|
إيكولوجيا عميقة
قامت
القطيعة مع النظام القديم في الغرب الحديث
على حالة من الانفصام، تقوم، في آن معًا، على
العودة إلى الطبيعة، باعتبارها المنهل
والموئل والمصدر، وعلى الخروج على الطبيعة أو
اللاطَبْعَنَة dénaturalisation.
كلُّ مذهب فلسفي، في جملة أشياء أخرى،
منظومة فكرية تحكم مسلك الإنسان. لكن كلمة "فلسفة"
في الأصل اليوناني كانت تعني "محبة الحكمة"
– ونحن في حاجة إلى كلِّ ما نستطيع أن نحصِّله
من الحكمة لمواجهة تَبِعات التغيُّر المناخي
الكوكبي. وقد تطورتْ فلسفاتٌ عديدة جديدة
استجابةً للأزمة البيئية المتفاقمة؛ ومن بين
أكثرها أهمية مذهبٌ يُدعى "الإيكولوجيا
العميقة". وهو لا يدعو إلى أقل من إصلاح
شامل تام للطرق التي يعيش البشر وفقًا لها على
الأرض. الإيكولوجيا العميقة لا تعدم
النقَّاد ولا المنافسين. وهي، مثلها كمثل أية
طريقة جذرية الجِّدَّة في التفكير، تطرح
أسئلة أكثر ممَّا تجيب عن أسئلة. لكن بما أن
كلَّ تغيير كبير في اتجاه تاريخ البشرية
الحديث قد دعمتْه – أو أوْقَدَتْه – فلسفةٌ
جديدة، فإن ظهورها مبعث أمل كبير. مايكل إ. تسيمِّرمَن أستاذٌ للفلسفة
في جامعة تولين في نيو أورليانز؛ وقد عُيِّن
مؤخرًا عميدًا لقسمه. كتب الكثير في
التكنولوجيا والبيئة وأنهى مؤخرًا كتابًا
ثانيًا في فكر مارتِن هَيْدِغِّر. كما كتب
المقالات في الميثولوجيات المنحرفة التي
تروِّج لسباق التسلُّح والميثولوجيات
الجديدة التي ينبغي علينا إبداعها لإنجاز "شيء
غير الحرب". زار مايكل سياتل مؤخرًا لإلقاء
محاضرة حول الإيكولوجيا العميقة على أسماع
طلاب الفلسفة في جامعة سياتل. وقد انتهزتُ
الفرصة للتحدث إليه عن الإيكولوجيا العميقة،
عن علاقتها بالنسوية الإيكولوجية، عن لغز ما
بعد الحداثة، وكيف يمكن لمذهب فلسفي أن
يغيِّر العالم. أ. أ. ***
|
|
|