قراءة في العالم ومأزقه

منطق توليدي تحويلي يفضي إلى رهان خاسر!

 

محمود شريح

 

قراءة المشهد العالمي بعد 11 أيلول 2001 في منظار التشخيص والوصف، تحليلاً وكشفاً أو تعرية لما يُنتِج المأزق، ثم بالتالي توفير العلاج والتدبير، ضرورة مرحلية ومستقبلية؛ ذلك أن غارات "القاعدة" الجوية على نيويورك وواشنطن ساهمت في إعادة رسم صورة العالم في مستهل الألفية الثالثة.

إنها في إيجاز أطروحة د. علي حرب التداولية في كتابه الجديد العالم ومأزقه: منطق الصِّدام ولغة التداول.* وهو ليس خطاباً في الأزمة الراهنة للمجتمعات البشرية بقدر ما هو قراءة في المشهد العالمي، بتحولاته وانفجاراته وصدماته، لا سيما بعد كارثة 11 أيلول وتداعياتها في الولايات المتحدة والقرية الكونية. الجديد في الكتاب، بحسب المؤلف، هو الأطروحة "التداولية" التي اجتهد في صوغها وشرحها، بوجهيها الفكري والعملي: يندرج الوجه الأول تحت ما يسميه المؤلف "العقل التداولي"، بمنطقه وآلياته ومفاعيله في التركيب والتجاوز، وفي التعدد والتوسط، كما في الخلق والتحول؛ أما الوجه الثاني فيندرج تحت ما يسميه المؤلف "المجتمع التداولي"، بمفاهيمه وروابطه وقواه وآفاقه التي تتجاوز الشعارات المستهلكة حول المجتمع المدني والتحول الديموقراطي والحق الثقافي أو تعيد صياغتها.

منطلق المؤلَّف في تحليله وتعليله، من الدفة إلى الدفة، أن أحداث أيلول لم تكن مجرد صِدام بين الغرب والإسلام، أو بين أمريكا والعرب، بل بالأحرى صراع الحلفاء بقدر ما هو إفلاس البشر في تدبُّر مشكلاتهم وقيادة مصائرهم.

وفي منأى عن الصِّدام الأوسع، يرى حرب أن الأزمة الناشئة في العالم العربي مضاعفة، لناحية العجز عن معالجة الإخفاقات المتراكمة ذات الصلة الوثيقة بقضايا التحديث والتنمية والمعرفة والحرية؛ ذلك أن العقل السائد، في أشكاله اللاهوتية المقنَّعة أو في أنماطه الناسوتية السافرة، أمسى لا يعقل بقدر ما تتناقص طاقتُه على التعقُّل والتوقُّع، أو على التقدير والتدبير (ص 12). ولا يرى المؤلف أن الإفلاس الفكري انحصر في الأصوليات والإيديولوجيات فحسب، بل تخطَّاها ليصيب الدعوات إلى أنْسَنَة الاقتصاد والسوق والتقنية، ولينال من خطاب حقوق الإنسان. على هذا النحو يرتد الباحث إلى مقولته الأساسية: "لم تعد المسألة مسألة صراع بين الإنسانية والعولمة، ولا مسألة صِدام بين الحضارات أو بين الإسلام والغرب، وإنما هي صدمة الإنسان لنفسه ومشكلته مع ذاته." (ص 13)

يخرج علي حرب على الإجماع القائل بأن الصدام حضاري، وأن منشأه التوتر الذي نشب بين الإسلام والغرب في أعقاب 11 أيلول، ويتبنى موقفاً وجودياً، ويدعو إلى طريقة جديدة في التفكير، ويطالب بمجتمع تداولي "مدرَّب على عقل جديد يتجاوز الفكر الأحادي والعقل الماورائي بقدر ما يستثمر العقل التواصلي والمنهج التأويلي، فضلاً عن المنطق التحويلي" (ص 18).

