السكران؟ هل غبت عن وعيك تماماً هذه المرة؟

أفتح عينيَّ على اتساعهما، وأصرخ بصوت قوي:

-       أنا هنا يا أبا شفيق. ندهتني أشجار غابتك، فاستجبت للنداء. دار بيننا حديث ولا أحلى!

يضحك أبو شفيق ضحكة يرنُّ لها المقهى بأكمله. يتقدَّم نحو طاولتي مفتشاً عني بعينين تائهتين لا تثبتان على شيء بعينه:

-       لم أحزر يا ربيع أنك ستسكر هذه المرة بعد الكأس الأولى.

ويروح يقهقه، وهو يتمايل عائداً من حيث جاء بعد أن يلمح طيفي ينسلُّ من الغابة متخذاً طريق العودة. أبتسم مشفقاً بمحبة: "أبو شفيق والرقم 4!"

أدخل باحة البيت. لا أرى أمي التي كانت تنتظر عودتي. لا ألقي عليها، كعادتي، تحية المساء قبل أن تذهب إلى النوم. أما هي، فلا تنبس بكلمة إذ تراني. لا تذكِّرني بحضور العائلة، وخيبتها لعدم رؤيتي. لا تعاتبني بهمسة!

أدخل الغرفة الكبيرة. أحمل على كتفي الفراش القطني. أضعه وسط الباحة، وأرتمي فوقه مهدوداً. أرى نفسي كمسافر يعود بعد غيبة في صحراء مقفرة، وقد تقرَّح فمه من شدة العطش. أفرد ساقيَّ المثقلتين. يلُّفني السكون بردائه. يتسرَّب دفؤه إلى أنسجتي المتصلبة. أحسُّ بها تبدأ تتراخى وتلين. يرتفع نظري ببطء إلى السماء. يمتد خلف حدودها اللامتناهية. يغيب في ثنايا ردائها الفحمي المرصَّع باللآلئ الصغيرة، المتباعدة. يجذب نظري نجمٌ يبدو لي كبيراً وساطعاً بقوة. يثبت نظري عليه. ينشدُّ بقوة إلى بقعة ضوئه النارية. أطيل التحديق زمناً لا أحس بمروره. النجم يقترب، وجسمي يرتفع، خفيفاً، متخلِّصاً من ثقله. تضيق المسافة بيننا. وكلما ضاقت أحسست بالنار تشتعل داخل مقلتيَّ وداخل قلبي. في لحظة، نتَّحد معاً. أذوب في كتلته النارية، أنصهر، أتحوَّل. وفي لحظة انصهاري، تقرع في قلبي طبول الفرح، فأنتفض، وأنا ملقى على الفراش القطني.

يبدأ جسمي يتعرَّق ويبترد، بينما تتهاطل من مقلتيَّ دموع حارة. أعيش، برهة، حالة النشوة القصوى. الحالة الماضية نفسها التي عشتها مع الحبيبة ليلة الوداع. ليلتها، اتحدت وإياها عشرات المرات، مئات المرات... وفي كل مرة، كنت أحس بحضوري يتعاظم حتى يملأ الكون، وأحسُّ بأني وكل ما في الكون وحدة لا تتجزأ.

تودِّعني أمي، وهي تلفُّني بذراعيها وتمرِّغ وجهها على صدري ووجنتيَّ، فتُندي لحيتي بدموعها الصامتة الحارة. أنفلت من حضنها دون أن ألتفت ورائي.

أحس، وأنا أفتح غرفتي الصغيرة المتواضعة في المدينة الضبابية الصاخبة وأضع قدمي على عتبتها، بالصقيع يقتل فيَّ النبض. تجول عيناي على أثاثها. يعاودني الشعور بالغربة والوحدة. ينكسر بصري ليلامس أرض الغرفة الباردة. يقع فجأة على ظرف مختوم مرمي على أرضها قرب الباب. يقفز قلبي بين ضلوعي. أمدُّ يداً لهفى تحمله برفق، وتقرِّبه من الصدر الذي يقتحمه الفيض. تفتحه أناملي المرتعشة بخشوع ناسك في معبد. تطالع بصري اللاهف ضمة بنفسج على وشك الذبول. يتابع بصري الكلمات المرسومة على الورقة البيضاء: "عندما تصلك الضمة يا ربيع، عبر مسافات الزمن الفاصل بيننا، حاول أن تعيد إليها الحياة لأن النسغ ما يزال كامناً في أعماقها."

ترتعش الضمة بين يديَّ. أتلقَّفها خوفاً من أن تسقط. أمسك كأساً فارغة مرمية على الطاولة القريبة. أملؤها بالماء. أقرِّب الضمة من شفتيَّ الجافتين وأقبِّلها بحرارة.

في اللحظة التي أضع فيها الضمة برفق في كأس الماء أحس بحضوري يتعاظم حتى يملأ الكون، ويغمرني شعورٌ طاغٍ بالتوحُّد.

أمسك سماعة الهاتف، وأدير القرص على رقم تحفظه ذاكرتي التي لم تمت بعد. أسمع صوتها الحنون عبر المسافات، يهتف بوجد:

-       وصلت بالسلامة يا ربيع؟

أقول، والدموع تملأ مقلتيَّ:

-       أحبك يا أمي!

*** *** ***

 

 

 الصفحة الأولى

Front Page

 افتتاحية

                              

منقولات روحيّة

Spiritual Traditions

 أسطورة

Mythology

 قيم خالدة

Perennial Ethics

 ٍإضاءات

Spotlights

 إبستمولوجيا

Epistemology

 طبابة بديلة

Alternative Medicine

 إيكولوجيا عميقة

Deep Ecology

علم نفس الأعماق

Depth Psychology

اللاعنف والمقاومة

Nonviolence & Resistance

 أدب

Literature

 كتب وقراءات

Books & Readings

 فنّ

Art

 مرصد

On the Lookout

The Sycamore Center

للاتصال بنا 

الهاتف: 3312257 - 11 - 963

العنوان: ص. ب.: 5866 - دمشق/ سورية

maaber@scs-net.org  :البريد الإلكتروني

  ساعد في التنضيد: لمى       الأخرس، لوسي خير بك، نبيل سلامة، هفال       يوسف وديمة عبّود