english arabic
الفصل الخامس الفصل الثالث

مفتاح الثيوصوفيا

 

هيلينا ب. بلافاتسكي

 

الباب الرابع

 

الصلات بين الجمعية الثيوصوفية والثيوصوفيا

 

_____

 

أهداف الجمعية

السائل: فهل السموُّ الخلقي، إذن، هو موضع الإصرار في جمعيتكم؟

الثيوصوفي: بلا ريب! فعلى من يريد أن يكون ثيوصوفياً حقيقياً أن يجاهد ليحيا كثيوصوفي.

السائل: إذا كان الأمر كذلك، فسلوك عدد من الأعضاء، كما سبق وألمعت، يتنافى وهذه القاعدة الأساسية.

الثيوصوفي: إنه يتنافى وإياها حقاً. لكن هذا أمر لا حيلة لنا فيه فيما بيننا إلا بقدر ما للَّذين يدعون أنفسهم مسيحيين ويتصرفون كالأبالسة حيلة فيه فيما بينهم. العيب ليس في تشريعاتنا ونظمنا، إنما في الطبيعة البشرية نفسها. فحتى في بعض الشُعَب الظاهرية العلنية يؤدي الأعضاء القَسَم بـ"ذاتهم العليا" أن يحيوا الحياة التي تَسُنُّها الثيوصوفيا. وعليهم أن يجعلوا ذاتهم الإلهية تهدي كل خاطرة من خواطرهم وكل فعل من أفعالهم، كل يوم وكل لحظة من حياتهم. على الثيوصوفي الحقيقي أن "يصنع البر ويمشي باتِّضاع".

السائل: ماذا تعني بذلك؟

الثيوصوفي: أعني ببساطة ما يلي: على الذات المفردة أن تنسى نفسها في سبيل الذوات الكثيرة. دعني أجيبك بكلمات فيلاليثي حقيقي، ع. ج. ث.، عبَّر عن ذلك تعبيراً جميلاً في الثيوصوفيّ: "إن أمسَّ حاجات الإنسان هي أن يجد نفسه، ثم أن يُعِدَّ ثَبْتاً صادقاً بممتلكاته الذاتية، ومهما كانت حصيلته سيئة أو معدمة، لن يعدم التكفير عنها إذا توفَّر على العمل بنيَّة صادقة." ولكنْ كم عدد الذين يُقدِمون على ذلك؟ الكل متأهب للعمل من أجل تفتُّحه وتقدُّمه؛ أما المتأهبون للعمل من أجل تفتح الآخرين وتقدمهم فقليلون جداً. فلنقتبس الكاتب نفسه من جديد: "لقد انساق البشر طويلاً للضلال والوهم، وعليهم أن يحطموا أوثانهم، وينفضوا عنهم مظاهرهم الكذَّابة ليشرعوا في العمل من أجل أنفسهم – لا بل هناك كلمة صغيرة زائدة، لأنه يحسن بالذي يعمل من أجل نفسه فقط ألا يعمل على الإطلاق؛ أحْرِ به أن يجتهد في العمل من أجل الآخرين، بل من أجل الكل. ففي مقابل كل زهرة محبة وبِرٍّ يغرسها في حديقة جاره تختفي عشبة ضارة من حديقته، وبذلك تتفتح البشرية – روضة الآلهة هذه – كالوردة. إن هذا منصوص عليه في كل الكتب المقدسة وكل الأديان، لكن أناساً دسَّاسين طفقوا بادئ ذي بدء يسيئون تأويلها لينتهوا إلى تشويهها والحطِّ منها وهَتْكها. لا حاجة إلى وحي جديد، وليكن كل إنسان وحياً لذاته، ولتستولِ روح الإنسان الخالدة على هيكل جسده وتطرد الصيارفة وكل نجاسة فيه، ولسوف تفتديه إنسانيته الإلهية؛ فإنه حين يكون على هذا النحو واحداً في ذاته فسوف يكون له أن يعرف "باني الهيكل"."1

السائل: أعترف أن هذه غيرية صرف.