ثم يمضي حرب في مسعاه للإماطة عن كنه مقولته. فإذا كتابه في محورين أساسيين: أولهما "الإنسان أمام مأزقه" (ص 21-102)؛ وثانيهما نحو "مجتمع تداولي" (ص 105-109). الأول تشخيص؛ الثاني علاج. في المحور الأول بحثٌ عن جذور العنف. ويرى المؤلف أن "الحريق الأمريكي" غيَّر "قواعد اللعبة الدولية" (ص 25) وأعاد رسم خريطة المشهد الاستراتيجي (ص 25). لكنه لا يُسقِط أبداً، على مدى تحليله، أن العنف يكمن "في بنية الثقافة نفسها" (ص 29).

إلى الآن، وفي كل ما سبق، لم يقلْ علي حرب سوى ما هو طوباوي ومطلق، ولم يجانب الصواب؛ ونحن معه – إلا حين يطلع علينا بمقولة غامضة ملتبسة: "وهكذا فالإسلام والغرب وجهان لعملة واحدة. أي أن نتواطأ بعضنا مع بعض، بقدر ما يتواطأ كلُّ واحد ضد نفسه." (ص 31) هنا نخالفه الرأي. فإن كان الإسلام والغرب وجهان لعملة واحدة يبرز السؤال: هل هذه، بالتالي، عملة رائجة، مسكوكة وذات قيمة؟ لكن علي حرب يتجاوز هذه الهفوة، وإن لم يتخلص منها، متى ألحق مقولته بما يشبه المقارنة: "فالضدان – الإرهاب والإرهاب المضاد – هما وجهان لعملة واحدة" – إذ نحن هنا مع جذر شَكول. أما في الإسلام/الغرب فالمسألة شائكة، ولا يمكن حصر صِدامها بالحادي عشر فحسب، وإن اتصلت به منذ الآن وإلى قيام الساعة، إن طالت؛ إذ يلوح في الأفق أن الغرب، متمثلاً بأمريكا، عَقَدَ النية – ويبدو أنها صافية هذه المرة – على مقارعة الإسلام في داره، ويا قاتل يا مقتول، ومن ليس معنا فهو ضدنا! أما سَرَحان إسرائيل ومَرَحانه فيُكال بمكيال آخر.

وحين ينصرف المؤلف إلى الكشف عن منابع العنف ورصد آلياته يجد أنها كامنة في الألوهة والبطولة والأصولية والقداسة والنخبوية والأحادية والطوباوية والحضارة والإنسانية. ثم يسهب في التعليق على هذه المنابع وتلك الآليات، فلا يجد بداً من العودة إلى الجذور الثقافية للاستبداد، متفقاً مع الكواكبي في طبائعه لناحية تعثر المشروع الحضاري في دنيا العرب، كي لا نقول إخفاقه. إذ يقول د. حرب بتراجع مسألة الحريات؛ فكأن الحاكم بأمر الله رُدَّ إلينا من غيبته، وشاعت منازع "التألُّه والتجبُّر" (ص 84)، وإذا نحن في نقيض الديموقراطية: فالفصل للعقل "الجمعي"، وعلى "الفردي" السلام! ونحن أيضا على مرمى حجر من عسكرة المجتمع، وعلى قاب قوسين – والأرجح أدنى – من التهويم الحداثي والسقوط في حجب العصبية. لكن، هذه المرة، لا دانيال النبي، ولا من يحزنون، بل وحوش ضارية، شرقاً وغرباً. فلأعترف أن حرب يحلق عالياً في مسعاه إلى رصد آليات العنف، فيبرهن مجدداً عن وقفته الفلسفية المعهودة!

