|
طبابة بديلة
تعلِّمنا الحكمة القديمة – صوفيا أو ثيوصوفيا Theosophia – أن الحياة في الكون واحدة في الجوهر، وأن تجلِّياتها متصلة بعضها ببعض ومتواكلة بعضها على بعض. فقبل ظهور الاهتمام الحالي بما بات يُعرَف في الغرب بالكلانيHolism والإيكولوجيا العميق Deep Ecology ونظرية المنظومات Systems Theory، أعلنت مصادر الحكمة، منذ قديم الزمان، وجود شبكة لانهائية من العلاقات تربط بين كل الموجودات وتشدُّ بعضها إلى بعض كافةَ تجلِّيات الحياة التي ما هي، من منظور كلِّي، إلا انعكاسات متنوعة للوحدة الأصلية الأولى، تفيض عنها أو تصدر في بدء تجلِّي الكون وتشكُّله لتعود إليها بانتهاء دور التجلِّي.
إن
العلم الصيني القديم، المختص بالمعالجات
الجسمية والنفسية للإنسان، ما هو إلا فرع
واحد من فروع العلوم الصينية القديمة
المترابطة. فهناك علم صيني مختص بدراسة
الرياح، وآخر بدراسة المياه، وآخر بطرق
المواصلات العمرانية، وآخر بالممارسات
الرياضية، وآخر بالتوازن الغذائي، وعلوم
أخرى تتناول الرياضيات الروحية، والعلوم
الفلكية، إلخ. وإن الميِّزات التي تمتَّع بها
الصينيون، دون غيرهم من شعوب الأرض، هي أنهم
استقوا جميع هذه العلوم من مصدر واحد شامل
قادر على تفسير وتبيان الترابط بين العناصر
المختلفة لجميع العلوم، ناهيك أنهم حافظوا
عليها – ومازالوا – في شكل منظومة معلومات
متكاملة (علم بالمعنى الأكاديمي للكلمة). ومن
أبرز ما حافظوا عليه منها الطبُّ الصيني الذي
يدرَّس اليوم في جامعاتهم، بالإضافة إلى
أهميته المتزايدة في الدول الغربية، وبخاصة
الولايات المتحدة وكندا وألمانيا وهولندا
وفرنسا، وحتى في العالم العربي، وبشكل خاص في
دول الخليج. |
|
|