الثيوصوفي: إنها لكذلك. ولو أن واحداً من كل عشرة أعضاء في ج. ث. وضعها موضع التطبيق لكانت جماعتنا جماعة من المصطفين حقاً. غير أن ثمة بين الجُنُب أناس سوف يرفضون دوماً رؤية الفرق الأساسي بين الثيوصوفيا والجمعية الثيوصوفية، بين الفكرة ووعائها الناقص. إن أمثالهم يلقون بتبعة كل خطيئة وكل نقيصة للوعاء – الجسد الإنساني – على الروح النقية التي تلقي عليه بنورها الإلهي. فهل في هذا ما ينصفهما؟ إنهم يرجمون جمعية تجاهد ضد أعظم الأهوال لترقى إلى مستوى مثالها ولتذيعه. كما أن بعضهم يطعن في الجمعية الثيوصوفية، لا لشيء إلا لأنها تتجاسر على النهوض بما فشلت نُهُج أخرى – الكنيسة ومسيحية الدولة بالأخص – في النهوض به فشلاً ذريعاً. وغيرهم يفعل ذلك لأنهم يريدون عن طيب خاطر الحفاظ على الأوضاع الراهنة التي يتبوَّأ فيها الفريسيون والصدُّوقيون مقعد موسى، ويلهو العشارون2 والخطاة في أماكن القصف، كما في الإمبراطورية الرومانية إبان انحطاطها. بيد أن على المنصفين من الناس، على الأقل، أن يتذكروا أن الإنسان الذي يفعل كل ما بوسعه في عالم الإمكانات النسبية هذا ينجز بقدر ما ينجز الذي يحقق الأكثر. تلكم حقيقة بسيطة، بديهية، يؤيدها مثل الوزنات3 التي وزَّعها السيِّد على عبيده: لقد جوزي العبد الذي ضاعف وزنتيه بمثل ما جوزي به زميله العبد الذي تسلَّم خمس وزنات. فكلٌّ يعطى "بحسب مواهبه".

السائل: ومع ذلك يصعب تعيين حد بين المجرَّد والعينيِّ في هذه الحالة لأننا لا نملك إلا هذا الأخير لتكوين حكمنا.

الثيوصوفي: فلم إذن تستثنون ج. ث. من ذلك؟ إن العدل، كالبرِّ، يجب أن يبدأ بالنفس. فهل تزدرون "العظة على الجبل4 وتهزؤون بها لأن قوانينكم الاجتماعية والسياسية وحتى الدينية فشلت حتى الآن في وضع وصاياها موضع التطبيق، لا في روحها وحسب، بل حتى في حرفها الميت؟ أبْطِلوا القَسَم في المحاكم والبرلمان والجيش وفي كل مكان وقوموا بما يقوم به أعضاء فرقة الكويكرز5 إذا شئتم أن تدعوا أنفسكم مسيحيين. بل أبْطِلوا المحاكم نفسها لأنكم إذا شئتم العمل بوصايا المسيح عليكم أن تنزلوا عن جلبابكم لمن ينتزع منكم عباءتكم، وتعرضوا خدَّكم الأيسر للمتعرِّم الذي يلطمكم على الأيمن.6 "لا تقاوموا الشرير، أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم، وأحسنوا إلى مبغضيكم"7، "لأن كل من خالف وصية من أصغر تلك الوصايا وعلَّم الناس أن يفعلوا مثله، عُدَّ الأصغر في ملكوت السموات"8، و"كل من قال "يا أحمق" استوجب نار جهنم".9 فلم تدينون إذا أردتم ألا تُدانوا بدوركم؟ ثابروا على إصراركم أنه ليس ثمة من فرق بين الثيوصوفيا والجمعية الثيوصوفية فتعرِّضون على الفور نهج المسيحية وجوهرها نفسه للتُهَم عينها، إنما على نحو أشد خطورة.