ثم يدحض المؤلف الكلام على الصِّدام بين الحضارات بوصفه صراعاً بين الأديان؛ أي أنه يردُّ على مقولة هانتنغتون الآخذة بالدين على أنه أخص مقومات الحضارة. فيرى حرب أن الصراع هو بين ثقافات، كما هي حال العلاقة "في وجهٍ من وجوهها، بين العالم الإسلامي والعالم الغربي، وعلى رأسه الولايات المتحدة" (ص 63). الصراع إذن بين هويَّتين تتراوح علاقاتهما "بين الإنكار والانبهار أو بين الخوف والإعجاب أو بين التقدير والتقليد" (ص 67). ثم يرى فجأة أن العلاقات "بين الإسلام والغرب هي صلات بين عالمين لا ينفكَّان عن التواصل" (ص 70). أما لماذا نحصد الهزيمة تلو الهزيمة، فلأننا، في عُرف الباحث، "نتشبَّث باقتناعاتنا المفلسة وقيمنا المدمرة وثنائياتنا الخانقة" (ص 82)؛ إذ "لا يمكن العمل بالعملة العقائدية والفقهية القديمة إلا إرهاباً ودماراً" (ص 85).

كيف الخروج إذن من هذه الورطة؟ يلح حرب على مفاهيم ومعايير جديدة في حاجة إلى خلق وصوغ، وعلى هذا النحو يرسي فلسفة تنهض على أن "مشكلة الإنسان هي مع نفسه بالدرجة الأولى" (ص 84)؛ وعليه فالحاجة ماسة إلى "التمرس بسياسة جديدة لإدارة الهويات والمفاهيم" (ص 86). ولكن لمن تقرع أجراسك يا علي – والناس في غفلة عن الآتي، الأعظم من نكبة 1948، والأسوأ من الحرب الأهلية في 1975، والأعتى من الاجتياح في 1982، ملتهين بالمنصب والجاه، ومتشبثين بالمذهبية، ومتعانقين مع الطائفية، ومهلِّلين للإقطاعية، وراضين بالعبودية، وعينك – سلمت – على فوضى التدبير، وسوء الفهم، وغياب الحوار، وتهميش الرأي، وهيمنة التجبر؟! فمن أين إذن تسقط علينا مفاهيم وقيم جديدة؟ أم أنها تصعد إلينا من طحلب شاخ في مستنقع الجهل؟!

دعوة حرب، على أصالتها وجذالتها، تُسقِط من حسابها أن هناك صراعاً – وهو مرير – بين الغرب المنفلت من عقال المنطق، والشرق اللاهث وراء عجلة التقدم الخارجة على سكَّة الحرية والإخاء والمساواة، مما أسفر عن شرخ عظيم في بنية الثقافة العربية الحديثة. ولا عجب إن تحوَّل عدد كبير من دعاتها إلى نافخين في أبواق غليظة، لا قدرة لأنفاسهم فيها على إعلاء عقائدهم الخافتة. فما صح فيهم إلا وصف إرميا لنهمهم الروحي: "لصق لسان المرضع بحنكه من العطش" (4: 4). حضارة يلفُّها زيفٌ ونفاق ورياء، كيف تخترق قشرتها قيمٌ ومفاهيم جديدة؟ عسى ألا تكون صرختك يا علي في وادٍ! فنحن، من صوبنا، لا نزال نتلمَّس صدى صرخة معلِّمنا سعادة، صاحب آخر عقيدة علمانية متماسكة في المشرق العربي. ومن هنا نرى أن المشروع الحضاري في بلاد الشام لا تقوم له قائمة ما بقيت الدولة العبرية التي، بتشجيع من "الديموقراطية" الغربية، تستبيح شرعة حقوق الإنسان، وتقصف وتدمِّر وتهجِّر، ولا تقر بأن فلسطين لأهلها – فكيف بتحقيق وئام حضاري ينال الناس أجمعين، شرقاً وغرباً، من غير إنصاف مظلومين وإحقاق مستعبدين ومحو فروق طبقية هائلة؟!

يسعى حرب في الشق الثاني من كتابه إلى الخروج من المأزق الذي لحق بالعالم من جراء منطق الصِّدام. ففي "العولمة وعواقبها" يرى المؤلف مدخلاً لا يستهان بأثره في إشاعة الرعب التقني. فالتحول المتسارع في حقول المعرفة كلِّها أدى إلى تفجر المأزق الوجودي. وكان المؤلف أماط عن عواقب هذا التفجُّر في محاضرة ألقاها في معرض الكتاب الدولي في تونس في نيسان 2001، فكانت استشرافية لرؤيتها أن "العقلانية" اختطَّت منهجاً أحادياً، وأقامت على حدودها سياجاً من الثنائيات الخانقة، وتبنَّت النرجسية، وأُغرمت بأوهام الطوباوية (ص 120-125)؛ أي أنها سلكت الطريق السلطانية إلى الدخول في "سجن الهويات الصافية". فما العمل، إذن، وسط هذه الأجواء الخانقة؟

الجواب في إقامة "المجتمع التداولي" – وهو المصطلح الذي أشاعه حرب على مدى السنتين الأخيرتين، الآخذ بنقد المجتمع المدني، الحاضن للتعددية، المتغذي بالآخرية، والمُسقِط للأفكار القومية والإيديولوجيات الوطنية. عين المؤلف في نهاية المطاف على "فكرة التداول" و"تداول الفكرة"، في معنى شبك الفلسفي باللغوي، بغية الوقوف على السياسي (السلطة) والتواصلي (الاجتماع البشري) من علٍ.

كل ذلك أورده علي حرب ليتمكَّن من بسط "فلسفة الحوار" أو "فن العيش معاً"، منطلقاً من مثال الحوار في لبنان بين المسيحية والإسلام. فيجد أن الأزمة قائمة في "كون بعض دعاة الحوار هم الذين يُنتجون الفِرقة ويكرِّسون الانقسام بعلم أو بغير علم" (ص 168). وعليه يرى أن مسألة الهوية ذات الصلة بذلك الحوار "أعقد مما نحسب" (ص 171)؛ فهي "مسألة وجودية في نهاية التحليل" (ص 171). والخلاص، بالتالي، ممكن بإعلاء شأن "الهوية المفتوحة والغنية" (ص 176)، القادرة "على الخلق والتجدُّد أو التجاوز والعبور من خلال سيرورة متواصلة من البناء وإعادة البناء" (ص 176). فالخلاصة التي ينتهي إليها المؤلف هو أن ما يحتاج إليه الناس، عرباً وبشراً، هو إتقان الشراكة والمداولة والتحول عما هو عليه لكي يتعايشوا بأقل كلفة ممكنة، تسلطاً وعنفاً وتفاوتاً.

دعوة حرب لنا ذات صلة وثيقة بجوهر مقولته في كتابه بأسره، أي تبني منطق توليدي، تحويلي، يحرِّك الثوابت، ويتقن التداول العقلاني، ويشارك في صناعة العالم. فلسفة متعالية في المعنى الكانطي. نية صادقة، إنما رهان خاسر!