السائل: ولم على نحو أشد خطورة؟

الثيوصوفي: لأنه في حين يحاول قادة الحركة الثيوصوفية، إذ يقرُّون بهفواتهم، كل ما بوسعهم لإصلاح خصالهم واجتثاث الشر من الجمعية، وفي حين أن قواعدهم وقوانينهم الفرعية مستوحاة من روح الثيوصوفيا، يقوم مشرِّعو الأمم التي تدعو نفسها مسيحية وكنائسها بالنقيض. أعضاؤنا، حتى الأسوأ فيهم، ليسوا بأسوأ من المسيحي العادي. ناهيك أن الثيوصوفيين، إن كانوا يعانون كل هذه الصعوبة في سلوك الحياة الثيوصوفية الحقة، فهذا يعود إلى أنهم جميعاً أبناء جيلهم. لقد كان كل منهم مسيحياً، نشأ وترعرع وسط سفسطة كنيسته وتقاليده الاجتماعية وحتى قوانينه المتناقضة. هذا ما كان عليه قبل أن يصبح ثيوصوفياً، أو بالأصح عضواً في الجمعية التي تحمل هذا الاسم. ذلك أننا مهما كررنا أن هناك فرقاً هاماً جداً بين المثال المجرَّد ووعائه سنبقى مقصِّرين.

المجرَّد والعينيُّ

السائل: وضِّح، أرجوك، هذا الفرق توضيحاً أكبر قليلاً.

الثيوصوفي: الجمعية جماعة عظيمة من الرجال والنساء مكوَّنة من أشد العناصر تبايناً. والثيوصوفيا بمعناها المجرد هي الحكمة الإلهية أو حصيلة المعرفة والحكمة التي يقوم عليها الكون – تجانس الخير الأزلي. وهي بمعناها العينيِّ جملة ما خصَّت به الطبيعة الإنسان على هذه الأرض من هذه الحكمة، ليس إلا. إن بعض الأعضاء يسعون بنيَّة صادقة إلى تحقيق الثيوصوفيا وإلى جعلها موضوعية، إذا جاز التعبير، في حياتهم، بينما يرغب غيرهم في الدراية بها فقط، لا في وضعها موضع التطبيق؛ وهناك سواهم ممَّن قد انضمُّوا إلى الجمعية بدافع الفضول وحسب، أو اهتمام عَرَضي، أو لأن بعض أصدقائهم ينتمون إليها. فكيف للنهج أن يقوَّم، إذن، بحسب مستوى أولئك الذين ينتحلون الاسم بدون أي حقٍّ فيه؟ وهل للشعر، أو مصدر إلهامه، أن يقاس فقط بالشُوَيْعِرين هؤلاء الذين يبرِّحون بآذاننا؟ بالمثل، ليس للجمعية أن تُعتبَر تجسيداً للثيوصوفيا إلا في دوافعها المجردة، وليس لها أن تدَّعي أنها وعاؤها العينيُّ مادامت عيوبها ونقائصها البشرية ممثَّلة كلها في صُلبها؛ وإلا فإن الجمعية لن تفعل غير تكرار الخطأ الكبير الذي وقعت فيه كنائس المسيح المزعومة وسيل انتهاكاتها. وإذا كانت التشبيهات الشرقية مباحة فإن الثيوصوفيا هي بحر الحقيقة والمحبة والحكمة الشاملة الذي لا ساحل له، العاكس إشراقه على الأرض، في حين أن الجمعية الثيوصوفية مجرد فقاعة مرئية على وجه ذلك الإشراق. الثيوصوفيا هي الطبيعة الإلهية، ما يُرى منها وما لا يُرى، وجمعيَّتها هي الطبيعة البشرية التي تجاهد للعروج إلى أصلها الإلهي. الثيوصوفيا، أخيراً، هي الشمس الأزلية السرمدية، وجمعيَّتها هي الشهاب الخاطف الذي يحاول أن يستقر في مدار ليصبح كوكباً، يدور أبداً ضمن جاذبية شمس الحقيقة. لقد تأسست الجمعية لتسهم في إرشاد البشر إلى وجود شيء ما كالثيوصوفيا ولمساعدتهم على العروج إليها بدراسة واستيعاب حقائقها الأزلية.

السائل: ظننتك قلت إنه ليس لديكم دساتير أو عقائد خاصة بكم؟

الثيوصوفي: ليست لدينا في الواقع. فالجمعية ليست في حوزتها حكمة تخصها لتؤيِّدها أو لتعلِّمها. إن هي إلا مستودع لكل الحقائق التي نطق بها كبار رائيي ومسارَري وأنبياء العصور التاريخية وحتى ما قبل التاريخية – كل ما يمكنها أن تحصِّل منها في الأقل. لذا فإنها ليست إلا القناة التي يُمرَّر من خلالها كثير أو قليل من الحقيقة التي نجدها في تعاليم كبار معلِّمي البشرية مجتمعة.

السائل: أوتكون حقيقة كهذه متعذرة المنال خارج الجمعية؟ ألا تدَّعي كل الكنائس الأمر عينه؟

الثيوصوفي: لا، على الإطلاق. إن الوجود الذي لا ريب فيه لمسارَرين كبار – "أبناء لله" حقيقيين – يدل على أن حكمة كهذه كثيراً ما كان يتم بلوغها على يد أفراد معزولين، وإن لم يستغنوا في البداية عن إرشاد معلِّم. غير أن معظم أتباع أمثال هؤلاء المعلِّمين، عندما أصبحوا معلمين بدورهم، اختزلوا شمولية هذه التعاليم إلى الأخدود الضيق لدساتيرهم المذهبية. فكانت وصايا معلِّم مختار واحد هي التي يؤخذ بها وتُتَّبَع باستبعاد سواها – هذا إذا اتُّبِعت أصلاً، كما في حالة العظة على الجبل. وهكذا فإن كل دين نُتْفَة من الحقيقة الإلهية، استُخدِمت لإسقاط مشهد واسع حاكته المخيِّلة البشرية، ادَّعى تمثيل الحقيقة والحلول محلها.

السائل: لكن الثيوصوفيا، على حد قولكم، ليست ديناً.

الثيوصوفي: إنها بالتأكيد ليست ديناً، بما أنها جوهر كل دين وجوهر الحقيقة المطلقة التي يقوم كل معتقد على قطرة منها. فإذا لجأنا إلى الاستعارة قلنا إن مثل الثيوصوفيا على الأرض كمثل الشعاع الأبيض للطيف الشمسي، ومثل كل دين كمثل لون واحد من ألوان الموشور السبعة. إن كل شعاع لوني، إذ يتنكَّر لكل الأشعة الأخرى ويكفِّرها بوصفها باطلة، لا يدَّعي الأفضلية وحسب، بل يدعي أنه ذلك الشعاع الأبيض نفسه، ويحرِّم حتى تدرُّجاته اللونية من الفاتح إلى القاتم بوصفها زندقات. غير أنه مثلما أن شمس الحقيقة ترتفع في إشراقها على أفق إدراك البشر ويتلاشى كل شعاع لوني بالتدريج حتى يعاد امتصاصه أخيراً بدوره، كذلك لن تُبتَلى البشرية في خاتمة المطاف بالاستقطابات الصنعية، بل تستحم في نور شمس الحقيقة الأزلية الصافي الذي لا لون له. وذلكم سيكون الثيوصوفيا.

السائل: أنتم تدَّعون، إذن، أن جميع الأديان الكبرى مشتقة من الثيوصوفيا وأن العالم سيتحرر باستيعابها من لعنة أوهامه وضلالاته العظيمة!