على هذا النحو، إذن، يطمح علي حرب إلى تدوين قراءة عقلانية في المشهد العالمي في أعقاب أحداث 11 أيلول 2001. وهو محق وعلى صواب في أن تلك الأحداث كانت حصيلة ما سبقها من تراكمات وتفاعلات؛ ولكنه يجانب ذلك الصواب نفسه حين يرى أن أحداث الحادي عشر "لا تعبِّر عن صراع الحضارات بقدر ما تشهد على العجز عن مواجهة العنف الذي تتقنه البشرية اليوم أكثر من أي مضى" (ص 5). ففي رأينا المتواضع – وعلي أخونا وصديقنا؛ فلن يعتب علينا كثيراً! – أنه إذا لم يُكتَب لأحداث الحادي عشر أن تُصنَّف تحت خانة صراع الحضارات لكونها مجرد صِدام طائرات ("قباطنتها" عربٌ "أقحاح" من الجزيرة والكنانة والبقاع) بمعقل الشريان الاقتصادي والدماغ العسكري الأمريكيين، فإني أطالب، طوعاً، بإحالتي على طبيب نفساني (ولكن ليس من الدرجة العاشرة، كما على الفضائيات العربية!)، لأن هانتنغتون وربعه، لغِيِّهم وغطرستهم وتجبُّرهم، في حاجة إلى مصحات عقلية! فهم أشاعوا هذا المفهوم، ثم طبَّلت له "الديموقراطية" الغربية وزمَّرت، فيما لم تنبس صاحبة العظمة، من صبرا إلى جنين مروراً بقانا، ببنت شفة. أي أنهم ألبسوا الصراع قبعة وألحقوه بربعه، ومن باب ضربني وبكى، سبقني واشتكى! والأنكى فالأنحس أن طائفة مفكرين "عربان" و"أقحاح"، أيضاً وأيضاً، يقيمون في أمريكا، مجَّدوا تهويم هانتنغتون، فانقلبت الدنيا: إن قلت إن نبعاً في أرضك لك، فإليه يَفِدُ خبراء ووسطاء وعباقرة مياه، يعاينون ويفحصون ويدرسون، بحيث تشك في أن فلسطين كان لها يوما أهل! ألم يكن بلفور رأسَ حربة صِدام، وسايكس–بيكو فَسخَ حضارة، وقيام إسرائيل مَسخَ كون بأسره؟!

على هذا النحو، يكون تحليل د. حرب صائباً حين أدرك أن الحادي عشر نتيجة تراكم أحادية؛ وإلا فالسلام على فلسفة التناقض، ولتُقَمْ صلاةُ الغائب على هيغل! لكن لأحداث الحادي عشر، كما يبدو، عواقب أعم مأساةً وأشمل تصدعاً، قد ينجم عنها ضياعُ فلسطين مجدداً – وهذه المرة إلى الأبد – وتفكك المنطقة أسرع مما توقعنا. في الإطار هذا يشكل مؤلَّف علي حرب المهم وثيقة أساسية ومدخلاً إلى أية مناقشة عربية مستقبلية في "صراع الحضارات".

*** *** ***

عن النهار، الثلثاء 22 تشرين الأول 2002


* صدر في منشورات "المركز الثقافي العربي"، 2002، 192 ص (قطع كبير). ليست كافة الآراء الواردة في هذه المراجعة معبِّرة عن وجهات نظر أعضاء أسرة التحرير جميعاً، لكن المقصود من نشرها كما هي، بالإضافة إلى توخِّي الأمانة الفكرية، هو تعريف القراء بكتاب د. علي حرب الذي نكنُّ لأفكاره الشمولية والإنسانية كل التقدير والاحترام. (المحرر)

 

 الصفحة الأولى

Front Page

 افتتاحية

                              

منقولات روحيّة

Spiritual Traditions

 أسطورة

Mythology

 قيم خالدة

Perennial Ethics

 ٍإضاءات

Spotlights

 إبستمولوجيا

Epistemology

 طبابة بديلة

Alternative Medicine

 إيكولوجيا عميقة

Deep Ecology

علم نفس الأعماق

Depth Psychology

اللاعنف والمقاومة

Nonviolence & Resistance

 أدب

Literature

 كتب وقراءات

Books & Readings

 فنّ

Art

 مرصد

On the Lookout

The Sycamore Center

للاتصال بنا 

الهاتف: 3312257 - 11 - 963

العنوان: ص. ب.: 5866 - دمشق/ سورية

maaber@scs-net.org  :البريد الإلكتروني

  ساعد في التنضيد: لمى       الأخرس، لوسي خير بك، نبيل سلامة، هفال       يوسف وديمة عبّود