الثيوصوفي: بالضبط. ونحن نضيف أن جمعيتنا الثيوصوفية هي البذرة المتواضعة التي ستُنتِج أخيراً، إذا رُوِّيت وتُركَت لتعيش، شجرة معرفة الخير والشر المغروسة على شجرة الحياة السرمدية. وحدها دراسة الأديان والفلسفات الكبرى المتنوعة للبشرية ومقارنتها بنزاهة وبعقل غير متحامل يمكن أن تؤمِّل البشر بالوصول إلى الحقيقة. وإن بلوغ هذه النتيجة لن يتحقق ما لم يتم العثور بالأخص على مختلف نقاط الاتفاق فيما بينها والتفطُّن إليها. فإننا حالما نصل – إما عن طريق الدراسة وإما بالأخذ عن شخص عارف – إلى معناها الباطن نجد أنه يعبِّر في جميع الحالات تقريباً عن حقيقة كبرى في الطبيعة.

السائل: لقد سمعنا عن عصر ذهبي كان فيما مضى، وما تصفه قد يكون عصراً ذهبياً ينبغي أن يتحقق في يوم آتٍ. فمتى يكون ذلك؟

الثيوصوفي: ليس قبل أن تشعر البشرية ككل بالحاجة إليه. هنالك حكمة في كتاب جاويدان خرد الفارسي تقول: "الحق يُعرف من وجهين: ظاهر يُعرَف بنفسه، وباطن يُعرَف بالاستنباط من الدليل."10 فليس قبل أن يصبح هذا النوع الثاني من الحقيقة في ظهوره للجميع في مثل بطونه اليوم، وبالتالي تعرُّضه للتشويه بالسفسطة وبالمماحكة، وليس قبل أن يعود وجها الحق وجهاً واحداً، سيكون للناس أن يروا رؤية متماثلة.

السائل: لكن لابد أن تلك القلة التي شعرت بالحاجة إلى مثل هذه الحقائق قد عقدت العزم بالتأكيد على الإيمان بشيء محدد؟ إنك تخبرني بأن لكل عضو، مادام ليس للجمعية عقائدها الخاصة، أن يعتقد بما ويختار ما يحلو له. إن هذا يبدو وكأن الجمعية ترمي إلى إحياء بلبلة ألسن ومعتقدات برج بابل القديم.11 أما لديكم من معتقدات مشتركة؟

الثيوصوفي: ما نعنيه حين نؤكد أن الجمعية ليست لها عقائد أو معتقدات خاصة بها هو أنه لا توجد عقائد أو معتقدات خاصة مفروضة على أعضائها. لكن هذا بالطبع لا ينطبق إلا على الجمعية في مجملها. فهي، كما قيل لك، تنقسم إلى شعبتين، واحدة ظاهرة وأخرى باطنة. للذين ينتمون إلى الشعبة الثانية، بالطبع، فلسفة، أو – إذا فضَّلت – منهج ديني خاص بهم.

السائل: هل لك أن تخبرنا ما هو؟

الثيوصوفي: نحن لا نجعل منه سراً. فلقد أوجِز قبل بضع سنوات في الثيوصوفي وفي البوذية الباطنية، ويمكن الوقوع عليه مفصَّلاً أكثر في العقيدة السرية.12 إنه مؤسَّس على أقدم فلسفة عرفها العالم التي تدعى دين الحكمة أو العقيدة الحقة. وبوسعك إن شئت أن تطرح أسئلة لتحصل على إيضاحات.

*** *** ***

الفصل الخامس الفصل الثالث


1 "الهيكل" رمز إلى الجسد الإنساني وطرد الباعة والصيارفة منه (راجع إنجيل مرقس 11: 15-17 و إنجيل يوحنا 2: 13-22) إشارة إلى تطهير الجسد من الأدران العالقة به والنفس من الشهوات الجامحة بها استعداداً لاقتبال المُساررة والولادة "من عَلُ" (إنجيل يوحنا 3: 3)، "من الماء والروح" (إنجيل يوحنا 3: 5) . هذا التطهُّر، مع إخلاص النية، هو الشرط اللازم والكافي لـ"بناء الهيكل" الداخلي وإقامته في الأيام الثلاثة التي تستغرقها المساررة التي هي، رمزياً، "موت وقيامة". يومئ الفيلسوف الثيوصوفي ندره اليازجي في كتابه رد على اليهودية واليهودية المسيحية (طب 2، دمشق 1984، ص 292) ، اعتماداً على الفيلسوف الإسكندري اليهودي فيلون، إلى الرمزية الباطنية للهيكل التي لا يدركها أهل الظاهر والحرف من المتدينين. (م)

2 يدل أصل كلمة "فريسي" بالآرامية على اعتزال الخطاة وعدم مخالطتهم. كان الفِرِّيسيون يتبعون مذهباً يدعو إلى التشدد والتصلب في الحفاظ على شريعة موسى وسُنَّة الأقدمين في أمور الطهارة ومراقبة يوم السبت والزكاة... إلخ، وكانوا يؤمنون بالملائكة والأرواح والقيامة فيخالفون بذلك الصدوقيين الذين كانوا ينكرون ذلك كله. وكان كثير من الكتبة، أي علماء الكتاب، منهم. أخذ عليهم المسيح رياءهم وغرورهم وتعلُّقهم بالحرف الميت دون الروح وقساوة قلوبهم. أما الصدُّوقيون فأغلب الظن أنهم ينتسبون إلى "صادق"، عظيم الكهنة في عهد سليمان. كانوا حزباً دينياً سياسياً أكثر أعضائه من الكهنة. وأما العشارون فقد ورد ذكرهم في الباب السابق، الهامش 2. (م)

3 راجع هذا المثل في إنجيل متى 25: 14-30. (م)

4 راجعها في إنجيل متى 5 و 6 و 7. (م)

5 هي "جمعية الأصدقاء" Friends؛ أسسها المتصوف الإنكليزي جورج فوكس (1624-1691) بهدف العودة بالمسيحية إلى بساطتها الأولى والاستغناء عن الكهنوت والطقوسية الدنيويين. لُقِّبوا بـ"الهزّازين" Quakers لأنهم كانوا في اجتماعاتهم يأخذون بالاهتزاز حين يستغرقون في الصلاة ويغلبهم الوجد. من مبادئهم التي لا يحيدون عنها المسالمة التي يترجمونها عملياً إلى رفض الخدمة العسكرية وإدانة الحرب. (م)

6 راجع إنجيل متى 5: 38-41. (م)

7 إنجيل متى 5: 44. (م)

8 إنجيل متى 5: 19. (م)

9 إنجيل متى 5: 22. (م)

10 مِسكويه، الحكمة الخالدة، بتحقيق وتقديم د. عبد الرحمن بدوي، بيروت 1983، ص 7؛ والقول للحكيم أوشهنج. (م)

11 راجع سفر التكوين 11: 1-9. (م)

12 H. P. Blavatsky, The Secret Doctrine, 2 Vols., London: The Theosophical Publishing Company, 1888.

نشير ههنا إلى وجود طبعة محققة من العقيدة السرية عُنِي بتحقيقها وقدَّم لها بوريس دو زيركوف:

H.P.Blavatsky, Collected Writings 1888, “The Secret Doctrine”, 3 Vols., The Theosophical Publishing House, Adyar, 1979.(م)

 

 الصفحة الأولى

Front Page

 افتتاحية

                              

منقولات روحيّة

Spiritual Traditions

 أسطورة

Mythology

 قيم خالدة

Perennial Ethics

 ٍإضاءات

Spotlights

 إبستمولوجيا

Epistemology

 طبابة بديلة

Alternative Medicine

 إيكولوجيا عميقة

Deep Ecology

علم نفس الأعماق

Depth Psychology

اللاعنف والمقاومة

Nonviolence & Resistance

 أدب

Literature

 كتب وقراءات

Books & Readings

 فنّ

Art

 مرصد

On the Lookout

The Sycamore Center

للاتصال بنا 

الهاتف: 3312257 - 11 - 963

العنوان: ص. ب.: 5866 - دمشق/ سورية

maaber@scs-net.org  :البريد الإلكتروني

  ساعد في التنضيد: لمى       الأخرس، لوسي خير بك، نبيل سلامة، هفال       يوسف وديمة عبّود